خلافات المصرية المغربيةأمين هويدي: قبل أن أذهب إلى الرباط كان فيه مشاكل، من ضمن المشاكل البيت اللي موجود هناك كان قُفِل.. أيام الوحدة كان مقفول، مَن يكون له نصيب هذا المنزل؟ هل سوريا.. مش الإقليم الشمالي بقى.. دولة سوريا ولا مصر؟ فالملك الحسن قال.. بعت وقال أول ما يوصل السفير هينزل في البيت على طول وسافرت على هذا الأساس ولكن كان الملك إما كان بينسى وعودوه لكثرة مشاغله أو له حسابات أخرى.
سامي كليب: لا طبعاً.. يعني كان ليس راضياً تماماً على الرئيس عبد الناصر.
أمين هويدي: على أي حال أنا ذهبت..
سامي كليب [مقاطعاً]: ولم تحصل على السفارة..
أمين هويدي [متابعاً]: ولم أحصل.. والسفارة ظلت مقفلة..
سامي كليب: ولكن فيما بعد حسمها..
أمين هويدي: فودوني لوكانده والأخير أنا أتنقلت ثاني ليلة إلى لوكانده طور حسان وخدت فيها هناك مكان وأنا حتى زرت طور حسان في آخر مرة ذهبت فيها إلى المغرب ولم أعرف المعالم بتاعلا اللوكانده..
سامي كليب: لا أصبح فندقاً كبيراً شفت..
أمين هويدي: كل حاجة تغيرت..
سامي كليب: صحيح، طيب فيما بعد الملك الحسن الثاني حسم الأمر لصالح مصر وتوليت السفارة واستلمتها..
أمين هويدي: نعم بعدين بس مش في عهدي..
سامي كليب: مش في عهدك ولكن بعد وصولك مباشرة هاجمتك الصحف المغربية وفق ما شاهدت..
أمين هويدي: ده مش كده ده وأنا نازل من الطيارة.. أنا كنت رايح للدار البيضاء عن طريق مدريد ليه بقى في تلك الفترة لم يكن الاستعمار يسمح باتصال مباشر..
سامي كليب: بين مصر وأفريقيا..
أمين هويدي: لا استحالة، فكنت لازم أطلع يا إما من القاهرة على جنيف..
سامي كليب: أو باريس أو مدريد..
أمين هويدي: أو باريس أو مدريد، فذهبت على مدريد ونزلت على في الدار البيضاء، لأن ما كنش مطارات الرباط تسمح بهذا، نزلت الجماعة استقبلوني وكان استقبال كويس المصريين والخارجية المغربية تفضلت وأرسلت لي سكرتير ثالث واخد بالك، كتر خيرهم يعني وأنا قاعد.. يعني يخلصوا الإجراءات فالقائم بالأعمال كان زميلي في الكلية الحربية الله يرحمه عبد العزيز جميل، كان من أنبل الأشخاص، فقدم لي الجرايد، كان عندهم ثلاث جرايد، كل الجرايد بتهاجم رجل المخابرات القادم لأغراض مصرية إلى الرباط..
سامي كليب: بما فيهم صحيفة..
أمين هويدي: بما فيهم..
سامي كليب: صحيفة العمل.. العلم..
أمين هويدي: صحيفة العلم بتاعة..
سامي كليب: حزب الاستقلال..
أمين هويدي: اسمه إيه الفاسي..
سامي كليب: صحيح..
أمين هويدي: اسمه علال الفاسي.. علال كان هنا منفي ورجل أنا طبعاً قعدت معه وعرفته وكل حاجة لكن هاجمني واخد بالك زي ما بيهاجموا عبد الناصر دلوقتي، أهوه إيه.. يعني إيه ثورة الهجوم على مصر، فكان وقتها كانت إيه موجودة، بلعت هذا.
سامي كليب: طيب الملك الحسن الثاني أخرك ثلاثة أشهر قبل القبول بأوراق اعتمادك، لكن في أول لقاء طبعاً كان لقاء عام تحدثت فيه وتحدث فيه رغم أنه الخطابات كانت.. كنت بلغت بأنه لا خطابات ولكن ألقى خطاباً وألقيت رديت عليه، في اللقاء الثاني وهو الذي كان لقاءً حاسماً حدثك عن موضوع اليمن وقال لكم.. يعني لماذا تورطتم في اليمن وما إلى ذلك واللقاء الثالث حصلت مجابهة بينك وبينه لأن الصحف المصرية كانت تنتقد الانتخابات في المملكة المغربية..
أمين هويدي [مقاطعاً]: لطفي الخولي رحمه الله..
سامي كليب [متابعاً]: لطفي الخولي، كيف كانت علاقتك فيه بالملك الحسن الثاني وهل فعلاً أنه غضب في إحدى المرات غضباً شديداً عليك؟
أمين هويدي: جداً أنا أذكر للتاريخ أن الرئيس عبد الناصر قال لي وأنا أقابله قبل سفري يا أمين بدون العهد الحالي ستتفكك المغرب..
سامي كليب: بدون عهد الملك الحسن الثاني..
أمين هويدي: أيوه، نحن مع العهد، ده للتاريخ، هم بيقرؤوا التاريخ غلط، لكن هذا كان كلام عبد الناصر، علشان عندهم النواحي.. القبائل وعندهم نواحي العرب وعندهم ناس بيتكلموا فرنساوي وعندهم ناس.. يعني إيه حاجات زي كده وكان عندهم استعمار أسباني واستعمار فرنساوي واخد بالك، فأوصاني بهذا وأنا معتقد ومعتنق حتى الآن بهذا تماماً، لإيه؟ رغماً عن كل شيء فيه مصلحة عليا، أنا مقتنع بهذا الكلام ورحت على هذا الأساس، الملك حينما قابلني كانت كلها مقابلات فيها ألغام قبل حدوثها.. يعني لما ذهبت أقدم أوراق الاعتماد كانت قصة، أقعد ثلاثة أشهر من غير ما أقدم أوراق اعتماد، قاعد صايع.. سفير صايع في الرباط وبعدين لما آجي أروح يكلمني البناني يقول لي..
سامي كليب [مقاطعاً]: هذا كان مستشاراً لدى الملك.
أمين هويدي [متابعاً]: ده كان زي ما تقول كبير الياوران ولا كان كبير الأمناء.. هو اللي ماسك القصر، راجل طيب لكن عبد المأمور أنت واخد بالك، فكان كلمني وقال لي هتوصل وما فيش خطابات، خلاص ما فيش خطابات ما فيش خطابات وبعدين أنا هأبقى آجي أخذك من اللوكاندة بكرة الساعة كذا وشوية تكلم وقال لي لا مش هاجي أخذك هأبعتلك حد من وزارة الخارجية، فبعت لي سكرتير ثالث برضه زي السكرتير الثالث بتاع الرباط، آل تحقيراً لشأني، مع إن أبداً الإنسان ليس بالسكرتير الثالث ولا مش الثالث، الإنسان بنفسه وبعيدن تكلم قال ما حدش يرافقك إطلاقاً من أعضاء السفارة، قلت له طيب، إخواني زعلانين جداً..
سامي كليب: حتى زوجتك كان ممنوع ترافقك.
أمين هويدي: أيوه كله، ما حدش يوصل، ثاني يوم قلت يا جماعة كل واحد يأخذ عربيته وتطلعوا على القصر وخشوا على المكان اللي هنقدم فيه أوراق الاعتماد وأنا هأحصلكم، جاءت عربية حنطور فخمة جداً ونزلت كسفير ومعي السكرتير الثالث وإذا بشوارع الرباط كلها والله العظيم مليئة بالناس..
سامي كليب: طبعاً كانوا يحبوا عبد الناصر.
أمين هويدي: يحيون عبد الناصر مش أنا يحيون عبد الناصر إلى أن وصلت للقصر، لما نزلت حرس الشرف موجود والبناني جاء قابلني وقال لي أنت سيادتك وأنت داخل تمشي عشر خطوات، كل ثلاث خطوات توطي وتقوم وبعدين تمشي ثلاث خطوات، توطي وتقوم ثلاث خطوات تقوم هتلاقي في مواجهتك الملك، قلت حاضر ما فيش مانع، أخذت بعضي وفتشت على حرس الشرف ودخلت، كنت لابس فراك وأنا بيني وبينك.. يعني لو تجيب لي دلوقتي معرفش إيه الفرق بين الفراك ولكن كنت على ما أظن فراك ودخلت، فضلت ماشي على طول.
سامي كليب: وفعلاً هيك عملت ولا لا؟
أمين هويدي: نعم؟
سامي كليب: وفعلاً هكذا فعلت يعني؟
أمين هويدي: لا مشيت على طول، نحن لا نحني رؤوسنا لأي مخلوق إلى لله سبحانه وتعالى، مش ممكن، دخلت لأنه تقليد محبتوش.. دخلت على الملك، الملك قاعد على كرسي واطي جداً بحيث يجبرك إنك أنت لازم تنحني، لازم، فعلاً أنا دخلت ومديت يدي بأوراقي فهو شاب لكن أنا لم أنحني وأخذ الأوراق وخطب خطبة.
سامي كليب: ماذا قال فيها تذكر؟
أمين هويدي: نعم؟
سامي كليب: ماذا قال فيها؟
أمين هويدي: لا أذكر إلا تحيات لأخيه عبد الناصر ولمصر الكذا والحاجات دي كلها..
سامي كليب [مقاطعاً]: وباللغة العربية طبعاً.
أمين هويدي [متابعاً]: أه باللغة العربية.. لغة عربية فصحى..
سامي كليب: فصحى صحيح..
أمين هويدي: الملك الحسن..
سامي كليب: متحدثاً ممتازاً..
أمين هويدي: لا وذكي من أذكى حكام العرب..
سامي كليب: صحيح.
أمين هويدي: الملك الحسن، فأنا أرادوا أن يدهوا الموضوع فأنا خطبت، إديت خطبة ارتجالية وطلبت منه إنه.. يعني إن إحنا.. أنا جيت علشان نقوي العلاقات علشان كذا وانتهت المقابلة دون أن يخصص لي وقتاً بعد هذا الرسميات لكي نجلس كدول صديقة، أخذت بعضي وطلعت، برضه قالوا لي في الطلوع ارجع بظهرك، خفت أقع، فرجعت أديت ظهري وفضلت ماشي واخد بالك، بعد كده أنا ذهبت قابلته أول مقابله..
سامي كليب: كان الحديث عن اليمن.
أمين هويدي: كان الحديث عن اليمن، فهو ما كنوش معترفين باليمن..
سامي كليب: صحيح..
أمين هويدي: إحنا بنساعد الثورة اليمنية وأنا نازل على السلم إدوني خبر جاي من (United press) من..
سامي كليب: من وكالة الصحافة الفرنسية الـ(I.F.B).
أمين هويدي: من إيه؟
سامي كليب: من وكالة الصحافة الفرنسية.
أمين هويدي: نعم إدوني جواب.. الغرض ذهبت، فدخلت لقيت الملك موجود وأفقير..
سامي كليب: الجنرال محمد أفقير.
أمين هويدي: وزير الداخلية بتاعه وكان برافريج وزير الخارجية وشخص ثالث مش فاكر مين، كويس قوى إن الواحد بيفتكر الكلام ده وبعدين الراجل تكلم كلام طيب وبعدين بدأ يعرج على اليمن وأنه قلبه يتقطر حزناً على أحوالنا في اليمن وأن اليمن بلد جبلي وإحنا بلد صحراوي، جيشنا لم يتضرر عن الحروب اليمنية وبتاع وحاجات زي كدة وقام أنهى المقابلة.
سامي كليب: بدون أن يستمع إلى رأيك؟
أمين هويدي: زي ما بأكلمك كدة، الثلاثة قاموا مع الملك، أنا فضلت قاعد والله العظيم هذا حصل، فبدأ الأربعة قعدوا، قلت له شوف سيادتك أنا لا يمكنني أن أغادر جلالة الملك وهو على هذه الحالة من القلق على مصر التي احتضنت والده محمد الخامس حينما طرده الاستعمار من بلاده وحينما احتضنت ولي عهده الحسن حينما كان يجوب القاهرة ذهاباً وإياباً.
سامي كليب: يعني هو، الملك.
أمين هويدي: أيوة، لا يمكن أن أغادرك وأنت بهذا الشكل، أحب أقول لك على حاجة (France press) أذاعت دلوقتي خبر بلجوء.. مش فاهم إيه الأردني..
سامي كليب [مقاطعاً]: طيار أردني.
أمين هويدي [متابعاً]: حاجة زي كدة وبتاع، فبص إلى برافريج والإخوان بصة قاتلة، فقلت له الموقف ماشي ينقصه اعتراف جلالتك، لأنه لا يمكن إن إحنا نحطك أنت بالإصلاحات الهائلة اللي أنت عملتها في المغرب جنب الزعماء والحكام والملوك اللي موجودين هناك، أنا بأطالِب جلالتك إنك أنت تعترف باليمن وبتاع وحاجات زي كدة، كان فيه مؤتمر اسمه مؤتمر دول الدار البيضاء على ما أظن وقلت له إن الرئيس إنشاء الله هيجي وقمت واخد بالك، قمت.. بلغني من أحد وزرائه..
سامي كليب: عبد الهادي أبو طالب.
أمين هويدي: عبد الهادي أبو طالب، أنا رأيته مرة في المغرب..
سامي كليب: إنه قال لك يا ريتك..
أمين هويدي: والله العظيم قال لي كلام طيب جداً..
سامي كليب: إنه قال الملك ليت لدي أربع سفراء زي هذا.
أمين هويدي: على أي حال لم.. وبعدين كانوا عاملين انتخابات.. فمقال نشره لطفي الخولي باين وهاجم فيه الإجراءات الانتخابية، استدعاني الملك، حصل وكان هائجاً وقابلني في أوضة صغيرة.. مش الأوضة بقى الكبيرة برضه.. يعني علشان يظهر عدم رضائه.. أوضة صغيرة وكان يصيح وأنا مسكت أعصابي، فقلت له يا جلالة الملك أنت مالك ومال الصحفي اللي بيتكلم ده؟
سامي كليب: الصحافة عندنا حرة.
أمين هويدي: الصحافة عندنا حرة، قال لي حرة، صحافتكم حرة، صحافتكم كذا وكذا.. الغرض وأنا برضه رديت عليه ردود قد تكون خارجة وخرجت وكان هذا آخر لقاء لي مع الملك وتركته..
سامي كليب: قال لك صحافتكم مؤممة، فقلت له ولكنها ليست مكممة.
أمين هويدي: بس خلاص، هو قال كده، صحيح والله قال هذا، واخد بالك وأنا رديت وقلت له مش فاكر برضه قلت إيه لكن رديت.. يعني أنا لا أقصر في مثل هذه الأمور.. يعني هو تكلم وملك وأنا سفير.. سفير رئيس جمهورية، يعني مش أنا اللي بأتكلم ده عبد الناصر اللي بيتكلم ولازم أتصرف على هذا المستوى واخد بالك وخرجت وبعدين وجدت أنني أحرث في الماء، ما فيش فائدة..
سامي كليب: نعم، في الواقع ولم تترطب العلاقات على أيامك.
أمين هويدي: نعم؟
سامي كليب: لم تترطب العلاقات على أيامك.. يعني بقيت العلاقات سيئة بين مصر والمغرب.
أمين هويدي: كانت منيلة.
سامي كليب: صح.
أمين هويدي: تتقدم إيه.
سامي كليب: كانت منيلة.