منتدى منارة دشنا
خيانات ال سعود GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
خيانات ال سعود GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خيانات ال سعود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابوالعبادي
مشرف عام أخبار ومناسبات الحراجية
مشرف عام أخبار ومناسبات الحراجية
محمد ابوالعبادي


ذكر

العمر : 59
عدد الرسائل : 887
تاريخ التسجيل : 25/05/2010

خيانات ال سعود Empty
06012012
مُساهمةخيانات ال سعود

لسعوديون والصهيونية .. دراسة في اللقاءات بينهما (الأصول والدوافع)


د. علي أبو الخير






نشرت جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس وزراء الدولة اليهودية التقى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز منذ عشرة أيام أي تقريبا يوم 15 / 9/ 2006 ؛ وأن المقابلة كانت سرية ؛ ولم تحدد مكان الاجتماع ولا طبيعة المحادثات ؛ وبطبيعة الحال نفى السعوديون مثل هذه الأنباء ؛ ولكن المتأمل للدور السعودي يجد أنه من المنطقي أن تكون هناك علاقات سرية بين السعوديين واليهود وذلك لسببين هما :



1– الارتباط السعودي بالسياسة الأمريكية ؛ الأمر الذي يؤكد أن السعوديين على علم بالدور الإسرائيلي الضالع في السياسة الأمريكية ؛ وأن خصوصية العلاقة بين الأمريكيين والسعوديين لا يمكن أن يكون على حساب حماية إسرائيل وسياستها المعلنة في فرض نفوذها وهيمنتها على دول المنطقة ؛ والاحتماء السعودي في السياسة الأمريكية يجعلها خاضعة للنفوذ الأمريكي والصهيوني ؛ وذلك من أجل ديمومة الحكم والاستمرار في السلطة ؛ وهي علاقة مزدوجة فالأمريكان يريدون النفط والهيمنة والسعوديون يريدون الحكم ؛ وهذا يستلزم علاقة مع اليهود في إسرائيل والعالم أجمع .



2– السبب الثاني هو الأموال السعودية المستثمرة في البنوك اليهودية بأمريكا وغيرها من الدول الغربية ؛ ويقدر البعض هذه الأموال ب 500 مليار دولار أمريكي ؛ وهو مبلغ هائل بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والعسكرية ؛ ومعظم هذا المال ملك لأفراد الأسرة السعودية ؛ والمحافظة عليه وعلى عوائده يتطلب السعي نحو إقامة علاقات سياسية واقتصادية ؛ سواء كان هذا على حساب القضية الفلسطينية أو على حساب الأماكن المقدسة في الحجاز.



هذه يقودنا إلى البحث عن جذور العلاقة بين السعوديين واليهود .



إن العلاقة بين السعوديين واليهود ليست وليدة اليوم ولكنها ممتدة طوال عمر الدولة السعودية ؛ ومن يقرأ مذكرات حاييم وايزمان أول رئيس وزراء صهيوني يجد الكثير مما هو مسكوت عنه في التاريخ السعودي ؛ وسبب السكوت هو الفقر العربي والمال السعودي الذي أخرس الألسن ؛ قال حاييم وايزمان في مذكراته : إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول ؛ والمشروع الثاني من بعده إنشاء الكيان الصهيوني بواسطته ؛ ويضيف نقلا عن تشرشل الرئيس الأسبق للحكومة البريطانية , والذي كان له دور أساسي وبارز في قيام الكيان الوهابي السعودي والكيان العنصري الصهيوني : ( في 11/3/1932 قال تشرشل : أريدك أن تعلم يا وايزمان أنني وضعت مشروعا لكم ينفذ بعد نهاية الحرب ( الحرب العالمية الثانية) يبدأ بأن أرى ابن سعود سيدا على الشرق الأوسط وكبير كبرائه , علي شرط أن يتفق معكم أولا , ومتى قام هذا المشروع , عليكم أن تأخذوا منه ما أمكن وسنساعدكم في ذلك , وعليك كتمان هذا السر, ولكن انقله إلي روزفلت , وليس هناك شيء يستحيل تحقيقه عندما اعمل لأجله أنا و روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ؛ هكذا أسس الإنجليز مشروع دولة آل سعود ومكنوهم من جزيرة العرب حيث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين كخطوة مرحلية لإقامة الدولة الصهيونية وتمكينها من القدس ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين والأرض التي بارك الله حولها, لأسباب لا تخفي علي احد, وهى إعاقة قيام الدولة العربية الموحدة كمشروع أساس لإقامة دولة الإسلام العالمية ؛ ولازال الأمر علي حاله بالرغم من المتغيرات الدولية وأهمها تحول مركز القيادة من بريطانيا إلي أمريكا وبروز الأفكار البراجماتية الانجلوسكسونية التي تحرك السياسة الأمريكية والتي بدأت تعلم تمام العلم انتهاء مهمة النظام السعودي بعد أن تحققت جميع الأغراض التي أسس لأجلها, وهى تدمير المشروع القومي , وتشويه الدين الإسلامي , وإحكام قبضتها علي المنطقة , ولم تعد قادرة علي تحمل استهجان الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي المطالب بضرورة تغيير هذا النظام الجاهلي بعد أن تمكنت الصهيونية من فلسطين وأهلها تفعل بها وبهم ما تشاء دون رقيب أو حسيب, والخطر بات يهدد الحرمين الشريفين .



علاقة السعوديين بالإنجليز وتأسيس الدولة



قراءة ما قاله جون فيلبي في كتابه (40 عاما في البحرية) :



إن قضية فلسطين لم تكن تبدو ( لآل سعود ) بأنها تستحق تعريض العلاقات الممتازة التي تربطهم مع بريطانيا وأمريكا ؛ وكان أساس الاتفاق لإنشاء الوجود السعودي أن تقوم سياسة آل سعود علي عدم تدخلهم بأي شكل من الأشكال ضد مصالح بريطانيا أو أمريكا واليهود في البلاد العربية والإسلامية وأهمها فلسطين ؛ يقول فيلبي : والحق لابد أن يقال فقد حزن عبد العزيز حزنا شديدا في أعقاب هزيمة الجيوش العربية في فلسطين , وقد كشف جون فيلبي سر هذا الحزن الشديد قائلا : ( كان انتقال الجزء الغربي الذي احتفظ به من فلسطين إلي مملكة الأردن أمرا أكثر مما يستطيع عبد العزيز استساغته... لأنه كان يريد ضمه إليه أو إلي الكيان الصهيوني...( ولأنها إرادة الإنجليز فلم يستطع معارضتها ) ولكنه عارض بشدة إنشاء حكومة عموم فلسطين في غزة التي كانت تحت سيطرة الحكومة المصرية ) هذا هو الموقف المتخاذل لآل سعود, ولكن التاريخ يسجل بطولة الكتيبة العربية التي خرجت أفرادا من الجزيرة العربية متطوعين من أجل الهدف المقدس وهو تحرير الأرض من الصهاينة



ولمعرفة من هو جون فيلبي ننقل من وثائق المخابرات البريطانية وكتاب ( تاريخ آل سعود : خدمات آل سعود لليهود ) ..



يقول جون فيلبي: (لقد أصبحت مهمتي المكلف بها من المخابرات الإنكليزية بعد مقتل الكابتن شكسبير، قائد الجيش السعودي، هي: الدعم والتمويل والتنظيم والتخطيط لإنجاح عبد العزيز آل سعود في مهمته).. كما يفضح جون فيلبي دعم اليهود لآل سعود ، واتصال «بن غوريون» مع عبد العزيز آل سعود. قال جون فيلبي: إنه (بعد مصرع قائد جيش عبد العزيز آل سعود الكابتن شكسبير على أيدي قوات ابن الرشيد في نجد ، وصلت رسالة من رئاسة المخابرات الإنكليزية في لندن تؤيد وجهة نظر السيد برسي كوكس ـ حينما كنت سكرتيراً له في العراق ـ وتحثه الرسالة بدعم عبد العزيز آل سعود وتعيين جون فيلبي خلفاً للكابتن شكسبير وتسليمه كامل المسؤولية للعمل بكل وسيلة تمكنه من دحر خصوم ابن السعود.. وكانت الرسالة تلك بداية لترك عملي كسكرتير لرئيس مكتب المخابرات في الجزيرة والخليج السير برسي زكريا كوكس لأتفرّغ إلى مهمة أهم من عبد العزيز آل سعود، وإعادة تنظيم جيشه وتمويله ، وإيجاد ميزانية خاصة له وتسليحه بالذخيرة والسلاح ، وإحياء الأفكار الوهّابية ، والقيام بإيجاد عملاء لنا مهمتهم تزويدنا بمعلومات عن خصوم ابن السعود الأقوياء ، مع بث أفكارنا بينهم، وبث الإشاعات المرجفة في هذه المدن والقبائل والقرى المعادية ، و ركزنا على كسب العديد من الوجهاء ورجال الدين في البلاد ، كما استطعنا أن نخلق وجهاء جدد في المناطق التي لم يرض وجهاؤها السابقون السير معنا، وسارت الأمور بقيادتي على أحسن ممّا أراده قادتي في لندن والخليج ، الشيء الذي نلت عليه منهم الثناء ـ كما ذكرت في مكان آخر ـ وبعد سقوط حكم ابن الرشيد في حائل وسقوط عرش الحسين ابن علي في الحجاز أنشأنا إمارة شرق الأردن ونقلنا إليها الأمير عبد الله بن الحسين، وكلف الانكليز أشخاصاً غيري لمراقبة وتوجيه عبد الله وتنظيم الإمارة الجديدة، إلاّ أن هؤلاء الأشخاص ما استطاعوا ترويض الأمير عبد الله الذي ظن أن هذه القطعة الجديدة من الأرض التي منحت له ما هي إلاّ «ملكه الخاص وعرشه البديل للعرش الضائع» في الحجاز وأنه بإمكانه التصرف بمزاجه بعيداً عن خطّنا المرسوم وأن بإمكانه أن يجعل من الأردن منطلق هجوم ضد ابن السعود لاستعادة العرش الهاشمي الذي منحه الإنكليز لعبد العزيز، وكذلك ظن أن بإمكانه استعادة عرش سوريا الذي منحه الإنكليز لأخيه فيصل ثم تنازل عنه الإنكليز للفرنسيين، ثم عمل الإنكليز جهدهم أخيراً لتخليص سوريا من الفرنسيين!.. ومن أجل ذلك رأى قادتي أنه لا مناص من ذهابي إلى الأردن في مهمة ترويضية.. وكانت أول جملة كلّفني السير برسي كوكس بنقلها للأمير عبد الله هي «أن يقبل عبد الله بما قسم الله له، وأن لا يجعل من عشه الجديد ثكنة حربية ضد عبد العزيز آل سعود بحجة العمل لاستعادة العرش الهاشمي الملغى ذكره ووجوده في الحجاز وإلى الأبد»، وأيضاً يجب أن أفهم عبد الله ألاّ يحرك ساكناً ضد فرنسا في سوريا ولبنان ، وأن يسلم الثوّار السوريين للسلطات الفرنسية في دمشق، وأن يتعاون مع الوجود البريطاني واليهودي في فلسطين ، وأن يسلّم لابن السعود الحجازيين والنجديين والشمامرة الذين هربوا معه أو لجئوا إليه فأخذ يعدهم في الأردن لمضايقة ابن السعود.. هذه هي أسس المهام التي كلّفت من قيادتي بترويض الأمير عبد الله عليها)!..



ويتابع جون فيلبي سرد الذكريات قائلاً: (وبعد شهرين من وصولي إلى الأردن قمت بجولة في أنحاء فلسطين وكانت الثورة الفلسطينية في بدايتها ويعيش الإنكليز في قلق منها، فحاول بعضهم توسيط الأمير عبد الله لدى الثوار الفلسطينيين بإيقاف الثورة، فحبذت الفكرة لعلمي أن عبد الله سيفشل في وساطته لعدم نفوذ الأمير عبد الله بين الفلسطينيين ، وبالتالي سيكون الجو مهيئاً لصديقنا العزيز عبد العزيز فتنجح وساطته فترتفع أسهمه لدى الإنكليز أكثر فأكثر، وهذا ما تمّ فعلاً، وما اقترحته بعد فشل عبد الله في الوساطة، إذ اقترحت توسيط عبد العزيز آل سعود ، وهكذا نجح عبد العزيز بما فشل فيه عبد الله عام (1936م)، بل إنه بمجرد أن عرض عبد العزيز آل سعود وساطته لدى وجهاء فلسطين قبلوا وساطته بإيقاف الثورة ضد الإنكليز، واثقين مما تعهد لهم عبد العزيز به وأقسم لهم عليه قائلاً: «إن أصدقاءنا الإنكليز تعهدوا لي على حل قضية فلسطين لصالح الفلسطينيين ، وإنني أتحمّل مسؤولية هذا العهد والوعد » وقد نقل لهم هذه الرسالة ابنه فيصل ثم أحلق به ابنه الثاني سعود.. وكان النجاح وساطة عبد العزيز آل سعود صداها القوي لدى الإنكليز واليهود ، وكانت المنعطف الأكبر في تاريخ فلسطين، وعزّز ذلك النجاح الباهر كافة آرائي بعبد العزيز أمام رؤسائي بل وحتى أمام خصومي في «المكتب العربي بالقاهرة» الذين ما زال بعضهم يؤيد الهاشميين ويعتبرهم أصلح لنا من آل سعود..



