علمتني الحياة كيف أبتسم وبداخلي جروح تصرخ وتئن
غريبة هي الحياة بغرابة من يعيش على هذه الأرض
أصبح الجميع يتقن فن جديد
لم تكفهم عالم الفنون الذي يعيشون فيه
بل أوجدوا عالم خاص جداً بهم
عالم لا يدخله إلا من كان قد أتقن هذا الفن و بمهارة
" عالم فقط للجروح"
هل أخذت جرعتك من هذا العالم!
الكثير أخذ من هذه الجرعة
لكن من منا تلقي سيل من جرعات تلك الجروح و أبتسم !
نعم أبتسم و هو يتلقى جروح
أنا هو من أبتسم رغم الجروح :
أتلقى في اليوم جروح مؤلمة .. قاسية بل تكون " قاتلة "
لكن لا يجد من سبب لي الجرح
سوى ابتسامة أرسمها على وجهى
و أخفي بداخل قلبي آهات
و أحبس بداخل عيناي ملايين الدموع
ربما يعتبرها الكثير ضعف
وربما يعتبرها الآخرين قوة
ولكن بالنسبة لي
لا ضعف و لا قوة
لا أعلم ماذا أعتبرها
ربما أمسكت تلك العصا من المنتصف
لا أدعي القوة و لا الضعف
أحيانا أقول لنفسي : بربك ماذا تحمل من قلب بداخلك!
يتسببون لك بالجروح و تعود و ترتمي بأحضان من كان سببها
من هم سبب لنزفك هنا و هناك..
لكن سأخبركم بشيء لا يعلمه الكثير
لأنهم يقفون مذهولين مني
رغم الطعنات القاسية أقف بكل أمل في هذه الحياة
يقرؤون لي نزف قلمي
فسرعان ما يوجهون لي السؤال
كيف نبتسم رغم الجروح!
ابتسامتي مغمسة بالدموع
ابتسامتي أعلنها أمام أحبتي حتى لا يروا انكساري
في وقت هم بحاجة إلى وقوفي أمامها بكل قوة وشموخ
ما أن أخلوا بنفسي حتى يزورني ذاك الطيف الذي أكرهه
" الجــــــــروح "
كيف أنسى لا أعلم !
أخبرت من حولي لا تبتعدوا عني
فأنا بحاجة دوما لكم
معكم أنسى همومي و جروحي
وهم دوما بقربي
لكن كم هو قاسي
عندما يأتيك جرح
من شخص وثقت به
شخص رسم لك عالم لا تشوبه أي شوائب لذاك المسمى
بــ " الجروح "
لكن هناك كلمة دوما ما أوجهها لجميع من جرحني
" الله يسامحك "
ولن أغيرها و سأبتسم
ولن أصرخ من ذاك الجرح
فيا من جُرحت يوماً من شخص
لا تنظر لذاك الجانب المظلم من عالم الجروح
بل أنظر كيف هو اختبار لك من المولى عز وجل
أما أن تصبر و تحتسب
أو تجزع وتعلن الانهزام
فالحياة اختبار
و سنبتسم رغم الجروح