منتدى منارة دشنا
وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:19 pm

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي


[الشخصيات حسب الظهور]



بُنْدق : في الأربعين من العمر _ يبدو نصف مجنون معظم الوقت.

المختار: في الخمسين أو يزيد قليلا – ضخم الجثة – لا يبدو ذكيا.

عشاشه : في الستين – حادة الطباع – جريئة – بها مسحة من الجمال

قُنْـبر : في الأربعينات – حاد الملامح – ذكي – خبيث.

بدران: في الستين من العمر– طيب الملامح – موضع احترام الناس.

بدَّار : شاب في العشرين – ابن بدران وصديق زهرة– نقي.

زَهرة: فتاة جميلة في العشرين – ابنة زوج عشاشة– صديقة بدار.

أكيرْما : كاهن المعبد – في الخمسين– ثعباني الملامح والحركات.

ناصح : في الخمسين من العمر – متوسط الذكاء.

نافع : في الستين – ضخم الجثة.

ناجح : فوق الستين – ضعيف البنية – حاد الذكاء.

زمردة: شابة في العشرين – جميلة.

وردة: شابة في العشرينات – متوسطة الجمال.

مساعد : شاب في العشرين – حاد الطباع.

مقبل : في العشرينات – هادئ الطباع – حريص.

تامر : في العشرينات – قليل الكلام – قوي البنية.

مسعود : والد زهرة وزوج عشاشة _ في الستين – طيب الملامح.

كهنة.

رجال.

نساء.

صبية.



المشهد الأول :

المنظر : مدينة خرافية، ملابس أهلها لا تنتمي للعصور الحديثة كما أن طراز أسوارهـا المعماري غير محدد ، هو خليط من الطرز المعمارية لحضارات بادت ؛ مثل الإغـريقية والفرعونية والبابلية وربما العصور الحديثة أيضـا. الأسوار عالية ، لـونها قاتم ما بين الأسود والبني. يغلب على ألوان الملابس اللون الأبيض.



ساحة المدينة، الوقت قرب غروب الشمس، أسوار المدينة الداكنة تبــدو في حمرة الغروب وكأنها لطخت بالدماء، مجموعة من أهل المدينة يحتشـدون في الساحة مطرقي الرؤوس، يدخل رجل في الأربعين من العمر في ثياب غير معني بها، لا يتوجه بحديثه إلى أحد، هو يتحدث في المطلق. من تواجدوا في الساحة تتملكهم مشاعر متباينة ما بين الإشفاق والملل.



الرجل : مكتوب.. مكتوب..

أصوات : يوووووه.. بندق؟!!..

بندق : مكتوب في الألواح الأولى.. تهجر كل الآلهة جبال الثلج.. وتسكن قمم سحاب المدن الكبرى.. ومعابد تلك الأرباب.. تقشر كل قداستها.. وتسلم مفتاح العفة لمجانين الشهوة.. من يدخل معبد تلك الآلهة مدان.. ومن يهجرها كافر.. كافر مكتوب.. من يقرأ؟

[يبسط يده أمام أعين البعض ومنهم المختار الذي يدير له ظهره]

هل تقرأ ؟!! من يقرأ..!!

عشاشة: لا من يقرأ.. ولا من يسمع يا بندق.. !!

بندق : طوبى للجهلة.. في الوقت الضائع.. كهانا سيصيرون.. طوبى للقتلة ونساء المتعة.. قديسين يصيرون ورهبانا.. مكتوب.. من يقرأ؟!! من يسمع..؟!!

[ينصرف في نفس اتجاه خط سيره مرددا كلماته، يسود الصمت، المختار يـتجول بين الناس بطريقة بندولية تزيد من جو التوتر، أصوات طيور البوم والغـــربان تشكل خلفية المشهد، ترتفع لتحتـل المقدمة الصوتية أثناء الصمت.]

المختار : [متوقفا فجأة ]

لا تجعلوا ذلك المجنون يبول في آذانكم..

قنبر :الآلهة ستبقى في جبل الحكمة والبلور.. في قمم جبال الثلج وسيبقى المعبد مفتاحا لدخول العالم في السلم الدائم بالخير..

المختار :يا أهل المدينة.. ابتهجوا… ترضى عنكم آلهة الكون و كاهنها..

قنبر :لهم المجد

أصوات :آمين

المختار :لماذا كل هذا الحزن؟.. أنا مختاركم.. أغناكم.. أنا وحدي الذي فقد الكثير من العبيد والأتباع..!! ومع هذا لا أشعر بكل هذا الحزن..!!

عشاشة :طبعا.. لأنك ما تزال تملك الكثير.. يكفيك سهل النوار يا مختار المدينة!!

المختار : لترعى الآلهة مـا عندي وتحفظ.. ولتجعل في عين الحــاسد والحاسدة الملح.. ابتعدي عني يا عشاشة.. أنت الشـؤم نفسه.. ابتعدي أو اصمتي

عشاشة : أنا من أهل المدينة.. من حقي أن أتكلم.. كلكم يعرف أن الوحش الشـرير.. لم يتـرك لي أحدا.. لا زوجا ولا ولدا.. لا جديا ولا شاة لم يعد لي غير[زهرة] ابنة زوجي.. وهذا المختار لم يفعل شيئا سوى جمع المال..!

قنبر : للمعبد..!!

بدران :طبعا للمعبد.. [في رجاء وتأنيب] يا عشاشة.. تخيري الكلمات..

المختار: احمدوا الآلهة.. وقدموا القرابين للمعبد.. الآلهة الصبورة..الرحيمة بنا… سلطت الوحش علي عبيدكم وأتباعكم.. وحفظت أرواحكم…!! لماذا لا تصلون شاكرين.. ؟!!

أصوات :الحمد للآلهة..

فتى :كأننا نسمع ما قلته حين قضى الوحش علي أغنام المدينة..!!

عشاشة :هل تذكر يا بدار يا ابن الشيخ بدران؟

بدار :طبعا يا خالة..

عشاشة :أتذكر ما قلت يا مختار المدينة يومها؟

المختار :وماذا قلت يا بومة المدينة؟

عشاشة :[مقلدة المختار] احمدوا الآلهة.. فقد أبقت لكم الأبقار..!!

[أصوات ضحك مكتوم ، يهم المختار بالرد على عشــاشة ولكنه يتوقف أمام الشيخ بدران]

المختار :أيعجبك هذا يا شيخ بدران؟.. وهل تسمح لولدك هذا بالجري خلف تلك المرأة الشؤم.. من أجل فتاة تزعم أنها تحبـه. وليتها كانت ابنتها..؟!!

عشاشة :لم تكن تجسر على هذا القول حين كان رجالي حولي.. لكن بعـد أن أخـذ الوحش زوجي.. وأولادي.. [تبكي] تجرأت علي.. وعلى ابنته زهره..

المختار :يوووه.. ما أقرب دمعكن؟!!

بدران :دعك من كلام الصبية والنساء والمجانين.. واستمع إلي.. نحن نقدم كل يوم ضحايا يا مختار..

المختار :إنها أضحيات..!! تأخذها الآلهة لترضى عنا.. وترعانا يا شيخ بدران اضحيات..!! [يبحث حوله عمن ينجده] قل لهم يا قنبر.!!

قنبر : كل ما يستحق الرعاية ترعاه الآلهة

ناصح :ما الذي ترعاه الآلهة يا نافع..؟

نافع : أغنامنا وأبقارنا يا ناصح.. التي [مشيرا إلى فمه].. ألا تستحق الرعاية

ناجح : وعبيدنا.. ألا تستحق الرعاية؟

المختار : تضحياتي.. ليست أقل من تضحياتكم يا ناجح.. !!

قنبر : بل أكثر يا مختار..

ناجح : صدقت...

بدار : نعلم.. المختار الهالك والدك.. قتله الوحش مثل كثير من العامة

قنبر : لترحمه الآلهة الرحيمة..

أصوات : آمين..

عشاشة : لم يستمع نصحي..!! قلت له لا تذهب إليه.. لم يستمع إلي..

قنبر : لم يذهب دمه هدرا.. لقد تقبلت الآلهة تضحيته.. ترحمه الآلهة

أصوات : ترحمه الآلهة..

قنبر : وحرمت على الوحش تخطي أسوار المدينة.. [أكيرما] الكاهن الأعظم.. خاطب الآلهة لها المجد..

[ينحني الواقفون ركعا ويسجد الجلوس عدا عشاشة وبدار]

أصوات : لها المجد.. آمين..

قنبر : آمين.. فسمعت له..

عشاشة : يا أهـل المدينة.. اجعلوا عقولكم كلها في رأسي.. أنا أكاد أجن..!!

المختار : بل لقد جننت بالفعل..!! أنت لا تقدسين الكاهن المبجل.. رفيق الآلهة حافظ معبدها..

قنبر : له المجد

أصوات : له المجد آمين..

عشاشة : يا ناس.. إن كان الكاهن قد خاطب الآلهة فحرمت علي الوحـش تخطي الأسوار.. لماذا لم تمنعه من قتل عبيدنا؟!!

قنبر : الآلهة تطلب القرابين..

بدران : ألا يكفي ما قدمنا من أغنام وأبقار وعبيد.. لم يعد لدينا سـوى..

عشاشة : الأرواح يا شيخ بدران..الوحش الشرير لن يرضي بغير دمنا نحن… أرواحنا نحن..

أصوات : سلاما.. سلاما..

[يدخل بندق صامتا يقلب عينيه في القوم وقد صمتوا للحظات]

بندق :الآلهة الجوعى لا تطلب أدعية.. بل دما يريد إلهك..!! كالثيران العطشى.. تمتص الماء المالح ولا ترتوى.. هي تمتص.. وتمتص وأهل المدينة كالبقرات الحلـوب.. تحلب صامتة.. أملا في العيش لكن البقرات المخدوعات لا تعلم أن السكين وراء ثياب القصاب..

بدار : يقصدنا.. نحن البقرات المخدوعات..

[يضحك في مرارة]

بدران : اخرس أيها الولد النجس.. ألا يكفيك تكبرك علي اسم الكاهن المبجل؟!! أتريد أن تخرج على قضاء الآلهة؟!!

بدار :عفوا يا أبتي.. المجد لآلهة الأجداد.. لكن من قال أنها تريد..؟!! أنا أقصد الوحش.. والكاهن...

المختار : [مقاطعا] الكاهن المبجل …

أصوات : له المجد.. آمين..

ناصح : اذهب إليه.. واسأله المعونة.. من أجلنا يا مختار..

نافع : اسأله ماذا تطلب الآلهة لترضى؟!!

بندق : الآلهة الجوعى.. لا تطلب غير الماء المالح.. دمكم.. مكتوب.. مكتوب

من يقرأ من يسمع..!!

[يخرج مرددا كلماته تشيعه النظرات ما بين الإشفاق والغيظ]

ناجح : افعل شيئا يا مختار..!!

المختار : سأفعل يا ناجح..

[يدور حول نفسه لحظات] ماذا أفعل؟!!

قنبر :المختار سيصطحب وفدا من وجوه المدينة إلى المعبد.. وهناك

المختار : هناك.. تكلموا أنتم.. لكم ألسنة أطول من أرجلكم.. تكلموا أنتم..

بدران : نحن نثق في حكمتك يا مختار.. نريد أن توقف الآلهة هذا الوحش عند هذا الحد..

المختار : سنذهب قبل شروق الشمس..

قنبر : وعلى من يخرج في الوفد.. أن يحمل قربانا يرضى عنه.. ويرضي الآلهة الرحيمة..!!

المختار : هيا انصرفوا.. فالليل قريب..

[يبدأ الناس في الانصراف ببطء بعد أن يفسح قنبر للمختار طريقه بين الناس بغلظة يكاد يسقط عشاشة على الأرض حين يدفعها لولا مسارعة بدار لمساعدتها]

عشاشة : شلت يدك يا ابن شرودة..

[تتطلع إلى بدار الذي يساعدها على الوقوف]

أشكرك يا ولدي.. ماذا بك؟ لماذا أنت ساهم.. هاه.. فهمت هل اشتقت إلى زهرة..؟ ما أقل صبرنا على الشوق.. هيه!!

[ينتبه بدار والواضح أنه لم يكن يسمع شيئا مما قالت]

بدار : ماذا لو كان كلام بندق.. صحيحا ؟

عشاشة : لا.. لا.. بندق.. مسكين.. معتوه..

بدار : أفلت من فك الوحش بأعجوبة… أم بالصدفة ؟ هل حقا يا خالة ما قالوه؟

عشاشة : وماذا قالوا يا ولدي..؟!!

بدار : الناس تقول.. بندق حل اللغز..!!

عشاشة : اللغز ؟

بدار : قالوا.. الوحش الشرير.. عالم غـضبت عليه الآلهة فمسخته وحشا.. يعرف كل حكايات عجائزنا وحكمة كل شيوخ الكون ، هو يسأل من يلقاه سؤالا.. و كل وسريرته.. من كان سليم القلب محبا للآلهة.. أجـاب.. ألهمه الروح الأزلي الحكمة.. أما من كان خبيثا.. تأتأ.. او فأفأ.. أو ألجم بلجام الغفلة والخوف!! قالوا يا خالتنا.. بندق رغم غرابة مظهره طيب.. ولهذا.. ألقى بجواب اللغز.. فأندهش الوحش.. وفر..

عشاشة : من الذي فـر ؟ الوحش ؟!!

[ تضحك في قلق ]

لست أصدق ما قالوا.. لكني أسمع مثلك.. مثل الناس..

[ تتطلع إلى السور ]

أتعرف يا بدار. رغم السنوات الضاغطة على ظهري لم أخرج لم أعبر بوابة هذا السور.. يقولون أن خلف هذا السواد الصلد سهل واسع..واسع كأحلام العذراوات.. يمتد إلي حد يجعل زهر قرنفله في عين الشمس.. كل نساء مدينتنا حلموا أن ينطرحوا للحب علي عشب السهل ونواره..!! لكـن خوف الأهل.. وخوف القيل والقال غلق كل منافذ هذا الحلم..حتى مسعود رفض خروجي.. كان يخاف علي.. كنت جميلة.. المصائب تمحو الحسن وترسم فوق وجوه النسوة خطوط الحزن.. اهـ.. لكن.. هـل كل كلام نسمعه صادق؟!!.. هيا يا ولدى هيا.. الليل قريب..

بدار : من يدرى.. قد نفعلها !!

عشاشة : أنت ومن؟.. أنا ؟!! أم زهرة ؟!!

بدار : أو تدرين بما بيننا ؟!..

عشاشة : [ تضحك ]

كل العشاق لا يرون إلا لون عيون أحبتهم.. لكن الناس ترى وتقول..!!

بدار : وهل كل كلام نسمعه صادق ؟!!

[يضحكان و يخرجان مع الإظلام التدريجي]

[إظـــــلام]

التكملة في الرد التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:21 pm

المشهد الثاني :


[مساحة خالية تماما إلا من زهرة واحدة في صدر المكان، الفتاة [زهرة]

تضع رأسها على فخذ بدار، أغنية رقيقة تصور فرحة المحبين باللقاء بل فرحـة الكون كله بلقاء الأحبة، أصوات الطيور المغردة وشقشقاتها تشكل خلفية سمعية للمشهد الرومانسي للغاية.]

بدار : ها نحن أخيرا يا زهرة..!!

زهرة : ماذا؟

بدار : أنا وأنت فقط.. أنت معي!!

زهرة : وهل هذه المرة الأولي..؟ أنت معي دائما.. تخيل يا بدار.. خالتي عشاشة.. أصبحت تخاف علي؟

بدار : مني؟

زهرة : بل من الجنون..!!

بدار : أقول لك سرا..؟

[تجلس بسرعة مستثارة]

زهرة :هه..!! قل…

بدار : كل الجميلات.. مجانين...

[تضربه برفق ودلال على صدره بقبضة يديها بينما هو يضحك]

ويثرن الجنون..

زهرة : لكن لا تحدث نفسها من البنات سواي..؟!!

بدار : وماذا كنت تقولين لنفسك..؟

زهرة : بدار ؟!!

بدار : لا تخجلي.. افترضي أنني غير موجود.. أو أنني الطيف الذي تسلل دون إذن مني إلي محبوبتي..

زهرة : لم أكن أحدثك أنت فقط..

بدار : هاه..!! ومن أيضا..؟!! إحذري شياطين الغيرة!!

زهرة : وهل يغار الرجل من طفله؟

بدار : طفلي؟!!

زهرة : نعم.. ألا تحب الأطفال..؟!!

بدار : بلى أحبهم.. أحبهم.. والأولاد بالذات..

زهرة : والبنات ؟

بدار : والبنات طبعا.. بشرط.. أن يكن في جمالك..!!

زهرة : هي بنت واحدة.. سيكون لها شعري ولون عينيك.. وذقنك هذا المنقسم أما أنفك فلا.. لا.. لا

بدار : ما عيب أنفي ؟ أجيبي..

زهرة : سيكون كبيرا بالنسبة لفتاة..!! بحق الآلهة.. من يتزوج بنتا تحمل هذا الأنف الأعظم؟!!.. أم تريد أن تحرمها من الزواج؟ هه؟!!

[يتحسس أنفه مصدوما للحظات ثم مستسلما]

بدار : إنه ليس كبيرا إلى هذا الحد!!… عموما تراجعت.. يكفيني أن تشبه ابنتي محبوبة قلبي..

زهرة : وسأقبل.. أن يأتي الولد الأول مثلك.. حتى لو كان له نفس الأنف.. بشرط أن يكون له نفس الشارب..

بدار : ما أجمل أن ألقاك..

زهرة : يكفينا هذا الوقت المسروق من خوف الأهل ومن حسد الأقران..!!

[تقترب من الزهرة و تتأملها في نشوة]

عندما أقص على خالتي عشاشة ما فعلنا اليوم.. ستتأكد من أنني بالفعل.. مجنونة..!!

بدار : هي كانت تحلم مثلك بلقاء في سهل النوار..!!

زهرة : خالتي؟ عشاشة؟!!

بدار : نعم.. قالت لي هذا بنفسها.. وربما هي التي أوحت إلي بفكرة اللقاء هنا.. قالت أن النساء يحلمن أن ينطرحن للحب على عشب السهل ونواره!!

زهرة : آه من العجائز.. يقلن كلاما.. لو قلناه لرجمنا عقابا..!!

بدار : الناس تخاف الوحش.. فتتحصن بالأسوار..

زهرة : وأنت.. ألا تخاف ؟

بدار : هل رأيت الوحش ؟

زهرة : أنا ؟!! أتكرهني لهذا الحد ؟!!

بدار : أقصد أننا نسمع عن وحش يفعل كذا وكذا.. لكن من منا رآه؟ لا أحد..

زهرة : يقولون أن بندق المجنون رآه..

بدار : يقولون..!!

زهرة : هل ترغب في الإجابة على أسئلة الوحش الشرير؟

بدار : أعرف كثيرا من الأجوبة المدهشة.. ولا أخشاه..

زهرة : يا مجنون.. الوحش شيطان.. وأسئلته شياطين.. تهرب منها كل إجابات الناس المحفوظة..!!

بدار : وأنا مجنون عاشق.. ماذا تفعل كل شياطين الدنيا في قلب عاشق؟!! أخوض بحار التيه و جبال الثلج.. من أجلك.. بل من أجل بريق العينين وغمازة خدك حين يلون هذا الخجل الفتان.. تفاح خدودك..

زهرة : هل هذا شعر؟!!

[يدخل قنبر متلصصا]

بدار : من يسأل عن لغة العشاق..؟!! إن كان كلامي هذا شعرا.. فماذا عن أسئلة عيونك ؟!!

قنبر : هش.. أيتها الطيور.. هش.. توقفي عن الغناء.. فلدينا هنا عاشقان.. يغنيان.. ترارارا.. رارارا.. راراارا..

بدار : عم قنبر؟!!

زهرة : منذ متى وأنت هنا يا ذيل المختار ؟

قنبر : من زمن الشعر يا بنت مسعود.. زوج عشاشة..!!

زهرة : لماذا تقف خالتي في حلقك أنت وسيدك المختار..؟

قنبر : أولا.. أنا سيد نفسي.. ثانيا.. من يدخل فمنا..لا يقف في حلقنا مهما كان حجمه.. نبتلعه.. جربي..!

بدار : استمع إلي يا عم قنبر.. أنا لا أريد أن أغضب أحدا.. دعنا وانصرف.. باركت الآلهة طريقك..

قنبر : وأنا كذلك.. لا أريد أن أغضب أباك الشيخ بدران.. لكن عليكما بالانصراف وفي التو..

زهرة : ماذا ؟ أتأمرنا أيها الغريب..؟!!

قنبر : أنا أرجوك يا بدار..

بدار : هل الأمر خطير.. ؟

قنبر : مجلس المدينة أقر قرارا في اجتماع الصباح.. بحظر تجول الناس في سهل النوار..

زهرة : تقصد ليلا..؟

قنبر : ليلا ونهارا..

بدار : هذا غريب.. كيف؟

زهرة : الرجال والنساء؟

قنبر : الرجال والنساء يا زهرة..

بدار : هذا حكم بالسجن يا عم قنبر..

قنبر : السجن.. أفضل من الموت..

بدار : من أين يأتي الموت.. أنا لا أرى وحوشا هنا.. سنستأنف القرار.. هيا بنا

زهرة : بإذنك يا عم قنبر..

قنبر : أراك قريبا يا.. بنت مسعود..

[يخرجان بينما نظرات قنبر تشيعهما في حدة]

[ إظـــــلام ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:22 pm

المشهد الثالث :


[قاعة المعبد حيث الكاهن[أكيرما] يوقد سراجا أمام كتلة بلورية تتدلى من سقف القاعة، المكان شبه مظلم يوحي بالأجواء السرية للمعابد القديمة وخاصة ما يسمى بقدس الأقداس حيث لا يدخل تلك البقعة غير الكاهن، امرأتان في عمر متوسط تحملان مبخرتين يتصاعد منهما دخان البخور، ترتيل وحشي يبعث على الخوف لا على الخشوع يتصاعد من جوانب المكان لا يمكن تبين مصدره بدقة، كوة في الخلفية بها جمر مشتعل، يلقي الكاهن بقليل من البخور فيتصاعد الدخان لحظة قصيرة بعد غمغمات غير واضحة تنطلق المرأتان في صلاة قصيرة.]



امرأة1 : من داخلك يتدفق النهر..

امرأة2 : من حيث تنبت الشهوة ينبثق الماء..

امرأة1 : لك الماء والرغوة..

امرأة2 : لنا الدفء والطين..

امرأة1 : أعطنا ما تشاء..

امرأة2 : نعطك ما ترضى..

امرأة1 : المجد لمن يهب الحياة..

امرأة2 : المجد لمن بيده الموت..

المرأتان : آمين

الكاهن : آمين

[يشير الكاهن للفتاتين بالانصراف مهمهما، فتنصرفان]

الكاهن : ادخل

قنبر : [يدخل منحنيا في خضوع مبالغ فيه]

المجد لسيدنا الكاهن المبجل.. أكيرما المبارك من الآلهة..آمين

أكيرما : ماذا وراء أخي الذكي؟!!

قنبر : وفد المدينة بالباب..

أكيرما : ماذا يطلبون ؟

قنبر : يطلبون غضب الآلهة علي الخانور.. الوحش الشرير… كمــا

يسمونه..

أكيرما : [يضحك في خبث وابتهاج]

الوحش الشرير..؟!! أنا أدعو بالغضب على الخانور..؟ وما الذي فعله الخانور.. مما يغضب الآلهة؟!!

قنبر : لقد افتقد الناس.. عبيدهم.. وإماءهم..

اكيرما : وماذا تفعل الآلهة ؟ هل تبقي الخانور بالجوع من أجل رضاء الناس؟!!

قنبر : لا وقت لهذا الحديث الآن.. !! هذا بيننا يا سيدنا.. الآن الناس علي أبواب المعبد يطلبون لقاء سيدنا الكاهن المبجل.. له المجـد …

اكيرما : [ضاحكا] آمين.. أدخلهم..

[يلقي اكيرما بقبضة من البخور في التنور المشتعل فترتفع سحب

الدخان حتى يكاد يخفي كل ما بالقاعة]

فنبر : [معلنا] المختار.. رأس المدينة.. وعين أعيانها.. يرجو التفضل بالمثول أمام أرواح الآلهة..

اكيرما : بسلام يدخل..

قنبر : وفد أعيان المدينة وشيوخها..

اكيرما : بسلام.. بسلام..!! ادخلوا بسلام..!! اخفضوا هاماتكم..!! غضوا من

أبصاركم.. الروح الأعظم يتجلى في قدس الأقداس.. مبارك هذا الصباح.. بسلام اركعوا.. واملئوا صدر مناكم.. من عطر القداسة.. قدموا قرابينكم خارج متنزه أرواح الآلهة.. لا ترتكبوا خطايا تدنيس هذا المكان الأقدس..

[تسمــع أصوات الحيوانات والطيور تأتي من الخارج قبل دخول الوفد ، موسيقى مصاحــبة لتراتيل الكاهن بلغة غير مفهومة كما أشرنا لا تبعث على الخشوع بقدر ما تبعث على الخوف والتوتر]

المختار :السلام علي مؤنس أرواح الآلهة ورفيقها.. أكيرما المبجل..

قنبر :له المجد

الجميع : آمين..

أكيرما : [يزود النار بمزيد من البخور] من جبال الثلج والبلور.. حيث السلام الدائم.. لكم السلام.. ليس لكل من دخل متنزه أرواح الآلهة.. معبدنا الأقدس.. لكن لمن حفظ الأرباب في قلبه

بدران : يا سيدنا المبجل.. ضيق علينا الوحش الشرير أرزاقنا..!!

أكيرما : الأرزاق عطاء الآلهة.. وعلينا الشكر..

بدران : تمجدت الآلهة.. لكن لم يعد لدينا من الحيوانات والأتباع ما يساعدنا على المعيشة..!

ناصح : نريد أن نخرج إلى حدائقنا وكرومنا..

نافع : نقايض المدن الأخرى

ناجح : نسهر في سهل النوار كما كنا نفعل

أكيرما : هذا شأنكم.. لا شأن لي بالدنيا ومتاعها.. أنا أقول ما تلقيه علي أرواح الآلهة الممجدة

أصوات : لها المجد آمين..

بدران : ادعوا لنا الآلهة تحفظنا..

قنبر : بالخير تدعو يا سيدنا المبجل..

أكيرما : بالخير أفعل..

عشاشة :ولتقصف الآلهة عمر الوحش الشرير

الجميع : آمين

اكيرما : لا تثيروا غضب الآلهة.. بالخير والسلام يكون الدعاء في المعبد الأقدس..

عشاشة :أنت الكاهن المبجل.. رفيق أرواح الآلهة.. اطلب من الآلهة أن تمنع عنا الوحش.. الشرير سلبنا كل شئ.. الأزواج.. والأبناء.. والأموال..

اكيرما : ليس من حقي أن أفعل.. الخير فقط أفعل.. بالسلام لا الغضب تكن دعوتك هكذا سطرت الآلهة في مواثيقها..

المختار : أما سمعت هذه المرأة ما قال الكاهن المبجل يا بدران ؟!!

بدران : سمعت مثلنا.. لكن هذا ما جئنا من أجله.. وحملنا من أجله القربات.. أليس كذلك؟!!

أصوات : بلى.. بلى

قنبر : لقد جئنا من أجل أن ترفع الآلهة عنا الشر.. لا لنستعديها علينا..

المختار : صح..

قنبر : مرهم بالصمت يا مختار المدينة وتكلم أنت..

المختار : سأفعل.. سأفعل..

[متوسلا إلي الوفد]

يا ناس.. تخيروا كلامكم في حضور أرواح الآلهة الممجدة... ثم.. لقد اتفقنا أن أتحدث باسمكم..!

أصوات :نعم.. نعم..

الرجال : صمتنا..

بدران :تحدث يا مختار..

المختار: يا سيدنا المعظم.. نحن نطلب السلام لنا ولأهل مدينتنا..

أكيرما : بالسلام أدعو.. والسلام يكون.. أعطتكم الآلهة ما داخل أسوار مدينتكم سلما.. لا يفسده عليكم مفسد..

عشاشة : لكن حياتنا ورزقنا..

ناجح :حقولنا ومزارعنا..

نافع : كرومنا ونخيلنا..

عشاشة : كلها خارج الأسوار.. ألا تعلم الآلهة ذلك ؟!!

قنبر : يا امرأة..!! اصمتي..

عشاشة : كيف أصمت والآلهة تسجننا في المدينة..؟!!

الرجال : نطلب العدل يا قنبر..

الجميع : العدل.. العدل..

أكيرما : [يلقي ببعض البخور في التنور ويتمتم ويأتي ببعض الحركات العصبية التي تفزع البعض وبصورة مبالغ فيها تنعكس تلك الحركات على قنبر وبالتالي على المختار وناصح]

لكم سهولكم نهارا.. كما الحية تعودون إلى جحوركم ليلا..

المختار : الشكر للآلهة..

قنبر : المجد للآلهة

أصوات : آمين

المختار : لكن سيبقى قرار المجلس بشأن سهل النوار ساريا طبعا..؟

أكيرما : أي قرار ؟

المختار : رأى المجلس أنه من الخطورة.. تنزه الرجال والنساء في سهل النوار.. فحظرنا ذلك..

قنبر : لمصلحة المدينة طبعا..

أكيرما : فلتعم بركة الآلهة المجلس الحكيم..

عشاشة : لا أرى شيئا من الحكمة في قرارهم.. وتشهد الآلهة..!!

قنبر : لتفتح الآلهة عينيك على الحق يا عشاشة..

أصوات : آمين..

قنبر : لا نريد أن نثقل على سيدنا المبجل..

أكيرما : إنها ساعة الصلاة.. للروح الأعظم..

أصوات : له المجد

المختار : آمين.. اسمح لنا بالانصراف..

الرجال : واطلب لنا الصفح من الآلهة..

بدران : وأن تتقبل قرابيننا..

أكيرما : [يقذف بكمية كبيرة من البخور فيظلم المكان من كثافة الدخان]

لتبتهل كل الأصوات الصالحة معي.. من اختارتهم الآلهة لمحبتها مبارك من خرج من المعبد الأقدس ترضى عنه آلهته ويرضى عنها..!!

أصوات : آمين..

[يتراجع الجميع كأشباح منحنية للخارج بينما تظهر المرأتان في يد كل منهما مبخرتها لترددان نفس التراتيل التي بدأ بها المشهد مع نفس الخلفية الصوتية السابقة]

امرأة1 : من داخلك يتدفق النهر

امرأة2 : من حيث تنبت الشهوة ينبثق الماء

امرأة1 : لك الماء والرغوة

امرأة2 : لنا الدفء والطين

امرأة1 : أعطنا ما تشاء

امرأة2 : نعطك ما ترضى

امرأة1 : المجد لمن يهب الحياة

امرأة2 : المجد لمن بيده الموت

المرأتان : آمين

[إظــــــــلام]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:22 pm

المشهد الرابع :


[قاعة مجلس المدينة حيث يجتمع أعيان المدينة للنظر في الطعن على قرار المجلس بحظر التجول في سهل النوار نهارا، بدار وزهرة وجمع من شباب المدينة ينتظر في القاعة التي يشير إليها حائط حجري بعرض الخلفية، مجموعة الشباب والشابات تغني وترقص في ابتهاج، مجموعة الرجال يقفون على جانب المكان غير مشاركين في الرقص والغــناء، تنزلق الخلفية على الجانبين لتفتح على باب قاعة الاجتماع الذي يبدو مظلما جدا. يخرج فنبر. يتوقف الرقص والغناء ويقبل الشباب على قنبر]

بدار : قنبر يبتسم..!!

مساعد : الأخبار إذن سعيدة

زهرة : بل هو لا يبتسم إلا في الأيام السوداء..

زمردة : [جانبا لوردة] زهرة لا يعجبها العجب يا وردة..

وردة : من حقها.. أوقعت ابن الشيخ بدران في حبائلها..!!

بدار : اقرأ يا عم قنبر

زمردة : انظري إليها.. لا ترفع عينها عنه..!!

وردة : بحق الآلهة اصمتي يا زمردة

أصوات : اقرأ.. اقرأ..

قنبر : صبرا أيها الشباب..!! دعوني ألتقط أنفاسي..

ناصح : ما هذه الضجة..؟

ناجح : الشباب يستأنف قرار المختار

نافع : بل قرار المجلس..

ناصح : وهل هناك فرق بين المختار.. والمجلس ؟!!

نافع : طبعا.. المجلس لا يتخذ قرارا بدون المختار..

ناجح : والمختار؟!!

نافع : يتخذ كل قرارات المجلس..!!

[يضحكون]

ناصح : المضحك إنني لم أتبين الفرق حتى الآن..!!

ناجح : فلماذا تضحك ؟!!

ناصح : بحكم العادة.. والعدوى..

[يضحكون مرة أخرى]

بندق : [يدخل فيسود الوجوم المكان] تضحكون؟!! عجبا…؟!!

ناصح : شر البلية ما يضحك يا بندق..

قنبر : هذا مكان لقضاء مصالح الناس.. لا للتهريج.. ولا للغو..

نافع : نحن في انتظار قضاء مصالحنا..

[يدخل بندق رأسه داخل الباب المظلم لحظات ثم يفزع متراجعا بظهره منضما إلى أقرب التجمعات بعد أن يبرز من الظلام أحـد الجنود]

بندق : أترون.. هذا الباب المظلم كباب القبر أو أبواب المعبد.؟!! أتعرفين لماذا هو كذلك يا زهرة؟

زهرة : لا يا عم بندق..!! لا أعرف..

بندق : [هامسا كأنه يفشي سرا بعد أن يتلفت حوله ليتأكد من أن الجندي لا يراقبه] المختار.. يخبئ خلفه الليل..!!

زهرة : الليل؟!!

[يتوقف الجندي خلف الرجال دون أن يبدو أنهم أحسوا به]

بندق : نعم.. الليل مهم جدا.. هل جرب أحدكم أحلام النهار..؟ لا تردون..طبعا الليل متكأ الأحلام.. والأحلام كما تعرفون.. هي آخر ما يبقى على السفن الغارقة.. آخر ما يمكن إنقاذه.. لذا يخبئون الليل.. كي تفقد الناس القدرة على الأحلام الجميلة.. الأحلام.. آخر ما يمكن إنقاذه.. الأحلام.. آخر ما يمكن إنقاذه..!! من ينقذ الأحلام.. من ينقذ الأحلام..

[يخرج مرددا الكلمات الأخيرة]

ناصح : من أين يجئ بندق؟

نافع : هو نفسه لا يعرف.. فهل أعرف أنا؟!!

ناصح : ولماذا ؟

نافع : لماذا.. ماذا ؟ لماذا رحل … أم لماذا جاء؟

الجندي : لقد أفرطتم في الأسئلة ؟!!

قنبر : هل فرغتم من النميمة..؟!!

مساعد : دعك منهم.. اقرأ لنا القرار..

قنبر : مدينة غريبة..رقص.. وغناء.. وضحك.. ومجانين.. ما هذا؟

زهرة : يا رجل.. أتستكثر علي المدينة مجنونا ؟!!

وردة : أم تستكثر علينا الفرح ؟!!

قنبر : لا هذا ولا ذاك.. لكن المجلس منعقد.. والهدوء مستحب..

وردة : يا عم اعطنا القرار.. ولن ترى وجوهنا هنا..

مساعد : اقرأ..

بدار : خيرا يا عم قنبر؟

قنبر : هات القرار أيها الجندي

[يقترب الجندي في خطوات بطيئة ومنتظمة ويسود الصمت القاعة يتناول قنبر اللفافة و يفتحها ، ويبدأ في القراءة ، بينما وقف الجندي خلفه صامتا]

بناء على الطلب المقدم من المواطن بدار بن بدران وآخرين، والذي يطعن على قرار المجلس الموقر بحظر التجول في سهل النوار نهارا حظرا مطلقا ليلا، ولما كانت الدفوع التي أبداها المواطنون لا يمكن للمجلس تجاهلها فقد أيد أغلبية الحضور تعليق القرار واعتباره نصيحة.. غير ملزمة..

أصوات: [ في فرح ] هيه..

ناصح : ما معنى هذا ؟

زهرة : هذا يعني إلغاء القرار..

مساعد : هيا بنا إذن.. هيا يا بدار..

زمردة : هيا يا زهرة.. لن يتعرض لنا أحد.. هيا يا وردة هيا..

وردة : هذا جميل.. المختار يقدر مشاعرنا.. سننتخبه دورة أخرى

[ يضحكون ]

ناصح : لماذا هم فرحون هكذا ؟

ناجح : الحب يا صاحبي ؟

نافع : لا تذكرني بالحب وأيامه … !!

قنبر : من فضلكم الهدوء.. لم أفرغ بعد من القراءة..

بدار : الهدوء يا أصدقاء.. الهدوء..

زهرة : أكمل..

قنبر : ويحذر المختار.. كل من يتجول نهارا أو ليلا في سهل النوار.. وينبه إلى خطورة الوضع.. ويخلي مسئولية المدينة عن كل فعل غير متوقع..

وضع في تاريخه وأقر..

زهرة : ما معنى هذا ؟

مساعد : لا يهمنا معناه.. كل ما يهمني أنني سأذهب في الحال لتمضية أجمل الأوقات أنا وصديقتي وردة..

وردة : هيا بنا يا مساعد..

[ ينصرفان متخاصرين ]

بدار : الأمر مقلق..

قنبر : لقد أعذر من أنذر.. يا بنت مسعود..

[يعود إلى الداخل وخلفه الجندي بنفس الخطوات المنتظمة البطيئة بمجرد دخولهما يعود الحائط منزلقا مشكلا الخلفية الصخرية الصلبة للقاعة]

زهرة : هذا الرجل لا يحبني..

بدار :بالتأكيد..!! لكن هناك من ابتلته الآلهة بحبك..!!

زهرة :بدار..؟!! ليس هذا وقته..

بدار :ومتى وقته ؟ متى ؟

زهرة :ربما … عصر اليوم..

بدار :في نفس الموضع..

زهرة :[ خارجة] ربما … في نفس الموضع..

ناصح : لماذا يتجمد بدار هكذا ؟

ناجح :هل هذا سؤال يا رجل ؟

ناصح :أقصد بماذا يشعر..؟

ناجح :لا يشعر بنا.. لقد أفرطنا في الأسئلة.. هيا..

نافع :وشكوانا..

ناجح :ألم تستمع إلى محضر الجلسة ؟

ناصح :لم يرد لها ذكر !!

ناجح :ربما في جلسة مقبلة.. !!

الرجلان :ربما..

[ إظــــــــلام ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:23 pm

المشهد الخامس :


[سهل النـوار ، نفس الموضع السابق ، زهرة تنتظر وصول بدار وقد اتخـذت من الزهور تاجا ، وفي يدها زهرة ، أغنيــة رقيقة تتردد بينما الفتاة في قمة الاستثارة حـتى أنها لا تشعر بدخول بندق الذي يحمـل في يده قـوسا وسهمـا. مع انتهاء اللحن الختامي للأغنية يقترب من زهرة فتنهض فزعة]

زهرة : من ؟

بندق :أنا بندق..

زهرة :لقد أفزعتني يا عم بندق.. !!

بندق :أنا لم أفعل شيئا..

زهرة :ما هذا ؟ هل تخرج للصيد ؟

بندق :[يتأمل قوسه وسهمه] ربما..

زهرة :لكن القوانين تمنع الصيد في سهل النوار!!

بندق :القوانين للعقلاء..

زهرة :وأنت ؟

بندق :مجنون.. !! هكذا تقول المدينة..

زهرة :لن تفلح في إخافتي..

بندق :ولا أرغب في ذلك..

زهرة :يقولون أنك رأيت الوحش..

بندق :وهل ستصدقين إن قلت لك نعم أو لا..؟

زهرة :لم لا..؟!! ما دمت تقول الحقيقة …

بندق :الحقيقة التي لا يريد أن يصدقها أحد.. أني رأيت وحوشا في كل المدينة.. في المجلس وحوش.. في المعبد وحوش.. خلف ورود الحدائق وزهور السهل وحوش..

زهرة :ما هذا يا عم بندق عدت بنا للألغاز؟

بندق :أرأيت..؟!! أنت لا تصدقين كلمة واحدة مما قلت..!! مع أنها الحقيقة..!

زهرة :يقولون أن الوحش سألك سؤلا …

بندق :[ينفجر ضاحكا] الوحوش لا تسأل ضحاياها قبل أن تقتلها.. هذا في الروايات القديمة والأساطير.. في المسرح.. في حكايات الجدات. لكن الوحوش في الحقيقة.. وحوش…!

زهرة :وهل هي موجودة.. ؟

بندق :في كل مكان …

زهرة :فكيف لم أر واحدا حتى الآن ؟!!

بندق :لم يعد الوحش يظهر للناس بفروه الخشن.. وأنيابه المفزعة.. لا.. إنه يلبس الكتان والحرير.. وربما كان قناعه وجه كاهن أو وجه عـاشق مثلا لكنه تحت كل هذا الزيف.. يظل الوحش المفترس..

زهرة :كيف نعرفه إذن ؟

بندق :المسألة بسيطة..الوحش لا يتوقف عن الأكل أبدا.. والسرقة.. من يسرق منا حلما نرجوه.. هو وحش.. من يأكل رزق الناس.. عرق الضعفاء بلا ثمن.. وحش.. من يستعبد أبناء الناس.. وحش.. الظالم وحش.. حتى إن أخفى عنك الأنياب..

زهرة :تبدو لي حكيما يا عم.. فلماذا لا تشرح للناس الحق.. لكي يصدقوا ما تقول؟!!

بندق :الحق عند الناس ما يحبون تصديقه..

زهرة :بدار سيصدقك مثلي..

بندق :سنصبح ثلاثة مجانين..

[يتحرك خارجا ضاحكا]

زهرة :انتظر.. إلى أين ؟

بندق :أجرب هذا القوس..

[يخرج مسرعا يرفع يديه بالقوس والسهم]

زهرة :مجنون..!!

[يضحك بندق مبتعدا] تأخر بدار.. هل يمكن أن ينسى موعـدنا؟

[يدخل الكاهن أكيرما]

أكيرما :العاشق لا يفعل..

زهرة :المجد للآلهة.. سيدي الكاهن ؟!!

أكيرما :بل سيدتي أنت. رغم أن الشمس تميل للغروب.. فإن كل فراش السهل حولك.. هذه علامة من الآلهة..!!

زهرة :أنت مجامل رقيق يا سيدي..

أكيرما :الكاهن لا ينطق بغير الحق..

زهرة :أشكرك.. تشرفت بلقاء مؤنس أرواح الآلهة.. هل تسمح لي بالانصراف..؟

أكيرما :إلى أين ؟..

زهرة : الوقت تأخر كما قلت.. وأخشى أن تقلق خالتي..

أكيرما :عشاشة ؟!!

زهرة :أنت تعرفني إذن..!!

أكيرما :طبعا يا زهرة.. رفيق أرواح الآلهة يعرف الكثير.. أنا أعرف مثلا أنك وبدار.. منسجمان..!!

زهرة :هذا صحيح..

أكيرما : وأعرف أيضا.. أنه لن يتزوجك..

زهرة :ماذا ؟!!

[ تبدو غير مصدقة للحظات ، ثم تستدير إليه ببطء ]

هل أخبرتك أرواح الآلهة بذلك؟

أكيرما :الآلهة الممجدة تدخرك لمهمة أسمى..

زهرة :وهـل للمرأة مهمة أسمى من أن تتزوج من تعشق.. وتصبح أما لعشاق آخرين؟!!

أكيرما :أنت ذكية.. فلن أناورك.. لقد اختارتك الآلهة لتكوني خادمة الآلهة.. وسيدة المعبد الأقدس..

زهرة :لكني يا سيدي أحب بدار.. وأنوي الزواج منه.. ولا أرغـب...

أكيرما :قلت لك لن يتزوج بك..

زهرة :لا يا سيدي الكاهن المبجل.. بدار يحبني.. ولن يتخلى عني.. مادام حيا..

أكيرما : مشيئة الآلهة تفذ.. لها الحياة.. و بيدها الموت أيضا..

زهرة :لا أفهم.. !!

أكيرما :يا ابنتي.. حين تريد الآلهة شيئا.. ليس من حقنا أن نناقشها علينا أن نمتثل..

زهرة :الآلهة لا ترضى أن تزرع في قلبي الحزن بدلا من الحب.. !!؟

أكيرما :بالحزن قديسة تصيرين.. ماء الآلهة يطهر ما في قلبك من دنس العشق.. العشق شرك بالقلب.. اقتلعي هذا الشرك.. في صدرك توقد قناديل مسرات ومتع.. ليس لها مثيل بين البشر.. لم يذقها أحد..!!

[يمد يده إليها]

اقتربي.. ودعيني اقتلع جذور الشرك العشق.. من هذا الصدر الناهد…

زهرة : ابتعد عني..

أكيرما : يغضبني هذا.. والكاهن إن يغضب.. تغضب كل الآلهة لغضبه..!!

زهرة : قلت لك ابتعد.. أية آلهة هذه.. التي تحرم قلبين من محبتهما؟

أكيرما : زهرة.. أنت لي.. منك يمتد ظلي في الكون.. لنظل على وجـه الأرض.. أتفهمين؟!!

زهرة :هل تجردت من الذوق؟!!..

أكيرما :أمامك فقط أعترف أنني.. أنا.. الخانور وأنت زوج الخانور..

زهرة :الخانور؟.. الوحش..؟ هل.. هل ستأكلني؟!!

أكيرما :لا بالطبع.. سأعاشرك لتلدي لي أبناء وأبناء.. نحن لا نأكل البشر..

زهرة :كاذب.. !! فأين ذهب الرجال والنساء.. ؟!!

أكيرما :سأخبرك.. هذا… لأنك لن تعودي إلى الناس مرة أخرى… سأخبرك.. الرجال يعملون في مزارع الخانور.. والنساء.. من في قدرتها أن تنجب في القصر الكبير.. يمارسن مهمتهن المقدسة.. أما من توقـفن.. ففي خدمة بستان الأرواح.. يقومن بالنظافة والخبيز.. والطهي..

زهرة :أنت تستعبد المدينة..!!؟

أكيرما :ولهذا أحميها.. كما يحمي أي فلاح مزرعته..

زهرة :[صارخة] بدار..

أكيرما :أترغبين في رؤيته حقا.. ؟

زهرة :[تعاود النداء الصارخ] بدار … سيأتي.. وسيفضح سرك..

أكيرما :انظري حيث أشير يكون..

[يظهر بدار مقيدا مصلوبا تحت بقعة إضاءة]

زهرة :[منهارة صارخة] بدار..

أكيرما :أمسكا بها…

[تظهر السيدتان المبخـرتان بالمعبد ويمسكان بزهرة من يديها في نفس اللحظة يظهر بندق ويندفع ضاربا الكاهن على رأسه فيسقط على ركبتيه، تترك المرأتان يدي زهرة و تجثيان قرب الكاهن في صمت..]


بندق : أيها الوحش.. سلاما

[يتحسس الكاهن وجهه غير مصدق ينظر إلى يديه يتأمل الدم الذي سال على وجه، يصرخ صرخة طويلة تشاركه فيها بعد لحظات المرأتان، ثـم لا يلبث السهل أن يتجاوب في شكل صدى لصوت الصرخات مع تردد سريع للإضاءة يسقط على الأرض]

[إظــــــلام]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:23 pm

المشهد السادس :


[مجموعة من أهالي المدينة تتجمع في الساحة أمام سور المدينة، نرى مجموعة الرجـال في ركن، ومجموعة الشباب في ركن آخر، بينما عشاشة تفترش الأرض مولولة، مجموعة من النساء والرجال والصبيان تفترش المكان، تعلو أصواتها وسـرعان ما تتنبه إلى وجود الجندي فتخفضها]

[يتدافع الجميع فجأة إلي جانب المكان الأيمن يحاولون استطلاع ما يجري في مكـان قريب هو مجلس المدينة، عدا عشاشة التي تظل في مكانها، يسرع إليهم الجندي زاجرا]

الجندي1 :ابتعدوا..!! قلت ابتعدوا.. لا نريد مشاكل..

عشاشة :ماذا أفعل في هذه المدينة..؟!! ماذا أفعل بالرجال..؟!! لماذا لا يريحون قلبي..؟!! قلت لك يا بندق اهدأ.. هل أنت مبسوط الآن هاهم قد قبضوا عليك.. من أجل ما تخلطه من الكلام.. من يصدق أن مجنونا مثلك..؟!!

ناصح :لماذا تبكي عشاشة يا نافع يا أخي؟

نافع :ولماذا لا تبكي أنت..؟

ناصح :هل بندق قريبها؟

نافع :لا..

ناصح :فلماذا تبكي ؟!!

ناجح : ليس هذا الوقت المناسب للشرح يا ناصح …

ناصح :أريد أن أفهم..!!

نافع : أنصحك …لا تحاول.. كم عمرك ؟

ناصح : يقولون خمسين شتاء..

نافع : خمسين عاما وأنت تحمل هذا الرأس.. ولم تفهم!!!.. لماذا تريد أن تفهم الآن..!!

ناصح : لا أفهم..

ناجح :احمد الآلهة.. فلو فهمت لفعلوا بك ما يفعلون به

مساعد :ماذا فعل يا عم؟

نافع :يقولون …

ناجح :إشششش.. إنه ينظر إلينا..

الجندي :هيه.. ماذا تفعل معه يا مساعد؟

مساعد :لاشيء.. نحن نتحدث يا ابن عمي..

الجندي :اخفضوا أصواتكم.. لا نريد مشاكل يا ابن عمي..

عشاشة :أيتها الآلهة الرحيمة.. إنه شاب.. شاب لم يتمتع بالدنيا.. خذي هذا البغل

[تشير إلى ناصح] بدلا منه..

ناصح :لماذا تشير إلينا ؟

ناجح :تطلب من الآلهة موتك.. بدلا من بندق الربان..

ناصح :لماذا؟

نافع :ياه..!! لماذا أصبر عليك؟.. لا أدري.. هي محقة والله.. نحن أولى بالموت من بندق.. على الأقل هو يتكلم..

ناجح :بل فعل أيضا..

ناصح :آه.. ماذا فعل ؟ قل لي..

ناجح :حاول قتل الكاهن..

مساعد :ماذا ؟

ناجح :هو ما سمعت يا ولدي ؟

مساعد :بندق المجنون يحاول قتل الكاهن ؟ لماذا ؟

نافع :لأنه مجنون يا مساعد.. ماذا فعل الكاهن الطيب.. لقد منعت عنا الآلهة الوحوش.. ببركة دعائه..!!

تامر :تقصد أنه حبسنا داخل السور..

مقبل :الكلام هنا خطر يا تامر.. أرجوك..

تامر :وفي المدينة كلها

مقبل :لهذا لا تتكلم كثيرا

مساعد :بدار لم يظهر..

زمردة :ولا زهرة

مساعد :يبدو أنهما قد اختفيا..!!

ناصح :أين يذهب كل هؤلاء الذين يختفون من المدينة ؟

وردة :يقولون أنهم يهاجرون إلى مدن أخرى.. !!

ناصح :وهل هناك مدن أخرى ؟.. لا.. مدينتنا أم الدنيا

زمردة :ربما لهذه الأم أولاد.. أو أحفاد..!!

ناصح :ربما

[يدخل الشيخ بدران من اليمن ، يتجمع حوله الجميع لكن الجندي يتدخل ويفرق الناس عنه فيتجه إلى حيث تجلس عشاشة]

عشاشة :ما الأخبار يا شيخ بدران؟ هل سمعت شيئا عن زهرة.. وبدار؟

بدران :إنهم يطلبون مني تسليم بدار لهم؟

ناصح :من يا شيخ بدار.. من؟

بدران : كهنة المعبد.. أعضاء مجلس العدل..

عشاشة :كيف وهو لم يعد منذ خرج في عصر الأمس.. لا هو ولا زهرة؟ ترى ماذا فعلوا بك يا ابنتي..!!؟

ناصح :من لها تجاربك يا خالة.. لا تسأل هذا السؤال..!!

عشاشة : ماذا تعني أيها البغل..؟

ناصح : سأكون مؤدبا ولن أرد على عجوز مثلك..

عشاشة :عجزت عن التنفس يا ابن شرودة..

ناصح :شرودة ؟.. من شرودة ؟!!

ناجح :أمك يا ناصح.. أنسيتها ؟!!.. لا تؤاخذيه يا خالة.. ناصح لا يقصد يا خالة وماذا ستفعل يا شيخ بدران ؟

بدران : لا أدري.. المحاكمة أهون من الموت..

عشاشة :حفظته الآلهة.. قلبي يحدثني أنهما بخير..

ناصح :كانت تقول هذا بعد اختفاء مسعود من خمس سنوات..

عشاشة :وما زلت أقول يا بغل المدينة.. سترده الآلهة لي.. ولزهره

بدران :[يتلفت حوله قبل أن يهمس لها] بندق.. قال لي إنهما بخير!!

عشاشة :ماذا تقول ؟ بندق …

بدران :نعم.. لكن من يصدق مجنونا؟!!

عشاشة :سأدخل وأتأكد منه..!!

بدران :بندق..؟ !! لن تصلي إليه..

[جانبا يراقب الجندي]

إنهم يحيطون به كالغربان تحيط بجيفة..!!

عشاشة :هل أعترف؟

بدران :يرفض الكلام..

عشاشة :ترعاه الآلهة..

بدران :هم يلبسون ملابس الكهان.. لكنهم يعذبون كالشياطين..

[يخرج قنبر ومعه بعض الجنود ، يشير إليهم فيتوزعون في أركان المكان بسرعة ونشاط وصمت]

قنبر :أشار المختار.. حفظته الآلهة.. أن يستجيب مجلس العدل لطلب المواطن بندق الربان..

[همهمات بين الحاضرين]

قنبر :طبعا سأقول لكم.. ليس لدينا أسرار.. المجنون.. لا يريد أن يتكلم إلا أمام أهل المدينة..!! لا بأس..!! ليتكلم.. واستمعوا إليه.. لكن بحذر.. فأنتم تعرفونه.. مجنون..!!

زمردة :وما فائدة كلام المجانين ؟

مساعد :تقصد.. طالما كل المدينة تعرف أن بندق مجنون.. فلا داعي لمحاكمته أمام مجلس العدل..

قنبر :حفظتك الآلهة.. وكل شبابنا العاقل.. نحن يا ولدي ليس لدينا ما نخفيه.. ومن باب الاحتياط.. أشار المجلس.. أن يستمع إليه.. وهاهو.. أدخلوا المجرم المجنون..

[يلتفت الجميع جهة اليمين حيث يدخل بندق هادئا مبتسما ، وفي يديه وقدميه الأغلال، والجندي يدفعه بغلظة] هاهي المدينة أمامك يا ابن الربان.. فتكلم..!!

زمردة :يبدو طبيعيا..

مساعد :ماذا تقصدين ؟!!

زمردة :يبتسم كطفل..

وردة :ما رأيك يا مقبل ؟

مقبل :أما ترون الجنود.. ؟!!

وردة :نحن نطلب رأيك.. أتراه مجنونا ؟

مقبل :لا يهم ما نراه.. المهم الحقيقة..

مساعد :نريد الحقيقة..

الجميع :نريد الحقيقة..

عشاشة :تكلم يا ولدي.. ونج نفسك.. قل انك لم تفعل شيئا..

بدران :قل الحق يا بندق ولا تخف..

بندق : وهل ستصدقون مجنونا ؟!!

ناجح :من يسأل هذا السؤال … أعقل من في الأرض ؟

ناصح :ماذا تعني ؟

نافع :فيما بعد يا ناصح …

بندق :لماذا تصمتون.. أنتم تريدون الحقيقة.. لا بأس.. لكن أنا أطلب في مقابل الحقيقة..

أصوات :تطلب ؟؟!! ماذا تطلب؟!!

بندق :أن تصدقوا الحقيقة..

قنبر :وما الحقيقة يا حكيم الزمان..؟

بندق :مكتوب في الألواح الأولى.. تهجر كل الآلهة جبال الثلج.. وتسكن قمم سحاب المدن الكبرى.. ومعابد تلك الأرباب تقشر كل قداستها.. وتسلم مفتاح العفة لمجانين الشهوة.. من يدخل معبد تلك الآلهة مدان.. ومن يهجرها كافر.. كافر.. كافر..

[ينفجر الضحك من الجميع لفترة]

وردة :ما أجمل الحقيقة..

مساعد :كدت أشك في عقلي يا بندق..

نافع :لا تلعب بنا يا بندق.. قل شيئا جديدا..

ناصح :أنا لا أفهم شيئا..

بدران :هل هذا هو كل ما تريد أن تقوله.. ؟ أتريدنا أن نصدق هذا الكلام الغريب..

بندق :بل أريدكم أن تصدقوا ما هو أغرب.. الحقيقة التي لا يريد أن يصدقــها أحد.. أني رأيت وحوشا في كل المدينة..!! في المجلس وحوش.. !! في المعبد وحوش.. خلف ورود الحـدائق وزهور السهل وحوش.. والوحوش لها دماء تسيل.. كدماء ضحاياها..وتموت كما نموت..

قنبر :هل تريد إضاعة وقت الناس أكثر من هذا يا بندق ؟

بندق :لم أقل كل شئ بعد..

عشاشة :قل.. هل رأيت زهرة ؟!!..

بندق :حميتها من الوحش

بدران :وبدار..

بندق :طار كالنسر.. لن يصلوا إليه.. لقد رأى الوحش مثلي..!!

وردة :عن أي وحش تتحدث.. ؟

بندق :الوحش الأكبر.. الكاهن الأعظم.. أكيرما..

ناصح :له المجد

أصوات :آمين..

قنبر :[يضحك في قلق]

وتريدهم أن يصدقوك..؟ لو قلت هذا أمام مجلس العدل لأطلق سراحك فورا

عشاشة :فلماذا تقيدونه ما دمت تعرف أنه مريض العقل؟

قنبر :لأن لدينا محاولة لقتل الكاهن المبجل.. رفيق أرواح الآلهة…

بدران :له المجد..

أصوات :آمين..

بندق :[ساخرا] كاهنك المبجل له المجد آمين.. حاول اغتصاب ابنتكم ابنة المدينة ابنة زوجك يا خالة.. زهرة بنت مسعود..

الجميع :زهرة؟؟

أصوات :غير معقول؟!!

بدران :الكاهن؟!!

[يبرز من الظلام بدار]

بدار :نعم الكاهن يا أبي..

الجميع :بدار ؟ !!

قنبر :اقبضوا عليه.. انه شريك المجنون..

مساعد :مكانكم..

تامر :[يقبض على قنبر]

إذا اقترب أحدكم من بدار سأقتل كبيركم هذا..

[ينحاز الشباب إلي تامر ومساعد ثم ينضم بقية أهل المدينة إلى الكتلة حتى لا يبقى غير ناصح بما فيهم الجنود]

عشاشة :لماذا تقف كالحجر أيها البغل..؟

ناصح :أنا لا أفهم..

عشاشة :أمامك عمر طويل لتفهم.. اقترب هنا..

[ يسرع ناصح بالانضمام إلى الكتلة التي تكاد تحجب خلفها بندق وتعمل على تخليصه من القيود ]

قنبر :المدينة كلها جنت.. !!

بدار :كل ما قاله بندق صحيح.. أما ابنتكم زهرة.. فما تزال طاهرة نقية.. كالقرنفلة البيضاء..والفضل لهذا الرجل الشجاع.. بندق الربان..

عشاشة :وأين هي زهرة.. أين ابنتي؟!!

بدار :اطمئني يا خالة.. هي بخير.. أين خائنك الأعظم يا قنبر؟!!

قنبر :أنا لا أعرف عمن تتكلم..

بندق :[وقد تخلص من قيوده يقوم بوضعها بمساعدة بعض الشباب والجنود فييدي قنبر وقدميه] عن صديقك الخانور.. أيها الوحش..!!

قنبر :أنا..؟!!

[يسرع بندق بنزع قناع قنبر فيظهر وجهه الذئبي ، تنطلق صرخة المفاجأة من النساء والرجال عدا بدار]

عشاشة :يا أولاد الكلب.. اتركوه لي..

الجندي :بل اتركوه لنا..

بندق :أنتم يا حراس المدينة.. لكم مهمة أخرى

جندي :وما هي ؟

بندق : اقبضوا علي مجلس العدل.. كلهم من الخانور مثله..

[يسرع الجنود بالخروج]

بدار :أرأيتم..؟!! كم من الوحوش بينكم !!

نافع :غير معقول

ناجح :إنها غابة.. وليست مدينة..

مقبل :ومن يعلم.. من أيضا من الخانور.. ؟!!

بدران :كل هذا العمر بيننا يا قنبر.. ولا نعرف ؟

قنبر :لأنكم أغبياء..

عشاشة :والمختار ؟

بدران :المختار نعرف أمه وأبيه..

عشاشة :هل كان يعرف حقيقة قنبر..؟

ناجح :كان ذراعه الأيمن منذ دخل المدينة

ناصح :المختار إما منهم.. أو معهم..

أصوات :المختار ؟!!

بندق :هذا ليس وقته.. أدركوا أهلكم …!!

الجميع :أهلنا ؟!!

بدار :نعم.. من اختفوا من المدينة.. إنهم في مستعمرة الخانور.. خلف المعبد..

ناصح :وهل وراء المعبد شئ.. ؟!!

زمردة :قالوا لنا أن الدنيا تنتهي هناك..

بندق :هذا ما قالوه.. لكن الحقيقة.. الكون أوسع كثيرا مما نظن..

بدار :هيا بنا..

أصوات :إلى أين ؟

بندق :إلى المستعمرة..

عشاشة :قلبي يحدثني أن أبا زهرة حي.. مسعود حي يا شيخ بدران

بدران :يا عشاشة.. !!

عشاشة :هيا بنا يا شيخ هيا..

وردة :انتظريني يا خالة..

بدار : هيا بنا

[ إظــــــلام ]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
علي عبد الله
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
علي عبد الله


ذكر

العمر : 53
عدد الرسائل : 3082
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime20/9/2008, 10:25 pm

المشهد السابع :


[سهل أخضر ممتد ، مجموعة من الرجال منتشرة بالمكان. الكاهن الأعظم في ملابسه الكهنوتية لكنه بدون القناع البشري، يقف أمام خيمة في شكـل قبة ملونة، بينما مجموعة من الحراس بحراب، لهم رؤوس ذئبية يحيطون بالمكان، الرجال في ملابس العمل ينبعث من الرجال غناء فيه شجن واستسلام لمشيئة الآلهة التي قسمت لأعمار والأرزاق ، والحظوظ.]

أكيرما : ابتهجوا..أيها الخطاة.. دعـوا الآلهة تسمع ضحكات رضاكم.. يالكم من ناكري جميل..!! تنكرون عطية الآلهة.. ابتهجوا.. واشتغلوا.. ها قد نلتم رضاء الآلهة.. وسكنتم وديانها الخضر.. في سلام.. سلام..

[يستمر الرجال في الغناء بينما يدخل أكيرما إلى القبة]

رجل1 : [يتأوه]

شاب1 : ألست سعيدا بهذه الحياة الآخرة يا عم مسعود.. ؟

مسعود :سعيد طبعا.. صحيح هي تختلف قليلا عن الصور التي تخيلناها في صلاة المعبد..

رجل2 : لكنها أفضل من النار..

مسعود : طبعا طبعا..

رجل3 : سمعت أن رجال كانوا معنا في الدنيا.. لم تذهب بهم أعمالهم إلى هنا في الجنة.. ولا إلى هناك في النار..

رجل2 : يقول الخازن.. أنهم يقفون على الأبواب.. قرونا..

مسعود : بصراحة.. النار ولا الانتظار..

رجل3 : وماذا سيضير الآلهة لو أدخلتنا كلنا.. الجنة..؟!!

مسعود : وأين العدل..؟!! تبينوا حكمة الآلهة.. لو فعلت كما تشتهي.. لزاد الظالم في ظلمه.. وما أطعم الأغنياء الفقراء كسرة خبز..

شاب2 : لكن متى سنرى أهلنا وأحبابنا..؟!! ألم يقولوا لنا ذلك.. ؟!!

رجل3 : يبدو أننا لم نوف بعد ما علينا من أعمال صالحة.. الحمد للآلهة الرحيمة..

مسعود : أجل.. لم نوف ما علينا.. فأنا لم استطع حتى الآن رؤية ابنتي ولا زوجتي

رجل2 : ولا في الحلم ؟

مسعود : ولا في الحلم..!! بيني وبينك.. حتى الأحلام أصبحت عسيرة في هذه الجنة..

شاب1 : أنا ينتابني الشك كثيرا هذه الأيام..

رجل3 : الشك خطيئة يا ولدي..

شاب1 : أعرف.. أعرف يا سيدي.. لكن كل ما حولنا يثير الأسئلة.. مثلا.. أين يذهب من يمرضون منا..؟

رجل3 :يقول الخازن أنهم يعالجون..

رجل2 :ربما انتهوا من واجبهم.. فاستحقوا درجة أعلى..

شاب1 :بل يموتون..

الجميع : ماذا ؟ يموتون ؟!!

حارس1 : هيا.. إلى العمل..

مسعود : [لشاب 1].. لا تدع أحدا من الحراس يسمعك.. فلو بلغ الخازن ما تقول لدفعك إلى العذاب..

شاب1 :وماذا تسمي ما نحن فيه ؟!!

مسعود :يا ولدي.. أنا أنصحك..

رجل2 :استمع إلى من ينصحك..

شاب1 :أنت تصدقني..؟

رجل2 :لم أعد أصدق شيئا.. ولم أعد أهتم بشئ.. منذ توقفت عن الأحلام..

شاب1 :ألم تفكروا بما فكرت به ؟

رجل3 :وبم فكرت ؟

شاب1 :أننا لم نمت بعد..

الرجال :ماذا ؟!!

شاب :بهدوء... لقد أثرتم انتباه الحارس..

[يخرج الكاهن مستطلعا]

والخازن والكاهن أيضا.. سنكمل المناقشة في وقت الراحة التالي..

[يهزون رؤوسهم بالموافقة في حذر]

أكيرما :هيا.. قدموا للآلهة ما تطلب من جهد.. تنافسوا.. فقد تفوزوا برضاء الآلهة وتسكنون الأبدية.. حكمة الآلهة.. أن تخلصكم من أوهام الدنيا.. تقطعكم عن الأهل.. والمال.. لكنكم حين توفون ما عليكم.. تربحون.. حورا عين.. وفاكهة.. وخمور.. ومباهج أدناها.. ما حلمتم به في الدنيا

[يبدأ الرجال في التحرك خارجين جهة اليمين]

اجتهدوا لتنالوا جوائزكم..!!

[يندفع أحــد الحراس من جهة الشمال ويميل على أذن أكيرما هامسا، يتوقف بعض الرجال مستطلعا الأمر في شك، يسرع أكيرما بالخروج من جهة الشمال في عجلة يتبعه الحارس ، يتوقف الرجال]

شاب1 :ماذا حدث؟

شاب2 :لقد خرج الخازن مسرعا؟

رجل3 :أحس أن الأمر خطير.. ؟!!

رجل2 :ماذا يمكن أن يحدث..؟

مسعود :أسمع ضجة..

[يبدو على الحراس القلق، يحاولون استطلاع ما يحدث لكن لا يستطيعون مبارحة مواقعهم، تتضح الضوضاء ، ويسمع نداء الحراس، فجأة يبرز بندق وفي يده حربة وخلفه بعض الشباب في لباس الحرب يشتبكون مع الحراس في قتال بينما الرجال قد سمرتهم الدهشة]

رجل3 :حرب ؟

رجل2 :في الجنة ؟!!

شاب1 :ألم أقل لكم أننا لم نمت.. ؟!!

مسعود :أين نحن.. ؟!!

بندق :هيا.. ماذا تنتظرون..

شاب2 :ماذا نفعل ؟

بدار :عودوا إلى المدينة..

مسعود :كيف ؟؟ لقد متنا..!!

شاب1 :لم يحدث.. نحن أحياء.. هيا بنا نساعدهم..

رجل2 :رجال الآلهة لا يقتلون..

بدار : [يصرع أحدهم ] هاهم رجال الآلهة يموتون.. أفيقوا..

زهرة :أين هو.. ؟

مسعود :عشاشة ؟ متى توفتك الآلهة.. ؟

عشاشة: ستظل طيبا حتى في أحلك الظروف يا مسعود يا زوجي.. يا رجل لقد خطفوك

زهرة :أبي ؟

مسعود : زهرة.. ابنتي..

عشاشة: أين بقيتكم..؟ أين أولادي ؟!!

مسعود :لم أر أحدا يا عشاشة.. هل خطفوهم..

عشاشة: سأذهب للبحث عنهم..

[تخرج]

مسعود :الحرب أمامك.. احذري يا مجنونة..

[يتراجع بقية الحراس خارجين بظهورهم ويستمر صوت القتال للحظات ثم يبدأ في التلاشي، يتوافد الأهالي على المكان وتعلو الزغاريد ويكون آخر من يصل إلى المكان الشيخ بدران والمختار، يعود الرجال منتصرين الفرحة في عيونهم]

المختار :أين ذهب ؟

بدران :من ؟

المختار :كبيرهم.. ؟

بندق :هرب إلى الجبال..

بدار : لكن سنتعقبه..

تامر :لن يفلت من أيدينا

بندق :أين النساء؟!!

المختار :ذهبن برفقة الحراس إلى المدينة

بدران :بدار.. الشمس تغرب..

بدار :لم يعد يخيفنا الليل يا أبي..

بندق :حين تعرف عدوك.. تصبح أكثر اطمئنانا.. حتى ولو كنت الأضعف..

مساعد :هل سنترك كل تلك الحيوانات هنا ونعود ؟

مقبل :يمكننا رعايتها بمعاونة حراس المدينة..

تامر :لا مانع طبعا

ناصح :ولماذا لا نسوقها إلى المدينة ؟!!

المختار :ستتحول المدينة إلى حظيرة يا شيخ ناصح..!!

ناجح :لليلة واحدة يا مختار المدينة.. وفي الصباح يجتمع المجلس.. ونقرر ما نفعله..

ناصح :لقد اشتقت لرائحة البهائم..!!

ناجح :سنجعلك حارسها..

بدران : نعم الرأي.. هيا بنا..

مسعود :عشاشة.. أين خالتك يا زهرة ؟

زهرة :أمي عشاشة ؟!! لا تقلق عليها..

بدار :عم مسعود.. أبي..

بدران :ماذا بك ؟

عشاشة: [آتيه من الخارج] ألا تدري يا شيخ بدران.. به ما ينتاب كل الشباب.. العشق يا رجل.. أم طول الأجل أنساك..؟

بدران :ألا يستطيعان الانتظار حتى الصباح.. أو حتى العودة إلى المدينة يا لهذا الشباب ؟!

مسعود :ولماذا الانتظار يا شيخ.. ألف مبروك يا بدار.. مبروك يا زهرة

[تعلو الزغاريد وتبدأ حركة أهل المدينة مصاحبة لأغنيات الفرح البهيجة].

ختــــــام//

تأليف/ درويش الأسيوطي

أسيوط 20/3/2002
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://deshna.ahlamontada.net
حماده شحات
مشرف سابق
حماده شحات


ذكر

العمر : 41
عدد الرسائل : 5680
تاريخ التسجيل : 10/08/2009

وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي   وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي I_icon_minitime23/8/2010, 8:26 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وحـوش المدينة ــ تأليف / درويش الأسيوطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تخيلوا ان كل ماينشر فى الاعلام عن الارهاب تأليف فى تأليف
» درويش
» ايمان البحر درويش وقول يا قلم
» لايفتى ومالك فى المدينة
» الحاج زين فى المدينة المنورة وجميل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: قسم الأدب والفنون :: الفنون المسرحية-
انتقل الى: