العمر : 34عدد الرسائل : 2688تاريخ التسجيل : 03/09/2008
موضوع: الحياء 17/1/2009, 10:54 pm
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اخوانى فى الله أعجبنى هذا الموضوع عندما قرأته فأردت أن أنقله لكم وسوف أنقله إن شاء الله على أجزاء .
الجزء الأول
صور من الحياء بين الاسلام والواقع
* عندما ترى شابا كريما يمشى فى أدب وتواضع لا ينظر الا فى حاجته ،يسارع الى مساعدة كل ضعيف واذا تكلم اليك أحسست أنه يقيم لكل كلمة وزنها ،بل ربما يتمنى لو أنه لم يتكلم بها ،نيحترم الكبير والصغير ،يحب الخير للناس ويعرف حق الجيران يحبه كل من يعرفه .
قلت :هذا شاب حيي
* واذا قامت زوجتك بزيارة بيت ،وتعرفت على أهله جيدا ،فقالت لك :نختار لولدنا بنتا من هذا البيت ، فهن محجبات غاضات للبصر لا يتكلمن الا اذا دعين ، مهذبات ،اذا تحدث أحد أمامهن فى غيبة أو نميمة ، سارعن برقة إلى موضوع آخر دون احراج المتحدث .
أدركت أن سر التزكية لهن الحياء
* وعندما ترى انسانا رقيق الحس والشعور ، يفرح بالحسنة التىيوفقه الله اليها ، ويحمده عليها ويسأله القبول ، ويحزن ويتألم كلما غلبته نفسه ووسوس له شيطانه فوقع فى سيئة فيحملها على رأسه كأنها الجبل ، فيسارع بالتوبة الى الله ، ويداوم على الندم .
علمت أنه من أهل الحياء
· واذا رأيت ضابطا لايقبل أن يحمل جنديا له حاجاته الخاصة ،يتعامل مع جنوده كما يتعامل مع زملاته وقادته ،لا يرضيه أن يقوم الناس له فى الذهاب والاياب ،عفيف اللسان لا يسب ولا يلعن ،يسعى لارضاء الله ، ولا يتكبر على أحد ، وليس معجبا بنفسه .
علمت أنه تربى فى بيت حياء
· واذا قرأت القرآن العظيم وعشت مع سيدنا موسى بعد أن سقى لبنتى شعيب ،وجاءته إحداهما تدعوه للذهاب الى أبيها ليعطيه أجر ما سقى لهما ، وتلاحظ وصف القرآنلهذه الفتاة (فجآءته احداهما تمشى على استحياء) تعلم أهمية الحياء حتى ان القرآنسجل هيئة هذه الفتاة الحبيبة ،تمشى على استحياء أى يسيطر عليها الحياء، تمشى مشية الحرائر ليس فيها تسكع ولا تلكع ،وتنظر الى فتياتنا فى الجامعات وهم كاسيات عاريات يلبسن ما يصف أو يشف ، وقارنت بينهن وبين راعيات الغنم المحتشمات أدركت مدى الغزو الجتماعى الاوروبى فى صفاتنا وملابسنا وتقاليدنا والنحدار الذى وصلنا اليه .
قلت : واحزناه على ذهاب الحياء من أمتى
· وعندما تقرأ القرآن وتعيش مع سيدنا موسى –عليه السلام –وهو يتحلى بالحياء الحق عند ذهابه لطلب العلم من العبد الصالح – الخضر - ، ماذا قال : (قال ستجدنى ان شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا ) ( الكهف 69 ) وعندما لم يصبر يقدم الاعتذار ( قال لا تؤاخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسرا ) [الكهف 73]
والحياء لا يمنع من طلب العلم ، ولا يمنع من البحث عن الحق ، ولا يمنع من الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ولذلك سألت أم سليم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يخص النساء وقدمت لذلك قائلة : ((يارسول الله ان الله لايستحى من الحق )) البخارى . أدركت أن الحياء لا يمنع من الحق وأن المجتمع الذى يتحلى وأهله بالحياء مجتمع يتميز بالنصيحة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وطلب العلم .
* وعندما تتذكر أحوال التلاميذ والطلبة سابقا وأحوالهم فى هذه الأيام ، وأسلوب تعاملهم مع المدرسين ، وما صارت اليه من فوضى ، وسوء المعاملة ، والجرأة فى غير الحق ، وما تفشى بين الطلبة من شرب للسجائر ، ومعاكسة الفتيات ، وعدم احترام المدرسين ،وما يبث فى أجهزة الاعلام من سخرية من المعلم مثل الأستاذ / حمام ، ىومرسة المشاغبين ، وخلو التعليم من المعانى العظيمة التى كانت تبث من قبل فى الكتب عن شرح الآيات القرآنية والامثلة الكثيرة التى كانت تدرس من خلال السيرة النبوية وسير الصالحين . أدركت سببا من اسباب ضعف فى الامة والدور الخطير الذى تقوم أجهزة الاعلام وغياب تدريس المجد الاسلامى والحضارة الاسلامية الشامخة .
· وعندما ترى الموظف متبلد الحس تجاه واجباته لا يهتم بالقيام بها، فإذا ذهبت اليه أهمل وأقام المشاكل أمامك ، أما إذا كنت صاحب واسطة ، أو قدمت اليه الرشوة رأيت كل الابواب مفتحة ، ورأيته يحترمك فوق كل ما تتخيل .
وبينما أنت على هذه الحالة جاءه صاحب حق مؤكد ، قليل الحيلة يقدم أدبا لا يملك سواه من أجل أخذ حقه ، فإذا بهذا الموظف يدعى الشرف والنزاهة ، ويرفع صوته ، يتبهى فى خيلاء عن انجازاته ومدى تفانيه فى عمله ، ويخرج من لسانه كلمات نابية تجاه هذا الذى لا يملك الا الادب . أدركت معنى البذاءة التى هى الحياء وتعجبت فى نفسك مما يحدث ، والجراءة التى يتكلم بها هذا الرجل ، ومدى الفساد المنتشر .
* وعندما تعيش كتاب الله فى قصة يوسف عليه السلام (وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربى أحسن مثواى انه لا يفلح الظالمون ) [يوسف 23] رأيت الحياء الكامل فى هذا الأسلوب ، وهو يعرض ما سقطت فيه هذه المرأة ، ولكن أسلوب القرآن يتعالى عن الخوض فيما يؤذى الشعور ، وعندما ترى ما قالته هذه المرأة بعد ذلك ( فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما ءامره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ) [يوسف 32]
أدركت الفرق بين الحياء والفجور ، وأن الطهر فى القول مطلوب ولو كان الحديث عن غير الصالحين . وقارنت بين سيدة ترغب فى الفساد ن وشاب يعرض عن الفساد .
وهكذا كلما رأيت من جمع له صفات الخير . قلت : عنه انسان حيي وكلما رأيت من جمع له صفات الشر . قلت : ذهب عنه الحياء
وتنظر الى المجتمع فينقبض قلبك مما ترى ، وتدمع عينك حسرة على ما تشاهد ........ ولكن الأمل لا ينطفئ ، ماكان القرآن باقى فى الأمة ، وما كانت السيرة تنير الطريق لكل مستنير ، وما دام راغبى الخي يسعون إليه ويدعون إليه .
احمد جاد عبدالوارث مشرف عام القسم الإسلامي
العمر : 34عدد الرسائل : 2688تاريخ التسجيل : 03/09/2008
موضوع: الحياء 
17/1/2009, 10:54 pm
