تلك هي التي إنجرت وراء الشهوات حتى بدءت تسلك طريق العار ووقعت فيه . يا لـ دهاء الشيطان ، لو سألتموها كيف هي لحظات الإنقياد وراء الشهوات لقالت كنت املك الدنيا ..! فما حالها الآن .؟! نادتني من بعيد : يانقي ، الكل قد تخلى عني ، واحسست بأني مجرمه . فما حالك أنت .؟! هل تتخلى ايضا مثلهم .؟! غصت الكلمات في حلقي . بدءت افكر في نظرت الناس لي ، كيف هي .؟! ماذا سيقولون عني .؟ هل سيتقبلون الامر .؟! يارب كن في عوني ، فلا أعلم ماذا أفعل . فجأ إذ بذالك الصوت اللي يشق السكون وهو يقول : ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج اله عن كربة من كرب يو مالقيامة ) خذ بيدها يانقي واوقفها وساعدها على النهوض أجعلها تنسى الجراح ، خذها ولا تأس . لكن ماذا عن كلام الناس لي ؟ وهل كلام الناس ، قد افاد يوما يانقي .؟! هل ترضى ان تكون سببا لدمار تلك المسكينة .؟ خذها وصدقني ستكون سببا بعد الله تعالى في فك أزمتها وإخراجها مما هي فيه . أذعنت رغم عني ، واخذتها ، وحاولت ان اضعها على قارعة الطريق ، وهي مستبشرة خيرا ، ونفسها تنشرح كل يوم اكثر واكثر . بدءت تراني كل يوم وانا ذاهب للصلاة فسألتني : إلى أين أنت ذاهب .؟! قلت حيث الأمان والراحة والإطمئان . قالت : وهل لي ان اذهب معك إلى هناك ، حتى استشعر ما تشعر به . قلت لها : بكل تاكد .اسمعي ان الله فرض علينا أوامره ومنها ، الصلوات الخمس ، فهي سبب في سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة ، لكن دعني أذهب الآن واعدك بإني حتما ساعود واكمل لك . بعد ان عدت إليها ، اكملنا حديثنا ، اكملت حتى اجهشت على البكاء ، وقالت / يارحيم يارحمن اسألك فرج من عندك قريب ، اللهم إهدني إلى الطريق المستقيم . بدءت أعلمها ما أمرها الله به . فبدءت لا أراها في جوانب بيتنا إلا في تلك الزاوية على ذلك المصلى . فاللهم احفظها من كل سوء وثبتها على طاعتك .