ابن السمطا عضو جديد
العمر : 41 عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 28/11/2015
| موضوع: أبو يزيد البسطامي 26/3/2019, 6:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ملأ صدور أوليائه بسر أسرار أسمائه، وأعلى مكانتهم بين أهل أرضه وسمائه، فاسعد قلوبهم بالمشاهدات وخلَّص أشباحهم من الشهوات، وأرواحَهم من الشبهات، أحمده حمدًا طيِّبًا على ما تكاثر من آلائه، وأشكره شكرًا جزيلًا على سوابغِ نعمائِه وأفضاله، حمدًا وشكرًا يليق بجلاله ويُرضيه عنا، والصلاة والسلام على مَن ختم الله الأنبياءَ والرسلَ بإرساله، محمد المصطفى وعلى جميع أله الاطهار، وأصحابه المهاجرين والأنصار، وعلي أتباعه الأبرارفي سائر الأمصار، وبعد فيقول الفقير إلى رحمة ربه ابنُ السمطا من آل بحر عامله الله تعالى بخفي لطفه العظيم، وغفر الله له ولوالديه وذريته: هذه لمحه خاطفه عاجله مختصرة نعيش فيها مع سلطان العارفين أَبي يزِيد البسطامي، نذكر فيها من خصائصه لمحاً، ومن فضائله طرفاً ،ونجمع من بعض حكمه وكراماته مقتطفًا، ونورد فيها من كلامه المنيف وقوله الرائق الشريف.أبو يزيد البسطامي هو طيفور بن عيسى بن سروشان، وكان سروشان مجوسياً فأسلم، وكان لعيسى ثلاثة أولاد: أبو يزيد وهو أوسطهم، وآدم، وهو أكبرهم، وعلي وهو أصغرهم، وكانوا كلهم عُبّاداً زهّاداً.وهو أجلّهم، و يلقب بـ «سلطان العارفين».وُلد أبو يزيد سنة مائه وثمانيه وثمانين من الهجرة في بسطام (بلدة بين خراسان والعراق، وهي بلدة بقومس مشهورة تابعه لبلاد خراسان في محلة يقال لها محلة موبدان) كان له لسان فى المعارف والتدقيق، وكان صاحب أحوال وكرامات، وقد شاع ذكره شرقًا وغربًا. من أقواله: (آخر نهايات الصديقين أول أحوال الأنبياء، وليس لنهاية الأنبياء غاية تُدْرك).وقال أبو يزيد البسطامى ذات يوم لأصحابه: قوموا بنا حتى ننظر إلى ذلك الذي قد شهر نفسه بالولاية. قال فمضينا فإذا بالرجل قد قصد المسجد فرمى بُزاقه نحو القبلة، فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه وقال: هذا ليس بمأمونٍ على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون مأمونًا على ما يدّعيه من مقامات الأولياء والصديقين؟! وقال: لو نظرتم إلى رجل أُعطى الكرامات حتى تربَّع في الهواء فلا تغترُّوا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحِفْظ الحدود وأداء الشريعة، وإلا فهي استدراج. وقال أبو يزيد البسطامي: عملتُ في المجاهدة ثلاثين سنة، فما وجدت شيئًا أشد من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لشقيت، واختلاف العلماء رحمة إلا في تجريد التوحيد، ومتابعة العلم هي متابعة السنة لا غيرها.وسُئل أبو يزيد البسطامي: بأي شيء وجدت هذه المعرفة؟ فقال: ببطنٍ جائعٍ وبدن عارٍ. وقال: ما غلبني أحدٌ ما غلبني شاب من أهل بلخ، قدم علينا حاجًّا فقال لي: يا أبا يزيد، ما حدُّ الزهد عندكم؟ فقلت: إن وجدنا أكلْنا. وإن فقدنا صبرنا. فقال: هكذا كلاب بلخ عندنا. فقلت: وما حد الزهد عندكم؟ قال: إن فقدْنا شكرنا، وإن وجدنا آثرنا. وسئل أبو يزيد عن الاسم الأعظم فقال: الاسم ليس له حدٌّ محدود، ولكن فرِّغ قلبك لوحدانيته، فاذا كنت كذلك فاذكره بأي اسم شئتَ. وقال: دعوتُ اللهَ ليلةً فأخرجت إحدى يديّ من كمي دون الأخرى لشدة البرد، فنعست، فرأيت فى منامي أن يدي الظاهرة مملوءة نورًا والأخرى فارغة، فقلت: ولم ذلك يارب؟ فنوديتُ: اليد التى خرجت للطلب امتلأت، والتى توارت حُرمت.وكان سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي يقول: الخلق يفرّون من الحساب وأنا أطلبه؛ فإن الله تعالى لو قال لى أثناء الحساب: (عبدي) لكفانى شرفًا.وسُئل: أيَعصي العارف الذي هو من أهل الكشف؟ فقال: نعم، (وكان أمرُ الله قدرًا مقدورًا). وقال: الذكر الكثير ليس بالعدد، لكنه بالحضور. وقال: رأيت ربي في المنام فقلت: كيف الطريق إليك؟ فقال اترك نفسَك وتعال. قال الحافظ أبو نعيم رحمه الله عن أبي يزيد البسطامي: ومنهم التائه الوحيد، الهائم الفريد، البسطامي أبو يزيد، تاه فغاب، وهام فآب، غاب عن المحدودات إلى موجِد المحسوسات والمعدومات، فارقَ الخلق ووافق الحق، فأُيِّدَ بأَخِّلَّاء الخير، وأُمِد باستيلاء البِرّ، إشارته هاتنة، وعبارته كامنة، لعارفيها ضامنة، ولمنكريها فاتنة. د وقال أبو يزيد البسطامي: «ليس العجب من حبي لك وأنا عبد فقير , إنما العجب من حبك لي وأنت ملك قدير». وروي عنه أنه قال : " غلطت في ابتدائي في أربعة أشياء: توهَّمت أني أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه، فلما انتهيت رأيت ذِكره سبق ذكري ومعرفتَه سبقت معرفتي , ومحبته أقدم من محبتي , وطلبه لي أولًا حتى طلبته". وسئل أبو يزيد عن حقيقة المعرفة فقال: "الحياة بذكر الله". وعن حقيقة الجهل فقال: "الغفلة عن الله". وقال أبو يزيد:عشرة أشياء راحة البدن: الزهادة في الدنيا، وتَرْك ما لا يعنيه، وقلة الشيء، والفقر، وترك الفضول، والرضا من الدنيا بالقوت، وحفظ اللسان، والفراغ، والقناعة، والاستعانة بالله. وقال أبو يزيد البسطامي: المحبة استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك.وقال: الجوع سحابٌ، فإذا جاع العبد أمطرَ القلب الحكمة. وقال العباس بن حمزة: صليت خلف أبي يزيد البسطامي الظهر، فلما أراد أن يرفع يديه ليكبِّر لم يقدر إجلالًا لاسم الله، وارتعدت فرائصه حتى كنت أسمع تقعقع عظامه، فهالني ذلك. وقال أبو يزيد: لم أزل ثلاثين سنة كلَّما أردت أن أذكر الله أتمضمض وأغسل لساني إجلالًا لله أن أذكره. وقال: قعدتُ ليلة في محرابي فمددت رجلي، فهتف بي هاتف: مَن يُجالس الملوك فينبغي أن يجالسهم بحسن الأدب.وقال: ما دام العبد يظن أن في الناس من هو شر منه فهو متكبر.وقال: هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك؟ وسأل رجل أبا يزيد فقال: دلّني على عمل أتقرب به إلى ربي عز وجل. فقال: أحبب أولياء الله تعالى ليحبوك، فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه فلعله أن ينظر إلى اسمك في قلب وليِّه فيغفر لك.وعن أبي موسى الديبلي، عن أبي يزيد قال: سمعتُ أبا يزيد يقول: عرج قلبي إلى السماء فطاف ودار ورجع، فقلت: بأي شيء جئت معك؟ قال: المحبة والرضا. وعنه أيضًا قال: قلت لأبي يزيد: من أصحب؟ قال: من إذا مرضتَ عادك، وإذا أذنبتَ تاب عليك، ومن يعلم منك ما يعلمه الله منك.