منتدى منارة دشنا
الإمام الحسن البصري GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
الإمام الحسن البصري GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمام الحسن البصري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن السمطا
عضو جديد
عضو جديد
ابن السمطا


ذكر

العمر : 41
عدد الرسائل : 65
تاريخ التسجيل : 28/11/2015

الإمام الحسن البصري Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الحسن البصري   الإمام الحسن البصري I_icon_minitime2/3/2019, 6:07 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ملأ قلوب أوليائه بمحبته، وفضَّلهم على كافه خلقه بعد أنبيائه ورسله  فاصطفاهم لحضرته، والصلاة على من فضَّله االله على جميع من في الوجود سيدنا محمد،  وعلى آله مصابيح الدُّجَى، وأصحابه مفاتيح الهدى، وبعد، فيقول العبد الفقير إلى الله ابنُ السمطا من آل بحر غفر الله له ولوالديه وذريته:  هذه نبذه  خاطفة سريعة ومختصرة عن علم من العلماء،  وفقيه من الفقهاء، الزاهد الورع، الإمام الكبير، حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، العابد، الذي  كان لفضول الدنيا وزينتها نابذا، ولشهوة النفس ونخوتها واقِذا، ألا هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبي الحسن يسار، يكنى أبا سعيد، وكان أبوه من أهل بيسان فسُبي فهو مولى الأنصار. وُلِد في خلافة عمر، وحنَّكه عمر بيده، وكانت أم الحسن البصري - واسمها خَيْرَة - تخدم أم المؤمنين أمَّ سلمة زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم، فربما أرسلَتْها في الحاجة فتشتغل عن ولدها الحسن وهو رضيعٌ، فتشاغله أم سلمة بثديِها، فيدر عليه فيرتضعُ منها، فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة.
قال عامر الشعبي لرجل يريد قدوم البصرة: إذا نظرتَ إلى رجلٍ أجمل أهل البصرة وأهيبهم، فهو الحسن، فأقرِئه مني السلام. وقال أبو قتادة:الزموا هذا الشيخ فما رأيت أحدًا أشبه رأيًا بعمر منه -يعني الحسن. وعن أنس بن مالك قال: سلوا الحسن، فإنه حفظ ونسينا. وعن أبي بردة قال: ما رأيت أحدًا أشبه بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- منه. وكان إذا ذُكِر عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: «ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء».
رأى عثمان وطلحة والكبار، وروى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب، وأبي بكرة الثقفي، والنعمان بن بشير، وجابر، وجندب البجلي، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، ومعقل بن يسار، والأسود بن سريع، وأنس، وغيرهم من الصحابة. وقرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي، وروى عن خلقٍ من التابعين. وروى عنه: أيوب، وشيبان النحوي، ويونس بن عبيد، وابن عون، وحميد الطويل، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وهشام بن حسان، وجرير بن حازم، والربيع بن صبيح، ويزيد بن إبراهيم التستري، ومبارك بن فضالة، وأبان بن يزيد العطار، وقرة بن خالد، وحزم القطعي، وسلام بن مسكين، وشميط بن عجلان، وصالح أبو عامر الخزاز، وعباد بن راشد، وأبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وواصل أبو حرة الرقاشي، وهشام بن زياد، وشبيب بن شيبة، وأشعث بن براز، وأشعث بن جابر الحداني، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وأشعث بن سوار، وأبو الأشهب، وأمم سواهم.
وعَنِ الفضيل أَبِي مُحَمد، قَالَ: سَمِعتُ الحسن يقول: أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنة جمعتُ القرآنَ أنظرُ إلى طلحة بْن عُبَيد الله.
ومن اقواله:  لا تُجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم.
وحُكي أن الحسن البصري أقام ثلاثين سنة لم يضحك.
ومن قوله: العلم علمان: فعلمٌ في القلب فذلك العلم النافع، وعلم في اللسان فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم.
وكان يقول رحمه الله: نحن إلى قليلٍ من الأدب أحْوَج منا إلى كثير من العلم.
 وعن عبد الحميد بن جعفر أن الحسن كان يقول: " إن لله عبادًا كمن رأى أهل الجنة في الجنة وهم مخلَّدون، وكمن رأى أهل النار في النار مُعذَّبون، قلوبهم محزونهٌ، وشرورهم مأمُونةٌ، وحوائجهم عند الله مقضيةٌ، وأنفسهم عن الدنيا عفيفةٌ، صبروا أيامًا قِصارًا لعُقبى راحةٍ طويلة، أمَّا الليلُ فصافَّةٌ أقدامُهُم، تسيلُ دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى ربهم: ربَّنا ربَّنا. وأمَّا النهار فحكماء علماء، بررةٌ أتقياء، كأنهم القِداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خلطوا، وقد خالط القوم أمرٌ عظيمٌ.
روى أبو عبيدة الناجي أنه سمع الحسن يقول: يا ابن آدم، إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيبٍ هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه، فإذا فعلتَ ذلك لم تُصلح عيبًا إلا وجدت عيبًا آخر لم تُصلحه، فإذا فعلتَ ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحبُّ العباد إلى الله تعالى من كان كذلك.
وعن الحسن قال: يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك ويوزن خيره وشره، فلا تحقرنَّ من الخير شيئًا وإن هو صَغُر فإنك إذا رأيته سَرَّك مكانه، ولا تحقرنَّ من الشر شيئًا فإنك إذا رأيتَه ساءك مكانه، رحِم الله رجلًا كسب طيِّبًا، وأنفق قصدًا، وقدَّم فضلًا ليوم فقره وفاقته ... إنه لا كتاب بعد كتابكم، ولا نبي بعد نبيكم. يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا، ولا تبيعنَّ آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا.
 قال الحسن:  إن المؤمن يصبح حزينًا ويمسي حزينًا ولا يسعه غير ذلك؛ لأنه بين مخافتين: بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه، وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك.
وعن الحسن قال: إنَّ المؤمن يصبح حزينًا ويمسي حزينًا وينقلب في الحزن ويكفيه ما يكفي العنيزة.
وعنه قال: يحق لمن يعلم أن الموت مورده، وأن الساعة موعده، وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده، أن يطول حزنه.
كان الحكم بن حجل صديقًا لابن سيرين، فلما مات ابن سيرين حزن عليه حتى جعل يُعاد كما يُعاد المريض، فحدَّث بعدُ قال: رأيت أخي في المنام -يعني ابن سيرين- فرأيته في قَصْر، فذكر من هيئته وأنه على أفضل حال، فقلت له: أي أخي قد أراك في حال يسرُّني، فما صنع الحسن؟ قال: رُفع فوقي بتسعين درجة. فقلت: ومما ذاك؟ قال: بطول حزنه.
ومن حديثه الحسن يحلف بالله يقول: «والله يا ابن آدم لئن قرأتَ القرآن ثم آمنت به ليطولنَّ في الدنيا حزنك، وليشتدنَّ في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك».
وعن علقمة بن مرثد قال:  انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فمنهم الحسن بن أبي الحسن، فما رأينا أحدًا من الناس كان أطول حزنًا منه، ما كنا نراه إلا أنه حديث عهدٍ بمصيبة، ثم قال: نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال: لا أقبل منكم شيئًا؟! ويْحَك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟! إنه مَن عصى الله فقد حاربه، واللهِ لقد أدركتُ سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، ولو رأيتموهم قلتم: مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خَلَاقٍ، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب، ولقد رأيت أقوامًا كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقوامًا يُمسي أحدهم وما يجد عنده إلا قوتًا فيقول لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلنَّ بعضه لله عز وجل، فيتصدق ببعضه وإن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه.
وقال الأصمعي وغير واحد: لما ماتت النوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي امرأة الفرزدق وكانت قد أوصت أن يصلِّي عليها الحسن البصري، فشهدها أعيان أهل البصرة مع الحسن والحسن على بغلته، والفرزدق على بعيره، فسار، فقال الحسن للفرزدق: ماذا يقول الناس؟ قال: يقولون شهد هذه الجنازة اليوم خير الناس - يعنونك - وشرُّ الناس - يعنوني - فقال له: يا أبا فراس لستُ أنا بخير الناس ولستَ أنت بشرِّ الناس، ثم قال له الحسن: ما أعددتَ لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة، فقال الحسن بيده: نِعْمَ واللهِ العُدَّة.  فلما أن صلى عليها الحسن مالوا إلى قبرها، فأنشأ الفرزدق يقول:
 أخافُ وراء القبر إن لم يُعافني ... أشدَّ من القبر التهابًا وأضْيقا

إذا جاءني يوم القيامة قائدٌ ... عنيفٌ وسوَّاقٌ يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدمَ مَن مشى ... إلى النار مغلُولَ القلادة أزرقا
يُساق إلى نار الجحيم مسربَلًا ... سرابيل قطران لباسًا مُخرَّقا
إذا شربُوا فيها الصديد رأيتَهم ... يذوبون من حر الصديد تمزُّقا
قال: فبكى الحسنُ حتى بلَّ الثرى ثُم التزم الفرزدق وقال: لقد كنتَ من أبغض الناس إليَّ، وإنك اليوم من أحبِّ الناس إليَّ.
وقال الحسن البصري : «لولا العلماء لَصار الناس مثل البهائم». أي إنهم بالتعلم يُخرِجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية.
وقال ابن سعد في «طبقاته»: كان جامعًا، عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، حجَّةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثيرً العلم ، فصيحًا، جميلًا، وسيمًا.
وكتب إليه عمر بن عبد العزيز يقول له: إني قد ابتُليت بهذا الأمر، فانظروا لي أعوانًا يُعينونني عليه. فكتب إليه الحسن: أما أبناء الدنيا فلا تريدهم، وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك، فاستعن بالله، والسلام.
وسُئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: كان عليٌ -واللهِ- سهمًا صائبًا من مرامي الله على عدوه، وربَّانِيَّ هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن بالنُّوَمة عن أمر الله، ولا بالمَلُومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه، ففاز منه برياضٍ مونِقة، ذلك علي بن أبي طالب يا لُكع.
وقال أبو بكر الهذلي: قال لي السفاح: بأي شيء بلغ (حَسَنُكم) ما بلغ؟ فقلت: جمع القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ثم لم يخرج من سورة إلى غيرها حتى يعرف تأويلها، وفيما أنزلت، ولم يقلِّب درهمًا في تجارة، ولا وَلِيَ سلطانًا، ولا أمر بشيء حتى فعله، ولا نهى عن شيء حتى ودعه. فقال: بهذا بلغ الشيخ ما بلغ.
من كراماته:  كان رجلٌ من الخوارج يغشى مجلس الحسن فيؤذيهم، فقيل للحسن: يا أبا سعيد ألَا تُكلِّم الأمير حتى يصرفه عنا، فسكت عنهم، فأقبل ذات يوم والحسنُ جالسٌ مع أصحابه، فلما رآهُ قال: اللهُمَّ قد علمتَ أذاهُ لنا فاكفِناهُ بما شئتَ. فخرَّ الرجُل من قامته، فما حُمِل إلى أهله إلا ميتًا على سرير، فكان الحسنُ إذا ذكره بكى وقال: البائسُ، ما كان أغرَّهُ بالله.
وقال سعيد بن أبي عَرُوبة: غُمَّ على الناس هلالُ شهر رمضان، قال: فخرج الحسنُ فقال: «اللهُمَّ إن كانت ليلتَه فبيِّنْهُ» قال: فانجلى عنه الغيم حتى نظر الناس إليه.
وسأل بعض الأعراب رجلًا من أهل البصرة فقال: مَن هو سيِّد هذه البلدة؟ قال: الحسن بن أبي الحسن البصري، قال: أمولًى هو؟ قال: نعم، قال: فبم سادهم؟ فقال: بحاجتهم إلى علمه وعدم احتياجه إلى دنياهم، فقال الأعرابي: هذا لعَمْرُ أبيك هو السُؤدد.
وأرسل عديّ بن أرطاة إلى الحسن بمائتي درهم، فردَّها، فزاده، فقال الحسن: إني لم أردَّها استقلالًا لها، ولكني لا آخذ على القضاء أجرًا.
وقال الحسن: «حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا النفوس فإنها خليعة، وإنكم إن أطعتموها تنزل بكم إلى شرِّ غاية».
قال العوام بن حوشب: سمعت الحسن يقول: «مَن كانت له أربع خلالٍ حرمه الله على النار وأعاذه من الشيطان: مَن يملك نفسه عند الرغبة، والرهبة، وعند الشهوة، وعند الغضب».
وعن عمران القصير قال: سألت الحسن عن شيء فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا فقال: «وهل رأيتَ فقيها بعينك؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا ، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه عز وجل».
 وقال: " بلغنا أن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، خلقتُك وتعبد غيري، وأذكرك وتنساني، وأدعوك وتفرُّ مني، إن هذا لأظلم ظُلمٍ في الأرض". ثم تلا الحسن: {يا بُنَيَّ لا تشركْ بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].
وقال: " ما من رجل يرى نعمة الله عليه فيقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله تعالى وزاده".
وعنه قال: «ابن آدم، إنما أنت أيام، كلَّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك».
وكتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز كتابًا: «أما بعد، فإن الدنيا دار مخيفة، إنما أُهبط آدم من الجنة إليها عقوبة، واعلم أن صَرْعتها ليست كالصرعة، من أكرمها يَهُن، ولها في كل حين قتيل، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء، والسلام».
وعن الربيع بن أنس قال: اختلفتُ إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.
عن قتادة قال: دخلنا على الحسن وهو نائم وعند رأسه سلّة، فجذبناها، فإذا خبز وفاكهة، فجعلنا نأكل، فانتبه فرآنا، فسرَّه، فتبسم وهو يقرأ: {أو صديقِكم لا جناح عليكم}.
قال حماد: لا أعلم أحدًا يستطيع أن يعيب الحسن إلا به.
 وعن مطر قال: دخلنا على الحسن نعوده، فما كان في البيت شيء، لا فراش، ولا بساط، ولا وسادة، ولا حصير، إلا سرير مرمول هو عليه. (المرمول: الذي نسج وجهه بالسعف) .
وعن مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول: «فضح الموتُ الدنيا فلم يترك فيها لذي لبٍّ فرحًا».
وعن الحسن أنه كان يتمثل بهذين البيتين أحدهما في أول النهار والآخر في آخر النهار:
يسر الفتى ما كان قدَّم من تُقًى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتلُه
وما الدنيا بباقية لحيٍّ ... ولا حيٌّ على الدنيا بباق
 وسُمِع الحسن يحلف بالله ما أعزَّ أحدٌ الدرهمَ إلا أذلَّه الله.
وعن الحسن قال: «كثرة الضحك تميت القلب».
وقال: " المؤمن مَن يعلم أن ما قال الله عز وجل كما قال، المؤمن أحسن الناس عملًا، وأشدُّ الناس خوفًا، لو أنفق جبلًا من مال ما أمِنَ دون أن يعاين، ولا يزداد صلاحًا وبرًّا وعبادةً إلا ازداد فَرَقًا؛ يقول: لا أنجو. والمنافق يقول: سواد الناس كثير وسيُغفَر لي، ولا بأس عليّ، فينسى العمل. قال: ويتمنى على الله تعالى.
وكان الحسن إذا تلا هذه الآية: {فلا تغرَّنَّكم الحياةُ الدنيا ولا يغرَّنَّكم بالله الغرورُ} [لقمان: 33] قال: «من قال ذا؟ قاله مَن خَلَقَها وهو أعلمُ بها».
وحكي أن رجلا قال للحسن: فلان اغتابك. فبعث إلى ذلك الرجل طبق حلاوى وقال: بلغني أنك نقلتَ حسناتك إلى ديواني فكافأتُك بهذا.
وعن صالح بن رستم قال: سمعت الحسن يقول: «رحم الله رجلًا لم يغُرَّه كثرة ما يرى من كثرة الناس. ابنَ آدم، إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتُبعث وحدك، وتُحاسب وحدك، ابن آدم وأنت المعنيّ وإياك يراد».
وسأله رجل قال: يا أبا سعيد ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة. فقال الرجل: يا أبا سعيد فما الصبر والسماحة؟ قال: «الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل».
وعن الحسن قال: " خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما: الركون إلى الظَّلَمة، والطغيان في النعمة؛ قال الله عز وجل: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} [هود: 113]، وقال الله عز وجل: {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} [طه: 81] .
قال أبو موسى: سمعت الحسن يقول: «إن العبد المؤمن ليعمل الذنب فلا يزال به كئيبًا».
وقرأ الحسن هذه الآية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل: 90] الآية، ثم وقف فقال: «إن الله جمع لكم الخير كلَّه والشرَّ كله في آية واحدة، فواللهِ ما ترك العدل والإحسان شيئًا من طاعة الله عز وجل إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئًا إلا جمعه».
وقال: «لو علم العابدون أنهم لا يرون ربَّهم يوم القيامة لَماتوا».
وقيل ليونس بن عبيد: أتعرف أحدًا يعمل بعمل الحسن؟ فقال: واللهِ ما أعرف أحدًا يقول بقوله، فكيف يعمل بعمله. ثم وصفه فقال: كان إذا أقبل فكأنه أقبل من دفْنِ حميمِه، وإذا جلس فكأنه أسيرٌ أُمِر بضرب عنقه، وإذا ذُكِرت النار فكأنها لم تُخلق إلا له.
 وقال رجل قبل موته لابن سيرين: رأيتُ طائرًا أخذ حصاة من المسجد. فقال: إن صدقت رؤياك مات الحسن. فمات بعد ذلك.
 قال هشام بن حسان: كنا عند محمدٍ عشية يوم الخميس، فدخل عليه رجل بعد العصر فقال: مات الحسن. فترحم عليه محمد، وتغير لونه، وأمسك عن الكلام، فما تكلم حتى غربت الشمس، وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه. قلت: وما عاش محمد بن سيرين بعد الحسن إلا مائة يوم.
قال ابن عُلَيَّة: مات الحسن في رجب سنة عشر ومائة. وقال عبد الله بن الحسن: إن أباه عاش نحوًا من ثمان وثمانين سنة.
وكانت جنازته مشهودة، صلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة، فشيّعه الخلق وازدحموا عليه، حتى إن صلاة العصر لم تُقَم في الجامع. ويُروى أنه أُغمي عليه ثم أفاق إفاقة فقال: لقد نبَّهتموني من جنات وعيون ومقام كريم. رحمه الله تعالى ورضي عنه.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستعفرك وأتوب إليك
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
ابن السمطا من آل بحر من نسل عيسى بن خلف بن بحر الشهير برحمة من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه، وأم الحسين هي السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام الحسن البصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام الشافعي
» الإمام القرطبي
» الإمام البخاري
» الإمام سفيان الثوري
» الإمام أبو حنيفة النعمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم الإسلامي :: إسلاميات-
انتقل الى: