فى يوم نحس ، قادنا حظنا العاثر إلى مدينة طيبة بالأقصر فى مهمة اجتماعية .. انبهرنا بالتصميم الرائع للمدينة و شوارعها الواسعة النظيفة وما سمعناه عن جهازها النشيط
.. أدينا واجبنا الاجتماعى و أثناء سيرنا بأحد شوارع المدينة قابلنا أحد معارفنا وكان يجلس مع مجموعة من جيرانه ، وبالصدفة البحتة كانوا يتناقشون لحل مشكلة حدثت بين اثنين من الجيران احدهما تربطنا به صلة قرابة ، سلمنا عليهم .. صمموا أن نتناول معهم الشاى لبينا دعوتهم و بعد جلوسنا احتد النقاش بين اثنين من الجالسين حتى تم تهدئة الوضع ، لحظات ثم أتى أحد أمناء الشرطة ثم أخبرنا قائلا : عبدالهادى بيه رئيس المباحث طالبكم.. اعتقدنا أن سيادته يريد إنهاء المشكلة وديا ..تفاءلنا خيرا ، بعد تناول الشاى هممنا بالذهاب لسيادة رئيس المباحث الهمام
وإحقاقا للحق فقد كان أمين الشرطة مهذبا – على العكس من رئيسه – ولكنه طلب منا أن نركب سيارة الشرطة
( البوكس ) فرفضنا على الفور وصممنا علىركوب سيارتنا و ركب معنا هذا الشاب الخلوق ، دخلنا القسم وصعدنا حيث حجرة السيد - المحترم جدا - رئيس المباحث ... بدا شابا وسيما حليقا و لكنه ليس هادئا بالمرة – بالرغم من اسمه – صافحه أكبرنا سنا ثم الذى يليه وعندما هم ثالثنا بمصافحته رفض الباشا مصافحته قائلا : خلاص مش حاسلم تانى
فوجئنا به عبوسا متحفزا متعاطفا مع الطرف الآخر من المشكلة وهو شاب يعمل بجهاز مدينة طيبة
ثم بادرنا سيادته بأننا متهمون بالحضورللاعتداء على هذا الموظف المسكين الذى وصفه بالمحترم عدة مرات وكأن الطرف الآخر من المسجلين خطر !!
حاول أحدنا توضيح الموقف ، لكن سيادته هاج وماج وهددنا قائلا : اللى حيتكلم تانى حاحط الجزمة فى بقه!
سبحان الله وكأن أفواهنا أصبحت جزامة لحضرة الضابط المهذب ذى الأخلاق الرفيعة – الذى يصغر كثيرا عددا من المعلمين المحترمين الذين أشرف بمتابعتهم من خلال عملى كوجه بالتربية والتعليم!!
وأقسم بالله العظيم أننى أول مرة أقف موقف كهذا و أننى تسمرت مكانى من هول المفاجأة !!وقبل أن أفيق من الصدمة الأولى ، طردنا سيادته من مكتبه آمرا رجاله بأخذ بطاقاتنا للتحرى عنها على الكمبيوتر ، فربما نكون من أرباب السوابق أو الملاحقين قضائيا !
.. وأصدقكم القول إننى أحجمت عن التحدث إلى هذا المتعجرف أو أن أبرز له البطاقة الصحفية لإحدى الصحف الإقليمية التى أعمل محررا بها ، لأننى أعلم مسبقا مصير تلك البطاقة عند إخراجها له .. وساعتها سوف أحمد الله كثيرا لأن الإهانة طالت البطاقة الصحفية فقط !!
أهدى هذه الواقعة للسيد وزير الداخلية ولا أطمع فى إجراء أى تحقيق !!!!!!!!!!!!!!
الأسد العويضى
عضو رابطة أدباء الشام الأدبية