رشدى العطار عضو جديد
العمر : 63 عدد الرسائل : 32 تاريخ التسجيل : 25/12/2010
| موضوع: أبـى زرع 28/12/2010, 7:25 pm | |
| الحمد لله فى ألأولى فقد نامت عيون الخلأئق وما غفل وله الحمد فى ألأخرة إذ زاغت ألأبصار وسقط الحبل أسرف الناس فى كل مكان فما أهلك وما عجل عبدوا المال فأطغاهم ونسوا الموت فغرهم ألأمل ولو شاء ربك لجفت ألأنهار وما أصاب النبات بلل نحمده تبارك وتعالى ونستعين به على كل أمر جلل ونستغفره لمن تاب منا ومن فى المعاصى لم يزل ونرجوه رحمة تعمنا ولا نرجوا سواها بدل وأشهد ألا إله إلا الله ملك فحكم فعدل قدر ألأمور من ألأذل فلحكمة لم يفعل ولحكمة فعل وأشهد أن محمد عبده ورسوله الذى إذا قال فعل أما بعد * * * عن عائشة رضىالله عنها قالت جلست إحدى عشرة إمرأه فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شىء ؟ قالت ألأولى زوجى لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا هو سهل فيرتقى ولا ثمين فينتقل ألمعنى شبهت زوجها بلحم الجمل الهزيل الذى يستغث ويستكره من هزاله وأنه كثير الضجر كثير الغلظه يصعب الوصول اليه فلا هو سهل ولا ثمين والشىء المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد بغير تعب ويبدوا انه كان على الرغم من حالته هذه كان يأنف منها ويستعلى عليها بنفسه فأعطت التشبيه حقه ووفته قسطه قالت الثانيه ز وجى لا أبث خبره إنى أخاف ألا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره المعنى العجر تعقد العروق والعصب فى الجسمحتى تصير نا تئه والبجر مثلها قال الخطابى أرادت عيوبه الظاهره واسراره الكامنه ولعله كان مستور الظاهر ردىء الباطن وهى تعنى ان زوجها كثير المعايب معقد النفس بعيد عن المكارم والعجر والبجر إستعملا فى الهم والغم والاحزان قالت الثالثه زوجى العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق العشنق هو الطويل المذموم الطول وأرادت أن له مظهر بلا مخبر وهو بغير نفع هذا الوصف دليل السفه وعلل ببعد الدماغ عن القلب وأرادت بقولها إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق أى أنا عنده لاذات بعل انتفع به ولا مطلقه فأنتفع بغيرهفلماذ لا تنطق فيطلقها فتنتفع بغيره قيل كانت لا تؤثر تطليقه لتعلقها به ومحبتها فيه قالت الرابعه زوجى كليل تهامه لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سأمه المعنى وأهل تهامه لا يخافون لتحصنهم بجبالها ويطيب الليل لأهلها وهذه المرأه تصف زوجها بالجود وبجمال العشره واعتدال الحال وسلامة الباطن فكأنها قالت لا أذى عنده ولا مكروه وأنا أمنه منه فلا أخاف من شر ولا ملل فأنا لذيذة العيش كلذة اهل تهامه بليلهم المعتدل قالت الخامسه زوجى أن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد المعنى وصفته بالغفله عند دخول البيت على وجه المدح له فالمرأه لا تحب المنازعه ولا التحكم فى مكان ألأثاث فى المنزل والسوأل عن عدد قطع اللحم وأين ذهبت وأين الفاكهه التى اتيت بها امس و الفهد يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم وكثرة الوثوب وكأنها كانت محبوبه لديه بحيث لا يصبر عنها وهذ الوصف يحمل فى طياته سجية كرم ومسامحه فى العشره وإذا خرج فبغا ية الرزانه والوقار وحسن السمت وتحصيل الكسب كا لأسد قالت السادسه زوجى إن أكل لف وإن شرب إشتف وإن إضطجع إلتف ولا يولج الكف ليعلم البث المعنى أن عنده نهم وشره فى ألأكل وإذا شرب لا يبقى على شىء من المشروب وإذا نام رقد فى ناحيه وإلتف بالغطاء وحده وانقبض عن اهله فهى كئيبه حزينه لذلك لإعراضه عنها ثم هو لا يولج ليعلم البث أى لا يمد يده ليعلم ما هى عليه من الحزن فيزيله فهو قليل الشفقه قالت السابعه زوجى غيا ياء أو عيا يا ء طباقا كل داء له داء شجكى أو فلكى أو جمع كلا لكى المعنى غيا ياء او عيا يا شك من الراوى والعيا ياء الذى لا يضرب أو يلقح من ألأبل والطبقاء هو ألأحمق الذى ينطبق عليه أمره كل داء له داء أى أن كل عيب تفرق فى الناس فهو موجود فيه شجك اى جرح رأسك فلكى أى جرح جسدك ؟أو جمع كلا لك اى جرح رأسك وجسدكى معا
قالت الثامنه زوجى ألمس مس أرنب والريح ريح زرنب أنا أغلبه والناس يغلب المعنى اى انه حسن الخلق لين فى طبعه طيب فى رائحته ورائحة عرقه جميله لكثرة نظافته واستعماله الطيب انا اغلبه والناس يغلب اى انه يصبر عليها مع شجاعته فيجعلها تغلب وهذا من كرم سجاياه وشبهت زوجها بالأرنب فى نعومة جلده والزرنب نبت طيب الرائحه قالت التاسعه زوجى رفيع العماد كثير النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد المعنى وصفته بعلو بيته وطوله وها كذا بيوت الاشراف ليقصدهم الطارقون والوافدون وهو طويل النجاد اى طويل القامه يحتاج لطول نجاده وهى كنايه عن شجاعته وإقدامه عظيم الرماد اى ان ناره لا تطفأ كنايه عن كرمه قريب البيت من الناد اى انه لا يحتجب عن الناس فهو فى قضاء حوائجهم قالت العاشره زوجى مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أن هن هوالك المعنى هو مالك ما اعظمه وما اكرمه فوصفته بالكرم وكثرة الثروه واستقبال الضيوف وحسن استعداده لهم فكانت إبله لاتسرح ولا تتمكن من الرعى إلا قريب من البيت لألأ يشق عليه طلبها إذا جاءه الضيف وكان يتلقى ضيوفه بالغناء لكثرة الفرح بها فتعرف ألأبل أنها ستنحر إذا سمعن صوت المز هر اى العود قالت الحادية عشر
زوجى أبى زرع فما ابى زرع أناس من حلى أذنى و ملأمن شحم عضدى وبجحنى فبجحت إلى نفسى وجدنى فى اهلى غنيمه بشق فجعلنى فى اهل صهيل واطيط ومنق فعنده أقول فلا أقبح وارقد فأتصبح واشرب فأتقمح وأكل فأتمنح أم أبى زرع فما أم أبى زرع عكومها رداح وبيتها فساح إبن أبى زرع فما إبن أبى زرع مضجعه كمسل شطبه ويشبعه زراع الجفره بنت أبى زرع فما بنت أبى زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسا ئها وغيظ جارتها جارية أبى زرع فما جارية أبى زرع لا تبث خبرنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تقشيشا قالت خرج ابو زرع وألأوطاب تمخض فلقى إمرأه معها ولدان لها كالفهدين يلقيان من تحت خصرها برمانتين فطلقنى ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شرياوأخذ خطيا وأراح على نعما ثريا واعطانى من كل رائحة زوجا وقال كلى أم زرع وميرى أهلك قالت فلو جمعت كل شىء أعطانيه ما بلغ أصغر أنية أبى زرع قالت عائشة رضى الله عنها قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لكى كأبى زرع ؟لأم زرع قالت عائشه بل انت خير من أبى زرع يا رسول الله المعنى وشأن أبى زرع شأن عظيم
وقد ملأ أذن أم زرع أقراطا عظيمه متدليه من الذهب وكثرت نعمه عليها حتى ثمن جسمها وبجحها اى عظمها فعظمت الى نفسها ونقلها من حياة البؤس الى حياة الثراء والنعيم فأصبحت عند أبى زرع لا يرد لها قول ولا يقبح عليها ما تأتى به وأرقد فأتصبح ونوم الصبحه هو نوم أول النهار فأشارت بأن لها ما يكفيها مؤنة بيتها واهلها واشرب فأتقمح اى أروى حتى لا احب الشرب او الشرب على مهل لأنها أمنه ثم اثنت بعد ذلك على ام زوجها فوصفت عكومها التى تجمع الامتعه رداح وهى العظام كثيرة الحشو او المرأه عظيمة الكفل فوصفتها بأنه كثيرة الخير وان بيته فيه متسع كبير ثم إنتقلت للحديث عن ابن ابى زرع فوصفته بأنه اهيف القد وانه تشبعه ذراع انثى من ولد المعز وينام فى قيد عود محدوود اى فى مكان قليل متواضع
ثم اثنت على ابنتها وانها طوع امها وابيهاوانها بجمال طبعها محل غيظ لجارتها حتى الخادمه التى عند ابى زرع لا تفشى لهم سرا ولا تزيع لهم خبرا وكأن الحال لم يدم على ذلك طويلا فقد خرج ابو زرع يوما والاوطاب تمخض أردت انه كان يستيقظ مبكرا فوجد إمرأه جلست تستريح فرأها ابو زرع على ذلك معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرهابرمانتين المراد بالرمانه ثديها وهذا دليل على ان المرأه كانت صغيرة السن وكانت غير ذات بعل فتزوجها فلم تزل به حتى طلق ام زرع فاستبدلت ام زرع بعد طلاقها وكل بدل اعور كما يقولون فالزوج الثانى لم يسد مسد أبى زرع تزوجت ام زرع رجل سرى من سراة الناس وكبرائهم واحسنهم مظهرا ومالا ووضع امامه اصناف النعيم من الطعام والشراب واللباس وكل انواع النعم وقال لها كلى واهدى الى اهلك والى من تشائين ومع ذلك كانت احواله عندها محتقره بالنسبة لأبى زرع قالت فلو جمعت كل شىء اعطانيه ما بلغ اصغر أنية أبى زرع وهذا دليل على ان محبة ابى زرع قد سكنت قلبها نسأل الله ان يجعلنا لزوجاتنا كأبى زرع لأم زرع وإلى لقاء قادم بمشيئة الله بقلم رشدى العطار | |
|