منتدى منارة دشنا
معروف الكرخي GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
معروف الكرخي GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معروف الكرخي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن السمطا
عضو جديد
عضو جديد
ابن السمطا


ذكر

العمر : 41
عدد الرسائل : 65
تاريخ التسجيل : 28/11/2015

معروف الكرخي Empty
مُساهمةموضوع: معروف الكرخي   معروف الكرخي I_icon_minitime2/5/2019, 6:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله أسلك أولياءه طريق مسالك أنسه، وأمدَّ أرواحهم بفيض فيوض مشاهده وقُدسه، فأفاض عليهم من نور  أنواره، فازدانت  سرائرهم برشحات أسراره، فصفتْ عين بصائرهم، وانجلت مرآة سرائرهم، فَبث فيهم ذخائره، وأودعهم سرائره، فجعل لقلوبهم عيونًا تري ما لا يراه المنكرون. ونحمده حمدًا تاهت في وصفه أفهام العقلاء، ونشكره شكرًا حارت في قدره أوهام الألباء، ونصلي علي عبده ورسوله الذي جبله الله من سلالة المجد والكرم، وبعثه إلى كافة الخلق والأمم، فهو نور الأنوار، وسيد الأبرار، وحبيب الجبار، وبشير الغفّار، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين الأخيار.
أمَّا بعد فيقول الفقير إلى كرم مولاه ابنُ السمطا من آل بحر غفر الله له ولوالديه وذريته، وعاملهم الله بمعروفه، ووقاهم شر نوائب الدهر وصروفه: اللهَ أسألُ التوفيق لصالح الأعمال، والسلامةَ من سيء الأقوال والأفعال، إنه الجواد الكريم، الغفور الرحيم، وهو حسبي وكفى.
نعيش هذه اللحظات القليله مع الإمام (معروف الكرخي) هذا الإمام الذي اتخذ طاعةَ ربِّه سكنه، ووافق في الصلاح سرُّه علنَه، وأصغى للمواعظ في الدنيا أُذُنه، وكان من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، فأذهب الله عنه في الآخرة حزنه. 
معروف بْن الفَيْرزان، وقيل: ابن فَيْروز، ويكنى أبا محفوظ، هو مِن أهل كرْخ بغداد، وأصله نبطي بابلي، كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم وهو صبي، وكان المؤدب يقول لـه قل: "ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع إلينا على أيِّ دين كان فنوافقه عليه"، فرجع إليهما، فدق الباب، فقيل: "مَن؟"، قال: "معروف"، فقالا: "على أي دين؟"، قال: "دين الإسلام"، فأسلم أبواه. وَكَانَ مَعْرُوف أسلم على يَد عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا.
ذُكر معروف الكَرخي عند الإمام أحمد فقيل: قصير العلم، فقال: أمْسِك، وهل يُراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف.
وعن عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل ، أنه قَالَ : قلت لأبي : هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم ؟ فقال لي : يا بني ، كان معه رأس العلم؛ خشيةُ الله تعالي.
وقال أحمد بن حنبل: معروف الكرخي من الأبدال، وهو مجاب الدعوة.
قَالَ مَعْرُوف للفتيان عَلَامَات ثَلَاث: وَفَاء بِلَا خِلاف، ومدح بِلَا جود، وَعَطَاء بِلَا سُؤال.
وقال: من علامة مقت الله تعالى للعبد أن تراه مشتغلًا بما لا يعنيه.
وقال أيضًا: إِذا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خيرًا فتح عَلَيْهِ بَاب الْعَمَل، وأغلق عنه بَاب الجدل، وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ شرًّا أغلق عنه بَاب الْعَمَل وَفتح عَلَيْهِ بَاب الجدل.
وروي عن إبراهيم الأطروش قال: كان معروف قاعدًا على دجلة ببغداد، إذْ مرّ بنا أحداثٌ في زورقٍ يضربون الملاهي ويشربون، فقال له أصحابه: أما ترى أن هؤلاء في هذا الماء يعصون الله، ادعُ الله عليهم. فرفع يديه إلى السماء وقال: إلهي وسيدي، أسألك أن تُفرحهم في الآخرة كما فرَّحتهم في الدنيا. فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادعُ الله عليهم، لم نقل لك ادع الله لهم. فقال: إذا أفْرَحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشىء.
وقيل له أخبرنَا عن الْمحبَّة أيُّ شئ هِيَ؟ قَالَ: يَا أخي لَيست الْمحبَّة من تَعْلِيم النَّاس، الْمحبَّة من تَعْلِيم الحبيب.
وعنه قَالَ: مَن كابَرَ اللهَ صَرَعه، ومَن نازعه قَمَعه، ومَن ماكَرَه خَدَعه، ومَن توكَّل عَليْهِ مَنَعه، ومَن تواضَعَ لَهُ رَفَعه.
وقال  إِبْرَاهِيم الْبكاء: قلت لمعروف: أوصِني. فقال توكَّل على الله حَتَّى يكون هُوَ معلِّمك ومؤنِسَك وَمَوْضِع شكواك؛ فَإِنَّ النَّاس لَا ينفعونك وَلَا يضرونك.
وروي عنه رحمه الله تعالى ورضي عنه أنه قال: إذا أراد الله بعبد خيراً زوى عنه الخذلان، وأسكنه بين الفقراء الصادقين، وإذا أراد بعبدٍ شراً عطَّله عن الأعمال الصالحة حتى تكون على قلبه أثقل من الجبال، وأسكنه بين الأغنياء.
وروى السلمي عن معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال: ما أكثرَ الصالحين وأقلَّ الصادقين في الصالحين!. أراد بالصالحين في قوله: (ما أكثر الصالحين) مَن يظهر عليه آثار الصالحين وأعمالهم. وتوضيح ذلك عن مجاهد قال: قلتُ لابن عمر رضي الله تعالى عنهما وقد دخلت القوافل: ما أكثرَ الحاجَّ! فقال: ما أقلَّهم! ولكن قُل: ما أكثرَ الرَّكْب!. أراد أنَّ الحاج حقيقة هو الذي يصح قصده في حجِّه، ويتم برُّ حجه من طيب النفقة وحسن الاتباع.
وكان معروف الكرخي يعتمر، فأتى مَن يقص شارب معروف الكرخي، فحلق رأسه، ثم قال للقصاص: " خذ من شاربي "، فأخذ معروف يسبح الله، فقال له القصاص: " أنا أقص شفتك، اسكت "، قال: " أنت تعمل، وأنا أعمل ".
وذكروا عنه أنه ما رُئي إلا متمتماً بذكر الله، ويقولون: كان إذا نام عند أهله سبَّح فلا يستطيعون النوم.
وعن معروف الكرخي رحمه الله تعالى أنه سُئل ما علامة الأولياء؟ قال: ثلاثة: همومهم لله، وشغلهم فيه، وفرارهم إليه.
وعن القاسم بن محمد البغدادي قال: كنت جار معروف الكرخى، فسمعته ليلة في السَّحَر ينوح ويبكى وينشد:
أيَّ شيءٍ تريدُ منى الذنوبُ ... شُغِفت بي فليس عنى تغيب
ما يضرُّ الذنوبَ لو أعتقتني ... رحمةً لي فقد علاني المشيب
قَالَ إسماعيل بْن شدّاد: قَالَ لنا سُفْيان بْن عُيَيْنَة: ما فعل ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي فيكم ببغداد؟ قُلْنَا: مَن هُوَ؟ قَالَ: أبو محفوظ، معروف. قلنا: بخير. قَالَ: لا يزال أهل تِلْكَ المدينة بخيرٍ ما بقي فيهم.
وقَالَ مَعْرُوف: طَلبُ الْجنَّة بِلَا عمل ذَنْب من الذُّنُوب، وانتظار الشَّفَاعَة بِلَا سَبَب نوع من الْغرُور، وارتجاء رَحْمَة من لَا يُطاع جهل وحمق.
وقَالَ: قُلُوب الطاهرين تُشرح بالتقوى وتزهر بِالْبرِّ، وَقُلُوب الْفجار تظلم بِالْفُجُورِ وتعمى بِسوء النِّيَّة.