وأثناء رحلتي تلك إلى فلسطين عرجت إلى تل أبيب وقابلني الزعيم اليهودي ديفيد بن غوريون وكان فرحاً لنجاح الوساطة السعودية التي أوقفت الثورة الفلسطينية، إلاّ أنه أبدى قلقه من سبب ابتعادي عن عبد العزيز آل سعود وقال: إن وجودك «يا حاج عبد الله» مهم بالقرب من عبد العزيز هذه الأيام، فقلت لابن غوريون: «إننا لم نعد نخشى على عبد العزيز آل سعود، فلديه من الحصانة ما يكفي لتطعيمي وتطعيمك!.. كما قد حصنّاه سابقاً بعدد من المستشارين العرب، بالإضافة إلى أن هناك من يقوم الآن بدوري لديه، مع أنني لم أبتعد هذه الأيام عنه لغير صالحه في ترويض خصومه في شرق الأردن».



هنالك ظهرت على وجه بن غوريون علامة الارتياح، وتشعّب الحديث مع بن غوريون في أمور هامة تتعلق في الشؤون العربية ومستقبل اليهود ، وأخبرت بن غوريون أن أمير شرق الأردن عبد الله بن الحسين كان في منتهى الشراسة بعد أن أخرجناه من الحجاز، وكان يكنّ الحقد حيناً ويظهره أحياناً لبريطانيا على فعلتها بتسليم عرشه لعبد العزيز آل سعود، ومن أجل ذلك أخذ يتبنّى العديد من الرجال المعارضين لعبد العزيز والمعارضين للفرنسيين والانكليز واليهود على حدّ سواء ، وهو ما زال يكره ابن السعود ويجعل من الأردن مكان تجمّع لخصوم ابن السعود معدّاً إياهم للعودة بهم في حرب خاطفة يعيد بها ما فقدوه في الحجاز وحائل ونجد وعسير، فقال بن غوريون: «نحن ندرك هذا تماماً ونقدّر جهودك، والذين اختاروك لاشكّ يدركون ما لديك من مقدرة فائقة على ترويض الأمراء العرب». قلت لابن غوريون: «قبل أيام أخرجت جيش الإخوان المسلمين السعوديين لتأديب الأمير عبد الله فهددوا كيانه ، فاستنجد بي لإنقاذه منهم مبدياً الكثير من التودد والطاعة لبريطانيا، وبذلك أوعزنا لعبد العزيز آل سعود بإيقاف جيش الإخوان عند حدّهم قبل أن يدخلوا الأردن وينزلوا فيها الدمار.. إلا أن عبد العزيز لاقى صعوبة في صد هذا الجند البدوي الشرس صعب الترويض والمراس فاضطررت إلى إعطاء الأمر للطائرات الحربية البريطانية المرابطة في الأردن لتأديبهم ، ولو لم توقع الطائرات بهم بعض الخسائر لما تراجعوا وما سمعوا كلمة شيخهم عبد العزيز آل سعود!..



لكنه رغم ما أصاب عبد الله من هلع كان مازال شرس الطباع ضد بريطانيا ، ممّا جعلني أوحي إلى قبيلة ابن عدوان في الأردن بالخروج لضرب عبد الله وتطويق قصر الشونة لإرهابه كنوع من أنواع الترويض ، وحينها استنجد عبد الله بي مرة أخرى قائلاً : إنني أعرف أن كل هذه الأعمال ما حدثت إلاّ بعد مجيئك يا حاج فيلبي بغية ثني إرادتي عن مقاومة حبيبكم عبد العزيز آل سعود.. إنني أعدك بإبعاد هذه الفكرة نهائياً ، لكنني أرجو إعفائي من مسألة إبعاد الذين لجئوا معي من الحجاز ونجد هرباً من وحشية صاحبكم وجنوده التي أنت أعرف الناس بها. وما مجزرة تربة و الخرمة والطائف ببعيدة عن ذاكرتك.. فقلت لعبد الله: إنني أعدك ببذل كل مجهود لحمايتك بعد أن أتضح لنا أنك لا تنوي بابن السعود شراً أما اللاجئين فرأيي بهم كما تراه أنت، هو ألاّ نسلمهم لابن السعود على ألاّ يقوم أيّ أحد منهم بنشاط ضده.. فقال عبد الله: إتفقنا يا حاج فيلبي!.. وهكذا تخلى عبد الله عن أفكاره الوطنية والقومية في غزو الحجاز أو إثارة أيّ نوع من الشغب ضد ابن السعود بعد أن جمع لهذه الفكرة كل مخلّفات جيشه وجيش والده الهارب من الحجاز، جاعلاً من الأردن «أرض ميعاده الجديدة» لإخراج السعوديين من الحاجز ونجد)..



وأردف جون فيلبي قوله: (وبذلك اطمأن بن غوريون وابتسم معبّراً عن غبطته باستقرار الأمور لصالح ابن السعود وبما توصلّت إليه من ترويض للأمير عبد الله بن الحسين، وقال بن غوريون وابتسامة الرضا بادية على وجهه من حديثي : «إذن أنت ما زلت أيها العظيم على علاقة حسنة بالرجل العظيم» قلت لابن غوريون: «من تقصد بالرجل العظيم»؟.. فقال بن غوريون: «وهل هناك مقصود في المنطقة العربية خلاف ابن العم عبد العزيز بن سعود».. قال بن غوريون كلمة «ابن العم» وهو مدرك تمام معرفتي بتسلسل النسب السعودي المنحدر من قبيلة بني القينقاع اليهودية ، ثم أخذ بن غوريون يعدّد لي زعماء وملوك وقادة اليهود الذين دخلوا الدينين المسيحي والإسلامي و غيرهما من الأديان لخدمة الهدف اليهودي والذين حكموا العالم عملاً بتحقيق الغاية الكبرى لبني إسرائيل فأورد أسماء كثيرة. واختتم بن غوريون حديثه عن ملوك وقادة بني إسرائيل عبر التاريخ مفاخراً بقوله:



