علي عبد الله مؤسس المنتدى
العمر : 53 عدد الرسائل : 3082 تاريخ التسجيل : 19/08/2008
| موضوع: ما كان الرفق في شيء إلا زانه 27/12/2008, 5:32 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما كان الرفق في شيء إلا زانه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم.. دعوه وأريقوا علي بوله سجلاً من ماء أو ذنوبا ً من ماء.. فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري .ما أعظم هذا الدين - وما أجمله من رسالة.. رسالة هداية إصلاح.. إنه دين السماحة واليسر، وما أسمى تعاليمه الحكيمة التي تدعو إلى الرفق، واللين والصفح، والإرشاد، وإلى معالجة المشكلات الاجتماعية بطريق الرأفة لا الغلظة، بأسلوب اللين لا الشدة، ولا عجب في ذلك.. فهذا أدب أدبً الله به رسوله الكريم.. وخاطبه بقوله (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )، وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم ( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )..وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار أيسرهما مالم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه.سعادة في هذه الحياة كما أخبر ربه عنه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) بما تحمل العالمين من معان. فها هو أحد الأعراب يدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.. والنبي جالس ومعه أصحابه، فيتنحى الأعرابي ناحية من المسجد.. فيقف يتبول فيها.. لا يعرف هذا الأعرابي أمور الدين، ولا يدري حرمة المساجد التي أمر الله أن تعظم وتطهر، يظنه كبقية الأماكن، ليس هناك مانع من التبول فيه وقضاء الحاجة، وهذا الأعرابي معذور بجهله.. فينظر صحابة رسول الله فيجدون هذا المنظر المؤذي فيسرعون نحوه يريدون ضربه و تأديبه.. المسجد لا يكون أبداً لمثل هذه القاذورات لابد من التأديب.. ولكن أنظروا إلي الرحمة المهداة.. أنظروا إلى المربي الأعظم.. أسلوب سام وراق من أساليب التربية والتوجيه.. لا تضربوه ، لا تقطعوا عليه بولته..هذا يُعلم أولاً.. لا يضرب.. يا أيها الأعرابي ويهمس في أذنيه هذا بيت من بيوت الله عز وجل لا يليق بالمسلم أن يحدث فيها أذى.. أو يعرضه لنجاسة.. ويتلطف معه النبي الكريم .. ويطلب من المصطفى صلى الله عليه وسلم العفو والسماح.وهنا يقبل صلى الله عليه وسلم على أًصحابه مرشداً ومعلما لهم طريق الرفق في الدعوة، واللطف في المعاملة قائلاً لهم.. إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين.ولم ينته الأمر عند ذلك مع هذا الأعرابي فقبل أن يركب ناقته يرفع صوته قائلاً: ( اللهم أرحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ) وذلك لأنه عاين وعاش لحظات من رفق النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته..وهكذا أيها الإخوة.. فإن جميع الناس من عاملهم بلطف ورفق ورحمة.. تكون النتيجة معهم كهذا الأعرابي، وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه " وفي النهاية يصحح رسول الله "صلى الله عليه وسلم " مقولة الأعرابي فيقول له: يا أخا العرب لقد ضيقت واسعاً.. يريد منه أن يعم بدعوته، لا أن يخصها بنفسه ورسول الله فقط.بالفعل أسلوب عال من التوجيه والتربية.. في النصح والإرشاد.. في التقويم والإصلاح.. ولو أن المسلمين تمسكوا بهذا الخلق الرفيع من الرفق في الدعوة وحسن النصح والإرشاد.. لأهتدى على أيديهم خلق كثير. فو الله ما ألطف أخلاق رسول الله.. وما أروع تربيته.. وما أحوج المسلمين إلى مثل هذه التربية الحميدة الرشيدة التي تخرج العظماء والأبطال. | |
|
احمد جاد عبدالوارث مشرف عام القسم الإسلامي
العمر : 34 عدد الرسائل : 2688 تاريخ التسجيل : 03/09/2008
| موضوع: رد: ما كان الرفق في شيء إلا زانه 27/12/2008, 5:36 pm | |
| بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك | |
|
علي عبد الله مؤسس المنتدى
العمر : 53 عدد الرسائل : 3082 تاريخ التسجيل : 19/08/2008
| موضوع: رد: ما كان الرفق في شيء إلا زانه 27/12/2008, 6:28 pm | |
| | |
|
جمال عبدالراضى راوى مشرف سابق
العمر : 35 عدد الرسائل : 1676 تاريخ التسجيل : 25/12/2008
| موضوع: رد: ما كان الرفق في شيء إلا زانه 2/3/2009, 3:30 am | |
| | |
|