حكم مصر
منذ قيام الدولة
المصرية الحديثة علي يد محمد علي باشا في عام1805 تعاقب علي حكم مصر15 حاكما
علي مدي206 سنوات لم تشهد أي فترة فارقة بين عهودهم خللا شرعيا أو فراغا أو
صراعا عنيفا علي كرسي الحكم.
وكان أول فراغ حقيقي
في السنة الأخيرة من حكم محمد علي حيث كان علي قيد الحياة عندما قام ابنه بأعباء
الحكم لمرور محمد علي بظروف صحية أثرت علي إحكام قبضته علي مقاليد الحكم كما ارتأي
ولده.
ولكن الموت فاجأ
إبراهيم ليعود الحكم رسميا إلي أبيه الذي مات و لم يكمل العام بعده لينتقل الحكم
إلي حفيده عباس بن طوسون عام1849 وظل حتي عام1854 ليقتل علي يد أحد خدمه
ليخلفه عمه سعيد الذي بقي إلي عام1863 ومات علي فراشه ليخلفه إسماعيل بن أخيه
إبراهيم- تبعا للقرار العثماني الذي ينظم تولي الحكم بين أسرة محمد علي أن
يتولاها الأكبر من الأسرة- ولكن سياسة الخديوي إسماعيل الشهيرة في الاستدانة أدت
إلي الضغط علي السلطان العثماني صاحب السلطة الاسمية في القرار حتى تم عزل الخديوي
إسماعيل في1879 ليخلفه ابنه توفيق حسب التعديلات التي انتزعها أبوه ليتولي الحكم
أكبر أبناء الوالي وليس الأسرة.
وظل توفيق محتفظا
بمنصبه تحت حماية الاحتلال الإنجليزي حتى مات موتا طبيعيا عام1892 تاركا الحكم
لنجله الخديوي عباس حلمي الثاني.
ولكن قامت سلطات
الاحتلال الإنجليزي بخلعه في عام1914 مع إعلان الحرب علي تركيا صاحبة القرار
الشكلي في تعيين حكام مصر, وتم تنصيب حسين كامل بن إسماعيل سلطانا علي مصر ليظل
سلطانا بلا وصاية تركية لأول مرة منذ دخول العثمانيين مصر في1517, وظل علي كرسي
السلطنة المصرية حتي وفاته عام1917, ليخلفه شقيقه السلطان أحمد فؤاد الذي غير
المسمي مع منح بريطانيا مصر استقلالا مشروطا مع تصريح28 فبراير1922, إلي مسمي
ملك وظل ملكا دستوريا حتي وفاته طبيعيا عام1936 ليخلفه ابنه فاروق الأول الذي
أجبره ثوار يوليو52 علي التنازل علي العرش- في26 يوليو- لولي عهده الطفل الرضيع
أحمد فؤاد الثاني الذي سافر مع والده علي ظهر الباخرة المحروسة تاركا العرش تحت
وصاية لجنة برئاسة الأمير محمد عبد المنعم ليس لها من الأمر شيء حتي استقرت الأمور
لتعلن الجمهورية وينتهي عهد أسرة محمد علي ويتولي محمد نجيب رياستها حتي أبعده
الثوار في عام1954 ليتم بعده انتخاب جمال عبد الناصر في استفتتاء شعبي وظل علي
سدة الحكم حتي وفاته في عام1970 ليتم الاستفتاء علي نائبه محمد أنور السادات
والذي صدر في عهده الدستور الذي ينظم عملية انتقال السلطة وبعد حادث اغتيال
السادات في6 أكتوبر1981 تم الاستفتاء علي نائبه محمد حسني مبارك ليشغل منصب
رئيس الجمهورية حتي الوقت الراهن.
والملاحظ أنه مع
تعدد أشكال الشرعية في التولي والانتقال عبر تلك السنين الطويلة إلا أنها لم تشهد
فراغا أو صراعات علي الحكم باستثناء الصراع بين عبد الناصر ونجيب الذي سرعان ما تم
حسمه.
منقول عن الأهرام