هل الحب حقيقة.. أم وهم.. أم خيال؟

.

هل الحب حقيقة أم وهم ؟ وهل يوجد أنواع للحب؟ إن كثيرا من شبابنا وبناتنا يبحث عن الحقيقة والأخر لا يجد ملجا من الدخول فى دوامة الحب الخيالى والبعض يتمنى أن يغرس نفسة فى حب من نوع أخراسميه حب مصطنع إن الحب الخيالى نجد كل شاب وفتاة يتمنى أن يجد فارس أحلامة ويجول بعقلة فى بحرالحب إن الحب الحقيقى: هو أن يحب الفرد انسانا موجودا (الحبيب أو الحبيبة )لحب الخيالي: هو أن يحب الانسان انسانا غير موجود ويطمح اليه في المستقبل (فارس أو فارسة الأحلام لافرق بين الحب الميداني والحب الخيالي. الحب هو أثير طاهر يلازم إنسانيتنا ويداعب غرائزنا النائمة. الحب يمسح على شعورنا مسحة الحنان ويربي سلوكياتنا العاطفية ونزواتنا المزروعة. ولكنه يختلط احيانا بالوهم، وليس من حق أصحاب الحب الميداني أن يتهموا أخوة الحب الخيالي لأن كلاهما يعيشان في الوهم ويرسمان الأحلام في محاولات شرعية مادامت لا تضر.الوهم والاندفاع اللاارادي يبرز في الاطفال بشكل واضح نحو الحب.. وتعمل الفضائيات حاليا بتوجيه هذه الطاقات القلبية بطريقة غير هادئة ومضرة في كثير من الاحيان.
ستزداد حالات الاختناق القلبي كلما انتشرت غازات الحب الطماع الذي يعشق التجريب والتنويع من دون نهاية حتى يبني له قصرا فرعونيا ضخما فوق مقبرة حياتنا التي ستكون حينها خالية من أوكسجين القناعة القلبية ومليئة بالطمع الفيضاني الذي لا ينجو منه سوى من يركب ـ بعقله وقلبه ـ سفينة الزواج والعفة. العاشقون في الخيال ـ ان وِجُدوا ـ يرسمون معشوقا كاملا ويصممون عليه ملامحا أثيرية تنمي روحهم نحو الابتكارات الشعورية والأخلاقية وتشعل قدراتهم في نار السكينة شرط إلا يكون المحبوب مستحيل المنال إنما يكون غاليا ممكن الوصول أليه عبر الجسور المشروعة وليس جسدا رخيصا يفصل الشهوة عن الحب. كلما وُجِدَ الابتذال وانتشرت الإباحية تحررت قوى الشهوة عن قوة الحب المقدسة وهما اللذين يجب أن يظلا متلازمين مندمجين. ومن يحب إنسانا آخر موجودا على الميدان يجب عليه الا يتصور بذلك أنه قد خرج عن دائرة الوهم لأن هذا الموجود الإنساني الآخر الذي يعشقه ـ وان كان موجودا حقا ـ ما هو إلا أنسب طريقة لتسهيل عملية الخيال ورسم أطياف العشق والصفات المأمولة على لوحة بشرية جاهزة ( الآخر) بدل أن يكون الخيال طائرا في السماء كما هو عند أخوة الحب الخيالي. المحبوب الميداني يظل ضحية لرسوماتنا الرومانسية ويبقى لوحة بشرية جاهزة نرسم عليها آفاقنا القلبية وطموحاتنا الملونة حتى نعطيه سماتا غير موجودة فيه أصلا وذلك لأنه يجب أن يخضع لمطالبنا التي تتنوع من فرد لاخر وهو ان لم يخضع لتصوراتنا فاننا قد نستيقظ من عالمه هاربين لأننا قد لا نحبه كحقيقة ـ وهنا المصيبة ـ إنما نعشق ألواننا التي صبيناها عليه وهو يبادلنا الوهم على نفس المنهج. إذا الحب في كل الحالات خيال في خيال ووهم في وهم (احيانا.)الحب مخلوق رقيق يجب ألا نحرره فيُهْلِك نفسه بنفسه في انتحار شهواني غير مشروع ويجب أيضا ألا نقمعه لأن وجود المحبوب المستحيل يسبب العذاب النفسي الضار، ويجب أيضا ألا نقطَّع جسده فنتحدث واهمين عن (حب عذري) ونعتبر الغريزة الجسدية خبث لابد منه لأن من شأن ذلك أن يخلق انفصاما فطريا قاتلا. الحب مخلوق رقيق يجب ألا يطول عيشه في العراء الذي تتباعد فيه الأشجار وتصغر فيه مساحات الظل، يكفي لضمان لحب أن ينشأ من رحم الإعجاب المتبادل بين الطرفين ثم يتكفل بيت الزوجية بتربية الحب لينموا فوق أرضية صلبة يتفاهم عليها القلبان القريبان فتكون الأمور واقعية أكثر وبعيدة عن التهويل المراهق الذي يشبه المنطاد الضخم، صحيح أنه يطير ولكن من شأن أمور بسيطة أن تشكل خطرا مباشرا قد يُسْقِط المنطاد.الحب حين يكون زواجا وأسلوب حياة فأن بإمكانه أن ينمو ـ ان كان الإعجاب المتبادل أساسه ـ متكيفا مع العواصف المتوقعة فيقاوم ويقاوم فيزداد صلادة وشدة ورفعة. الحب كنبتة زهور الياسمين ان لم نجعل لها زواجا تتسلق على ألواحه الذهبية فوق جدران الحياة فان هذا الحب أو الياسمين سينمو منبطحا على الأرض فيسهل أن تدوس عليه الأقدام. نبات الياسمين أما أن يزحف أو أن يتسلق، وان طال زحفه يتمزَّق، وان تسلّق ازدادت زهوره تفتحا وترقَّق، ونحن نملك كل الخيارات، أما أن نلهوا أو نعشق.

الأسم : خلف الله عطالله عبد العليم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]