تواصلت أمس ردود الأفعال الواسعة حول مصادرة أجهرة الأمن أوراق ومذكرات القاضى الراحل المستشار عبدالغفار محمد، قاضى قضية تنظيم الجهاد الكبرى، ومداهمة منزله واعتقال نجله، حيث تقدمت الأسرة، أمس، ببلاغ للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، تطالب بالكشف عن مكان احتجاز نجله الوحيد المهندس محمد، وضرورة الإفراج عنه بعدما تم اقتياده لجهات غير معلومة، لاسيما أن عدداً من المسؤولين بوزارة الداخلية رفضوا التعليق على ما إذا كان نجل القاضى بداخل مقار احتجازها أم لا.
كما تقدمت أسرة المستشار الراحل بطلب إلى نادى القضاة للتدخل لدى الجهات الأمنية للإفراج عن ابنهم، وتحدثت مع المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، للتدخل ومحاولة معرفة أسباب مداهمة منزل القاضى الراحل, الذى كان يعمل رئيسا لمحكمة الاستئناف ومن أبرز قضاة مصر فى الخمسين سنة الماضية، ونقلت الأسرة عن الزند عدم معرفته بمداهمة أجهزة الأمن لمنزل القاضى واعتقال نجله، ووعد بمحاولة معرفة ملابسات الأحداث والتدخل لدى الأجهزة المعنية.
ووصفت الأسرة ما حدث لمنزل المستشار واقتحامه واعتقال نجله بعد وفاته مباشرة بأنه إهانة كبيرة للقضاء المصرى بأكمله من قبل أجهزة الأمن، واعتداء كامل على هيبة القضاء. وقالت الأسرة لـ«المصرى اليوم» إن الرجل الذى خدم القضاء المصرى بإخلاص شديد, واعتلى منصة الحكم فى أكبر قضية عرفتها مصر فى العصر الحديث، وهى قضية «الجهاد الكبرى» عام ١٩٨١ الخاصة باغتيال الرئيس السادات، وقضايا محاكمات الثورة، والمشاركة فى التحقيقات فى سرقة خزينة الرئيس جمال عبدالناصر بعد وفاته، تمت إهانته وإهانة أسرته بالكامل.
وأشارت الأسرة إلى أنها كانت تنتظر تكريم الرجل بعد وفاته لا اقتحام منزله ومصادرة ممتلكاته وأوراقه والقبض على نجله.
وأكدت الأسرة أنها أرسلت مذكرة عاجلة إلى الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب, بصفته رئيس السلطة التشريعية فى مصر، وأخرى إلى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، من أجل التدخل للإفراج عن نجل المستشار الراحل.
من جانبه, قال منتصر الزيات، محامى الأسرة، لـ«المصرى اليوم»، إنه يناشد الرئيس مبارك, واللواء حبيب العادلى، التدخل للإفراج عن نجل القاضى الراحل، لاسيما أنه يعانى عدة أمراض نفسية ويحتاج إلى العلاج والدواء، وأشار الزيات إلى أنه يخشى من إقدام المهندس محمد عبدالغفار على الانتحار لأنه يعانى حالة اكتئاب نفسية حادة فى الأصل، زادت وتفاقمت بعد وفاة والده.