احمد فرج الله عضو جديد
العمر : 24 عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 11/05/2010
| موضوع: سبب انتشار الاسلام فى مصر 18/1/2011, 11:44 am | |
| انتشار الاسلام في مصر من المعروف ان الاسلام دخل مصر لاول مره بدخول العرب فاتحين ، اذ يروي حنا النقيوسي انه منذ دخول العرب مصر وقبل ان يتم فتحها نهائيا اسلم عدد كبير من المسلمين ، وكانوا نعم العون للعرب ، ومن المعروف ان العرب كانوا يخيرون اهالي البلاد المفتوحه بين امور ثلاث هي : الاسلام ،او الجزيه ، أو الحرب ، وبناء علي ذلك فان من دخلوا في الاسلام زمن الفتح فعلوا هذا عن ايمان واقتناع ، ولعل الذي دفعهم الي ذلك رغبتهم في الانتماء الي دين الطبقه الحاكمه ، ثم اخذ الدين الاسلامي ينتشر تدريجيا في مصر كلها كلما تقدم العهد بالعرب فيها . ومع هذا فان الشواهد التاريخيه تشير الي وجود فترات ذات ظروف خاصه كان التحول فيها الي الدين الاسلامي كبير ،وهذا يمكن تفسيره من خلال الموقف الذي وقفه العرب من اقباط مصر ، ومن موقف المصريين من العرب ، اذ من المؤكد ان العرب عند فتحهم لمصر كانوا يحاربون البيزنطيين وليس المصريين ، والذين كانوا يعانون من الاضطهاد الديني من قبل البيزنطيين لذلك كان العرب بمثابه المنقذين لهم من هذا الاضطهاد والظلم ، لهذا لم يكن غريبا ان نري المصريين يساعدون العرب اثناء فتحهم لمصر ، وخصوصا ان وجود عناصر مصريه في الجيش البيزنطي المدافع عن مصر كان من احد اسباب فشله في الدفاع عن البلاد لانهم لم يكن هناك دافع للاخلاص في الوقوف في وجهه العرب وخاصه مع شعورهم بظلم البيزنطيين .مظاهر الحريات التي تمتع بها الاقباط وتدلنا الشواهد التاريخيه علي ان العرب قد اخذوا بعد فتحهم لمصر يتحببون الي الاقباط املا في ضمان ولائهم واخلاصهم حتي يتمكنوا من تثبيت اقدامهم في مصر ، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد فقد اثر عن رسول الله _صلي الله عليه وسلم _ انه اوصي بقبط مصر في عده احاديث نذكر منها قوله : ( ان الله عز وجل سيفتح عليكم من بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لهم منكم صهرا وذمه ) ،مشيرا بذلك الي هاجر زوج ابراهيم الخليل ، وام ولده اسماعيل ، كما كانت ماريه القبطيه زوج الرسول عليه الصلاه والسلام . عندما قام عمرو بن العاص بالاستيلاء علي مدينه الاسكندريه قام باعاده بطريركها اليعقوبي بنيامين _ والذي اضطر الي الفرار الي الصحراء هربا من اضطهادات قيرس _ بعد غيبه دامت ثلاثه عشر عاما امضي منها عشر سنوات اثناء حكم هرقل ، وثلاث اثناء الفتح العربي . ويتضح تعاطف العرب مع قبط مصر حينما ايدوهم علي اعدائهم في المذهب الديني ، فاسترد بفضلهم الارثوذكس عددا من الكنائس والاديره التي كانت في ايدي البيزنطيين ، كما حالوا استماله كثير من البيزنظين التابعين للمذهب الملكاني الي مذهب المصريين وهو المذهب اليعقوبي . كما يعتبر بناء الكنائس وتجديدها مظهرا جديدا من مظاهر الحريات التي تمتع بها اقباط مصر في ظل الحكم العربي ، فقد اشارت المصادر التاريخيه الي بناء البطرك اغاتون لكنيسه القديس مرقص في اثناء ولايه عمرو بن العاص الثانيه لمصر ، كما شيدت اول كنيسه في الفسطاط في ايام ولايه مسلمه بن مخلد ، كما جددت كنيسه القديس مرقص في ولايه عبد العزيز ابن مروان . ومن الامور الاخري التي توضح مدي الحريه الدينيه التي تم منحها للمصريين هي ان المصريين ظلوا يحتفلون باعيادهم الدينيه في ظل الحكم العربي ، حقيقه ان ولاه مصر في تلك الفتره لم يشتركوا في هذه الاحتفالات الدينيه كما سوف يحدث في زمن الاخشيدين والفاطميين ، الذين حاولوا التقرب الي الشعب ضد الخلافه العباسيه في بغداد ، الا ان المصريين المسلمين لم يجدوا غضاضه من مشاركه اخوانهم المسيحيين في جميع اعيادهم ،ولا عجب في هذا فقد كان اغلبهم من اصل قبطي ،في الوقت الذي اكتفي فيه ولاه مصر بالمشاركه في الاحتفال بوفاء النيل . ومن الاحتفالات التي ساهم فيها ولاه مصر واشترك فيها كل من المسلمين والاقباط علي حد سواء صلاه الاستسقاء ، وذلك عندما يكون النيل ناقصا في موعد فيضانه . وهناك مظهر اخر من مظاهر الحريات العديده التي تمتع بها الاقباط في ظل الحكم العربي ، وهي ان الفتح العربي ساعد في بدايه الامر علي احياء اللغه القبطيه علي حساب اللغه اليونانيه التي كانت تعد بمثابه اللغه الرسميه للبلاد منذ عهد البطالكه ، فالدروس الدينيه التي كانت تقرا في الكنيسه باليونانيه ثم شرحها بعد ذلك باللغه القبطيه ، صارت لا تقرأ الا باللغه القبطيه ، كذلك نجد ان البلاد والاقاليم التي سميت باسماء يونانيه في ايام اليونان والرومان عادت الي اسمائها القبطيه المستمده من الاسماء المصريه القديمه . ومن الملاحظ ايضا ان العرب تركوا مقاليد الحكم في يد اهل مصر من الاقباط محتفظين لانفسهم بالسياده العليا وتنفيذ احكام الدين ، فمثلا في الحكومه المركزيه بالفسطاط التي اتخذها الوالي عبد العزيز بن مروان كاتبان قبطيان لاداره مصر العليا والسفلي ، كما ان رؤساء الماليه كانوا يختارون طوال العصر الاموي من بين الاقباط . ويفهم من تاريخ ساويرس بن المقفع ان والي مصر كان له حق الاشراف علي انتخاب البطاركه بوصفه رئيس الدوله وممثل الخليفه بها ، كما ان الاساقفه كانوا يستشيرون الوالي قبل انتخاب البطرك ، حقيقه انها كانت مساله شكليه لاننا لم نعرف ان احد من الولاه عارض في انتخاب احد البطاركه مادام الاساقفه كانوا يتبعون قوانين الكنيسه ،بدليل ان الوالي عبد العزيز بن مروان ابطل انتخاب احد البطاركه بعد ان نمي الي علمه ان البطرك المتوفي كان قد اوصي بشخص غير الذي انتخب .المضايقات التي تعرض لها الاقباط ولكن سياسه العرب نحو الاقباط لم تسر علي وتيره واحده حيث حدثت بعض المضايقات من قبل العرب ، والتي دفعت بعض الاقباط علي ترك دينهم هربا منها وحتي يصبحوا علي قدم المساواه مع المسلمين ، والحق ان المضايقات التي تعرض لها الاقباط لم تكن دائمه اذا ما قورنت باضطهاد المسيحين في ايام الامبراطور الوثني دقلديانوس ، او باضطهادهم ايام الامبراطور المسيحي هرقل . اما فيما يخص المضايقات التي تعرض لها اقباط مصر فتروي المصادر التاريخيه :
1. ان الخليفه عمر بن الخطاب كتب الي عمرو بن العاص بالا يتشبه اهل الذمه بالمسلمين في مظهرهم وفي لباسهم ، ولا يبقي من الكنائس الا ما كان قبل الاسلام ، وهذه الشروط شاعت في الكتب التاريخيه باسم الشروط العمريه ، وكانت تنقسم الشروط الي مستحق ومستحب حسبما جاء في الكتب الفقهيه : اما المستحق فسته شروط : عدم ذكر الاسلام بذم او قبح ، والثاني عدم ذكر كتاب الله بطعن له او تحريف ، والثالث عدم ذكر رسول الله بتكذيب او ازدراء، والرابع الا يصيبوا مسلمه بزنا او باسم نكاح ، والخامس الا يفتنوا مسلما عن دينه ولا يتعرضوا لماله او دينه ، والسادس الا يعينوا اهل الحرب. واما المستحب فهو ايضا سته شروط : وهي لبس الغيار وهي ملابس ذات الوان مخالفه للون ملابس المسلمين ، والثاني الا تعلوا ابنيتهم فوق ابنيه المسلمين ، والثالث الا تعلوا اصوات نواقيسهم وتلاوه كتبهم ، والرابع الا يتجاهروا بشرب الخمر واظهار صلبانهم ، والخامس ان يخفوا دفن موتاهم ولا يجاهروا بندب عليهم او نياحه ، والسادس ان يمتنعوا عن ركوب الخيل ، ويسمح لهم بركوب البغال والحمير .
2. وفي عهدالخليفه عمر بن عبد العزيز اعطي امرا الي ايوب بن شراحبيل والي مصر بتعطيل حانات الخمر وتحطيمها ، كما امر بعزل الاقباط عن مناصبهم وتميزهم عن المسلمين في ملابسهم وركوبهم .
3. وفي عهد الخليفه يزيد بن عبد الملك اصدر قرار بكسر الصلبان في كل مكان ، ومحو الصور والتماثيل التي رمز الكنائس ، الامر الذي اغضب المصريين كثيرا لان هذا القرار لا يتفق مع مذهبهم الديني .
4. وفي عهد الخليفه الهادي والرشيد تم منع الملاهي والخمور وهدمت الكنائس المحدثه في مصر .
5. وفي عهد الخليفه المتوكل العباسي امر بان يتميز اهل الذمه بلبس الغيار ، كما امر بهدم الكنائس المحدثه ، واخذ العشر من منازلهم فان كان الموضع واسعا صير مسجد ، وان كان لا يصلح صير فضاء ، وامر ان يجعل دورهم اساطين من خشب مسموره ، وذلك تميزا بين منازلهم ومنازل المسلمين ، ونهي ان يستعان بهم في الدواوين واعمال الدوله التي تخالف احكامهم فيها احكام المسلمين ، كما نهي ان يتعلم ابنائهم في كتاتيب المسلمين ، وان يعلمهم مسلم ، ونهي كذلك ان يظهروا في اعيادهم ، وامر ايضا ان تسوي قبورهم بالارض لئلا تشبه قبور المسلمين ، وان يقتصروا في ركوبهم علي البغال والحمير دون الخيل ، كما امر بعزل النصاري عن قياس زياده نهر النيل ، وكانوا يقومون بهذا العمل دون غيرهم ، وامر الا يليه الا مسلم فتولاه ابو الرداد عبد السلام المؤدب وقد ظل في يد اولاده من بعده حتي عصر سلاطين المماليك .ولم يقف الاقباط الموقف السلبي تجاه كل هذه المضايقات ، ولكن اكدت المصادر التاريخيه قيامهم بثورات علنيه ومن هذه الثورات :
1. في ولايه الحر بن يوسف سنه 105هجريا اذ اضطر الاقباط تحت ضغط الاعباء الماليه الثقيله الي الثوره في الوجه البحري .
2. كما ثار اقباط الصعيد سنه 121 هجريا وحاربوا عمال حنظله بن صفوان والي مصر الذي بعث اليهم بجيش للقضاء علي ثورتهم .
3. كما ثار القبط بسمنود عام 132هجريا ، وقد اضطر مروان بن محمد ان يرسل الي موسي بن نصير والي مصر وطلب منه انهاء هذه الثوره .
4. وفي نفس السنه ثار القبط برشيد فبعث اليهم الخليفه الاموي مروان بن محمد بجيش للقضاء علي هذه الثوره
5. في سنه 135هجريا عاد اقباط سمنود الي الثوره من جديد في ولايه ابي العون ولكنه قام بارسال جيش اليهم تمكن من القضاء علي ثورتهم وقتل زعيمهم ابو مينا .
6. كما قام اقباط سخا في سنه 150هجريا في ولايه يزيد بن حاتم بثوره ، وقد انضم اليهم في هذه الثوره اهل البشرود وبعض جهات الوجه البحري ونجحوا في انزال هزيمه بالعرب
وهناك العديد من الثورات التي قام بها القبط في مصر كرد فعل للمضايقات التي تعرضوا لها علي ايدي العرب انتشار اللغه العربيه اما فيما يتعلق بانتشار اللغه العربيه فنحن نعلم ان العرب كانوا قد بداوا بعد فتح مصر باقل من نصف قرن يتجهون الي تعريب البلاد ، والي جعل اللغه العربيه لغه رسميه ، وذلك لسبب بسيط وهو عدم معرفتهم باللغه القبطيه . فنجد ان الاصبغ بن عبد العزيز يامر بترجمه الانجيل وعده كتب دينيه بغرض الاحاطه بدين المصريين ، غير ان الاهم من هذا كله هو ما يعرف في التاريخ الاسلامي بحركه التعريب التي بداها الخليفه الاموي عبد الملك ابن مروان ، اذ عمد الي تعريب الدواوين في الشام والعراق ، اما فيما يتعلق بمصر فقد بدا في تعريب دواوينها في عهد الوليد بن عبد الملك عام 87هجريا _706 م . والواقع ان تعريب الدواوين يعد عمليه ترجمه جباره ومنظمه ادت الي نقل الكثير من المصطلحات الفارسيه واليونانيه والقبطيه الي العربيه ، وقد ساعد التعريب علي شيوع اللغه العربيه وانتشارها بين الاقباط بعد ان اصبحت لغه الاداره ،فضلا عن كونها لغه الدين والسياسه والثقافه ، وقد اضطر الاقباط الي معرفتها حتي تمكنوا من الاحتفاظ بمناصبهم ووظائفهم . ومع ذلك فيمكن القول ان انتشار اللغه العربيه في مصر كان ابطا من انتشار الدين الاسلامي ، اذ تشير وثائق البردي الي ان الحكومه كانت تستخدم اللغتين العربيه واليونانيه حتي القرن الثاني من الهجره _الثامن الميلادي ،في الوقت الذي كانت فيه السلطات المحليه في الريف تكتب باللغه القبطيه . ويبدو ان انتشار اللغه العربيه لم يكن بشكل كبير الا منذ القرن الريع الهجري ، حيث تذكر الروايات التاريخيه ان الخليفه المامون حينما جاء زياره الي مصر في سنه 217 هجريا كان لا يمشي ابدا الا والتراجمه بين يديه من كل جنس ، وعلي هذا يمكن القول ان اقباط مصر لم يتخلوا عن لغتهم تماما الا ابتداء من القرن الرابع الهجري . والحق ان انتشار اللغه العربيه في مصر يميز العرب علي غيرهم من الفاتحين ، ذلك ان الشعوب التي توالت علي حكم مصر والاستيلاء عليها قبل العرب لم تستطع القضاء علي لغه المصريين ، وهذه ظاهره تستحق اعمال الذهن ، لان تنازل شعب عريق في المدنيه كشعبنا المصري عن لغته واتخاذه لغه اخري يتحدث بها شعب لا يوازيه من الناحيه الحضاريه ، يعتبر تاريخيا امر غير عادي .
مجمل القول انه كان علي الذين يعتنقون الاسلام ان يتعلموا لغه القران كي يتفهموا تعاليم الدين الذي اعتنقوه ، وعلاوه علي ذلك نجد اقباط مصر الذين كانوا يعملون في الدواوين رأوا انهم كي يحتفظوا بمناصبهم بعد حركه التعريب لابد لهم من تعلم اللغه العربيه ، تلك اللغه التي اصبحتت لغه رسميه للاداره في الدواوين وذلك اعتبارا من سنه 87هجريا _706 م . كما انه كان لاتصال العرب باهل مصر وامتزاجهم باهل الريف بعد ان استقروا فيه ، كان لذلك اثر كبير في انتشار لغه العرب بين اهل مصر ، وكان اهم عامل من هذه العوامل جميعا هو نزول القبائل العربيه الي الريف المصري ، والذين جاءوا واستقروا بوادي النيل واختلطوا بالاقباط اختلاطا كبيرا مما ساعد علي انتشاراللغه العربيه . علي ان العامل الاساسي لانتشار اللغه العربيه هو الدين الاسلامي نفسه ، حيث وجد القبطي ان اله الدين الجديد اله واحد ، ليس فيه المشاكل حول طبيعه السيد المسيح ، كما انه وجد الدين الاسلامي ينظر الي جميع الناس نظره واحده (يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) . وهكذا يمكن القول ان دعائم واسس التعريب ونشر الدين الاسلامي بمصر غرست في القرنين الاولين من الهجره ، ثم عممت وانتشرت في غضون القرن الرابع الهجري ، حيث ذابت الشخصيه المصريه في الشخصيه العربيه ناتجا عنها شخصيه جديده هي الشخصيه العربيه الاسلاميه .__________________ مع تحياتى اخوكم العزيو&احمد محمد فرج الله | |
|