تمكن 34 مصريا من صيادي الأسماك اختطفوا منذ 4 أشهر، من الإفلات من قبضة القراصنة الصوماليين، إثر معركة استعملوا فيها المدى وأدوات الصيد، وتغلبوا على خاطفيهم وقتلوا اثنين منهم، وأسروا 12.
واحتجز القراصنة الخاطفون 34 صيادا رهائن منذ أن اختطفوا الزورقين «ممتاز 1» و«أحمد سمارة» في أبريل (نيسان)، واقتادوهم إلى منطقة «غعان» بالقرب من مدينة لاسقوري بشمال الصومال على الساحل الصومالي المحاذي لخليج عدن.
وتضاربت المعلومات حول كيفية تمكن الصيادين المصريين من الإفلات من قبضة القراصنة المسلحين، فقد أفاد أحد القراصنة الذي لفظه البحر وعثر السكان عليه في الشاطئ بأن «مجموعة من الصيادين هاجموا القراصنة وعددهم 15 وهم في حالة استرخاء يمضغون القات، وتمكنوا من الاستيلاء على بعض البنادق، وقتل خلال المعركة 2 من القراصنة». وأضاف القرصان الذي يدعى «ميرو» أنه شاهد زميلين له سقطا قتيلين على سطح إحدى السفينتين نتيجة إطلاق رصاص عليهما من قبل البحارة المصريين، وذكر أنه تمكن من القفز إلى البحر والسباحة نحو الشاطئ فيما أخذ البحارة باقي أفراد المجموعة وعددهم 12 فردا. وأبحرت السفينتان إلى عرض البحر».
لكن مصادر دبلوماسية مصرية أفادت لـ«الشرق الأوسط» بأن خلافا نشب بين أفراد القراصنة حول فدية عرضتها الشركة المالكة للسفينتين، حيث قبل بعضهم بالفدية التي اعتبرها البعض الآخر قليلة جدا، كما أن عددا من القراصنة طالبو بإنهاء الصفقة قبل حلول شهر رمضان لأنهم لا يرغبون في احتجاز رهائن مسلمين صائمين مثلهم في شهر رمضان. وقد أدى الخلاف حسب المصدر إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، وتغلب الطرف الذي كان يريد القبول بالفدية، فيما شارك بعض أفراد البحارة في القتال بأدوات الصيد والسلاح الأبيض الذي بحوزتهم.
وفي القاهرة، قال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج أحمد رزق للصحافيين إن الرجال الـ34 تمكنوا من الفرار من خاطفيهم، واحتجزوا 4 منهم. وأكد المسؤول أنهم جميعا سالمون، وينتظر وصولهم إلى عدن في اليمن. وأوضح رزق أن الصيادين هربوا من القراصنة «بعد اتصالات مصرية ناجحة مع القبائل الصومالية التي ساهمت في إنهاء حبسهم» من دون أن يوضح طبيعة التدخل.
من جهته قال «أندرو موانجورا» رئيس برنامج مساعدة البحارة في شرق أفريقيا ومقره ممباسا الكينية «إن الصيادين المصريين في طريقهم إلى اليمن ومعهم 11 قرصانا محتجزون». وكان القراصنة قد رفضوا يوم الأربعاء عرضا بمبلغ 200 ألف دولار مقابل الإفراج عن السفينتين والصيادين المصريين. وهذه هي العملية الثانية التي يتمكن من خلالها بحارة مخطوفون في سواحل الصومال من تحرير أنفسهم وسفنهم بالقوة من عصابات القرصنة.
وكان بحارة أميركيون على متن سفينة «ميرسك ألاباما» قد حرروا أنفسهم من قبضة قراصنة صوماليين في التاسع من أبريل (نيسان) الماضي