أفيون هذا الزمان تكملة موضوع (الصورة السوداء!!!)

أفيون هذا الزمان تكملة موضوع (الصورة السوداء!!!)
تتباري أجهزة التلفزيون والإذاعة والسينما وصحف المجلات والجرائد علي شئ واحد خطير هو سرقة الإنسان من نفسه.. شد عينية وأذنيه وأعصابه وأحشائه ليجلس مستمرا كالمشدوه أمام التلفزيون أو الراديو أو السينما وقد تخدرت أعصابه تماما كأنه اخذ بنج كلي وراح يسبح بعينة مع المسلسله ويكد ذهنة متسائلا من القاتل ومن الهارب .. وبين قاهر الجوسيس وريتشارد كامبل والأفيشات العارية في المجلات والعناوين الصارخة في الجرائد ينتهي اليوم اليلة ويعود الواحد إلي فراشه وهو في حالة خواء وفراغ وتوتر داخلي مجهول السبب وحزن دفين كأنه لم يعيش أبدا ذلك اليوم .
والحقيقة انه لم يعيش بلفعل وان حق الحياة سلب منه وانه سلب من نفسه واخرج عنوة والقي به في مغامرات عجيبة مضحكة وتساؤلات لا تهمه علي الإطلاق .. من الذي قتله شهيره هانم ولماذا تخون كلوديا كاردينالي زوجها في رواية ..(الذئب في فراشي) .. وأين الكنز في مسلسل عبيد الذهب .. وأين الحقيقة في رواية ارحمني يا حبيبي.
ويمر اليوم تلو اليوم .. وتظل هذه الأجهزة تقوم بما يشبه العادة السرية للمتفرجين وتغرقهم في نشوات مفعله إلي درجة التعب ثم تلقي بهم إلي فراش أخر اليل منهوكي الأحاسيس لايدري الواحد منهم ماذا به بالضبط لماذا لايشعر بأنه مجوف تماما . وانه لايعيش أبدا وانه لايقول ما يريد أن يقوله ولايسمع ما يريد أن يسمعه .. وأنما هو يربط في أرجوحة تظل تدور به دوران محموما حتي يغمي عليه تماما وينسي ماكان يفكر فيه وما كان يريد أن يقوله وما كان يريد ان يسمعه وما كان يملاء منه القلب والعلقل ..ويتحول إلي حيوان أعجم مربوط العقل والإحساس إلي هذه الأجهزة الغريبة التي تفتعل له حياه كلها كذب . وهذه الظاهره ظاهرة عالمية .. بل هي من سمات هذا العصر المادي الميكانيكي الذي تحولت فيه أجهزة الإعلام إلي أدوات للقتل الجماعي ..
وهو نوع من القتل الجميل الرائع .. تخنق فيه العقول بحبال من حرير وتخنق الخيالات بالعطور
الفواحة.. وتخاط فيه الشفاه بجدائل من شعر سمية الخشاب وهند صبري.
وكلما زادات مقاومة المتفرج لهذا الأفيون كلما زاد المخرجون من المساحة العارية المسموح بها من صدر الممثلة ومن ساقها وكلما سكبو كمية من الدم أكثر في رواياتهم وكمية من البترول المشتعل أكثر علي أعصاب الناس. وحينما تنفجر الأعصاب في ظواهر متشابهه مثل ظاهرة الخنافس والموضه ورقصات الدسكو المجنونة وأداب الساخطين والغاضبين واللاعنين فهي دائما نتائج ذلك البخار المضغوط في جماهير الشباب التي قضي عليها

بأن تعيش أسيرة عنكبوت الإعلام والاخطبوط ذي الألف اسم ... الإذاعة والسينما والجرائد ... ذلك السجن ذي القضبان الجميلة من الأذرع العارية في المجلات والروايات لتعيش معزول عن معركة المصير وعن الادلاء برأي في مأساة الحياة والموت التي تجري علي مسرح العالم كل يوم . وحينما يدور الكلام عن مخدر الماريجوانا والحشيش والهيروين والكوكايين والعصبات التي تروجهم فأنهم ينسون دائما مخدرات أكثر انتشارا وأكثر أثرا.
مخدرات تدخل كل بيت من تحت عقب الباب وتقتحم علي كل واحدة غرفة نومه وتزاحم إفطار الصباح إلي معدته وفنجان الشاي إلي شفتيه .. تلك هي وسائل الإعلام

التي تكاتفت فيما بينها وكأنما بتعاقد غير مكتوب علي ان تقتل االناس بقتل وقتهم وتميتهم بالضحك والاثاره والنكته البذيئه وتلك الكلمة الغامضه اللذيذة التي اسمها التسليه.
وتحت شعار قتل الوقت يقتل الانسان ويراق دم الحظات ويسفك العمر .. فما العمر في النهاية إلا وقت محدود ... وما الإنسان الا فسحة زمنية عابرة إذا قتلت لم يبق من الإنسان أي شئ.
وهي مسئولية كل مفكر وكاتب أن يخرج علي الخط ويتمرد علي هذا الاتفاق غير المكتوب .. بقتل الوقت..في محاولة شريفة لإحياء وقت الناس بتثقيفهم وتعليمهم والبحث عن الحق لا عن التسلية وإشراك الناس مأساة مصيرهم وإعادة كل واحد إلي نفسه

وقد ازداد ثراء ووعيا لا سلبه من نفسه وسرقته من حياته .. ورفع شعارات الحرية لتفصح الروح الإنسانية عن مكنونها . علي وسائل الإعلام ان تتحول من أفيون إلي منبه يفتح العيون والأحاسيس علي الحقيقة ويدعي كل قاريء الي وليمة الرأي ويدعو كل عقل معطل الي مائدة الفكر فتكون كرحلة تحشد الحماس عند كل محطة تقف عندها لا كخيمة للغاز المسيل للدموع مضروبة علي الناس او قنابل دخان تطلق للتعمية. إن حضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن كلمة صدق وصحيفة صدق وشعار صدق .. فبالحق نعيش وليس بالخبز وحده أبدا .
وأذا كان السؤل المطروح الان .!
ماهي الصحافة المعركة؟ .
وكيف تساهم صحافتنا في المعركة؟
فهأنذا أقول لكم الجواب..
أن تقول الحق.
وان تقول الجد.
وأن تقول المفيد والنافع والصحيح .
وأن يحي وقت القارء لا ان نقتل وقته.
وتقبلو تحياتي’’’’

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المصدر: كتاب (( الشيطان يحكم ))
للدكتور مصطفى محمود
ومع احترامنا الكبير لكاتبنا الكبير مصطفى محمود
هو الفكرة صحيحة وموجودة لكن مش كل وسائل الاعلام سطحية بالعكس في قنوات هايلة وبتقدم برامج مفيدة كتير لكن الاصل علي الفرد نفسة هو عاوز اية يستفيد ولا يضيع وقتة وعلي هذا الاساس بيقرر هو بنفسة وطبعا شكرا لك يا زعيم
وطبعا لو نظرنا للموضوع بصورة ابعد شوية نلاقي ان الموضوع في اجماله محاولة لإلهاء الناس لكي ينسوا مشاكلهم وحقوقهم وينسوا المطالبة بما هو حق لهم
وان كان هناك بعض القنوات والصحف تقوم بلفت نظر الناس الى ما يدور حولهم
المهم هو الشخص الذي يتعامل مع المادة الاعلامية
هل هو نفسه يبحث عن ما يفيده ام عن ما يقيده

أشكرك أخي الفاضل محمد جلال علي مرورك .

وأشكرك أيضا علي التوضيح للأخوة الاعزاء.

وأشكرك أيضا مرة ثالثه علي تأديك للموضوع بصف عامة.
هذا الجزاء الثاني من الصورة السوداء!!!

ومازال هناك جزاء ثالث ورابع ومليون.

وذلك لكل من تسول له نفسه أن يدافع عن الإعلام بدون علم ولا يعترف بفساد الإعلام الظاهر والباطن وحتي لو كان مدير المؤسسة الاعلامية بنفسه.

الحب في الإعلام
الحب هو الصنم المعبود في هذا الزمان.. هواللات والعزي وهبل في جاهلية هذا العصر تذبح له القرابين من دم الشباب ووقته ووعيه وتحرق بخورا في هذا المحراب الضبابي .. وهوتجارة أصحاب الجيوب ومضيعية اصحاب القلوب .. وهو من اخطر المفاهيم التي زيفها العصر فعرضته وسائل الإعلام مشوها . مريضا في الاغنية والرواية والسينما والمسرح والتلفزيون لا يكاد يخرج عن مراودات بين انثي وذكر وتأوهات تحت ملاءه ومحاولات رجل لأصطياد زوجة رجل اخر لا يشغل بال المؤلف طول الوقت إلا كيف يصل الي الفراش ,ولا يشغل بال المخرج الي كيف يعري جسم بطلاته.

بسم الله .. والحمد لله .. الذي جعل لنا الأقلام نائبةً عن الأقدام ..
وأسعد الله . أوقاتكم بكل خيرٍ ومسرة ..
أحبتي ..
قد لا يرى أحدنا وجه الآخر وقد لا يعرف بعضنا البعض
معرفة شخصية ..
والجميع هنا ليس سوى علامة استفهام (( ؟ ))..
لا نرى سوى أسماء ورموز مستعارة ..
ولكن يبقى القلم هو البطاقة الشخصية ..
التي لا ينكرها الجميع ..
بطاقة لامعة تصرح له دخول العقول قبل القلوب ..
قد يتمكن وقد يفشل من الوصول إلى أبعاد تفكير القراء ..
إذا.. القلم هو الأسلوب الوسيط الروحاني بينـنا ....!!

» الصورة السوداء!!!
» الموت
» الحبة السوداء ، حبة البركة ، الكمون الاسود ، القزحة ، الشونيز ، شونياز ، بالكالونجي الاسود ، الكراوية السوداء
» تحت أقدام الزمان
» كان الزمان صاحبى