منتدى منارة دشنا
فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيدالعارف الضبع
مشرف سابق
avatar


ذكر

العمر : 37
عدد الرسائل : 2978
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم   فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم I_icon_minitime2/11/2010, 9:39 am

قضايا الوجود والعدم وفلسفة الموت والحياة والحكمة من الخلق وما بعد البعث والنشور، قضايا حيرت العلماء والفلاسفة ووقف الخلق أمامها مشدوهين وجلين، تقتلهم الأسئلة الوجودية:

أين المفر وإلى أين المسير وكيف المصير؟

ما جدوى الحياة إذا طحنت المخلوقين بأزماتها، وأهلكتهم بصراعاتها؟

ما غاية الخلق إذا كان الفناء مسيره و مصيره؟

أهي فعلا تلك الدار ذات البابين، والخلق داخلين من أحدهما وخارجين من الآخر، علام البذل والجهد إذا تساوت كل الحقائق أمام هذا الأمر العظيم الجلل.

كثيرا ما كنت أعجب لمقولة الإمام علي رضي الله عنه: "ما رأيت حقيقة الناس منها في شك كالموت، كأنه على غيرنا كُتِب".

ليس ثمة حقيقة في الدنيا أجمع عليها الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وفلسفاتهم ومشاربهم ومللهم ونحلهم كالموت، تلك الحقيقة المطلقة، صارخة البيان، زاعقة الصوت، مجللة الدوي، تأخذ بتلابيب الإنسان: عقلا وجسدا، نفسا وروحا حتى لا تدع له مفر، ولا مهرب، الموت كأس وكل الناس شاربه.

وما رأينا شيئا أسرع نسيانه على الإنسان من الموت كأنه على غيرنا كُتب، وكأنه لغيرنا خُلق، وما خلق الله الموت والحياة إلا ليبلونا أيّنا أحسن عملا، وكما قيل إن أحسن العمل أخلصه وأصوبه.

ما هذا القطار الكبير بحجم البشر أجمعين، السريع بسرعة انقضاء الدنيا وزوالها، هذا القطار الذي يركبه البشر جميعا، ثم في صمت وسكون يغادر كل من جاءت لحظة نزوله، يغادر بلا استئذان، وبلا وداع، وبلا تردد، وبلا مقدمات.

الموت: حقيقة كسرت هام الجبابرة وأزلت الطواغيت وقهرت الملوك وهزمت من جعلوا أنفسهم أربابا للخلق من دون الله.

الموت: كتبه الله على الصالحين والطالحين، على الأشرار والخيرين، على أهل الدنيا وأهل الآخرة.

يأخذ أحبابنا وصداقات عمر مضى وعلاقات تراكمت على مر السنين، ويظل التعلّق بمن فارقونا ولا زالت ذكراهم باقية لا يزيدها كرّ السنين ومرور الأيام إلا رسوخا، وما أصدق ما قال صلاح عبد الصبور:

يا موتانا ذكراكم قوت القلوب **** في زمن عزّت فيه الأقوات

قتل التشاؤم والحزن رهين المحبسين الشاعر أبا العلاء المعري ولسنا مثله، ساوى بين نوح الباكي وترنّم الشادي وليسوا سواء، وأعلن في وضوح وحزم:

رُب لحد قد صار لحدا مرارا ***** ضاحك من تزاحم الأضداد

ولسنا نرى قبورنا تملأ الرحب، وقد جُعِلَت لنا الأرض مسجدا وطهروا.

ونعلم أين القبور من عهد عاد، فهي عند رب العالمين؛ إلى الله مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين.

والخلق أجمعين تفرحهم ضحكة الصغار وألعابهم ويقتلهم الخوف عليهم، والتفكير في مستقبلهم، رغم رفع أغلبهم شعار: للكون مدبّر، إلا أن الخوف على الأبناء أمر مركوز في فِطَر البشر، ولولا زغب القطا، لا يعرفون لمن يتركونهم.

حزنا مترعا بالدهشة، ممزوجا بالألم على من فارقونا فأقفرت الدنيا منهم.

إخوانا ما ظننا لحظة أن الدنيا تخلو منهم.

أه منهما ... طول الأمد، وطول الأمل، كم ضيع على الناس من فرص مع من لا تضيع عنده الودائع، ومرت سنين وأعمار، وما أنت إلا أياما مجموعة كلما مر يوم مر بعضك.

كم ودعنا أحباء أقفرت الدنيا من بعدهم وخلت من واحات الظل في هياجير صحراوات وعلاقات مادية ميكانيكية أقفرت الروح من وطأتها.

أهذا الذي سماه عمر الفاروق "ظمأ الهواجر" وما كان يقصد إلا الصوم في حرّ صحراء الجزيرة.

أما نحن فنعيش ظمأ حقيقيا ونحن يقتلنا هواء أجهزة التكيف البارد المصطنع.

نودع أحبابنا ونعلم يقينا أن الدنيا لن تجود بمثلهم، ولم يعد في الأعمار متسع حتى تبنى صداقات تثمر بعد عقدين من الزمان، ولم يعد في قوس الصبر منزع.

أهذا الذي سماه الحديث إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يزرعها فليزرعها، تزرع نخلا تعلم يقينا انك لن تأكل منه، لكن ربما أكل منه أولادك.

أهذا معنى الآية وكان أبوهما صالحا، فيعقّب الخير حتى الولد السابع وليس الأولاد المباشرين.

ما أعجب فلسفة الموت والحياة

كان الموت يمثل انقطاعا في التصور البشري فجاء الدين (وختام شرائعه الإسلام) وجعل من الحياة الدنيا مزرعة للآخرة، وقال أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، فخلق التواصل والانسجام بين الحياتين وليس ثمة أثرا لصراع أو تناقض وجعل بينهما الحياة البرزخية في القبر إما حفرة من حفر النيران أو روضة من رياض الجنان. والقبر كما قال الحبيب محمد: أول منازل الآخرة.

لهذا لا يكره المؤمن الموت ولا يخشاه ولا يقتله النظر إلى المجهول ولا يحيره سؤال المسير والمصير، فهو يعلم مبدأه ومنتهاه يعلم الغاية من خلقه وإلى أين المصير، يعلم أنه موقوف ومحاسب ومسائل، فيعد للسؤال جوابا، ويعد للحساب بيانا يقيه لفحة الهجير: هجير الصراط وهجير العَرْض وهجير الموقف بين يدي حكم عدل لا يظلم عنده أحد، ويعد للرحلة زادها وزوّادها، يعلم علم اليقين أن الدنيا استراحة مسافر، دار ممر وليست دار مستقر، وأن موته هو انتقال من منزل إلى آخر وهي منازل السائرين إلى رب العالمين، أو كما قال عبد الله بن عمرو t: "إنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه أو روحه مثل رجل بات في سجن فأخرج منه فهو يتفسح في الأرض ويتقلب فيها".

وقد أجاد أبو حامد الغزالي التعبير عن هذا المعنى في إحياءه حين قال: "واعلم أن المؤمن ينكشف له عقيب الموت من سعة جلال الله ما تكون الدنيا بالإضافة إليه كالسجن والمضيق، ويكون مثاله كالمحبوس في بيت مظلم فتح له باب إلى بستان واسع الأكناف لا يبلغ طرفه أقصاه، فيه أنواع الأشجار والأنهار والثمار والطيور، فلا يشتهي العود إلى السجن المظلم".

وأجود منه قول الغزالي قول الحبيب محمد r: ما أنا إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها.


منقوووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهـرة الجنوب
محذوف العضوية حسب طلبه
avatar


انثى

العمر : 44
عدد الرسائل : 5933
تاريخ التسجيل : 02/08/2009

فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم   فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم I_icon_minitime2/11/2010, 10:07 am

صحيح يا سعيد
نحن فى هذه الحياة كالمسافرون
لا نهنأ ولا نستقر الا فى حال الوصول الى المستقر

وغبى من نسى ذلك
وللاسف كلنا ينسى ولكن بدرجات متفاوتة

شكرا سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
مشرف سابق
avatar


ذكر

العمر : 37
عدد الرسائل : 2978
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم   فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم I_icon_minitime2/11/2010, 10:30 am

شكرا أم شروق على المرور بالموضوع والأمر ليس
غباء أكثر منه نسيان لواقع نعيشه .العقول على يقين
بأن الموت سيأتى لا محالة ولكن النفوس تأبى أن تصدق
والقلوب حائرة بين هذا وذاك وهذا الصراع بين العقل
والنفس سيظل قائما لحين أن ينتصر أحدهما على الأخر
المشكلة فى النفس وليس فى العقل .فالعقل يرى ويبصر
مايحدث ويرى من يموت ويتعظ ولكن النفس عمياء
لاترى الأماتراه والقلوب منها ماهو بصير ومنها
ماهو أعمى .فالأعمى يمشى تبعا للنفس أما القلوب
المبصرة تجعل عقولها طوعا لها وتمشى على
خطاها .ندعو المولى أن يرزقنا قلوبا مبصرة
وعقولا مطيعة وأنفسا مطمئنة والكل مكمل
لبعضه فى النهاية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الفتاح عبدالشافي
مشرف سابق
avatar


ذكر

العمر : 64
عدد الرسائل : 3601
تاريخ التسجيل : 21/05/2010

فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم   فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم I_icon_minitime2/11/2010, 3:29 pm

شكرا سعيد علي

هذا الموضوع الفلسفي الرائع

للاستاذ/ عمرو عبد الكريم

هذا الكاتب والمؤلف والفيلسوف الاردني

موضوع جدير بالمتابعه والقرائه لما به

من فوائد ونصائح ونظريات فلسفيه

غايه في الابداع والرقي الفكري

.................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
مشرف سابق
avatar


ذكر

العمر : 37
عدد الرسائل : 2978
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم   فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم I_icon_minitime2/11/2010, 4:52 pm

شكراأبوجمال على مرورك الجميل بالموضوع
وفعلا الدكتور عمرو عبدالكريم له رؤية فلسفية
جميلة جدا فى موضوع الموت وبالفعل الموت
هوأكبر حقيقة فى حياتنا ومع ذلك هو أكثر شىء
ننساه سريعا وان ذكرته السنتنا ولكن الأنفُس
والعقول تأبى ان تُصدق ذلك على الرغم من
أنه واضح وضوح الشمس لكننا نشعر كما
لوكان كُتب على أخرين ولكن ليس علينا
نحن وهذه هى مصيبتنا الكبرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلسفة الحياة والموت للدكتور عمرو عبدالكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم العام :: قسم الحوار-
انتقل الى: