ونأخذ من هذين الحديثين دروسا وعبرًا وأحكاماً من أهمها :
1- أن هذه الأحداث حصلت في مرض موته صلى الله عليه وسلم.
2- أن موت النبي صلى الله عليه وسلم يعد من أعظم المصائب والمحن التي أصيبت بها الأمة الإسلامية بعامة والأنصار خاصة.
3- عظم حب الأنصار لنبيهم وشدة تعلقهم به واستئناسهم بمقامه بينهم مما جعلهم يبكون عندما شعروا بمصيبة فقده عليه الصلاة و السلام و إنه والله للمصاب الجلل.
4- استنبط بعض الأئمة من قوله صلى الله عليه وسلم ( أوصيكم بالأنصار) أن الخلافة لا تكون من الأنصار لأن من فيهم الخلافة يوصون ولا يوصى بهم لكن قال ابن حجر رحمه الله : ولا دلالة فيه إذ لا مانع من ذلك .
5- إثبات معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في الإشارة إلى ما سيقع ويحصل للأنصار بعد موته صلى الله عليه وسلم من الحيف والأثرة وهو ما يشهد التاريخ بوقوعه وحصوله منذ تحريض الشاعر النصراني الأخطل - لعنه الله - على هجائهم وشتمهم إلى وقعة الحرة الشهيرة واستباحة المدينة ثلاث ليال متتالية ، إلى عدم حفظ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم من قبل بعض الولاة والخلفاء إلى يومنا هذا ، وهو الأمر الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بوقوعه فكان كما أخبر عليه الصلاة والسلام .
6- امتياز الأنصار بأنهم بطانة الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصته وموضع سره وأمانته.
7- تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار ، وأنهم وفوا ببيعتهم في العقبة وأنهم وقفوا المواقف المشرفة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، والإسلام والمسلمين.
8- في الحديث الثاني معجزة أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم من الإخبار بما سيقع بعده من دخول الأمم الكثيرة في الإسلام والأنصار بالنسبة إليهم دائما قلّة.
9- والأقوى من ذلك أن تكون المعجزة في اطلاعه عليه الصلاة و السلام على أن الأنصار يقلّون مطلقا ، فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث أن الموجودين الآن من أية قبيلة من القبائل العربية أضعاف من يوجد من قبيلتي الأوس والخزرج الآن ويشهد لهذا المعنى تشبيهه صلى الله عليه وسلم لقلتهم بالنسبة لغيرهم من القبائل بالملح في الطعام فالملح بالنسبة لجملة الطعام جزء يسير منه وهذا يستلزم وجودهم دائما. والحديث فيه رد على بعض الجهال والمغرضين الذين ينكرون وجود بقايا من الأنصار في هذا الزمان ويزعمون أن الأنصار قد انقرضوا فالحديث فيه دلالة واضحة على بقاء الأنصار حتى آخر الزمان- كشأن كل الناس- رغم قلّتهم ، فقلّة الشيء لا تنفى وجوده والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم سيبقون حتى يكونوا كالملح في الطعام بالنسبة لغيرهم في آخر الزمان ؛ ولذلك جاء التعبير بكلمة ( حتى) التي هي للغاية وتستلزم بقاءهم بجانب الكثرة حتى آخر الزمان .
10- قوله في الحديث الثاني : ( فمـن ولـي منكـم أمـرا يضـر فيه أحدا أو ينفعه ...)
قيل فيه إشارة على أن الخلافة لا تكون في الأنصار ، وهذا الحديث أصرح بهذه الحقيقة من الأول والتاريخ على مدار خمسة عشر قرنا مضت حتى الآن يشهد على هذه المعجزة النبوية في أن الإمامة الكبرى لا تكون في الأنصار ، ولا عبرة ببعض الولايـات الإقليمية كولاية قيس بن سعـد بن عبـادة على مصر أو ولاية معاذ بن جـبل على اليمن أو النعمان بن بشير على الكوفة ، وإمارة بني الأحمر في غر ناطة فهذه ولايات صغرى قام بهـا بعضهم بأمر وتكليف من الإمام العام وخليفة المسلمين عموما ويرى ابن حجـر رحمه الله أن المنع ليس صريحا في الحديث إذ لا يمتنع التوصية على تقدير أن يقع عليهم الجور - وقد وقع بالفعل - ولا تمتنع كذلـك التـوصية للمتبوع سواء كان منهـم أو من غيرهم . والله أعلم.
وغني عن التعريف مواقف الأنصار المشرفة مع خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة أبا بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة ، وأبرز تلك المواقف ما كان منهم يوم اليمامة مع بني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب ومع انتشار الإسلام وامتداد الفتوحات الإسلامية خرج الأنصار من المدينة إلى الآفاق ومعظمهم خرج نشرا للإسلام وجهادا في سبيل الله وبعضهم خرج من المدينة بعدا عن الحيف والجور الذي لحقهم من بعض الولاة _ وبالذات الأمويين _ الذين لم يراعوا فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا الخروج شمل جهات الدنيا الأربع فالذين غزوا منهم مع محمد بن القاسم الثقفي بلاد السند وبلاد ما وراء النهر فريق منهم استوطن تلك البلاد بعد الفتح وتناسلوا فيها وتكاثروا ولا غرو أن تكون لهم ذرية تحمل اسمهم إلى اليوم وقد التقينا بكثير منهم من الهند لازالوا محافظين على دينهم ونسبهم خصوصا في المنطقة التي تسمى (كرلا) وإن تغيرت لغتهم ، ومثلهم في ذلك أسرة آل الندوي الشهيرة في الهند والتي أنجبت كثيرا من علماء الهند ودعاة الإسلام هناك وهم من سلالة عثمان بن عفان رضي الله عنه ولا زالوا متمسكين بنسبهم رغم تغير لغتهم وكذلك الذين شاركوا في فتح مصر حيث كان قيس بن سعد بن عبادة واليا لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه على مصر ونسله فيها حتى اليوم في صعيد مصر وفي كل مدينة منها وهم أنصار البقرية من سلالة ونسل قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه ولهم أعلام ورموز معاصرون لا يخفون على من عنده أدنى متابعة لوسائل الإعلام العربي ، ولهم أندية ومجلة وفنادق تهتم بشؤونهم وقد التقينا بكثير منهم . وكذلك الذين شرقوا فمن نسلهم اليوم فئام عظيمة في إيران والعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج نعرفهم جيدا ولا زال لنا صلة وثيقة ببعضهم ولاشك أن هناك قلة قلـيلة بقـيت فـي الـجـزيـرة العـربية ولم تخرج ، ومنهـم قلة تستوطن اليوم وادي فاطمة (مر الظهران) قرب مكة المكرمة وشهرتهم : الشيوخ وإن كانوا قد بدءوا في الآونة الأخيرة يذكرون نسبتهم الصحيحة إلى الأنصار فتجد في كل من المدينة المنورة وجدة ومدينة الكامل والبرزة ،ومكة المكرمة والطائف والدمام والرياض كثيرا منهم بلقب : الأنصاري .
ومنهم من ورد ذكرهم في كتاب تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب الطبعة الأولى 1390هـ تونس، لمؤلفه عبد الرحمن الأنصاري مولود في المدينة المنورة عام 1124هـ ،افتتح المؤلف كتابه القيم ب( بيت الأنصاري) وأورد تفاصيل غاية في الأهمية لا مجال لإيرادها هنا من ص 7-35 وذكر أن هذا البيت يعرف قديما ببيت الزرندي نسبة إلى زرند وهي قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى، ولا شك أن لهم بقايا في المدينة المنورة ومكة المكرمة إلى يومنا هذا.
وفي موسوعة الأنساب في الجزيرة العربية الإصدار الأول من إعداد الأستاذ عبد الله العجيل من الكويت وهي من إنتاج المعالم للحاسب الآلي جدة السعودية، ص ،ب: 33364الرمز البريدي 21448، وجاء فيها ضمن القبائل العربية في الجزيرة في الوقت الحاضر ممن يرجع نسبهم إلى الأنصار:
**آل جامع: من الخزرج من قبيلة الأنصار، ويوجدون في الزبير والبحرين والكويت والزبير مدينة تقع في القسم الشمالي للخليج العربي.
**آل عبد القادر: وينتمون إلى عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي من ذرية أبي أيوب الأنصاري من بني النجار من قبيلة الأنصار ويوجدون في المبرز وهي مدينة في محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.
**العبيد: من الخزرج من الأنصار من الأزد من قحطان من قبيلة الأنصار نزح جدهم الشيخ عبيد بن عامر الخزرجي من المدينة المنورة إلى جلا جل وأقام فيها للوعظ والإرشاد ثم نزح قسم منهم إلى الكويت والزبير والرياض ويسمون بالعبيد ومنهم في الكويت الحاج أحمد عبد الرزاق العبيد وأولاده.
**الدليجان: لديهم شجرة نسب وأصلهم من الحجاز من الخزرج من بني النجار قبل 500 عام نزح قسم منهم إلى نجد ومنازلهم في القصيم بمكان يسمى العوسجية من قبيلة الخزرج، وفي عام 1251هـ نزح فوزان الدليجان من نجد إلى الزبير وفي الزبير تزوج ،واشترى ملكا من النخيل في البصرة ثم نزحوا إلى الكويت.
وبعد نشر هذا البحث في هذا الموقع جاءت إلي بعض الإضافات التي أرجو ألا تتوقف حتى نثري هذا البحث بالمعلومات الهادفة عن هذه القبيلة ومن ذلك :
يقول الأخ أبو عمر الفاضل: الإخوة الأعزاء في موقع الأنصار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أود أن أحيطكم علما 000 أن قبيلة النعيم المعروفة في دولة الإمارات وعمان ينتمون إلى الخزرج وبالتحديد من بني عمرو بن عوف
وأنهم ينقسمون إلى فرعين مشهورين عندنا وهما آل بوخريبان وآل بوشامس …. يسعدني أن أهنيكم على جهدكم المبذول في الإنارة عن قبيلتنا الأنصار والذي لا يسعني إلا أن أقدم شكري وتقديري لسعادتكم وأتمنى من الله أن يوفقكم لما فيه الخير.
وأرسل الأستاذ فواز مبارك الأنصاري هذه الإضافة وهي ثابتة عندي في الحقيقة قبل أن يرسلها إلي:
سعادة الأستاذ لقد تطرقت لبعض الأماكن التي يقطنونها بنو الأنصار من البرزه ووادي فاطمة ومكة وجده
ولكن سعيت أن أضيف لسعادتكم مكان وجود لقبيلة الأنصار وهو في محافظة الكامل بقرية الرميظه ويسكن بها الأنصار فقط وهم بتعداد كبير ولله الحمد ومنذ زمن بعيد فمنهم المعلمين والموظفين الحكوميين وموظفي شركات أهليه كبرى وأتمنى من سعادتم إضافة هذه المعلومة لموقعنا الأغر
وسعادة المهندس يحيي بن أحمد بن عثمان الأنصاري من الجبيل من السعودية يقول:
إليك نبذة بسيطة عن أسرتي وهذا للمعلومية . والدي الأستاذ أحمد بن الشيخ عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن الأنصاري . من سكان مدينة الجبيل، الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية , من عام 1327 هـ وحتى الآن . نزح الشيخ عثمان مع أسرة آل بوعينين من دولة قطر إلى الجبيل عام 1327 هـ وذلك قبل دخول هذه المدينة إلى الحكم السعودي بفترة وجيزة . جميع سكان هذه المدينة من أهل السنة و محبين للخير، عمل جميع أهل هذه المدينة منذ القدم بتجارة اللؤلؤ وصيد الأسماك، ويعمل أبناؤها الآن في الشركات البتروكيماوية العملاقة الموجودة بهذه المدينة بظل النهضة العمرانية للمملكة العربية السعودية . وقد ترعرع الشيخ عثمان مع هذه الأسرة في هذه المدينة حتى توفي عام 1411 هـ . جميع أولاد الشيخ عثمان موجودون بهذه المدينة . وقد ذكر الشيخ عثمان أن نسبه يرجع إلى المدينة المنورة وهو من قبيلة الأنصار التي هاجر بعضهم إلى سواحل الخليج العربي . وهذا ولكم جزيل الشكر والعرفان بما سعيتم إليه من ذكر لهذه المعلومات عن هذه القبيلة ، من الأنصار .
كما أرسل الأستاذ صلاح محمد زكريا الأنصاري هذه المعلومة:
أشكركم على الصفحة الخاصة بالأنصاري الخزرجي الأزدي القحطاني والتي أنتمي إليها . أنا من دولة الكويت ولدي تاريخ عائلتي والذي يمتد إلى سنة 118 قبل الميلاد وما قبل ذلك عند حادث سد مأرب ،وشكراً
ويضيف الأستاذ جمال عمر أحمد الأنصاري من ليبيا قائلا: أخي في الإسلام وابن عمي نسبا0 أنا من الأنصار في جنوب ليبيا في منطقة براك الشاطئ ومنطة أقارالشاطئ0 اسمي:جمال عمر أحمد ..إلى عبد الله {سبال العينين } بن عمر بن علي الجداوي الأنصاري الخزرجي السولمي، إلى هنا استطاع الدكتور الجراري الذي يعمل في مركز البحوث والدراسات التاريخية في ليبيا0حيث قام بجمع الوثائق القديمة الموجودة عند شيوخ القبيلة وعمل منها شجرة العائلة …وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم0
وجاءتني المعلومات القيمة التالية من الأخ الفاضل أسامة بن محمد المعتاز العقيل من عنيزة قائلا : إلى ابن العم
أحييك على بحثك العلمي في سبيل تجميع المعلومات عن قبيلة الخزرج
والتي أفتخر بانتمائي لها علما بأني قمت بمجهود متواضع منذ 14 عاما حول هذا الموضوع
وأخذت معظم المعلومات الموثقة من فضيلة الشيخ ابن عقيل وهو رئيس هيئة
القضاء الأعلى -سابقا في المملكة العربية السعودية
والتالي هو خلاصة ما توصلت له أرجو أن تكون هذه المعلومات مفيدة
العوائل الخزرجية التي استقرت في الجزيرة العربية:
قبيلة الأوس والخزرج المعروفة بالأنصار والتي تبنت الدعوة الإسلامية لم تكن لها مطامع مالية أو سلطة منذ بداية الهجرة أي منذ 1424 سنة.
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية من عهد الخلفاء الراشدين بدأ الأنصار بالخروج من المدينة المنورة لنشر الدعوة وذلك لقربهم من الرسول وإلمامهم بالعقيدة الإسلامية وطريقة تطبيقها وهذا فضل من الله أن سخرهم لنشر الدعوة في أصقاع المعمورة.
أما الذين بقوا في المدينة فقد نكل بهم الأمويون شر تنكيل في واقعة الحرة مما اضطرهم للخروج من المدينة والانتشار في دول الخليج العراق شمال أفريقيا والأندلس والتي كانت تحاكي أمريكا في الوقت الحاضر من حيث التقدم العلمي والرخاء ومن ثم خرج الأنصار مع من خرج إلى شمال أفريقيا ولم يبق في المدينة إلا القليل.
في جزيرة العرب نجد في الوقت الحاضر مجموعة من العوائل تنتمي إلى قبيلة الخزرج ومنهم:
1- الأنصاري 2- النعيمي وهم شيوخ وحكام إمارة عجمان في الإمارات العربية المتحدة
3- العبدالقادر حيث اسقروا في إلي الأحساء.
4- الدليجان : استقروا في العوسجية شرق عنيزة في منطقة القصيم ومن ثم هاجرو إلى الزبير بسبب الفقر والجفاف الذي ضرب نجد آنذاك.
5-الجامع ولهم وجود في شرق المملكة والبحرين.
6-العبيد وهم من سكان جلاجل ومنهم من انتقل إلى الكويت.
7- عائلة المعتاز ولقبت بذلك حيث كان أحد أفرادها وهو سليمان الحسين