قال أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى: إن الله اطَّلع على قلوب أوليائه؛ فمنهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفًا فشغلهم بالعبادة. رواه أبو نعيم. وقال أبو يزيد: الليل ميدان المحبين، يجري فيه من الانبساط ما لا يجري بالنهار. وقال: العارف همه ما يأمله، والزاهد همه ما يأكله، طوبى لمن كان همه همًّا واحدًا ولم يشغل قلبه بما رأت عيناه وسمعت أذناه، ومَن عرف اللهَ فإنه يزهد في كل شيء يشغله عنه. وسمع أبو يزيد البسطامي شخصًا يقرأ هذه الآية ((إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فبكى وقال: من باع نفسه كيف له نفس؟! وكان أبو يزيد البسطامي ينشد:يا ليتني صرتُ شيئًا *** من غير شيءٍ أعدُّأصبحتُ للكل مولى*** لأنني لك عبدُ ومن شعره: فحبك فرضٌ كيف لي بأدائه *** ولست لفرضٍ ما حييتُ بتاركوقال: إن لله شرابًا يقال له: شراب المحبة، ادَّخره لأفاضل عباده، فإذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طاشوا، وإذا طاشوا طاروا، وإذا طاروا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.وسئل أبو يزيد عن الغريب قال: الغريب من إذا طلبه الخلق في الدنيا لم يجدوه، ولو طلبه مالك في النار لم يجده، ولو طلبه رضوان فى الجنة لم يجده. فقيل: أين يكون يا أبا يزيد؟ فقال: في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وبينما هو واقف على جبل عرفات إذ قالت له نفسه :من مثلك يا أبا يزيد، حججت خـمسًا وأربعين حجة، وقرأت عشرة آلاف ختمة؟ فنادى في الـحال: مَن يشتري مني خمسًا وأربعين حجة برغيف خبز؟ فقال رجل: أنا. فأخذ أبو يزيد منه الرغيف وألقاه إلى كلب فأكله، ثم شدَّد على نفسه ودخل بلاد الروم، وإذا براهب قد أمسك بيده وجاء به إلى منزله، وأخلى له مكانًا في داره، فأقام يعبد الله تعالى في ذلك الـمكان، والراهب يأتيه كل يوم بالأكل والشرب بكرة وعشيًّا مدة شهر. فقال أبو يزيد يوما لنفسه: يا نفس، أنا أريد أن أكسرك وأراك لا تنكسرين. فبينما هو يخاطب نفسه وإذا بالراهب قد دخل عليه وقال:ما اسـمك؟ قال:أبو يزيد. فقال الراهب: ما أحسنك لو كنت عبد الـمسيح. فصعب ذلك على أبي يزيد، وأراد الـخروج من عنده، فقال له الراهب:أقم عندنا إلى تمام الأربعين يومًا، فإن لنا عيدا عظيمًا، وأريد أن تحضر هذا العيد، ولنا واعظ يعظنا من السنة إلى السنة مرة واحدة. فأجابه. فلما كان تمام الأربعين، دخل عليه الراهب وقال له: قم فقد أتى يوم عيدنا. فلما قام قائمًا قال له: كيف تمضي معي وتحضر بين ألف راهب وأنت على هيئتك هذه، فإني أخشى عليك، ولكن اخلع ثيابك والبس هذا البرنس وشد وسطك بالزنار (حزام يلبسه الرهبان) وعلِّق الإنجيل على صدرك. فلما سمع كلام الراهب صعب عليه ذلك، فنودي في سره : يا أبا يزيد، افعل ذلك فإن لنا فيه إرادة ومشيئة. فعند ذلك خلع ثيابه ولبس البرنس، وشد وسطه بالزنار، وحمـل الإنجيل على صدره وتوجه معه إلى البيعة (الكنيسة) وجلس مع الرهبان فلم يتعرفوا عليه، فبينما هم كذلك رأوا أعظمهم قد أقبل ولم يتكلم، فقالوا له: لمَ لا تتكلم كعادتك؟ فقال:كيف أتكلم وبينكم رجل محمدي؟ فقالوا: قل لنا عليه نقطعه بسيوفنا. فقال: واللهِ ما أدلّكم عليه حتى تحلفوا أنكم لا تؤذوه، ولا تشوشون عليه. فحلفوا على ذلك، فقال الراهب عند ذلك: أقسمت عليك أيها الـمـحمدي بالله إلا ما قمتَ من بين الجماعة. فوثب أبو يزيد قائمًا على قدميه، فقال الراهب: انظروا إليه. فقالوا: صدقت أيها الشيخ. فقال له:ما اسمك؟ قال:أبو يزيد. قال:أتعرف شيئا من العلم؟ قال:أعرف الذي علمني ربي عز وجل. قال:أخبرني عن واحد ما له ثان، وثان ما له ثالث، وثالث ما له رابع، ورابع ما له خامس، وخامس ما له سادس، وسادس ما له سابع، وسابع ما له ثامن، وثامن ما له تاسع، وتاسع ما له عاشر، وعاشر ما له حادي عشر، وحادي عشر ما له ثاني عشر، وثاني عشر ما له ثالث عشر؟ فقال أبو يزيد: اسمع الـجواب بعون الملك الوهاب: أما الواحد فهو الله لا إله إلا هو، واحد لا شريك له. وأما الاثنان فهما الليل والنهار، وأما الثلاثة فهي الطلاق ثلاث مرات. وأما الأربعة فالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان. وأما الخمسة فالصلوات الخمس. وأما الستة فهي الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض. وأما السبعة فهي السموات السبع. وأما الثمانية فحملة العرش يوم القيامة. وأما التسعة فهي مدة حمل المرأة للولد. وأما العشرة فهم الكرام البررة. وأما الأحد عشر فإخوة يوسف عليه السلام. وأما الاثنا عشر فهي السنة : اثنا عشر شهرا. فقال له الراهب:صدقت، فأخبرني عمن خُلق من الهواء، ومن حُفظ في الهواء، ومن هلك بالهواء؟ فقال:خلق من الهواء عيسى عليه السلام، وحُفظ في الهواء سليمان عليه السلام، وهلك بالهواء قوم عاد. فقال: صدقت، فأخبرني عمن خُلق من الخشب، ومن حُفظ في الخشب، ومن هلك من الخشب؟ فقال أبو يزيد: خُلق من الخشب عصا موسى عليه السلام، وحُفظ في الخشب نوح عليه السلام، وهلك بالخشب النبي زكريا عليه السلام. فقال الراهب: صدقت، فأخبرني عمن خُلق من النار، ومن حُفظ في النار، ومن هلك بالنار؟ فقال أبو يزيد: خُلق من النار إبليس، وحُفظ في النار إبراهيم خليل الله عليه السلام، وهلك بالنار أبو جهل. فقال الراهب: صدقت، فأخبرني عمن خُلق من الحجر، ومن حُفظ في الحجر، ومن هلك بالحجر؟ فقال أبو يزيد: خُلق من الحجر ناقة صالح عليه السلام، وحُفظ في الحجر أصحاب الكهف، وهلك بالحجر أصحاب الفيل. فقال الراهب:صدقت، فأخبرني عن قول العلماء، فإنهم يقولون: "إن في الجنة أربعة أنهار: نهرًا من العسل، ونهرًا من اللبن، ونهرًا من الماء، ونهرًا من الخمر، وكل ذلك يجري في مجرى واحد، هذا لا يختلط بهذا، ولا هذا يختلط بهذا، فهل له مثال في الدنيا؟ قال: نعم، ابن آدم في رأسه أربعة أنهار، ماء أذنيه مر، وماء عينيه عذب، وماء أنفه مالح، وماء لسانه حلو. قال صدقت، فأخبرني عن شجرة في الجنة اسمها (طوبى) ليس في الـجنة قصر ولا غرفة إلا وفيه غصن من أغصانها، فهل لها مثال في الدنيا؟ قال:نعم، الشمس إذا طلعت. قال: صدقت، فأخبرني عن شجرة لها اثنا عشر غصنا، وفي كل غصن ثلاثون ورقة، وفي كل زهرة زهرتان في الشمس، وثلاث زهرات في الظل؟ فقال أبو يزيد: أما الشجرة فهي السنة: اثنا عشر شهرًا، والورق بعدد أيام الشهر، والزهرات فهي الصلوات الخمس، وأما التي في الشمس فالظهر والعصر والتي في الظل فالمغرب والعشاء والصبح. فقال الراهب: صدقت، فأخبرني عمن حج بيت الله الحرام وطاف وليس له روح ولا وجبت عليه فريضة الحج؟ فقال أبو يزيد: تلك سفينة نوح عليه السلام. فقال الراهب: صدقت، فأخبرني أين يكون الليل إذا جاء النهار، وأين يكون النهار إذا جاء الليل؟ فقال أبو يزيد: ذلك في غامض علم الله تعالى، فإن ذلك لا يظهر عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب؟ فقال: صدقت. ثم بعد ذلك قال أبو يزيد للراهب: أما أنت فقد سألت عن مسائل وأجبتك عليها، وأريد أن أسألك عن مسألة واحدة. فقال الراهب:سل ما شئت. فقال أبو يزيد:أخبرني عن مفتاح الجنة ما هو، وما هو مكتوب على أبوابها؟ فسكت الراهب. فقال له الرهبان: غُلبت يا أبانا؟ قال: لا. قالوا: فلم لا تجيبه مثل ما أجابك؟ قال:أخاف إن أجبته عنها تقتلوني. فقالوا له: وحق الإنـجيل إن أجبته لا نقتلك. فقال الراهب: اعلموا أن مفتاح الجنة قول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فقال الرهبان عند ذلك: نشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا رسول الله. فقال الراهب: أحمد الله أن أسلمتم، فإني كنت مسلمًا منذ ستين سنة، ولكني كنت أكتم إيـماني خوفًا منكم، إلى أن منَّ الله عليَّ بهذا الرجل. ثم خربوا البيعة وجعلوها مسجدا لله تعالى، وأقام أبو يزيد عندهم يعلمهم أمور دينهم، ثم ودعهم ورجع إلى بلاده. (هذه الحكاية وردت في كتاب "أبو يزيد البسطامي المجموعة الصوفية الكاملة تحقيق وتقديم قاسم محمد عباس من ص 107 إلى ص114).قال السلمي في تاريخه: توفي أبو يزيد عن ثلاث وسبعين سنة، وله كلام حسن في المعاملات. ثم قال: ويُحكى عنه في الشطح أشياء، منها ما لا يصح، أو يكون مقولًا عليه، وكان يرجع إلى أحوال سنية. ثم ساق بإسناد له عن أبي يزيد قال:من نظر إلى شاهدي بعين الاضطراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النَّظَر فيَّ. توفي أبو يزيد رضي الله عنه سنة إحدى وستين ومائتين، وله ثلاث وسبعون سنة. قال ابن بطوطة: وسافرت من (مدينة) نيسابور الى مدينة بسطام التي ينسب إليها الشيخ العارف أبو يزيد البسطامي الشهير، رضي الله عنه. وبهذه المدينة قبره، ومعه في قبة واحدة أحد أولاد جعفر الصادق رضي الله عنه. لفتة هامه : أبو يزيد البسطامي هذا هو طيفور بن عيسى بن سروشان الزاهد وكان جده مجوسيًا فأسلم على يدي الإمام علي بن موسى الرضا وهذا هو المعروف بالأكبر توفي سنة مائتين وإحدى وستين. وأما أبو يزيد البسطامي الأصغر فهو طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي الزاهد البسطامي، وهو يشارك الأول في الكنية واسم أبيه وفي البلد وهو من العلماء الأجلاء. والله أعلى وأعلم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستعفرك وأتوب إليك رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
ابن السمطا من آل بحر من نسل عيسى بن خلف بن بحر الشهير برحمة من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه، وأم الحسين هي السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم | |
|