يعنى إيه كلمة وطن؟/ يعنى أرض..حدود..مكان؟/ ولا حالة من الشجن؟.....
كلمات موجزة المبنى، عميقة المعنى، بعيدة المغزى.. اختصرفيها الشاعر والسيناريست د. مدحت العدل كل معانى الوطنية والانتماء.
بيد أنّ الكثيرين تعددت اختصاراتُهم وتزاحمت مفاهيمُهم عن الوطنية ففسرها كلٌ على شاكلته، متناسين ـ عن عمد ـ معناها الحقيقى، فكلمة وطن ليست لجنة "غبيّة" لسياسات الحزب الحاكم وليست أحزاب المعارضة " الورقية الهشّة" وليست جماعة محظورة يناطح أعضاؤها بعضاً من أجل الوصول لكرسى الإرشاد، كلمة وطن ليست رجال أعمال نهبوا ثروات مصر وفرّوا هاربين، ,وليست نائب برلمان باع القضية قبل جماهير دائرته الذين وثقوا فيه عندما كتب فى برنامجه" أثق فى ضمائركم" فباعهم قبل ان يبيع نفسه وراح يتخبّط مدفوعاً بوهم الوصول إلى كرسىٍ آخر، كلمة وطن ليست مَن تسببوا فى إغراق ألف مصرى فى مياه البحر الأحمر، و ليست مَن تسببوا فى حادث قطار الصعيد أو قطارمطروح وقطارالعيّاط، أومن تسببوا فى حريق ثقافة بنى سويف والمسرح القومى ومجلس الشورى، وكارثة الدويقة.
كلمة وطن..ليست خلافاً او اتّفاق على حماية ثغورنا وحدودنا ضدّ المغيرين.
كلمة وطن هى أبناء مصر"المغروزين" فى طين هذا البلد العمال الغلابة والفلاحين الطيابة، كلمة وطن هى أباؤنا الذين ضم رفاتَهم ترابُ هذا الوطن، هى روح ياسر عيسوى ومروة الشربينى وأحمد شعبان، وأرواح مَن سبقهم ومَن سيلحق بهم من الشهداء.
كلمة وطن هى كلّ قافية نظّمها شاعر غيور، وكل نغمة داعبت أوتار فنّان مغمور، كلمة وطن هى الذكريات "الحلوة" وأصدقاء الطفولة فى قريتى الهادئة القابعة فى شمال دلتا النيل، هى العبق الطّاهر لـ "العرَق" النازف مدراراً فوق وجوهنا وصدورنا وسط زحام الطوابير، طوابير العيش، المستشفى، البطالة، حتى طابور الحصول على الإقرار الضريبى.
كلمة وطن هى كل ما يمثّل عاملاً مشتركاً بيننا وبين هذا البلد بحلوه ومرّه، الذى قال فيه عمّنا جاهين:
باحبها بعنف وبرقة وعلى إستحياء/ وأكرهها والعن أبوها/ بعشق زىّ الداء.
أحـ زكى ـمد