[b][b]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فكلنا يعرف ما سمعناه فى السالف من آبائنا ( الزواج نصف الدين ) ولكن هل تسائلنا عن سبب هذه المقولة ولماذا قيلت ؟
ذكر المناوي رحمه الله في فيض القدير 6/177 (وذلك لأن أعظم البلاء القادح في الدين شهوة البطن وشهوة الفرج وبالمرأة الصالحة تحصل العفة عن الزنا وهو الشطر الأول فيبقى الشطر الثاني وهو شهوة البطن فأوصاه بالتقوى فيه ؛ لتكمل ديانته وتحصل استقامته وهذا التوجيه أولى من قول بعض الموالي : المرأة الصالحة تمنع زوجها عن القباحة الخارجية فعبر بإعانتها إياه بالشطر بمعنى البعض مطلقاً أو بمعنى النصف
وعن المقدام بن معد يكرب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن أخرجه الترمذي وحسنه .
نعم. المقدام يقال: "معد يكرب" وبعضهم يقول: تقول: "معد يكرب" أو "معد يكرب" حديث: ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن الحديث لا بأس به، جاء في رواية يحيى بن جابر الطائي عن المقدام، وإن كان لم يسمع منه، لكن رواه النسائي من رواية صالح المقدام عن أبيه عن جده برواية صالح، وهو وإن كان فيه لين لكنه في باب الشواهد، وقد رواه ابن ماجه أيضا من طريق آخر، فهو بهذه الطرق والمتابعات يقوى ويكون من باب الحسن لغيره.
والحديث حديث عظيم ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن وهذا يبين أن البطن هو شر وعاء حينما يملأ، ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، ثم قال: فإن كان فلا بد فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه .
وقد جاءت الأخبار في فضل التقلل والزهد، وعدم الإكثار، وجاءت أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من حديث أبي هريرة، ومن حديث ابن عمر، ومن حديث سلمان، أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: إن أطولهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة هذه الأخبار اختلف العلماء في صحتها، لكن محمولة على أنها إذا كان يصرف عن طاعة الله الواجبة، أو يصرف عن أداء الحقوق الواجبة، أو الشبع وهو الشبع الذي يثقل عن الطاعة وهذا واقع؛ لأنه حينما يشبع كثيرا فإنه يغلبه ويضعفه عن الطاعات الواجبة، وما أدى إلى أمر محرم يعلمه ويغلب على ظنه، فإنه يكون أمرا محرما.
وهذا الحديث أصلٌ في الطب وقد أجمع عليه العلماء -على معناه- وأجمع عليه الأطباء، حتى قال بعضهم: لو أخذ الناس بهذا الحديث لأغلقت المارستانات ودكاكين الصيادلة، ولم يحتج إلى شيء، وهل أهلك البرية، كما قال الحارث بن كلدة - وهو طبيب العرب -: "هل أهلك البرية، والوحوش في البرية إلا إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام". وقال -ويروى في الأثر-: " أصل كل داء البردة" والبردة هي التخمة، ولا يصح مرفوعا عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
وكان الحارث بن كلدة يقول: "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء" فهذا أمر مجرب وأمر واضح، ولهذا أمر أن يجعله أثلاثا كما في الخبر عنه -عليه الصلاة والسلام- نعم. [/b][/b]