فهلم معي نقرا صحيفة من الفتوحات الاسلامية تاليف مفتي
مكة السيد احمد زيني دحلان مما ذكره فيالجزء الثاني من
سيرة الخلفاء الاربعة (ص354 517) قال ((817)) في
(ص492) تحت عنوان: ذكر ما كانلسيدنا عثمان من الاقتصاد
في الدنيا وحسن السيرة: كان عثمان (رضىا...عنه) زاهدا في
الدنيا، راغبا فيالاخرة، عادلا في بيت المال ((818)) لا ياخذ
لنفسه منه شيئا ((819)) لانه كان غنيا، وغناه كان مشهورا في
حياة
النبي(ص) وبعد وفاته، وكان كثير الانفاق، في نهاية الجود
والسماحة والبذل في القريب والبعيد ((820)) وانزل اللّه فيه:
(الذين ينفقون اموالهم في سبيل اللّه ثم لا يتبعون ما انفقوا منا
ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوفعليهم ولا هم يحزنون)
((821)) وقوله تعالى: (امن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما
يحذر الاخرة ويرجورحمةر به) ((822)). وقوله تعالى: (رجال
صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ) ((823)).
وكان يخطب الناس وعليه ازار غليظ عدني ثمنه اربعة دراهم
((824)) وكان يطعم الناس طعام الامارة ويدخل بيتهياكل
الخل والزيت. قال الحسن البصري: دخلتالمسجد فاذا انا
بعثمان متكئا على ردائه فاتاه سقاءانيختصمان اليه فقضى
بينهما، وعن عبداللّه بن شداد قال: رايت عثمان (رضىا...عنه)
يوم الجمعة وهو يومئذاميرالمؤمنين وعليه ثوب قيمته اربعة
دراهم. وسئل الحسن البصري ما كان رداء عثمان؟ قال: كان
قطريا. قالوا:كم ثمنه؟ قال: ثمانية دراهم. وكان (رضىا...عنه)
شديد التواضع، قال الحسن البصري: رايت عثمان وهو
اميرالمؤمنين نائما في المسجد ورداؤه تحت راسه فيجيء
الرجل فيجلس اليه، ثم يجيء الرجل فيجلس اليه،فيجلس هو
كانه احدهم، وروى خيثمة قال: رايت عثمان نائما في المسجد
في ملحفة ليس حوله احد وهوامير المؤمنين، وفي رواية اخرى
لخيثمة ايضا: رايت عثمان يقيل في المسجد ويقوم واثر الحصاة
في جنبهفيقول الناس: يا امير المؤمنين، وكان يلي وضوءه في
الليل بنفسه فقيل له: لو امرت بعض الخدم لكفوك،قال: لا،
الليل لهم يستريحون فيه، وكان(رضىا...عنه)يعتق في كل
جمعة رقبة منذ اسلم الا ان لا يجد ذلكتلك الجمعة فيجمعها
في الجمعة الاخرى.
قال العلامة ابن حجر في الصواعق ((825)): ان جملة ما اعتقه
عثمان(رضىا...عنه) الفان واربعمائة. ومن تواضعه:انه كان
يردف غلامه خلفه ايام خلافته ولا يعيب ذلك، وكان يصوم
النهار ويقوم الليل الا هجعة من اوله،وكان يختم القرآن كل
ليلة في صلاته، وكان كثيرا ما يختمه في ركعة، وكان اذا مر
على المقبرة يبكي حتىتبتل لحيته، وكان من العشرة
المبشرين بالجنة، ومن اصحاب النبي (ص) توفي وهو عنهم
راض، وكان منالسابقين للاسلام، فانه اسلم بعد ابي بكر وعلي
وزيد بن حارثة، وشهد له النبي (ص) بالجنة والزهد فيالدنيا،
فقد صح عنه (ص)انه قال: رحمك اللّه يا عثمان ما اصبت من
الدنيا ولا اصابت منك ((826)). وكثرتالفتوحات في زمن
خلافته فقد فتح في زمنه افريقية وسواحل الاردن وسواحل
الروم واصطخر وفارسوطبرستان وسجستان وغير ذلك،
وكثرت اموال الصحابة في خلافته حتى بيعت جارية بوزنها،
وفرسبمائة الف، ونخلة بالف، وعن الحسن البصري قال: كانت
الارزاق في زمن عثمان وافرة وكان الخير كثيرا،واصاب الناس
مجاعة في غزوة تبوك فاشترى طعاما يصلح العسكر.
واخرج ابويعلى ((827))، عن جابر عن النبي، (ص) قال: عثمان
في الجنة، وقال: لكل نبي خليل في الجنةوانخليلي عثمان بن
عفان. وفي رواية: لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها
عثمان بن عفان. وقال(ص):ليدخلن بشفاعة عثمان سبعون
الفا كلهم استحقوا النار الجنة بغير حساب. واخرج ابويعلى عن
انس(رضىا...عنه): اول من هاجر الى الحبشة باهله عثمان بن
عفان، فقال رسول اللّه (ص): صحبهما اللّهانعثمان لاو ل من
هاجر الى اللّه تعالى باهله بعد لوط ((828))، ولما زوج النبي
(ص) بنته ام كلثوم لعثمان قاللها: ان بعلك لاشبه الناس
بجدك ابراهيم وابيك محمد (ص). وقال (ص) اشد امتي حياء
عثمان بن عفان.وقال (ص): ان اللّه اوحى الي ان ازوج كريمتي
يعني رقية وام كلثوم من عثمان. وقال (ص): ان عثمان
حييتستحي منه الملائكة، وقال (ص): انما يشبه عثمان بابينا
ابراهيم. وقال (ص): وما زوجت عثمان بام كلثومالا بوحي من
السماء. وقال (ص) لعثمان: يا عثمان هذا جبريل يخبرني ان اللّه
زوجك ام كلثوم بمثل صداقرقية وعلى مثل صحبتها