منتدى منارة دشنا
هكذا تهاوت تغريد GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هكذا تهاوت تغريد GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هكذا تهاوت تغريد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حسين الاحمري
عضو جديد
عضو جديد
حسين الاحمري


ذكر

العمر : 34
عدد الرسائل : 48
تاريخ التسجيل : 10/12/2010

هكذا تهاوت تغريد Empty
مُساهمةموضوع: هكذا تهاوت تغريد   هكذا تهاوت تغريد I_icon_minitime10/12/2010, 4:48 am

هكذا تهاوت تغريد




أثناء مروري بين مقاعد التلميذات ذات صباح عليل النسمات، أبصرت فتاة يشع النور من محياها، ويضيء وجهها سناء وجمالاً، لكنني حينما نظرت إلى دفترها انبهرت من جمال خطها ونظافة دفترها واهتمامها بدروسها وواجباتها.

كان ذلك في الأيام الأولى التي أقوم فيها بتدريس ذلك الصف، لكنني صرت أدخل إليه في كل يوم وأنا منشرحة الأسارير، وتمنيت أن تكون كل التلميذات بذات المستوى الدراسي ، أما الجمال والأشكال فهي هبة من الرحمن.

ما يميز (تغريد) لم يكن جمالها، وذكاؤها، وفطنتها وحسب، بل هدوؤها، واستشعارها المسؤولية وهي ما زالت طفلة، ونضجها العقلي المبكر، إذ تخاطب المعلمات والإداريات بفكر وعقل يفوق طريقة تفكير الصغيرات ومخاطبتهن للمعلمات وكان تعاملها مع زميلاتها راقياً ومهذباً، ودليلاً على أخلاقها وإنسانيتها، وذوقها الرفيع، لذلك كانت تجد الحب منهن جميعاً بلا استثناء.
لكنها كانت فقيرة، ومن أسرة محدودة الدخل، ويأمل أهلها أن تتعلم وتسهم في انتشال أسرتها من وهدة الفقر وضيق العيش، معالم الفقر لم تكن خفية، غير أنها لا تتمثل في ملابسها أو مظهرها العام أو حقيبتها المدرسية، كانت متواضعة في أكلها، وشربها، واقتنائها الكماليات والأدوات الأخرى التي تحرص زميلاتها على اقتناء العينات الصارخة منها والموديلات الحديثة!!
كانت تكتفي بالقليل من الطعام، وبأي شيء يسد الجوع، ولا تلقي إلى ذلك اهتماماً كبيراً، بل كانت منشغلة بالتحصيل والواجبات والتفوق وحصد الدرجات، وقد أفلحت في ذلك جيداً، وذات يوم جاءت إلى الصف الدراسي ، وقد تلثمت بما يشبه الخمار، فسألتها ما خطبك؟ قالت: مريضة، وماذا بك؟ قالت عيني، وأزاحت الخمار فإذا بعينها قد انقلب جفنها وظهر منه الغشاء الداخلي الأحمر، وسألتها: لماذا لم تذهبي إلى المستشفى؟ قالت: ذهبت، ولكن قرروا لي جلسات تدليك مرتين أسبوعياً، وأن ما جرى لها نوع من الشلل، سببه النوم أمام مكيف الهواء البارد.
هذه الحادثة أثارت فضول زميلاتها وصرن ينظرن إليها بطريقة لا تخلو من إظهار الشماتة – ربما بطريقة غير مقصودة - لكنها تركت في نفسها أثراً عميقاً أجج لديها لواعج الشعور بالفقر والحاجة، فرغم أنها أكملت علاجها وعادت إلى طبيعتها بنسبة عالية جداً، لكنها لم تعد إلى طبيعتها من حيث المستوى الدراسي ، ولا من حيث تعاملها مع زميلاتها ومعلماتها، فصارت تلميذة معقدة نفسياً، وتدهور مستواها العلمي، حتى الفهم العام صار مشكلة، وتحطمت آمالي وآمال كل المعلمات في أننا سنخرَّج واحدة من النابغات.
فانزوت (تغريد) وتوارت صورتها المشرقة، وحزنت لذلك أيما حزن لما أصابها بسبب الصدمة حينما كانت تنظر إلى وجهها في المرآة، لكنها للأسف – لم تجد مَنْ يقف إلى جانبها من أسرتها ليشرح لها أن الأمر طبيعي جداً ولا داعي للقلق، وأنها ستعود إلى سابق عهدها.
لكنها – للأسف – انجرفت أمام المخاوف، وفقدت كل مقومات التفوق!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيدالعارف الضبع
مشرف سابق
avatar


ذكر

العمر : 37
عدد الرسائل : 2978
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

هكذا تهاوت تغريد Empty
مُساهمةموضوع: رد: هكذا تهاوت تغريد   هكذا تهاوت تغريد I_icon_minitime13/12/2010, 10:05 pm

شكرا استاذ حسين على القصة الجميلة وأحيانا الظروف تكون أكبر

من الأنسان وهى التى تتحكم فى مصيره أن أستسلم لها وقد تغير جميع

اتجاهاته وهذا ماحدث مع تغريد أستسلامها للظروف قضى عليها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هكذا تهاوت تغريد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هكذا أغنى
» هكذا بكى المنهزمون
» هكذا أسلم المغنّي كات ستيفنز
» هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم
» هكذا تكون يشارة الشهيد بالجنة ابتسامة ولااجمل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: قسم الأدب والفنون :: القصة القصيرة ــ الرواية-
انتقل الى: