منتدى منارة دشنا
فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خلف الله عطالله
عضو جديد
عضو جديد
avatar


ذكر

العمر : 50
عدد الرسائل : 22
تاريخ التسجيل : 08/08/2010

فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة   فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة I_icon_minitime11/8/2010, 10:09 am

{ 1 }
{" فـــاطمــة " ... وشهيــــد الطريق }


استيقظت " فاطمة " من نومها وهى تسمع آذان الفجر، فأسرعت وتوضأت وصلت الفجر هي ووالدتها كالعادة، ولما انتهت من صلاتها قبلتها أمها ودعت لها ولأبنائها الثلاثة، ثم سألتها قائلة : هناك نيةً بأن تؤدى فريضة الحج يا إبنتى هذا العام؟ قالت فاطمة: إنشاء الله تعالى وسيرافقني ولدى على ، فنظرت الأم إلى أبنتها ومازال وجهها يكسوه الألم والحزن الدفين على فراق زوجها، وقالت: يا بنيتي أنا أشعر ألآمك وإحساسك... ولكن يجب أن تنسى وتنظري إلى الأمام، وتهتمي بنفسك وأطفالك ، فهم في أمس الحاجة إليك، فدمعت عيني فاطمة وقالت: أمي أنا امرأة مزقتها الأحزان ..فقدت كل ما هو جميل في حياتي بعد أن خذلتني الحياة بموت زوجي وحبيبي..وقد مات وهو في ريعان شبابه نتيجة استهتار شباب لا يراعون الله عز وجل وتركني في ظلمة سوداء... أمي نحن بشر من منا لا يبكى..من منا لا يشعر بالألم !!! الدنيا ألم وفرح حزن وجرح...تلك هي الدنيا..هذه كانت أصعب لحظات ألمي وحزني في الحياة يوم فراق زوجي..عندما سمعت الخبر والله يا أمي لم أبكى وتحجر الدمع في عيني لم أصدق الخبر، ولأول مرة أشعر بالخوف الشديد من مجهول ينتظرني ،وجدت نفسي في دوامة لا تقف، ولما رأيته أمامي ارتجفت وانزويت بعيدا وبكيت بكاءً شديدا،ًمن مرارة وصعوبة الموقف ومر العام ولا يزال الجرح بداخلي كبحر هائج وأمواج عاتية تقذفني يميناً ويساراً ولا أجد براً ينقذني ، زوجي يا أمي لم يكن مجرد زوج... كان صديق رائع وأخٌ عزيز وحبيب حنون وأب ممتاز، أمي إن قلبي ملكوم وموجوع وجرح ...