سيد بسيوني مشرف عام الأخبار العامة
العمر : 54 عدد الرسائل : 739 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: شرح أسماء الله الحسنى 10/6/2009, 12:48 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن ما أعظم ما يقوي الإيمان في قلب العبد معرفته بأسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتعبد لله تعالى بمقتضاها قال الله تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) الأعراف 180 .
ودعاء الله بأسمائه الحسنى تعالي يكون دعاء ثنــاء ، ودعــاء طلب ومسألـة ومعنى دعاء الثناء هو تمجيد الله تعالى والثناء عليه قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا )) . الأحزاب 41-42 .
وقال صلى الله عليه وسلم (( ما من أحد أحب إليه المدح من الله )) رواه البخاري .
والنوع الثاني من الدعاء هو دعاء الطلب والمسألة .أي أطلبوا منه بأسمائه فيطلب بكل اسم ما يليق به تقول : يا رحيم ارحمني ، يا حكيم احكم لي ، يارزاق ارزقني ، ياهادي أهدني ، يافتاح افتح لي ، هكذا ... فإن دعوت باسم عام قلت : يامالك ارحمني ، يا عزيز احكم لي ، وان دعوت بالأعم الأعظم فقلت يا الله فهو متضمن لكل اسم .
إن المؤمن الذي يدرك هذه المعاني من صفاته تعالى وأسمائه الحسنى وكلماته العليا يسعد سعادة لا حد لها ، لأنه يدرك أنه على ما فيه من نقص قد خلقه إله كامل ، وعلى ما فيه من ضعف فهو مربوب لرب قوي ، وأن سنده وملجأه في دنياه وأخراه رب عظيم ، فياض كريم ، منه الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، فلا يليق به أن يذل لغير خالقه ، أو أن يخضع لأحد غير ربه ومالك أمره .
سمى الله سبحانه أسماءه الحسنى ، لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله ولأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه .
وقال الحافظ ابن حجر : ان من حفظها عداً وأحصاها سرداً ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه .
لذلك موضوعي هو : ان يتفضل كل عضو ويكتب اسم من اسماء الله الحسنى مع معناه ويترك لنا المصدر سواء من شريط او رابط او كتاب ... حتى تعم الفائدة على الكل . وبذلك نستطيع ان نفهم معنى اسماء الله ومتى نستخدمها وسأبدأ بأحد أسماء الله الحسنى
الله الله : هو المألوه المعبود الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً ، وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب وهو المستحق الإفراد بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية ونعوت الكمال والجمال وما أفاضه من سوابغ النعم والأفضال .
والاسم هذا (لفظ الجلالة) وهو علمٌ على الرب تبارك وتعالى ، وقال كثير من أهل العلم إنه الاسم الأعظم ، لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى " هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " . الحشر 22-24 .
قال الرازي : اعلم ان هذا الاسم مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى .
الخاصية الأولى :- أنك إذا حذفت الألف من قولك (الله) بقي (لله) وهو مختص به سبحانه كما في قوله : " ولله جنود السموات والأرض " الفتح 4.
" ولله خزائن السموات والأرض " المنافقون 7 . وإن حذفت هذه عن البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة (له) كما في قوله تعالى " له مقاليد السماوات والأرض " الزمر 63. " له الملك وله الحمد " التغابن 1 .
فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية في قولنا (هو) وهو أيضاً يدل عليه سبحانه كما في قوله تعالى " قل هو الله أحد " الإخلاص 1 . وقوله " هو الحي لا إله إلا هو " غافر 65 .
والواو الزائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع فإنك تقول : هما ، وهم فلا تبقى الواو فيهما . فهذه الخاصية موجودة في لفظ الله غير موجودة في سائر الأسماء . وكما حصلت هذه الخاصية بحسب اللفظ ، فقد حصلت أيضاً بحسب المعنى ، فإنك إن دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة ، وما وصفته بالقهر ، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة ، وأما إذا قلت (يا الله) فقد وصفته بجميع الصفات ، لإن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع هذه الصفات . فثبت أن قولنا (الله) قد حصلت له هذه الخاصية التي لم تحصل لسائر الأسماء .
الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة وهي الكلمة التي بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الإسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا إله إلا الرحمن ، أو لا إله إلا الرحيم ، لم يخرج من الكفر ولم يدخل في الإسلام أما إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله فإنه يخرج من الكفر ويدخل في الإسلام وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة .
ويقول الغزالي : ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم (الله) التأله وأعني به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ، وكيف لا يكون كذاك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي وكل ما سواه فانٍ وهالك .
المصدر : شريط الشيخ / المنجد – في شرح أسماء الله الحسنى .
| |
|
احمد جاد عبدالوارث مشرف عام القسم الإسلامي
العمر : 35 عدد الرسائل : 2688 تاريخ التسجيل : 03/09/2008
| موضوع: رد: شرح أسماء الله الحسنى 10/6/2009, 1:33 pm | |
| بارك الله فيك اخ سيد استاذ سيد | |
|