قال تعالى : {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (الانفال74) .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :-
ذكر تعالى أصناف المؤمنين , وقسمهم إلى مهاجرين , خرجوا من ديارهم وأموالهم , وجاءوا لنصر الله ورسوله , وإقامة دينه , وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك .
و أنصار , وهم المسلمون من أهل المدينة , آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم , وواسوهم في أموالهم , ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم , فهؤلاء بعضهم أولياء بعض .
فكتاب ربنا عز وجل ذكر كثيراً من أصناف الخلق وذكر صفاتهم وأثنى على بعضها وذم بعضها ومن هذه الأصناف المحمودة ( المهاجرين والأنصار ) وهذان الصنفان من الخلق هم الذين يقوم عليهم الدين والجهاد في سبيل الله , فالمهاجرون هم الذين ينفرون من ديارهم وأوطانهم بأموالهم وأنفسهم إذا ضيّق عليهم في دينهم أو يهاجرون للجهاد في سبيل الله وهي أفضل أنواع الهجرة كما جاء ذلك في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم عندما سئل : ( وأي الهجرة أفضل , قال : الجهاد ) وأما الأنصار هم الذين يأوون المهاجرين وينصرونهم ويعينونهم على نصرة الدين , فلا مهاجرين بغير أنصار ولا أنصار بغير مهاجرين , وحديثي في هذه الإشراقة سيكون عن أنصار الدين الذين عز في هذا الزمان أمثالهم وافتقرت بلاد المسلمين منهم إلا ما رحم ربي , فما بال أمتنا اليوم قد عز فيها من يأوي و ينصر ويجاهد ويضحي من أجل لا إله إلا الله .
فيا أهل الإسلام ..
إن ديننا مستهدف ، وعقيدتنا ثوابتها تتزعزع ،وأعراضنا تنتهك ،ونبينا صلى الله عليه وسلم يسب ،ويستهزئ به ولا أحد يهب وينصر.