الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد
فإن الإنسان يحتاج في سيره في هذه الدنيا وطريقه إلى الدار الآخرة إلى أقوياء في علمهم وإيمانهم وأخلاقهم وثباتهم يعينونه ويؤازرونه ويناصرونه ويعاضدونه ويناصحونه ويثبتونه وعلى قدر ضعفه وقوته يكون سيره في الدنيا ضعيفاً أو قوياً وإذا كان سيره لوحده أو برفقته ضعفاء في علمهم أو في إيمانهم وعلاقتهم مع ربهم ، ضعفاء في أخلاقهم فإنه معرض للمخاوف والمخاطر والفشل والتقلبات في سيره والله يقول في كتابه ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) .إنها آية عظيمة من سورة نكررها كل جمعة منذ سنين (سورة الكهف ) .
فتعال لنقف معها ونطيل التأمل وهي جديرة بالتأمل والتدبر والبحث عن دررها وجواهرها والغوص في معانيها وجديرة بأن تخص بالكتابة والتأليف من خلال دروسها ومعانيها العظيمة .[i] وأضع بين يدي القارئ الكريم هذه الإشارات السريعة والهمسات اليسيرة من التأملات في هذه الآية العظيمة وهي خواطر وجهد مقل يعتريها القصور في ترتيبها وتراكيبها ..تقبلها الله قبولاً حسناً ، ففتح لها قلوباً وأصغى لها آذاناً وكتب الأجر والنفع لكاتبها وقارئها وناشرها والدال على الخير كفاعله .