الـذى لا خلاف عليـه أن الجميع ( بنين و بنات ) يتفــق على أن الكثير مـما يقــدمـه ويبثه الإعلام أحــد الأسباب الداعيــة إلى التحرش الجنسى !!
وأنـه ـ أى الإعلام ـ بتقديمه الأغانى الهابطه والأفلام الإباحيـة والإعلانـات الخليعــه يشارك فى إفســـاد الأخلاق والــذوق ، والدكتـــور سعيد عبدالعظيم إستشارى الطب النفسى بجامعة القاهــره يتعرض فى تشريحه لظاهرة التحرش الجنسى لعدة أسباب منها تعـرض الشباب لأفـــلام وبرامــج وأغان مثيـره على الفضائيات مما يجعلهم لا يجــدون أى منفــذ متــاح لهم لإقامــة العلاقة الجنسية إلا التحرش !!
كما أن الدكتــور أحمد عكاشه أستــاذ الطب النفسى يرجـــع ماحـدث من تحرش إلى الإنفتــاح الفضائى والعـــرى والمشاهــد الجنسيه التى تطاردهم ـ الشباب ـ ليل نهار وأن الإعلام المصرى إعلام فارغ من المضمون لاينطوى على إستراتيجيه واضحـه المعالم ســوى إستراتيجيـــة التسليه !!
وأظن أن واقعــة التحرش الشهيره بالمطربـة مروى التى وقعت من قبـل وهى تغنى فى أحد المهرجانات بالساحل الشمالى بطريقـــة خليعه أغنيه أكثر خلاعـه خير دليل على ذلك ، فقد كانت تغنى ـ أثنــاء حـدوث التحرش ـ أغنية تــــدعــــوا إلى الإثـــاره والإستفزاز ( إنت مابتعرفش ) فما كان أمام الجمهور الذكورى إلا أن يدفع عنه هذه التهمه التى تمس صميم رجولته ويثبت أنه ( بيعرف ) !!
فمـــاذا يقـــول الإعلام عن جمله ( خـد فى طيـرك ) التى يــرددها بطل أحــد الأفــلام التى تعرض فى السينـما أمام الجماهير ، وهى جمله ذات إيحاءات ومرادفات لجمله يعف اللسان عن ذكرها ؟!
وماذا يتوقــع الإعــلام من الجمهور بعـد سماع هــــذه الجمله عندمـــا يسدل الستار ويخــرج الجمهــور من السينما إلى الشـــارع ... بالتأكيد الجميع سيأخذ من جمهور السينما الخارج لتـــوه مشحونا بالهيافه ( فى طيــره ) ؟!
وإذا كان علماء النفس قد أفاضــــوا فى تحليل شخصيــــة المتحرش ، وأنـــــه ـ أى المتحرش ـ مضطرب نفسيــــا ، ومن الشخصيات التى يطلق عليها شخصيـــه ضــد المجتـــمع ، كما أن التحرش كما وصفتـــه الدكتــوره غــاده عبدالوهــاب إستشارى الطب النفسى ، شخصيـــه لديهــا كميات هائلـــه من الطاقـــات العاطفيـــه والفكريـه والإبداعيـــه المكبوتـــه ، وعندمـــا لايتم توجيه تلك الطاقات إلى عمل أو هــوايه أو حتى رياضـــه معينه فإنها تتحــــول إلى طاقات سلبيه تغـذى فكـــرة التحرش لديـــه هــــذا بالإضافـة ، كما تقـول الدكتـوره غـاده ، إلى أن حالة الإحباط العام التى يعانى منها معظم الشباب الآن تجعلهم يشعرون بأنـه ليس لديهم أمل فى اليوم أو الغد ولا يجدون إلا التحرش كطريقه لتفريغ طاقاتهم الجنسيه !!
فإن المسئولين عن الإعــلام ، بما يقدمــونه من خلاعـــة تدفـــع الشباب إلى طريـق الإعوجاج ، بمقاييس وتشريح وتحليل علماء النفس هــــم أشخاص ضــد المجتــمع يجب معالجتهم نفسيــا حتى لا تعود ظاهرة التحرش الجنسى إلى مجتمعنا فإذا حدث وعادت فقل تحرش الإعــلام ولا تقل تحرش الشباب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر ت بجريدة " الطريق "