«وهكذا ترى يا شيخ عبد الله كيف كانوا ملوكنا وقادتنا عبر التاريخ صنّاع حضارة وتاريخ ومجد عن عهد سليمان و داوود إلى عهد ابن السعود» ).. وبتابع جون فيلبي اعترافاته فيقول: (ولما عدنا إلى الحديث عن الأمير «الحجازي الأردني» عبد الله الذي نقلناه من الحجاز لإقامة جبرية ينشىء خلالها دولة جديدة في صحراء الأردن السورية أيّد بن غوريون إقامة مثل هذه الدولة على أن تكون مملكة فيما بعد. كما أيد إقامة مملكة ابن السعود قائلاً: إن جذور الملكية هي التي تضرب في الأرض أكثر من سواها. وقال: «إننا بإقامة هاتين المملكتين ستطمئنّ قلوبنا لوجود سياجين حاميين لدولة إسرائيل المزمع قيامها في الوقت المناسب لولادتها ولادة لا تشويه فيها ، وهذا لا يتم بالطبع إلاّ بإقامة التحصينات حولها باسم العرب الذين نثق بهم». وعدت أداعب بن غوريون قائلاً: «أنت قد عدّدت لي الكثير من الملوك والقادة اليهود الذين حكموا العالم لكنك لم تتطرق لنسب ملوك بني هاشم وهل هم من اليهود أم لا؟!..» فقال بن غوريون وهو يبتسم: «حتى وإن كانوا من اليهود فإنني لا أحبذ أن ينتسب إلينا أي مهزوم، أمّا نسبنا مع ابن السعود فهو ثابت أكثر من سواه».. وفي نهاية اللقاء طلبت بن غوريون مرافقتي للأردن لمقابلة الأمير عبد الله، ويومها رافقني وأعددت له المقابلة في مسكني ـ مقر المندوب السامي ـ رغم تردد الأمير عبد الله في المقابلة التي قبلها من باب استدرار عطفي طالباً أن يكون المكان خالياً من سوانا نحن الثلاثة ، وفي اللقاء تبادر عبد الله وبن غوريون كلمات الود والتعاطف والمجاملات ، وقطع الأمير عبد الله وعده لبن غوريون في تلك المقابلة «بتأييد القضية اليهودية العادلة»..



وبعد الاجتماع حمّلني بن غوريون رسالة خطية لعبد العزيز آل سعود لأسلمها له شخصياً حينما ألتقي به في اللقاء المرتقب، وحينما جئت لأودّع الأمير عبد الله متجها إلى الحجاز متمنياً من سموه تكليفي بأية خدمة يريد مني تأديتها لسموّه في الحجاز، ابتسم عبد الله وهو يودّعني ويقول: «إن الخدمة التي أود تأديتها لي هي أن تخلص لي من صميم قلبك بل تمنحني ولو بعض إخلاصك لابن السعود» وسألني عبد الله قائلاً: «هل لي بمعرفة شيء من مهمتك في الحجاز الآن؟» قلت: «إنها يا سمو الأمير «مهمة حج لقضاء حاجة» كما يقول المثل النجدي».. والحقيقة أنني تعودت قضاء فريضة الحج في مكة مع عبد العزيز كلما سنحت لي الفرصة لأكون معه قريباً من الله!..



وسافرت من الأردن إلى مكة وهناك قابلت الصديق الصدوق عبد العزيز آل سعود المتلهف لأخباري، وما أن قابلته في مجلسه الواسع وسألني عن «العلوم» أي الأخبار حتى أفهمته بإشارة يفهمها مني تمام الفهم وتعني «أن فضّ هؤلاء الناس الموجودين في المجلس» ففضهم ، ولم يبق سوانا نحن الاثنين ـ عبد الله فيلبي، وعبد العزيز ـ فطمأنته من أنني صفّيت الوضع في الأردن لصالحه وصالح بريطانيا ، ثم قرأت عليه رسالة بن غوريون التي جاء فيها قول بن غوريون لعبد العزيز «يا صاحب الجلالة.. يا أخي بالله والوطن» وكانت لكلمة «يا صاحب الجلالة» رنة في أذن عبد العزيز فهي أول كلمة يسمعها عبد العزيز بعد توليه العرش ، إذ لم يتعوّد من عرب نجد سماعها أو دعوته إلاّ باسمه المجرد (يا عبد العزيز) أو (يا طويل العمر) على أكثر تقدير.. وعندها استوقفني عبد العزيز عن تلاوتي لرسالة بن غوريون متسائلاً يقول: «لماذا يدعوني ـ بن غوريون ـ صاحب الجلالة وأخوه بالله والوطن؟!» فقلت لعبد العزيز: إن جميع أهل أوربا لا يلقبون ملوكهم إلاّ بأصحاب الجلالة لأنهم ظل الله في الأرض!..، أما قول بن غوريون عن «أخوّتك بالله والوطن»، «فكلنا إخوة له بالله والوطن وأنت أعرف بذلك!!»..



فقال: (ألآن فهمت.. أتمم رسالتك يا حاج» فتلوت الرسالة التي جاء قول بن غوريون: «إنّ مبلغ العشرين ألف جنية إسترليني ما هو إلاّ إعانة منّا لدعمك فيما تحتاج إليه في تصريف شؤون ملكك الجديد في هذه المملكة الشاسعة المباركة، وإني أحب أن أؤكد لك أنه ليس في هذا المبلغ ذرة من الحرام فكله من تبرعات يهود بريطانيا وأوربا الذين قد دعموك لدى الحكومة البريطانية في السابق ضد ابن الرشيد وكافة خصومك ، وجعلوا بريطانيا تضحي بصديقها السابق حسين لأجلك لكونه رفض حتى إعطاء قطعة من فلسطين لليهود الذين شرّدوا في العالم» )..



و يتابع فيلبي قوله: «لقد استوقفني عبد العزيز مراراً متسائلاً عن الكثير من جمل تلك الرسالة ، من ذلك أنه سألني عن مبلغ الـ (20) ألف جنيه إسترليني قائلاً: «وهل ينوي بن غوريون تهديدي بهذا المبلغ الذي بعثه لي بواسطتك؟ وهل عرفت حكومة بريطانيا العظمى بهذا المبلغ؟ وهل استلامي للمبلغ من بن غوريون لا يغضب حكومة بريطانيا فتقطع عني المرتب الشهري والعون؟..» قلت: «أبداً.. إن اليهود في بريطانيا هم حكام بريطانيا بالفعل، إنهم الحكم والسلطة والصحافة والمخابرات البريطانية، إن لهم مراكز النفوذ الأقوى في بريطانيا، وكانوا وراء دعمك وعونك ، ووراء الاستمرار في صرف مرتبك حتى الآن عن طريق المكتب الهندي.. كما كانوا في السابق وراء قطع هذا المرتب لاختبارك هل سترفض أو لا ترفض التوقيع بإعطاء فلسطين لليهود»..



قال عبد العزيز: «وهل اطلع أحد على رسالة بن غوريون هذه»؟ فأجبته: «لم يطّلع عليها سوى أربعة»!!. فبدا على وجه عبد العزيز الامتعاض الشديد أثناء تساؤله بلهفة عن معرفة هؤلاء الأربعة الذين اطلعوا على الرسالة!: «من هم الأربعة؟؟.. من هم الأربعة يا حاج فيلبي؟.. أنا لا أخشى غضب أحد إلا غضب الله وبريطانيا!» قلت لعبد العزيز إن هؤلاء الأربعة هم: «الله وأنا وبن غوريون وعبد العزيز» فضحك عبد العزيز لهذا وهو يقول: «الله الأول عالم بكل شيء. أمّا الثلاثة الباقون فقد ضحكوا على الله ـ لكنني أسألك عن ـ عبيد الله ـ و على الأخص ـ عبد الله ـ الذي في الأردن ـ هل أخبره بن غوريون بشيء حينما التقى معه؟» ويقصد بذلك أمير الأردن عبد الله ـ الملك عبد الله فيما بعد ـ ..



قلت : «لم يعرف عبد الله أي شيء ؛ وأنت تعلم أننا لو أردنا إطلاعه على الأسرار التي بيننا وبينك لما منحناك عرشي الحجاز ومنحناه غور الأردن».. وانتهى اللقاء بتحميلي وصية شفهية من عبد العزيز لبن غوريون يقول فيها: «قل للأخ بن غوريون إننا لن ننسى فضل أمنا وأبونا بريطانيا ، كما لم ننس فضل أبناء عمنا اليهود في دعمنا وفي مقدمتهم السير برسي كوكس ، وندعو الله أن يلحقنا أقصى ما نريده ، ونعمل من أجله لتمكين هؤلاء اليهود المساكين المشردين في أنحاء العالم لتحقيق ما يريدون في مستقر لهم يكفيهم هذا العناء»!. ورجعت من «الحج قاضياً حاجتي».. وفي الأردن أخبرت الأمير عبد الله «أن عبد العزيز بن سعود يسلّم على سموكم وأننا سوف نجري مصالحة بين الطرفين نظراً لما تقتضيه مصلحة الجميع». وفي اليوم التالي لوصولي بلّغت رسالة «صقر الجزيرة» لبن غوريون.. و«صقر الجزيرة» هو الاسم المتعارف عليه في ملفات المخابرات البريطانية. إنه عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود).. انتهى.



السعوديون وحرب 1948



لكي نعرف ما قدّمه السعوديون في الحرب الفلسطينية يكفي أن نأخذ هذه الفقرة من مذكرات القائد طه الهاشمي الذي كان رئيساً للّجنة العسكرية المنبثقة سنة (1947 ـ 1948) عن جامعة الدول العربية للإشراف على حرب فلسطين وقد نشر هذه المذكرات في جريدة «الحارس» البغدادية ، قال الهاشمي: «إنّ الحكومة السعودية أبرقت للّجنة العسكرية عن أسلحة معدّة لإنجاد فلسطين موجودة في (سكاكة) بالصحراء السعودية ، فأرسلت الحكومة السورية طيّارات عسكرية فأحضرت تلك الأسلحة لدمشق ، وسلّمتها إلى المصنع الحربي التابع للجيش السوري لفرزها و لتقرير مدى صلاحيتها ، فإذا هي أسلحة عتيقة متعددة الأنواع، والأشكال، فيها الموزر والشنيدر، والمارتيني الخ ، وفيها بنادق فرنسية ، وإنكليزية، وعثمانية، ومصرية ويونانية، ونمساوية وكلها بدون جبخانة وكلها مصدئة (خردة) لا تصلح لقتال…».



ثم قال الهاشمي: «إنّهم وجدوا بين هذه الحدايد بنادق ممّا تعبّأ بالكحل من فوهتها وتدك من الفوهة أيضاً، وأنها من مخلّفات حملة الجيش المصري على الوهابين في أوائل القرن التاسع عشر... (انتهى) ».



وليس هذا فقط فإنّ رؤساء الوفود العربية في هيئة الأمم المتحدة أرسلوا عشية الموافقة على قرار تقسيم فلسطين عام (1948) برقية إلى الملك السعودي يلحّون عليه بإصدار تصريح ؛ مجرد تصريح ـ يهدّد فيه بقطع البترول إذا صوّتت أمريكا على التقسيم واعترفت بإسرائيل.



فماذا كان ردّ الملك؟



كان أن أعطى تصريحاً معاكساً قال فيه:



«إنّ المصالح الأمريكية في السعودية محميّة ، وان الأمريكيّين هم من «أهل الذمّة»، وإنّ حمايتهم، وحماية مصالحهم واجب منصوص عليه في القرآن الكريم!».



وهكذا تمّ تقسيم فلسطين، وإقامة إسرائيل، واعتراف أمريكا بالدولة المغتصبة بعد إعلان قيامها بدقيقة واحدة



ملوك الذهب والصحراء



في العدد (1637) من مجلة «آخر ساعة» المصرية الصادر في (18) مايو (1966) كتب الكاتب الفلسطيني وجيه أبو ذكرى ضمن مقال طبول بعنوان (هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود) يقول تحت عنوان (ملوك الذهب والصحراء!):



ثم يأتي الدور الخطير الثالث من أسباب هزيمتنا على أرض فلسطين. وهو دور الملك عبد العزيز آل سعود. فلم يكن الشعب العربي يطلب منه رجالاً أو سلاحاً.. كل ما كان يرجوه أن يضغط على أصدقائه الأمريكان. لكي يضغطوا بدورهم على العصابات الصهيونية. وكانت وسيلة الضغط : ذلك السلاح الرهيب الذي يملكه العرب حتى الآن ولم يحاولوا إشهاره في وجه العدو.. سلاح البترول.. ولخطورة هذا السلاح أنقل هذه الحادثة: «انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة وبدأت أمريكا تلعب لعبتها القذرة لتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب. ونشط المندوبون العرب لمحاولة إحباط المشروع الذي عرض على الجمعية العامة للمنظمة الدولية، وكان بين العرب الأمير عادل أرسلان. وذهب إلى أحد الوفود يستعطفه ليقف بجانب الحق العربي.. فقال له الرجل: «لديكم أيها العرب الورقة الرابحة ولكنكم تخشون اللعب بها!» وأشار الرجل إلى وزير خارجية السعودية وكان وقتها الأمير فيصل ـ الملك الحالي في وقته ـ وقال له الرجل.. «لو ذهب هذا الأمير إلى جورج ماريشال وزير الخارجية الأمريكية وهدده بقطع البترول إذا ناصرت أمريكا اليهود. لوجدت هذه القاعة كلها تقف بجانب العرب.»!.



ولكن.. هل هذا هو كل خيانة الرجعية السعودية؟.. لا.. إنها أكثر من ذلك بكثير.



وهنا.. سأترك الصديق الراحل للملك عبد العزيز يحكي بنفسه قصة عبد العزيز وخيانته الواضحة لقضية فلسطين.. وصديق الملك كان سنت جون فيلبي، الذي أسلم!. واعتنق المذهب الوهّابي، وأصبح مستشار الملك عبد العزيز.. يقول جون أو الحاج عبد الله فيلبي أو مستشار الملك.. في كتابه «40 عاماً في البحرية»: «إن مشكلة فلسطين لم تكن تبدو «لابن سعود» بأنها تستحق تعريض علاقاته الممتازة مع بريطانيا ـ وأمريكا أخيراً ـ للخطر! ويقول جون فيلبي: «وكان مستقبل فلسطين كله بالنسبة ـ لعبد العزيز آل سعود وآل سعود كلهم ـ أمراً من شأن بريطانيا الصديقة العزيزة المنتدبة على فلسطين. ولها أن تتصرف كما تشاء، وعلى عبد العزيز السمع والطاعة». «وكان من أساس الاتفاق لإنشاء الوجود السعودي أن تقوم سياسة آل سعود على أن لا يتدخل الملك عبد العزيز وذريته من بعده بشكل من الأشكال ضد المصالح البريطانية والأمريكية واليهودية في البلاد التي تحكمها بريطانيا أو تحت انتدابها أو نفوذها ومنها فلسطين». «وكان الملك عبد العزيز يعلن أن العرب سوف يخضعون لتقسيم فلسطين إذا فرضته بريطانيا العظمى.. وقد تقدمت لعبد العزيز باقتراح للموافقة بتسليم فلسطين كلها إلى اليهود مقابل استقلال البلاد العربية كلها. وضمان إسكان أهلها الذين سيخرجون منها بطريقة كريمة»!. «والرجال الذين حوله كانوا لا يوافقون على آراء الملك بالنسبة لقضية فلسطين. فكان من رأي الملك أنه لا يرى في فلسطين ما يستحق أن يحمله على شل علاقته ببريطانيا وأمريكا».



ويبدو أن هذه الإعجاب كان متبادلا بين بريطانيا وأمريكا وبين الملك عبد العزيز في الفترة الأخيرة في حياته التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة، وأنه قد حمله ونستون تشرشل زعيم بريطانيا على التفكير بأن يجعل من الملك السعودي زعيما لا ينازع للعالم العربي!». «لقد أعلن الملك رأيه بصراحة بأن العرب لن يوافقوا على التقسيم أو يعترفوا بأيّ حق لليهود في فلسطين، ولكنهم سيذعنون حتى إذا ما فرضت بريطانيا عليهم التقسيم».لا أعتقد أن هذه الآراء في حاجة إلى مجرد تعليق، ولكن ـ والحق يقال ـ إن الملك عبد العزيز قد حزن حزناً عميقاً في أعقاب هزيمة الجيوش العربية في فلسطين.. واسمعوا من مستشاره ـ جون فيلبي ـ سرّ هذا الحزن العميق!.. يقول جون فيلبي:ـ «.. وكان انتقال الجزء العربي الذي احتفظ به من فلسطين إلى ملكية عبد الله ملك الأردن أمراً أكثر مما يستطيع الملك عبد العزيز استساغته»!. «لأنه كان يريد ضمه إليه أو إلى إسرائيل، ولذلك وقف في الوقت نفسه موقف المعارضة من إنشاء حكومة عموم فلسطين في قطاع غزة الذي يحتله المصريون، لأنه يخشى أن تقوى هذه الحكومة فتثير القلاقل من جديد ضد اليهود. وقد اتفق مع تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وكذلك مع الرئيس الأمريكي روزفلت على توزيع الفلسطينيين في البلاد العربية، ومن أجل ألاّ يكون للفلسطينيين أيّ كيان، قام الملك عبد العزيز آل سعود بإغراء جمال الحسيني ـ الذي عينته حكومة عموم فلسطين في غزة ـ وزيراً لخارجيتها، أغراه عبد العزيز ليصبح من مستشاريه في الرياض مقابل مبلغ غير قليل من المال بناء على طلب من أمريكا وبريطانيا كما عمل عبد العزيز لتفتيت بقية ـ حكومة عموم فلسطين ـ بالمغريات وغيرها»!.. هذا هو الموقف الصريح للرجعية اليهودية السعودية ، ولكن أحداً لا ينسى بطولات الكتيبة «العربية» التي خرجت أفراداً من الجزيرة العربية دون رضا آل سعود، واستشهد معظمها بعد أن اشتركت في الحرب كان مقدارها (700رجل) ومع ذلك تبنّاها عبد العزيز بعد أن نالت سمعة جيدة لكنه فتتها وقال: «إن بريطانيا أرادت إقامة إسرائيل.. وستقوم إسرائيل»!!.



ومع ذلك كان عبد العزيز يدعو للإنجليز في خطبه ؛ وحسب ما أورده حافظ وهبه كان عبد العزيز حليفاً دائماً ، وصديقاً وفياً للانكليز، فكان يذكرها ويشكرها في خطبه وغيرها ، وهذا مثال من أقواله بحق الانكليز ، جاء في خطبة ألقاها بمكة المكرمة عام (1362هـ)، قال: «ولا يفوتني في هذا الموقف أن أتمثل بأنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله ، فأثني على الجهود التي قدمتها الحكومة البريطانية بتقديم بواخر الحجّاج ، وتسهيل سفرهم ، كما أثني على مساعدتها ، ومساعدة الحلفاء القيّمة ، ومتابعتهم تتميم تموين البلاد ، وما يحتاجه الأهالي من أسباب المعيشة وغيرها ، وكذلك لابدّ من الإشارة إلى أن سيرة البريطانيين معنا طيبة من أول الزمن إلى آخره». ويعلم الكبير والصغير أن الإنكليز والحلفاء ، وأية دولة استعمارية يستحيل أن تفعل شيئاً بقصد الخير والإنسانية، وإذا فعلت مع بلد من البلدان ما يبدو كذلك فإنما تتخذ منه وسيلة إلى التسرب إلى أسواقه، والسيطرة على مقدراته.. إن الاستعمار ينافق ويتصنّع، ليمتصّ دماء الشعوب..



وغريب أن تخفى هذه الحقيقة على الملك عبد العزيز، وأن يقول ، وهو الوهّابي الذي يصلّي في أول الوقت غريب أن يقرن شكر الله بشكر الإنكليز، ويقول: من لم يشكر الناس ـ أي الإنكليز ـ لم يشكر الله، هذا مع العلم بأن الوهابية ـ كما قدمنا ـ يقولون بفساد الصلاة وجميع العبادات إن أديت عند قبر نبي أو ولي، لأنّها، والحال هذه، تكون مشوبة بعبادة صاحب القبر ، أو تؤدي إليها بزعمهم.. إذن، كيف ربط الملك عبد العزيز شكر الله بشكر الإنكليز، بحيث لا يقبل الأول بدون الثاني؟



القرابة السامية بين السعوديين و اليهود



هذا ما قاله وجيه أبو ذكرى قبل أربعين عاما ( وهي نفس ما أوردناه من مذكرات جون فيلبي آنفا ) ؛ وكان جمال عبد الناصر في ذروة دعوته القومية وكان يتوعد اليهود ؛ ولكن الملك فيصل كان له رأي آخر فقد قال الأستاذ ناصر السعيد: [وفي الستّينات سلّطت الأضواء ـ من إذاعة صوت العرب، وإذاعة الثورة اليمانية في صنعاء على: «يهودية آل سعود» فحاول الملك فيصل إثباتها بنوع من التحدّي والتفاخر، لكنه حافظ على خط الرجوع إلى «إسلامه) المزيّف حينما قال: إن قرابة آل سعود لليهود هي قرابة «سامية»!.. وذلك من خلال تصريحاته لصحيفة «واشنطن بوست» في (17) سبتمبر (1969م) التصريحات التي تناقلتها عدد من الصحف العربية ومنها«الحياة» البيروتية بقوله:«إنّنا واليهود أبناء عم خلّص، ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض ، بل نريد التعايش معهم بسلام»!.. واستدرك يقول: «إنّنا واليهود ننتمي إلى «سام» وتجمعنا السامية كما تعلمون ، إضافة إلى روابط قرابة الوطن ، فبلادنا منبع اليهود الأول الذي منه انتشر اليهود إلى كافة أصقاع العالم».



هكذا قال الملك فيصل بن عبد العزيز، وقد نشر هذا الاعتراف في الصحف المذكورة ومثيلاتها.. لكن أحداً لم يعره كبير اهتمام ؛ خاصة أن هزيمة 1967 جعلت الصوت السعودي يتعالى بالحكمة والتغني أنه الذي طالما حذر من الوقوع في فخ المغامرات ؛ وهي نفس المقولات عن حزب الله بعد أربعين عاما ؛ أي أن الساسة لم تتغير ؛ وربما يسأل سائل عن المال الذي يرسله السعوديون للفلسطينيين ؛ وللإجابة عليه نقول إن أمريكا نفسها ترسل بعض المال إلى الفلسطينيين ؛ وكله من أجل تبييض بعض الوجه أمام المسلمين و للإدعاء أنها تقوم بواجبها نحو أخوة العقيدة ؛ وحسب ما قاله الدكتور مرتضى الرضوي فإن أصل السعوديين أصل يهودي ؛ ولكنا لن نذهب إلى المدى الذي وصل إليه لأن الأصول عادة لا تشفع ؛ فكثير من اليهود عبر التاريخ أسلموا وحسن إسلامهم ؛ كما أن هناك من اليهود الذين أسلموا كيدا للإسلام وأهله ؛ وكذلك هناك من المسلمين الذين باعوا ضمائرهم ونفذوا سياسات الأعداء ؛ فالعبرة هنا ليست بالأصل بقدر ما هي تتفيذ سياسة أو تأصيل مفاهيم ؛ وهذا ما نراه ظاهرا في السياسة السعودية منذ إنشاء الدولة حتى الآن



السعوديون واليمن والأصول



ألقى قادة الثورة اليمانية (القبض) على يوسف بن مقرن الياهو في (19/12/1962م) حينما تسلّل إلى اليمن ، واعترف يوسف بكلّ تحركاته بين فلسطين المحتلّة والجزيرة العربية ، واعترف بصلاته الوثيقة العريقة بآل سعود، واعترف بكتاب ألفه عن يهود الجزيرة و حينما سألوه عنه قال: «لقد حزنت كثيراً على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناءً على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز إنه يريد طبعه لكنّه تبيّن أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود ، و لكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً، لأن لعبد العزيز أعداء من اليهود التقدّميّين لا يؤيدون طريقته ، وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له : «دعنا نتولى طبعه نحن»، ضحك عبد العزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال : «هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم ، لأنني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدّي تجعلني أسير حسبما يرون وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون ، لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة» وقال لي عبد العزيز: «وعلى كل حال فإنّ الكتاب موجود لدى الأخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه». ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: «لقد نقلت وصوّرت ما يهمني من الكتاب وسلّمته لعبد العزيز».فقلت لفيلبي: «إنّني أخشى أن يحرقه عبد العزيز» فقال فيلبي: «إنه فعلاً ينوي إحراقه» ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب، بقوله:



(إنه كتاب مهمٌّ وهو ليس «نبع نجران المكين في تراث أهله الأوّلين»، فقط، وإنّما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود). وقال جون فيلبي:



«يا أخ يوسف.. إن الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب إلاّ إذا ذهبت روحه ، وإنه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكلّ أولاده وإنّما لأعزّ أولاده ، وقد اطلع عليه جمع كثير من أقاربه، وإخوته ومنهم شقيقه: عبد الله بن عبد الرحمن، اطلع عليه قسم من كبار أولاده ، وقال لهم عبد العزيز:



(على كل حال يعيالي ـ أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلاّ لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، إنّها «ثلاثة الأصول» الحقيقية التي ذكرها ابن عبد الوهاب)!..



هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن ، وقد أذيعت من الإذاعة قبيل الساعة الخامس من بعد ظهر يوم (20/12/1962) كما اعترف أنه مواطن سعودي، وسافر بجواز سعودي إلى فلسطين عام (1947) بمهمّة، وأخذ يتردّد بعدها بين إسرائيل والأردن، و خيبر، والرياض، ونجران، وجدّة ، والمدينة، وتبوك، واليمن، وقال: إن لآل سعود علاقات جيدة بإسرائيل، وإنهم يسبونها علناً ويتعاونون معها سرّاً». وقال: «مع أنّ المخفي أصبح مكشوفاً في دوائرهم».



وقال يوسف بن مقرن الياهو: «وللتغطية والتستّر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتّى: أن المملكة السعودية لن تقبل بإدخال اليهود الذين يحملون جنسيات أميركية مزدوجة، ولكون الأمريكان يدركون أن مثل هذه «الإعلان» ما هو إلاّ من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيّين والعرب فإنّهم يستقبلون مثل هذا الإعلان بالابتسامات العريضة».. وحينما قال المحقق لليهودي:



(هل نعرف من كلامك هذا أن السعودية تتعاون مع اليهود؟).. قال اليهودي:



«إن هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس.



أما اليهود الأمريكان فإنّهم يعملون كخبراء، أو فنّيين، أو في دوائر تابعة للجيش و دوائر الأمن».. وحينما قال له المحقق: (أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟). قال اليهودي السعودي: «أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدّهم سواءٌ بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وكل يهودي لاشك أنه يعمل لصالح اليهود ، وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي».



وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟. أجاب: «إن لديّ نسخة ثانية في نجران، وإذا كان يهمكم هذا فأعاهدكم أنني سأقدّمها لكم في حال الإفراج عنّي، على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها».. ولقد سجّلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدّث عنه الرئيس عبد الله السلاّل قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم (26/12/1962) وقال: «إننا سنقدّم هذا اليهودي الشرير الذي يقوم مجموعة من المرتزقة والجواسيس بين السعودية والأردن وإسرائيل ليسمع العالم كلّ شيءٍ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن، وضد فلسطين ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود ، وكيف دخل آل سعود في الإسلام، ولماذا؟».



ولكن وبقدرة الأيدي القذرة التي تعمل في الخفاء، ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممّن تسبّبوا بهزيمة الثورة في اليمن وإغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من إذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلاّل إلى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!.. فحلّ حسن العمري مكانه، و العمري كما هو معروف من العملاء «الأصلاء» للسعودية.. وما هي إلاّ أيّام ثلاثة من تولّي العمري «نيابة السلاّل» حتى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران علماً أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن ، وتسلّمه الأمير خالد السديري فنقل إلى جدّة، وعاد إلى نجران ثانية ثم سافر عبر الأردن إلى فلسطين المحتلّة، ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمّة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ (80 ) ؛ وكتابه قد طوته الريح النفطية ولم يعد يتحدث عنه أحد ولا يعرف الشباب السعودي عنه شيء ؛ ولكن من الإنصاف الاستمرار الحديث عن ذاك الكتاب في مذكرات فيلبي الذي يقول : في أمسية من أماسي عام (1931) كان ركبت إلى مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي ، وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه: محمد التميمي، (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود).. فما أن استراح فيلبي من وعثاء السفر حتى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية ، وعن عميدها المسمّى «يوسف بن مقرن الياهو» ليسلّمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلّم «فيلبي» يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوش عليها اسم «ماري تريز» وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك ، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه، وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته ، ثم قدّم إلى فيلبي كتاباً خطّياً بعضه بالعربية، وبعضه بالعبرية اسمه العربي: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأوّلين» ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولاً لدى كثير من الخاصة في نجد ، ولكنّ التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقاً وكلّف يوسف اليهودي رسول الملك «فيلبي» أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديراً لعاطفته وصلاته المتكرّرة ليهود نجران بعامة، وليوسف وإخوته بخاصة ؛ وقد كان في الكتاب (شيئاً خطيراً) حمل فيلبي أن يذاكر بشأنه زميله الإنكليزي الآخر (هـ. ر. ب دكسن) المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقرّرا معاً وجوب طي الكتاب، وعدم إظهاره حرصاً على المصلحة الاستعمارية.



وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي ـ قوله : لقد أغاظني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود، ومع أنه كان يثني عليهم ، ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم ، إلاّ أنه كان يذمّ العرب والمسلمين ويقول:«أنهم لا يصلحون لتولّي أمور الناس». وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتاب مفاخراً بها بقوله: لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همساً، ويوصلها جيل إلى جيل ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكاً، ولا بطشاً، وقد جاء والحمد لله هذا اليوم المنتظر الذي نقول فيه: إن السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى «بني القينقاع»، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدّم ذكره ، والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّاته، والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجدّ السادس ، وقد تفرّع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه: (مكرن) الذي سمّي «مقرن» أخيراً وهو واحد من أجداد آل سعود. وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين». ينقلها الشيخ حسين فيقول: «قال لي التميمي: إنه شاهد في كتاب: «نبع نجران المكين» أن الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو: «عائلة مردخاي» وأنّ هذه العائلة اليهوديّة كانت منبوذة ، وكانت تتعاطى التجارة، وأنّه ـ أي التميمي ـ تذكّر أنّه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبد العزيز ، وأنه أحسّ أخيراً أنّه زيّف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية». ويقول التميمي: «لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة، ووجدت أسباب حيرة أجداد الـ «مردخاي» وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية، وأن الأمر لم يكن سهلاً أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة الـ «مردخاي» وهضم هذا الاسم ، فالقبائل تأبى الدخيل ، وتلفظه، واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجد وأمام العشائر المجاورة لها. فوقع اختيارهم على عشيرة «المصاليخ» وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته ، وعدم تحسّسه بالحسّ القبلي ، والنعرة العشائرية، بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق، وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام، والتابعة لمشيخة ابن ملحم.



وكانت هذه الفكرة اليهوديّة محكمة كلّ الإحكام، فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش «المصاليخ»، وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود». وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي قوله:



«كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النّسب الذي يربطه بآل سعود، وكان يتكلّم بالمعاريض، وحرص أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي. وكان في الكتاب تفاصيل للأحداث النجرانية، وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدّث بلا تحفّظ، أو بشيءٍ من التحفظ حينما أخبره فيلبي أنّني مؤلف الشجرة السعودية ، فكان ممّا عرفناه منه أن آل سعود الأوّلين كانوا يعطفون عليهم ، ولم يتنكروا للرحم حتى جدّه الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الأمر إلى عبد العزيز، واستقرت به الحال، وأطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم، والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به، ويغدقه عليهم، على أنّ عبد العزيز لم يسمح لهم في حال من الأحوال بأن يتصلوا به شخصيّاً ، وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلاة القربى». انتهى .



ورغم تحفظنا الذي ذكرناه من قبل عن الأصول السعودية يبقى التساؤل حائرا عن الأسباب التي تدعو من يصفون أنفسهم بأنهم خدام الحرمين الشريفين يلتقون سرا مع دعاة الصهيونية الأمريكية ؛ بخلاف ما ذكرناه في مقدمة البحث من سببين هما النفط وكرسي السلطة



الاتصالات السعودية الصهيونية مستمرة



ذكرت قناة النار أن الأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن القومي السعودي قد زار تل أبيب بعد الحرب على لبنان ، وعقد لقاءان سرية مع قادة أمنيين وسياسيين إسرائيليين، وحمل معه تمنيات واستعدادات الرياض لتطبيع في العلاقات مع إسرائيل يتم على مراحل ، وحسب الأوضاع والظروف؛ وهذه الزيارة هي الثانية التي يقو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

خيانات ال سعود :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

خيانات ال سعود

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: قسم الأدب والفنون :: مدونة الأستاذ محمد أبو العبادي-
انتقل الى: