قال الأخ الحبيب (( أبو إسحاق التطواني )) - حفظه الله - : تخريج حديث (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح...الحديث)
حديث أبي ذر الغفاري:
رواه الفاكهي في أخبار مكة (3/رقم1904)، وأبو يعلى في مسنده الكبير [كما في تفسير ابن كثير4/115] -وعنه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (6/411)-، والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (2/785/1402)، والحاكم في المستدرك (2/343) و(3/150) [وصحّحه على شرط مسلم!!!] من طرق عن المفضَّل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر -رضي الله عنه- يقول، وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)).
قال الذهبي في تلخيص المستدرك متعقبا الحاكم: "مفضّل خرج له الترمذي فقط، ضعفوه". وضعف إسناده أيضا ابن كثير في تفسيره (4/115).
قلت: وهذا سند واه؛ المفضل بن صالح الأسدي مُنكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم الرازي كما في تهذيب التهذيب (10/243)، وقد خولف في إسناد هذا الحديث كما سيأتي بيانه. وأبو إسحاق هو السَّبيعي ثقة مشهور يدلس، وقد اختلط في آخر عمره، ولم يسمع هذا الحديث من حنش، وحنش هو ابن المعتمر الكناني كوفي إلى الضعف أقرب، وما أحسبه سمع أبا ذر، فإن أغلب حديثه عن علي.
وقد وردت متابعات لمفضل بن صالح الأسدي، ولكنها ساقطة ولا بأس بذكرها:
1- متابعة الأعمش: أخرجها الطبراني في الكبير (3/رقم2637) والأوسط (3478) والصغير (391) –ومن طريقه ابن الشجري في الأمالي (1/153)-، وابن عدي في الكامل (4/197)، والحاكم في المستدرك (3/151) من طريق عبد الله بن داهِر، عن عبد الله بن عبد القدّوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.
وهذا سند ساقط؛ عبد الله بن داهِر الرازي رافضي مُجمع على تركه [تنظر ترجمته في لسان الميزان (3/282)]، قال فيه ابن عدي في الكامل (4/228): "وعامة ما يرويه في فضائل علي، وهو فيه متّهم".
2- متابعة الحسن بن عمرو الفُقيمي:أخرجها الطبراني في الأوسط (5390) من طريق أحمد بن محمد بن سوادة، عن عمرو بن عبد الغفار الفُقيمي، عن الحسن بن عمرو الفُقيمي، عن أبي إسحاق بإسناده سواء مرفوعا نحوه.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عمرو الفُقيمي إلا عمرو بن عبد الغفّار".
وهذا سند موضوع؛ عمرو بن عبد الغفار الفُقيمي الكوفي رافضي كان يتهم بوضع الأحاديث في فضائل أهل البيت كما في ترجمته من لسان الميزان (4/369)، وأحمد بن محمد بن سوادة الكوفي يعرف بخُشيش، قال فيه الدارقطني: "يُعتبر بحديثه، ولا يحتج به"، وقال الخطيب: "ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة" كما في ترجمته من تاريخ بغداد (5/10).
3- عمرو بن ثابت الكوفي:رواه الآجرّي في كتاب الشريعة (5/رقم1701) من طريق عبَّاد بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق بإسناده سواء مرفوعا.
ثم وجدت ابن قتيبة الدِّينوري قد رواه في المعارف من طريق أبي عتاب سهل بن حمّاد
قلت: سنده واه؛ عباد بن يعقوب هو الأسدي الرّواجني رافضي جلد، وهو وإن كان صدوقاً، فقد قال فيه ابن عدي في الكامل (4/384): "روى أحاديث أُنكرت عليه في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم". وشيخه عمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي رافضي شتّام، واختلف فيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنه ضعيف إلى الترك أقرب، وتراجع ترجمته في تهذيب التهذيب (8/9).
وقد خولف عباد الرّواجني فيه، فرواه الطبراني في الأوسط (5536) من طريق علي بن حكيم الأودي –وهو ثقة صدوق-، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن حنش ابن المعتمر، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.
فقال بدل أبي إسحاق السبيعي: سماك بن حرب، ولعل هذا الاضطراب في تسمية شيخ عمرو بن ثابت من عمرو نفسه، فقد تقدم أنه ضعيف.
وقد خولف المفضّل بن صالح وعمرو بن ثابت؛ فرواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/538) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدّثه، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر فذكر الحديث.
قلت: وهذه الرواية أولى، فإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من الأثبات كان قائد جدّه، وكان يحفظ حديثه، وهو من المُقدَّمين فيه، كما في تهذيب التهذيب (1/230). وقد رجّح طريق إسرائيل الدّارقطني في العلل (6/236/س1098).
تبيّن من هذا الإسناد أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الحديث من حنش بن المعتمر، إنما رواه عنه بواسطة، فيبقى السند ضعيفا، لجهالة الرجل المبهم، وكذلك لانقطاعه بين حنش وأبي ذر، ولا تغتر بتصريح بالسماع، فالسند إليه ضعيف، وأبو ذر الغفار توفي في عهد عثمان.
يتبع ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة المــوضوع:
وللحديث طرق أخرى واهية عن أبي ذر الغفاري لا بأس بذكرها:
1- الطريق الأولى: رواه الآجرّي في كتاب الشريعة (5/رقم1700) من طريق سيّار بن حاتم، جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي هارون العبدي، قال: حدثني شيخ، قال سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي...الحديث)).
وسنده ضعيف جدا؛ فيه أبو هارون العبدي، واسمه عُمارة بن جُوين، قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (ص408): "متروك مشهور بكنيته، ومنهم من كذّبه".
وشيخ أبي هارون العبدي المُبهم لا يُدرى من هو، ويحتمل أن يكون حنش بن المعتمر الكناني، والله أعلم.
2- الطريق الثانية: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/538)، والبزار في مسنده (9/رقم3900)، وابن عدي في الكامل (2/306)، والطبراني في الكبير (3/رقم2636) و(12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/273-274)، وابن الشجري في الأمالي (1/151) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال)).
قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- إلا عن أبي ذر من هذا الوجه، ولا نعلم تابع الحسن بن أبي جعفر على هذا الحديث أحدٌ".
وقال ابن عدي -وذكر له نفس الحديث عن ابن عباس-: "وهذان الإسنادان، لا يرويهما غير الحسن بن أبي جعفر".
قلت: وهذا سند ساقط بمرة، الحسن بن أبي جعفر الجفري مجمع على تركه، ينظر ميزان الاعتدال (2/228).
وعلي بن زيد بن جدعان البصري، متكلم فيه من جهة حفظه.
وسعيد بن المسيّب لم يسمع من أبي ذر شيئا كما في جامع التحصيل للعلائي (ص184).
3- الطريق الثالثة: رواه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في المطالب العالية (16/220/3973) -وعنه أبو الشّيخ في الأمثال (333)-، قال: حدثنا عبد الله بن عمر ابن أبان، ثنا عبد الكريم بن هلال [القُرشي]، أخبرني أسلم المكّي، أخبرني أبو الطّفيل أنه رأى أبا ذر –رضي الله عنه- قائماً على الباب، وهو ينادي: يا أيها الناس تعرفونني؟ من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا جندَب صاحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم، وأنا أبو ذر الغِفاري، سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن مثلَ أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركِبَها نَجَا، ومن تخلَّفَ عنها غرِق، وإن مثلَ أهل بيتي فيكم مثل باب حِطَّة)).
وهذا سند مُنكر: عبد الكريم بن هلال هو الخلقاني الكوفي، قال فيه الذهبي في المغني في الضعفاء (2/402): "لا يُدرى من هو، ضعّفه أيضاً الأزدي".
وأسلم بن سُليم المكّي مجهول العين، لم يُترجمه سوى ابن حبان في الثقات (4/46) من رواية عبد الكريم بن هلال الخلقاني عنه.
وقد خولف شيخ أبي يعلى في إسناده، وهذا السند أولى، وسيأتي بيان ذلك في الكلام على حديث أبي الطّفيل بإذن الله.
قلت: وفي الباب عن أبي الطفيل، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعن علي بن أبي طالب موقوفا سيأتي الكلام عليها بتفصيل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) حديث ابن عباس:
رواه البزار في مسنده (3/رقم2615-كشف الأستار)، والطبراني في الكبير (3/رقم2638) و(12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/273)، وابن بشران في الأمالي (2/رقم1549)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/306) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الصَّهباء، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرِق)).
قال البزار: "لا نعلم رواه إلا الحسن، وليس بالقوي، وكان من العُبّاد".
قال أبو نُعيم عقبه: "غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
قلت: سنده واه، فيه الحسن بن أبي جعفر البصري المعروف بالجُفري متروك، وقد تقدم.
2) حديث أبي سعيد الخُدري:
رواه الطبراني في الأوسط (5780) والصغير (825)، وابن الشجري في الأمالي (1/152 و153) من طريق عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي الكوفي، حدثنا عبدالرحمن بن أبي حماد المقري، عن أبي سلمة الصائغ، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم وسلم- يقول: ((إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركِبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرِق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطَّة في بني إسرائيل، من دخله غفر له)).
قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن أبي سلمة إلا ابن أبي حماد. تفرد به عبد العزيز بن محمد".
عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكوفي لم أجد له ترجمة، وشيخه عبد الرحمن بن أبي حماد، واسمه شُكيل الكوفي المقرئ، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/244) برواية جمع عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك ابن نقطة في تكملة الإكمال (3/199).
وأبو سلمة الصائغ هو راشد بن سعد الكوفي؛ قال فيه أبو حاتم الرازي [كما في الجرح والتعديل(9/384)]: "شيخٌ مجهول"، وقال أبو داود [كما في سؤالات الآجرّي (رقم496)]: "ما سمعتُ إلا خيراً". وشيخه هو عطية بن سعد العوفي فيه كلام يطول.
وللموضوع صلة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
3) حديث عبد الله بن الزُّبير:
رواه البزار في مسنده (3/رقم2613-كشف الأستار)، قال: حدثنا يحيى بن مُعلّى بن منصور، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((مثلُ أهل بيتي مثل سفينة نُوح، من ركِبها نجا، ومن تركها غرِق)).
قال البزّار عقبه: "لم نسمعه بهذا الإسناد إلا من يحيى".
قلت: وهو ثقة، وابن لهيعة اختلط، وكان يدلّس، وله نسخة يرويها عن أبي الأسود، وما أظن هذا منها، وهذا لا يحتمله ابن لهيعة، ولعل الخطأ من البزار، أو من شيخه، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري مشهور بالرواية عن عبد الله بن لهيعة مباشرة دون واسطة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4) حديث أنس بن مالك:
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/91) من طريق أبي الحسن علي بن محمد بن شداد المطرِّز، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا أبو سهيل القطيعي، حدثنا حماد ابن زيد بمكة وعيسى بن واقد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما مثلي، ومثل أهل بيتي كسفينةِ نوح، من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق)).
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، أبو الحسن علي بن محمد بن شداد المطرّز ترجمه الخطيب قي تاريخ بغداد (12/91)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وأبو سُهيل القُطعي لم يتبين لي من هو، وأبان بن أبي عياش البصري زاهد متروك. وأظن أن راويا سقط من الإسناد بين الباغندي أو شيخه، وبين حماد بن زيد، فالباغندي يروي عن مثل علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وسُويد بن سعيد ومن في طبقتهم، وهذه الطبقة لم تدرك حماد بن زيد، إنما تروي عنه بواسطة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5) حديث أبي الطُّفيل الكناني:
رواه الدولابي في الكنى والأسماء (1/76) من طريق يحيى بن سليمان أبي سعيد الجُعفي، قال: ثنا عبد الكريم بن هِلال الجُعفي، أنه سمع أسلم المكّي، قال: أخبرني أبو الطفيل عامر ابن واثلة، قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مثل أهلِ بيتي مثل سفينة نُوح من ركبها نجدا، ومن تركها غرق)).
قلت: خولف يحيى بن سليمان الجُعفي في إسناده؛ فقد رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده [كما تقدم] عن عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا عبد الكريم بن هلال، أخبرني أسلم المكّي، أخبرني أبو الطّفيل، عن أبي ذر الغفاري مرفوعا نحوه.
ويحيى بن سُليمان، أبو سعيد الجعفي، وثقه الدارقطني، وقال أبو حاتم الرازي: "شيخ"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "ربما أغرب"، وقال مسلمة بن قاسم: "..وله أحاديث مناكير".
فروايته لا تنهض لمخالفة عبد الله بن عمر بن أبان مُشكدانة الكوفي، فعبد الله مجمع على ثقته وجلالته، ليس فيه أدنى مغمز، فلا يشكّ حديثي أن روايته أولى بالتقديم، والله أعلم.
وفي هذا الإسناد علل أخرى تقدم ذكرنا لها في طريق حديث أبي ذر المتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6) حديث علي بن أبي طالب الموقوف:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (6/372/32115): حدثنا معاوية بن هشام، قال: ثنا عمار، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن علي، قال: ((إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكتاب حطة في بني إسرائيل)).+
معاوية بن هشام ثقة، وشيخه هو عمار بن رُزيق الكوفي ثقة أيضا، والأعمش ثقة مشهور بالتدليس، وشيخه المنهال ثقة، وعبد الله بن الحارث هو الأنصاري البصري، وليس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ فالثاني لم يذكروا من تلاميذه المنهال بن عمرو بخلاف الأول، وما أظنه سمه من علي بن أبي طالب شيئا، فجلُّ روايته عن ابن عباس، وعائشة، وغيرهما. فيكون هذا السند منكراً لعنعنة الأعمش، ولانقطاعه بين عبد الله بن الحارث الأنصاري وعلي بن أبي طالب، والله الموفق.
وللموضوع صلــــة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7) معضل المهديّ:وقد ورد هذا الحديث مُعضلا من حديث الخليفة المهدي العباسي:
ذكره ابن نقطة في تكملة الإكمال (3/141) بقوله: "وجهم بن السباق، حدث عن بشر عن الرشيد، عن المهدي بحديث مرفوع: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح..الحديث)). روى عنه محمد بن زكريا الغلابي".
قلت: لم أجد من وصله، ولعله في مسانيد الخلفاء للصّولي (ولا تطوله يدي الآن)، والإسناد باطل، الغلاّبي متروك متّهم (كما في لسان الميزان 5/168)، ومن فوقه إلى هارون الرّشيد لم أجد لهم ترجمة، والمهدي العبّاسي لم يسمع من أحد من الصّحابة، فالحديث بهذا الإسناد معضل باطل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (7/395) رداًّ على ابن المطهّر الحلّي: "وأما قوله: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح)، فهذا لا يُعرف له إسناد صحيح، ولا هو في شيء من كتُب الحديث التي يُعتمد عليها".
وضعفه كذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة برقم (4503).
وقد تقدّم معنا تضعيف الذهبي في تلخيص المستدرك (2/343)، وابن كثير في تفسيره (4/115)، ويضاف إليهما الهيثمي في مجمع الزوائد (9/168)، فقد ذكر أغلب طرق هذا الحديث وضعفها جميعاً.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (6/499): "وحديث سفينة نوح أنكرُ وأنكر".
ومن هنا فليعلم الإخوة أن حديث (سفينة نوح) مُنكر ضعيف لا يصحّ البتّة.
وقد أعجبني كلام للشيخ الألباني في الضعيفة لا بأس بنقله (10/ص11/رقم4503):
["ثمّ رأيت الخُميني قد زادّ على عبد الحُسين في الافتراء؛ فزعم (ص171) من كتابه ((كشف الأسرار)) أن الحديث من الأحاديث المسلَّمة المُتواترة!!
ويعني بقوله: ((المسلَّمة))؛ أي: عند أهل السنَّة!
ثم كذب مرة أخرى كعادته، فقال:
"وقد ورد في ذلك أحدَ عَشَرَ حديثاً عن طريق أهل السنة"!
ثم لم يسُق إلا حديث ابن عباس الذي فيه المتروك؛ كما تقدمَّ"] اهـ
وقد أوهم عبد الحسين الموسوي في مراجعاته (ص151) أن الحديث صحيح بعزوه لصحيحة المستدرك!!!!
فليت شعري هل كل ما في مُستدرك الحاكم صحيح؟!!
كلا، والله، بل في أحاديث موضوعة كثير، والحاكم عند المُحدّثين معروف بتساهله، لذلك كثر تعقّب الذهبي له في تلخيصه للمستدرك، وخاصة أحاديث الفضائل يسوقها كان الحاكم رحمه الله يتساهل فيها كثيراً، لذا فكثير منها ممّا أورده في مستدركه ضعيفة أو موضوعة، والله الموفّق..
وللموضوع صلة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت (أحمد بن سالم) : انتهى كلام الأخ الفاضل (( أبي إسحاق التطواني )) ، وهو منقول من (( منتديات شبكة الدفاع عن السنة )) .
قلت : وانظر (( سلسلة الأحاديث الضعيفة )) للشيخ الألباني - رحمه الله - (10/5-11/4503) .
__________________
العلمُ قـــالَ اللهُ قال رسولُه ** قالَ الصحابةُ ليسَ بالتمويهِ
ما العلمُ نَصْبَك للخلافِ سفاهةً ** بين الرسولِ وبين رأي فقيهِ
[تنبيه هام ] : ظهرت بعض المؤلفات للأخ (( أبي الأشبال أحمد بن سالم المصري )) ، ولستُ هو ، وإنما تشابَهت الأسماء فقط .
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن سالم المصري ; 04-06-03 الساعة 02:48 PM [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] #[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 22-01-06, 04:17 PM
|
<TABLE border=0 cellSpacing=6 cellPadding=0 width="100%">
<TR> <td noWrap>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] vbmenu_register("postmenu_391004", true);
وفقه الله </TD> <td width="100%"> </TD> <td vAlign=top noWrap>تاريخ التسجيل: 16-12-05 المشاركات: 48
</TD></TR></TABLE> |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بخصوص حديث السفينة ، فله طرق ذكرها الأخوة الأفاضل في مشاركاتهم السابقة ، و الذي إستوقفني الطريقين التاليين:
1. الحديث المرفوع:
حدثنا يحيى بن يعلى بن منصور (صدوق صاحب حديث و قال الذهبي: ثقة محدث) ينا ابن أبي مريم (سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري ثقة ثبت فقيه) ثنا ابن لهيعة (عبد الله بن لهيعة – صدوق إختلط بعد إحتراق كتبه) عن أبي الأسود (محمد بن عبد الرحمن بن نوفل-ثقة)عن عامر بن عبد الله بن الزبير (ثقة عابد) عن أبيه (صحابي) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق
وعلة هذا الحديث هو إختلاط الصدوق (ابن لهيعة) و كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله "يكتب حديث ابن لهيعة ليستشهد به مع أن ابن لهيعة ضعيف ومع ذلك قد يقوي أحمد رحمه الله حديثا يحتاج إلى تقوية بحديث ابن لهيعة رحمه الله مع ضعفه"
و الشاهد لهذا الحديث هو الحديث الموقوف التالي:
2. حدثنا معاوية بن هشام (صدوق له أوهام (التقريب) ، الذهبي: ثقة) قال ثنا عمار بن رزيق(لا بأس به و قال يحيى بن معين وأبو زرعة ثقة و روى له مسلم)، عن الأعمش (ثقة مشهور بالتدليس) عن المنهال (صدوق ربما وهم ، من رجال البخاري وثقه ابن معين) عن عبد الله بن الحارث (ثقة روى عن أبن عباس و عائشة و أبو هريرة و زيد بن الأرقم و غيرهم) عن علي قال إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل) (مصنف ابن أبي شيبة 6/ 372)
و الحديث هنا لاعلة واضحة به ، فعنعنة الأعمش عن شيوخه (و المنهال أحد شيوخ الأعمش) تحمل على الإتصال كما قال الذهبي في الميزان ، و اما عن عبدالله بن الحارث فقد روى عن بعض الصحابة (رضي الله عنهم) ممن عاصروا علي بن أبي طالب رضي الله عنه و الحارث ليس مدلسا لذى تحمل عنعنته على الإتصال مع إمكان اللقاء (على شرط مسلم)
و بالتالي فسند الحديث (وأنا هنا لا أتكلم عن متنه) لا يقل (حسب علمي) عن درجة (الحسن) بالطريقين السابقين و هذا هو رأي السيوطي (رحمه الله) حيث حسن الحديث في الجامع الصغير
و الله أعلى و أعلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
|