احمد يوسف عضو مميز
العمر : 53 عدد الرسائل : 174 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: سيدنا معاوية ابن ابو سفيان رضي الله عنه 18/3/2009, 11:08 pm | |
| "يجب عليك أيها المسلم الممتلئ القلب من محبة الله ورسوله 0عنه_ أن تحب جميع أصحاب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى امتن عليهم بمنة لم يشاركهم غيرهم فيها. وهي حلول نظره صلى الله عليه وسلم وإمداده لهم بما قطع غيرهم من اللحوق ﺑﻬم في باهر كمالهم وعظيم استعدادهم وسعة علومهم، وحقية وراثته وأن تعتقد أﻧﻬم كلهم عدول كما أطبق عليه أئمة السلف والخلف وما حكي عن هفوات لبعضهم كّفرها الله تعالى عنهم بقوله عزّ قائلا (رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواعَنْهُ * المائدة: ١١٩ )، وباكثار مدحه صلى الله عليه وسلم لهم وﻧﻬيه عن انتقاصهم، وترتيبه الوعيد الشديد على نقص أحد منهم، من غير تفصيل، مع كونه في مقام بيان ما نزل إلى الأمة من رﺑﻬم فلولا أن المراد العموم لما ساغ ذلك الإجمال.
ولا يشك أحد أنّ معاوية رضي الله عنه من أكابرهم نسبا وقربا منه صلى الله عليه وسلم وعلما وحلما، كما سيتضح ذلك كله لك مما سيُتْلى عليك، فوجبت محبته لهذه الأمور التي اتصف ﺑﻬا بالإجماع. فمنها شرف الإسلام، وشرف الصحبة، وشرف النسب، وشرف مصاهرته له صلى الله عليه وسلم المستلزمة لمرافقته له صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولكونه معه فيها كما يأتي بدليله، وشرف العلم والحلم والإمارة ثم الخلافة، وواحدة من هذه تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت، وهذا كاف لمن في قلبه أدنى إصغاء للحق وإذعان للصدق فلا يحتاج بعد ذلك إلى بسط إلا لمزيد التأكد والإيضاح.
وتأمل أيها الموفق قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)، رجال سنده رجال الصحيح إلا واحدا اختلف فيه وقد وثقه ابن حبان وغيره وقوله: وإن كان في سنده متروك، (من حفظني في أصحابي ورد على الحوض ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرني يوم القيامة إ ّ لا من بعيد)، وصح أن خالد بن الوليد ذكر عند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما لشيء كان بينهما فقال سعد للمتكلم: مَهْ فإن ما بيننا لم يبلغ ديننا، وجاء بسند متروك، أن عليا لقي الزبير رضي الله عنهما بالسوق فتعاتبا في شيء من أمر عثمان رضي الله عنه ثم أغلظ ابنه عبد الله لعلي فقال ألا تستمع ما يقول، فغضب الزبير وضرب ابنه حتى رجع، وجاء بسند رجاله ثقات أن رجالا من أهل البصرة جاؤا عتبة بن عمير يسألونه عن علي وعثمان فقال لهم: ما أقْدَمَكم غير هذا فقالوا نعم، قال: (تِلْكَ ُامَّةٌ َقدْ خََلتْ * البقرة: ١٣٤ )، وبسند رجاله رجال الصحيح إلا واحدا اختلف فيه أن الزبير قال في قوله تعالى: (وَاتَُّقوا فِتْنًَة َ لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ َ ظَلمُوا مِنْكمْ خَآصًَّة *الأنفال: ٢٥ )، كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم نحسب أنا أهلها حتى نزلت فينا، وفي خبر سنده صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أريت ما يلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دم بعض وسبق ذلك من الله عز وجل، كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل)، وفي خبر رواته ثقات (عذاب أمتي في دنياها). أي أن ما يقع لهم من الفتن والمحن يكون سببا لتكفير ذنوب المعذورين منهم، وصح خبر: (جعل الله عقوبة هذه الأمة في دنياهم). وفي خبر رواته ثقات إلا واحدا وثقه ابن حبان. (أمتي أمة مرحومة،قد رفع عنهم العذاب)، أي فلا يستأصلون بعذاب يترل عليهم إلا عذاﺑﻬم أنفسهم بأديهم. أي يغتال بعضهم لبعض لأنه صلى الله عليه وسلم كما صحّ عنه من طرق، سأل ربه أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يجبه لذلك. وفي خبر ضعيف، (إن عقوبة هذه الأمة بالسيف، وموعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر)، والحاصل أن ما وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من القتال مقصور علي الدنيا فقط، وأما في الآخرة فكلهم مجتهدون مثابون، وإنما التفاوت بينهم في الثواب إذ من اجتهد وأصاب كعليّ كرم الله وجهه وأتباعه له أجران بل عشرة أجور كما في رواية، ومن اجتهد وأخطأ كمعاوية رضي الله عنه له أجر واحد، فهم كلهم ساعون في رضا الله وطاعته بحسب ظنوﻧﻬم واجتهاداﺗﻬم الناشئة عن سعة علومهم التي منحوها من نبيهم ومشرفهم صلى الله عليه وسلم وعليهم، فتفطن لذلك إن أردت السلامة في دينك من الفتن والابتداع والعناد والمحن والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل، وجاء بسندين رجالهما ثقات إلا واحدا وثقه ابن معين وغيره، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (تفرقت بنو إسرائيل) وفي رواية (اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم بفرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم)، وفي رواية في سندها ضعيف جدا (كلهم على الضلال إلا السواد الأعظم) قالوا يا رسول الله: من السواد الأعظم؟ قال: (من كان علي ما أنا عليه وأصحابي)، من لم يمار في دين الله ومن لم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب، ومن هذا أخذ العلماء أن المراد بأهل السنة حيث أطلقوا أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي، لأن هؤلاء هم الذين على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم فمن بعدهم، مع أﻧﻬم السواد الأعظم إذ لا تجد فرقة من الفرق غيرهم اشتهروا شهرﺗﻬم ولا كثروا كثرﺗﻬم، وإنما هم عند عامة المسلمين كفرقة اليهود والنصارى فهم في غاية الاستخفاف والاحتقار والذلة والاستصغار أدام الله عليهم ذلك آمين.
(تنبيه) جاء في الحديث الصحيح إن قوة الجدل بالباطل والقدرة عليه من علامات الضلال، وأصل ذلك قوله تعالى (مَا ضَرَبُوهُ َلكَ اِلاَّ جَدَلا بَل هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون * الزخرف: ٥٨ ) وحينئذ فاحذر أيها الموفق أن تسترسل مع مبتدع في جدل أو خصام فإنك لو أقمت عليه الحجج القطعية والأدلة البرهانية، والآيات القرآنية لم يصغ إليك واستمر على ﺑﻬتانه وعناده لأن قلبه أشرب حب الزيغ عن سنن أهل السنة وخلفاء التوفيق والمنة، اقتداء بكفار قريش الذين لم ينفع فيهم حجة ولا قرآن. بل عاندوا إلى أن أفناهم العناد والسنان. فكذا هؤلاء المبتدعة الكلام معهم عيّ فأعرض عنهم رأسا وابذل جهدك فيما ينفعك الله به في الدنيا والآخرة." اهـ
سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ
والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى
| |
|
احمد جاد عبدالوارث مشرف عام القسم الإسلامي
العمر : 35 عدد الرسائل : 2688 تاريخ التسجيل : 03/09/2008
| موضوع: رد: سيدنا معاوية ابن ابو سفيان رضي الله عنه 19/3/2009, 1:33 am | |
| | |
|
مصطفى عدلى مراقب عام المنارة
العمر : 40 عدد الرسائل : 1951 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: رد: سيدنا معاوية ابن ابو سفيان رضي الله عنه 19/3/2009, 1:34 am | |
| بارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك | |
|