وسُئِلَ: بِمَ تخرج الدُّنْيَا من الْقلب؟ قَالَ: بصفاء الوُدِّ وَحُسن الْمُعَامَلَة.
وقَالَ مَعْرُوف: حَقِيقَة الْوَفَاء إفاقة السِّرّ عَن رقدة الغفلات، وفراغ الْهم عَن فضول الْآفَات.
وَقَالَ السخاء إِيثَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ عِنْد الْإِعْسَار.
وقَالَ رجل لمعروف: مَا شكرتَ معروفي؟ فَقَالَ: كَانَ مَعْرُوفك من غير محتسِب فَوَقع عِنْد غير شَاكر.
وبعث إليه رَجُل بعشرة دنانير فلم يأخذها، ومرّ سائل فأعطاها لَهُ.
وقيل: كَانَ يبكي ثمّ يَقُولُ: يا نفس كم تبكين، أَخْلِصي تَخْلُصي.
وقيل: سأله رَجُل: يا أبا محفوظ كيف تصوم؟ فبقي يغالطه ويقول: صوم نبيِّنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كذا، وصوم داود كَانَ كذا. فألحّ عَليْهِ فقال: أُصبِح دهري صائمًا، فمن دعاني أكلتُ ولم أقل إنّي صائم.
وكان مِن دعائه: "لا تجعلنا بين الناس مغرورين ، ولا بالستر مفتونين، اجعلنا ممن يؤمن بلقائك، ويرضى بقضائك ، ويقنع بعطائك ، ويخشاك حقَّ خشيتك".
قال  الذهبي -رحمه الله-: الكتابة مسلمة لابن البواب، كما أن أقرأ الأمة أبي بن كعب، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد، وأعلمهم بالتأويل ابن عباس، وأمينهم أبو عبيدة، وعابرهم محمد بن سيرين، وأصدقهم لهجة أبو ذر، وفقيه الأمة مالك، ومحدثهم أحمد بن حنبل، ولغويهم أبو عبيد، وشاعرهم أبو تمام، وعابدهم الفضيل، وحافظهم سفيان الثوري، وأخباريهم الواقدي، وزاهدهم معروف الكرخي، ونحويهم سيبويه، وعروضيهم الخليل، وخطيبهم ابن نباتة، ومنشئهم القاضي الفاضل، وفارسهم خالد بن الوليد. رحمهم الله.
قال محمد بن حسان: قال لي معروف الكرخي رحمه الله: ألَا أُعلِّمك عشر كلمات، خمسة للدنيا وخمسة للآخرة، مَن دعا الله عزّ وجلّ بهنَّ وجد اللهَ سبحانه وتعالى عندهنّ؟ قلت: اكتبها، قال: لا ولكن أردِّدها عليك كما ردَّدها عَلَيّ بكر بن حُبيش: حسبي الله تبارك وتعالى لِدِيني، حسبي الله عزّ وجلّ لدُنياي، حسبي الله الكريم لما أهمَّني، حسبي الله الحكيم القوي لمن بغى عَلَيَّ، حسبي الله الشديد لمن كادني بسوء، حسبي الله الرحيم عند الموت، حسبي الله الرؤوف عند المسألة في القبر، حسبي الله الكريم عند الحساب، حسبي الله اللطيف عند الميزان، حسبي الله القدير عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم.
عن  معروف الكرخي قال: " أتاني شابٌّ فقال لي: يا أبا محفوظ، رأيت أبي في النوم فقال لي: يا بُنيّ ما منعك أن تُهدي مما يُهدي الأحياء إلى موتاهم؟ قلت: يا أبهْ، أهدي إليك ، قال: تقول: يا عليم يا قدير، اغفر لي ولوالديّ إنك على كل شيء قديرٌ . قال: فجعلتُ أقولها، فأُرِيتُ أبي -يعني في النوم- فقال: يا بنيَّ قد وصلت إلينا هديتك.
 قال معروف الكرخي: رأيتُ في البادية شابًّا حسنَ الوجه له ذؤابتان حسنتان، وعلى رأسه رداء قصب، وعليه قميص كتَّان، وفي رجليه نعل طاق. قال معروف: فتعجَّبت منه في مثل ذلك المكان ومن زيِّه فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا عم، فقلت: الفتى من أين؟ قال: من مدينة دمشق. قلت: متى خرجت منها؟ قال: ضحوة النهار. قال معروف: فتعجبت، وكان بينه وبين الموضع الذي رأيته فيه مراحل كثيرة. فقلت له: وأين المقصد؟ قال: مكة. فعلمت أنه محمول، فودّعته ومضى ولم أره حتى مضت ثلاث سنين. فلما كان ذات يوم وأنا جالس في منزلي أتفكر في أمره وما كان منه إذا بإنسان يدق الباب، فخرجتُ إليه فإذا بصاحبي، فسلمتُ عليه وقلت: مرحبا وأهلًا، فأدخلتُه المنزل فرأيته منقطعًا والهًا تالفًا عليه زُرمانقة (يعنى جبة صوف) حافيًا حاسرًا. فقلت: هيه! أيش الخبر؟ قال: يا أستاذ! لاطَفَني حتى أدخلني الشبكة فرماني، فمرةً يُلاطفني ومرةً يهددني، ويُجيعني مرة ويكرمني أخرى، فليته أوقفني على بعض أسرار أوليائه ثم ليفعل بي ما يشاء. قال معروف: فأبكاني كلامه فقلت له: فحدِّثني ببعض ما جرى عليك منذ فارقتَني. قال: هيهات أن أُبديه وهو يريد أن يخفيه ولكن أبدي لك بعض ما فعل بي في طريقي إليك يا مولاي وسيدي. ثم استفرغه البكاء فقلت: وما فعل بك؟ قال: جوّعني ثلاثين يومًا، ثم دخلت إلى قرية فيها مقثأة وقد نُبِذ منها المدود وطُرِح، فقعدتُ آكُل منه، فبصر بي صاحب المقثأة فأقبل إليَّ يضرب ظهري وبطني ويقول: يا لص، ما خرَّب مقثأتي غيرك، منذ كم أنا أرصدك حتى وقعت عليك. فبينا هو يضربني إذ أقبل فارس نحوه مسرعًا وقَلَب السوطَ في رأسِه وقال: تعمد إلى وليٍّ من أولياء الله تعالى تقول له: يا لص؟! فأخذ صاحب المقثأة بيدي فذهب بي إلى منزله، فما أبقي من الكرامة شيئًا إلا عمله بي، واستحلَّني، وجعل مقثأته لله ولأصحاب معروف. فقلت له: صف لي معروفًا. فوصفك لي، فعرفتُك بما كنتُ شاهدتُه من صفتك.
قال معروف: فما استتمَّ كلامه حتى دقَّ صاحب المقثأة الباب ودخل، وكان موسرًا، فأخرج جميع ماله وأنفقه على الفقراء، وصحب الشابَّ سنةً، وخرجا إلى الحج فماتا في "الربذة" رحمة الله عليهما.
وكراماتُ معروف رضي الله عنه كثيرة، فمنها ما رواه خليل الصياد قال: غاب ابني إلى الأنبار فوجدَتْ أمُّه وجدًا شديدًا، فأتيت معروفًا فقلت له: يا أبا محفوظ، ابني قد غاب فوجدتْ أمُّه وجدًا شديدًا، قال: فما تشاء؟ قلت: تدعو الله أن يرده عليها. فقال: اللهم إن السماءَ سماؤك، والأرضَ أرضُك، وما بينهما لك، فأتِ به. قال خليل: فأتيتُ باب الشام فإذا ابني منبهر، فقلت: يا محمد أين كنت؟ فقال: يا أبتِ الساعةَ كنت بالأنبار.
وعن ابن مسروقٍ: حدثنا يعقُوب ابنُ أَخي معروفٍ أنَّ معروفاً استسقى لَهُم في يومٍ حَارٍّ، فَمَا اسْتَتَمُّوا رَفْعَ ثِيَابِهِم حَتَّى مُطِرُوا .
ومنها : أنه كان يمشي على الماء ، فقيل له: إنك تمشي على الماء . فقال : ما مشيتُ قَطُّ على الماء، ولكن إذا هـممتُ بالعبور يُجمَع لي طرفاها فاتخطَّاها.
قال محمد بن منصور: مضيتُ يومًا إلى معروف الكرخي ثم عدتُ إليه من الغد، فرأيت في وجهه أثر شجَّة، فهِبتُ أن أسأله عنها، وكان عنده رجل أجرأ مني عليه فقال لَهُ: كنا عندك البارحة ومعنا محمد بن منصور، فلم نر في وجهك هذا الأثر. فَقَالَ له معروف: خذ فيما تنتفع بِهِ. فقال لَهُ: أسألك بحق الله. فانتفض معروف ثم قال لَهُ: وما حاجتك إلى هذا؟! مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام، ثم صرتُ إلى زمزم، فشربت منها، فزلَّت رجلي، فنطح الباب وجهي، فهذا الذي ترى من ذلك.
وقال محمد بن منصور: جئت مرةً إلى معروف الكرخي، فغضَّ أنامله وقَالَ: هاه، لو لحقت أبا إسحاق الدولابي، كان ها هنا الساعة يسلّم عليَّ، فذهبت أقوم، فقال لي: اجلس، لعله قد بلغ منزله بالري.
أوصى معروف الكرخي في عِلَّته فقال: «إذا متُّ فتصدَّقوا بقميصي هذا، فإني أحبُّ أن أخرج من الدنيا عريانًا كما دخلت عليها عريانًا.
مات معروف سنة مائتين من الهجرة وكانت وفاته  ببغداد ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية، والمعروفة باسم مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من مدينة بغداد. ويقال عنه: قبر معروف ترياق مجرَّب. وتُوفِّي أبو نواس ببغداد فى يوم وفاة  معروف الكرخي ، فخرج مع جنازة معروف ثلاثمائة ألف، ولم يخرج مع جنازة أبي نواس غير رجل واحد، فلما دُفِن معروف قال قائل: أليس جمعنا وأبا نواس الإسلام! ودعا الناس فصلوا عليه، فرئي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بصلاة الذين صلوا على معروف وعليَّ.
 قال محمد بن الحسين: سمعت أبي يقول: «رأيت معروفًا الكرخي في النوم بعد موته فقلت له: ماذا فعل االله بك؟ فقال: غفر لى. فقلت بزهدك وورعك ؟ فقال: لا، بقبولي موعظة ابن السماك، ولزوم الفقر، ومحبتي للفقراء.
وموعظة ابن السماك هي ما قاله معروف: «كنت مارًّا بالكوفة، فوقفتُ على رجل يقال له ابن السماك وهو يعظ الناس، فقال في خلال كلامه: من أعرض عن الله بكليته أعرض االله عنه جملة، ومن أقبل على الله بقلبه أقبل الله برحمته إليه، وأقبل بجميع وجوه الخلق إليه، ومن كان مرةً و مرةً فالله يرحمه وقتًا ما. فوقع كلامه في قلبي، فأقبلتُ على الله تعالى، وتركت جميع ما كنت عليه إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا، وذكرتُ هذا الكلام لمولاي فقال: «يكفيك بهذا موعظة إن اتعظت؟».
 قال أبو بكر الخياط: "رأيت كأني دخلت المقابر ، فإذا أهل القبور جلوس على قبورهم  بين أيديهم الريحان ، وإذا أنا بمعروف أبي محفوظ قائمًا فيما بينهم يذهب ويجيء ، فقلت : أبا محفوظ ، ما صنع بك ربك ؟ أوليس قد متَّ ؟ قال : بلى ، ثم أنشأ يقول :
موت التقيِّ حياةٌ لا نفاد لها .. قد مات قوم وهم في الناس أحياءُ
قال أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري سمعت أبي يقول:
قبر معروف الكرخي مجرّب لقضاء الحوائج، وقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة (قل هو الله أحد) وسأل الله ما يريد قضى الله حاجته.
((رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ))
ابن السمطا من آل بحر من نسل عيسى بن خلف بن بحر الشهير برحمة من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه، وأم الحسين هي السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معروف الكرخي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سقوط القمر الصناعي على الأرض ومكان حطامه غير معروف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم الإسلامي :: إسلاميات-
انتقل الى: