جلست العروس في «كوشة» الزفاف بجوار عريسها، وكل ما في داخلها يرقص فرحا باللحظة التي انتظرتها سنوات عديدة مع حبيب القلب. وفجأة انقطعت الزغاريد وصمت إيقاع الطبل والزمر، وتسلل بعض أفراد الشرطة لينتزعوا العريس من جوار عروسه، وسط ذهول المدعوين. وعندها انفض العرس وما وجدت العروس المصدومة الباكية غير أيادي الأهل تربَّت على كتفيها وتواسيها على حظها العاثر، وهي ترمق عريسها بغضب ولسان حالها يقول «جت الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح»! كان اللواء مجدي أبو قمر، مدير أمن محافظة البحيرة (شمال غربي القاهرة)، قد تلقى إخطارا من مستشفى كفر الدوار العام بالمحافظة بوصول شخص يدعى محمد فريد أبو نعيمة (46 سنة)، وهو فلاح مقيم بقرية الكركون قرب مدينة كفر الدوار مصابا بطعنة نافذة أعلى البطن وتوفي عقب وصوله المستشفى.
وتبين من تحريات الشرطة أن مشادة كلامية نشبت بين المجني عليه وإبراهيم عبده مدبولي (25 سنة)، وهو عامل ويسكن بجوار المجني عليه. ولقد تطورت المشادة إلى مشاجرة أقدم بعدها المتهم على طعن المجني عليه بآلة حادة ولاذ بالفرار متوهما أن لا شهود رأوا الحادث. ومن ثم ذهب لإكمال ترتيبات زفافه. إلا أنه فوجئ بقوات الأمن تلقي القبض عليه وهو بجوار عروسه في حفل الزفاف، بعد إفادة من جارة لهما كانت قد استمعت إلى الحوار بين الجاني والمجني عليه.
المتهم «العريس» اعترف بجريمته، وأرشد عن الأداة المستخدمة في الجريمة، وجرى تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.