أتذكر هذا اليوم عندما تناول فطوره على عجـل ، ونظر إلى عيني نظرةً تحمل رسالة وداع لقد كانت مليئة بعلامات استفهام كثيرة ... والله يا أمي بحجم كل المخاوف التي إنتابتنى تلك اللحظة ...ووداعاً بحجم كل المعاناة ..كنت أحاول الهرب من نظرة عينيه، لأنه عندما نظر إلى أحسست بقشعريرة تملكتني، فهربت من عينيه ومسكت بذراعه وتمنيت أن ينتظر بجواري لا يتركني تلك اللحظة.. ثم منحنى نظرة حب وحنان وقبل رأسي وقال :حبيبتي يجب أن أذهب إلى عملي وقبّل الأولاد وأحتضنهم وكأنه أحس أنه لن يراهم مرةً أخرى، وخرجتُ معه حتى ركب سيارته وتوجه نحو العمل، وبعد أن ودعته نظرتُ إلى السماء لقد ظلت ممسكة غيثها إلى أن خرج محمود من باب الفيلا ، وإذا بعاصفة من الرياح العاتية هبت فجأة ، وتمايلت الأشجار والأزهار يمينا ويسارا بأوضاع مختلفة وسريعة وسقطت كميات كبيرة من الأوراق وشعرت ببعض الخوف تملكنى، وبأمر من الله انهمرت الأمطار غزيرة جداً ،ولم تمضى نصف ساعة وفجأة سمعت الهاتف يرن وقال المتحدث : زوجك السيد : محمود وقع له حادث بالطريق السريع لم أنطق بكلمةً يا أمي لم أصدق الأمر!!! فجأة أختطفه الموت وأصبحت وحيدةً لا جليس ولا ونيس .. هذا الحادث الأليم دمر أحلام كثيرون مثلى،لقد قتلوا أبرياء حرموا زوجات وأطفال من حضن أبائهم .فضمتها أمها وبكت معها بكاءً شديدا وقالت: يا فاطمة أنت مؤمنة بالله عز وجل وقدّر الله ما شاء فعل، لقد عوضك الله عز وجل بأجمل أطفال ((على)) بارك الله فيه هو صورة طبق الأصل من والده رحمهُ الله(( وعبد الرحمن وأسمــاء)) فمسحت البنت المطيعة دموعها وقالت :الحمد الله رب العالمين ثم تلت قول المولى جل شأنه {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} فقالت الوالدة: ونعم بالله يا إبنتى أدعو الله عز وجل أن يعوضك خيرا..أنا الآن سوف أذهب لأتناول دوائي فقبلتها فاطمة وقالت: أدعوا الله عز وجل لكي بالشفاء يا أمي ...وذهبت الأم وأغلقت الباب من خلفها ..ونظرت فاطمة في غرفة الجلوس الواسعة وتأملت نهاية الغرفة ،نظرت

{ 2 }

إلى الكرسي المفضل لزوجها ومن خلفه مجموعة الكتب التي كان يطلع عليها محمود ،ثم نظارته وقلمه الحبر ثم نظرت إلى مذكرات زوجها نظرة حب لأن هذه المذكرات تخفى بين طياتها مواقف جميلة وصدمات عنيفة وطريفة ،كان محمود حريصا على تدوينها بدقه متناهية،ثم فتحت إحدى الصفحات بعنوان(( يوم المصيف)) وابتسمت لأنها تذكرت الموقف وقرأت ما كتبه محمود : سافرنا أنا وزوجتي والأولاد لنقضى إجازة الصيف بمصر، بمدينة مرسى مطروح وتم الإتصال لحجز شاليه ،ثم تركت فاطمة والأولاد في الفندق حتى يمكنني مشاهدة الشاليه وهل هو مناسب لنا أم لا؟وصلت إلى الشاليه رقم (6) حيث المالك أعطاني رقم التلفون حق الشاليه،لأنه في سفر ولا يستطيع أن يصطحبني وسلمنى المفتاح الحارس وقال لى إنه جديد هنا ودخلت و اتصلت بالرقم فسمعت الجرس وعلمت أن هذا هو الشاليه المقصود، ثم اتصلت بفاطمة بأن أمامي ساعة لتستعد كي أصطحبها إلى الشاليه وفتحت الشباك ونظرة إلى البحر بمنظره الجميل الهادئ والسماء الصافية ثم استلقيت على السرير ومن شدة التعب نمت بعض الشيء وفجأة أجد نفسي بين رجل عجوز وأسرته ، ثم سئلونى كيف دخلت إلى هنا؟ أنت أكيد حرامي.. فقلت: لا والله أنا إنسان محترم فقالوا: سوف نتصل بالشرطة فقلت لهم انتظروا سوف أثبت لكم صدق قولي ثم اطلبوا الشرطة كما تريدون، ثم طلب الرقم فرن الهاتف وحكى لهم القصة من بدايتها، فعرفوا أن محمود مظلوم فضحك الجميع من الموقف المحرج ثم توجه إلى الشاليه رقم 1و2و3و4 فعرف أن جميع الشاليهات على نفس الرقم ثم تم تبليغ صاحب الشاليهات لكي يصحح الوضع ثم ذهب إلى فاطمة وقص عليها القصة فضحكت كثيرا وكثيرا من هذا الموقف المحرج والمضحك أيضا ..ثم انتهت من القراءة وارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة وقالت: الحمد الله رب العالمين ، ثم تركت مذكرات زوجها وأمسكت المصحف الخاص بمحمود ثم جلست تقرأ القرآن لتستقر نفسها وتهدأ وتتقرب إلى الله بالدعاء ترحما على زوجها " محمـــود "وبعد أن فرغت من قراءتها ذهبت إلى سريرها لتكمل نومها ،ونامت ساعة واستيقظت وفتحت عينيها على نور الصبح، ووجها يشع نورا إيمانيا، لكن! يكسوه حزن دفين ،ورفعت يدها إلى السماء والدموع ملئت وجنتيها وهى تدعوا الله عز وجل بالرحمة لزوجها ،وتوجهت نحو باب البلكونة لتفتحه على مصرعيه لتتنفس هــواءَ الصبح ،الذي تغير كثيراً بعد ما رحل عنها رفيق حياتها وحبيب عمرها، وجزبت أقرب كرسي في بلكونتها وجلست عليه ورجعت إلى الوراء، وبدأت المواقف المبعثرةُ في مخيلتها تأخــذ مكانها شيئا فشيئا ، والألم بداخلها يتجدد كل يوم مع إشراقة صبح جديد ، لأن كل شبر في بيتها يذكرها بزوجها " محمود "الذي كان فريسةً لحادث طريق مأساوي ولاستهتار شاب مدمن ضيع عليها سعادةَ الدنيا التي كانت تغمرها هي وأطفالها ثمرة هذا الحب والزواج الطيب ...رجعت " فاطمــة " سبع سنوات إلى الوراء وابتسمت فاطمة ابتسامة عريضة وهى تتذكر يوم زفافها أجمل ليلة فى حياتها ،عندما نظر إلى عينيها وهمس إليها في حب وحنان ورقة إحساس،وقال لها: يا ملكتي الحبيبة أنت تاج رأسي وزهرة حياتي أتعلمين يا فاطمة ؟ فقالت مبتسمةً نعم .. عندما رأيت دموعك أول مرة حزنت كثيرا لأن اللؤلؤ يبكى ومن ثم لما رأيت أباك و أمك من حولك وأنت ترتمين بين أحضانهما بكل حب وحنان واحترام كأنك وجدت ضالتك ، وسئلت عنك كثيرا وأسعدتني الإجابة، عزمت يا حبيبتي على أن تكوني زوجتي وأماً لأطفالي إنشاء لله، ووفقنا الله وتمت خطبتنا ثم واجهت ابتسامة تملأ وجنتيك كأنك زهرة متفتحة تحب من حولها ،ورأيت الابتسامة تملأ الدنيا من حولك سعادةً ...كانت ضحكتك اللؤلؤية تضرب قلبي وتقول له كلمات عاطفيه رومنسية مليئة بالحب والحنان

{ 3 }

... فتنهدت فاطمة وقالت لمحمود: أتحبني كل هذا الحب..فضحك مبتسما ومداعبا فقال بصراحة : أنت بحيرة مشاعري فنظرت إليه في حب وإعجاب لم تستطيع أن تخفيه عنه وقالت : بحيرة فقط ! فقال محمود لا تحزني يا سيدتي..... بصراحة !! ونظر إلى السماء ثم عاد إلى عينيها وقال مبتسماً،أنت نهر حياتي الذي لا ينضب وحلمي الذي بدأ يتحقق أنت أجمل عيون تضحك ، ثم جاء صوت" هند" صديقة فاطمة وأخت محمود صاحبة الفضل في تعارف محمود وفاطمة ... تبارك للعروسين وعادوا جميعا ًإلى مشاركة المدعوين العرس بعد ما دخلت فجأة هند مقاطعه هذا الحديث الجميل، هذا موقف ضمن المواقف التي لم تنساه أبداً، ثم تصفحت بعض الأوراق وتوقفت عند قصة بعنوان الحمل السعيد،وابتسمت فاطمة ونسيت أنها تقرأ، وتذكرت موقف محمود عندما علم بأنها حامل في أول طفل لهما وكيف كانت سعادته لا توصف، وكيف كان يسرد لها القصص عن أبنهما وأمنيته ؟وبم يطمع أن يكون له من شأن كبير إنشاء لله ، وبكت كثيراً وكثيراً وفى هذه اللحظة جاءها ولدها" على" قاطعا حبل أفكارها وذكرياتها الجميلة .. فسألها: لماذا تبكي يا أمي ؟ فنظرت إليه في حب وحنان وهى ترى وجه زوجها في طفلها البريء" على "فقالت: لا يا بني لا شيء فقال على: لا تحزني يا أمي أنا أعلم انك حزينة لموت والدي... فحضنت أبنها وأجهشت بالبكاء وانتبهت لنفسها وقالت : إنتظرنى هنا يا على.. أنا ذاهبة أغسل وجهي وأعود إليك لكي أحكي لكي حدوته جميلة فقال على : صحيح يا أمي؟ فأجابت " فاطمة " نعم ثواني لن أتأخر عليك ..وذهبت فاطمة وغسلت وجهها مرةً ومرة فنظرت إلى المرآة وتذكرت زوجها محمود عندما كان متجها إلى العمل ،وجاءها تلفون وهمي من المستشفى بأن زوجها وقع له حادث وهو يفارق الحياة ،وسمعت الخبر ونزل عليها كالصاعقة، من شدة الموقف فقدت الوعي ، حتى جاء محمود ودق جرس الباب مرة بعد مره دون رد، أنشغل كثيراً ثم أدخــل يده في جيبه وأراد أن يكلمها على جواله.. ولكن للأسف لم يجد جواله في جيبه!! وقال في نفسه سائلا: يا ترى أين الجوال؟ ثم تذكر أن معه نسخه من مفاتيح حق البيت بسيارته فقال : أذهب وأحضر المفاتيح ،وفعلا فتح الباب ولم يجد شيئا وفجأة وهو متجهاً إلى غرفة النوم ليستبدل ملابسه، وجد زوجته فاقدةً للوعي تماما ،فهرع محمود وفزع كثيرا وقال " فاطمة " فاطمة!!! خير يا رب استرها يا الله، وتحسس نبض يدها فإذا بها تتأوه وأسرع فاحضر ماء وغسل وجهها، وفاقت ولكن " فاطمة غير واعية وكأنها في دوامة وتسأل نفسها ما حل بزوجها هل زوجها من يحضنها وتنظر إليه؟ وتتحسسه هو محمود نعم بالطبع إنه زوجي وحبيبي وأجهشت بالبكاء!!! ثم سألته أنت محمود ؟ فقال: نعم أنا محمود ماذا أصابك يا حبيبتي ؟ نعم أنا محمود.... وهى لا تعرف ماذا تقول متعجبة مما حصل وقالت: محمود أنا غير مصدقة الموقف ! فسألها محمود ماذا بك يا حبيبتي ؟هل الحمل أتعبك ماذا أصابك ؟أنا وجدتك فاقدةً الوعي، فبكت فاطمة بكاءً شديداً.. وهى تحض زوجها وقالت :أين جوالك؟ فقال :وأنا ذاهـب إلى العمل كان هناك حادث بالطريق الدائري، وكان رجل وأبنته في حالة يرثى لها.. الله معهم، والبنت الصغيرة كانت تحتاج نقل دم فتوجهت لسيارة الإسعاف لأساعد في إنقاذ الطفلة البريئة ،أخذت جوالي معي فنسيته بسيارة الإسعاف، ولما أحضروا الرجل والطفلة يبدوا أنهم ظنوا أن جوالي حق والد الطفلة ،وأنا لم أعرف إني فقدت جوالي إلا من دقيقتين وأنا أدق جرس الباب ، وبذلك حصل سوء تفاهم وأظن أنهم اتصلوا بك وأخبروك بالحادث فقالت :نعم ولا أريد أن أتذكر ما قالوا"لا إلاه إلا الله محمد رسول الله"الحمد الله على سلامتك، فقال محمود : لابد من وجود خادمة تقضى كل طلباتك وتهتم بشئون البيت عنك ،وابتسمت ابتسامة عريضة، لقد عاد حبيبها لم



{ 4 }

تصدق ما قيل واحتضنته ثم حملها بين زراعيه وأدخلها لتستريح بعض الشيء على فراشها من هذا الموقف الصعب ، وإذا بصغيرها على:الذي طال انتظاره ينادى عليها فانتبهت لما جرى وعرفت أنها كانت تحلم بيوميات زوجها، وعلى الفور أغلقت الصنبور ومسحت يديها وتوجهت إلى فلذة كبدها " على " وابتسمت في وجه صغيرها وقالت هل تأخرت عليك؟ فقال على : بصراحة نعم يا أمي، تأخرت كثيراً فقالت: لا تحزن سوف أعوضك عن هذا التأخير فقال على: شكراً يا أمي ماذا سوف تحكين لي؟ فقالت الأم الحنونة: ماذا تحب أن أحكي لكي ؟ فقال على: الأسد الهارب ..لا..أكلة الجزر لا القط المشاكس... لا لا لا أتمنى يا ماما أكملى قصة بابا ، فقالت الأم : يا بني تريد أن تعرف كل شيء عن بابا؟ فقال على: أتمنى يا أمي فردت الأم وقالت: وقفنا عند أصدقاء بابا أمس إتفقنا فقال على: نعم " فقالت الام : بابا كان له صديقين عمك "مــاجد" صديق الطفولة وبطل في الرماية وكان يعشق الصيد مثل بابا ويحب القرنقعوه . فرد الطفل وقال: وأنا مثل أبى أعشق القرنقعوه فضحكت الأم في وجه طفلها وقالت كلنا نحب القرنقعوه ..فتحدث على متعجباً وسائلاً والدته: لكن يا ماما عمى " ماجــد" لا يتحرك وأراه دائما يجلس على كرسي لا يفارقه ، فقالت: للأسف نعم يا حبيبي في يوم كنّا معزومين على عرس وكان " ماجــد "متقدم العرس أثناء توجهنا لبيت الزوجية خرج " مــاجد "من الصف وأستعرض في الشارع لكن المفأجاة!! أنحرف واسطضدم بسيارة لوري كبيرة ،هشمت سيارته وفقد رجليه ومنذ هذه اللحظة وهو يتحرك بكرسي بعجل ربنا يشفيه ويصبر أهلة والله يا على كثيرا بابا حزره من تلك المخاطر... لأن بابا كان يحب أصدقائه كثيرا ًجداً وكان كثير النصح لهم وكان يخاف عليهم، لكن بدون فائدة . أدعى يا بني ربنا يصبر والده ووالدته ومرآته وبنته مي فقال على : يا رب يا أمي.. أما صديق بابا الثاني عمك" خليفة "كان نعم الصديق والأخ لبابا كان يحبون بعضهم كثيراً, وكان خليفة زميل بابا في العمل ،وكمان زوج عمتك "منى" وهؤلاء أصدقاء بابا الحقيقيين الذين لم يتخلوا عنه في حياته ولا بعد مماته أبداً وكانواً يداً واحدة وقلبٌ واحد وروح واحده ..لأنهم كانوا يعلمون معنى الصداقة الحقيقية وبابا كان متعلق جداً بأصدقائه ويحبهم جدا وهذه نهاية القصة ًفقال على: ماما ممكن أطلب منك طلب؟ فقالت اطلب يا حبيبي.. بابا كان يحكي لي قصة الرجل والأسد في الغابة ممكن تحكيها لي .. فابتسمت في وجه صغيرها وبدأت تحكى لولدها على القصة شيئا فشيئا واقتربت من نهاية القصة ..وإذا علي في سابع نومه وهم لا يزالون في الصباح، راح على في نوم عميق فسحبت الغطاء على "على "ورجعت فاطمــة إلى الوراء وتذكرت كل كلمة قالها محمود لها وهى تسمع صوته كأنه أمامها يحدثها وتحدثه وكأن الحلم لم ينتهي بعد، ورجعت إلى حديث زوجها وهى تنتبه إلى كل كلمة يقولها. فقال لها يا فاطمة: سوف نذهب بالسيارة مع ماجد وزوجته وخليفة ووالده ووالدته ..نحن كل عام نقضى إجازة الصيف في بلد مختلفة ما رأيك أن نقضى صيف هذا العام هنا..الصيف ممتاز والجو جميل ورائع..فردت زوجته كما تريد، فقال لها محمود : أنا أعلم انك تريدين أن نقضى الصيف بمفردنا ولكن وعدتهم بالأمس إننا موافقين نقضى أجازة الصيف معهم، وبصراحة لا أريد أن يحزن منى والد خليفة ووالدته لأنهم يعزوني كثيراً،وأنا بعزهم فردت زوجته قائلة: لا توجد

{ 5 }

مشكلة يا محمود لكن أتمنى لا نذهب في باص أو سوبر جيت، نذهب بالسيارات وأتمنى لا تسرع في الطريق ،لأنك مريض فابتسم محمود وقال: اتفقنا والأولاد معي فقالت: لا الأولاد معي والخادمة لأنك يا محمود تسرع كثيراً فضحك محمود وقال : اتفقنا يا سيدتي، ودق جرس التلفون فردت الخادمة وقالت: السيد خليفة على التلفون فرد محمود وقال :السلام عليكم يا خليفة كيف حالك يا صاحبي..فقال خليفة : الحمد الله رب العالمين كيف الحال إنشاء لله يا صديقي وكيف حال على وأم على والأولاد أنتم بخير إنشاء الله؟فرد محمود: كلنا بخير فقال خليفة: أنا أعتذر بالنيابة عن والدي ووالدتي بالنسبة لقضاء الأجازة سوياً لأن والدتي مريضة بعض الشيء وأنا ووالدي سنكون بجوارها فقال محمود: لا ولا يهمك، سنأتي جميعا نطمئن على والدتك، وبالطبع ذهبنا إلى بيت صديق زوجي خليفة وسهرنا عندهم ثم عدنا إلى البيت وأكملنا السهرة أنا وزوجي محمود حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ،وإذا بالهاتف يرن فرد محمود وقال هذا خليفة يا فاطمة : خير إنشاء لله فرد خليفة وقال: يا محمود أمي توفت.. فقال محمود :لا إلاه إلا الله" إن لله وإنا إليه راجعون " البقاء لله البركة فيك يا صديقى هذا أمر الله عز وجل ، ثم لبس ملابسه وقال: أنا ذاهب أصلى الفجر وأذهب لخليفة لكي أكون بجواره حتى ينتهي من الجنازة.. وعاد محمود من الجنازة قرر العودة إلى العمل وتم إلغاء الأجازة هذا العام، احتراما لصديقه وأول يوم للعمل حصلت المفاجأة ..لقد مات محمود نتيجة لعدم تحمل المسئولية وجنون الشباب بالسرعة وقيادة السيارات دون الالتزام بضوابط وتعليمات المرور وإدمان هؤلاء الشباب للمخدرات.. ولم تشعر فاطمة ولو لحظة أن مصير زوجها مثل مصير هؤلاء الشباب والأطفال الأبرياء، اللذين خطفهم الموت نتيجة لحوادث الطرق المأساوية،واستهتار كثيرا من الشباب وعدم احترامهم لقواعد المرور والسلامة العامة، رحم الله هذا الزوج وأسكنه فسيح جناته وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات وكل شهيد طريق في الجنة إنشاء لله .

((تمت بحمــد الله))

بقلم : خلف الله عطا لله عبد العليم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهـرة الجنوب
محذوف العضوية حسب طلبه
avatar


انثى

العمر : 43
عدد الرسائل : 5933
تاريخ التسجيل : 02/08/2009

فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة   فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة I_icon_minitime11/8/2010, 11:07 am

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

صدق الله العظيم

جزاك الله خيرا يا استاذ خلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حماده شحات
مشرف سابق
حماده شحات


ذكر

العمر : 41
عدد الرسائل : 5680
تاريخ التسجيل : 10/08/2009

فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة   فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة I_icon_minitime23/8/2010, 4:56 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فاطمة وشهيد الطريق ...!! قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: قسم الأدب والفنون :: القصة القصيرة ــ الرواية-
انتقل الى: