من هؤلاء يا جبريل ؟ لا تفوتكم قراتها

من هؤلاء يا جبريل ؟ :

بالنبأ اليقين نضع الواقع بين يديك في قصة الإسراء أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مر بأناس تقرض شفاههم وألسنتهم بالمقاريض فقال صلى اللّه عليه وسلم :من هؤلاء ؟ .فقال له جبريل :هؤلاء خطباء السوء من أمتك يقولون ما لا يفعلون.علماء سوء يقولون ما لا يفعلون... يأتون أبواب القضاة والسلاطين يأكلون الدنيا بدينهم أصلحوا دنيا غيرهم بفساد دينهم .نريد كلمة حق :عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا). وهل خطباء هذا الزمان يعظون المسلمين إلاَّ ما يُملى لهم !!! رحمك الله يا عز بن عبد السلام. يا أبا ذرٍ :لا يوجد بهلول واحد في أيامنا هذه !!! وأعلمُ أن الأمورَ تجري بمراد الإله كما أراد ومضى ولا رادَّ للحكمِ مهما مَضَى ولكن ؟.كلمة ابغ من الرب منه الرضى عسى تدخل أُذن واعية حكم القضا.

فمن يحكم على الرجال بأنهم رجال من النظر الى هندامهم وهيئاتهم فهو ساذج سطحي في تفكيره فالواقع يؤكد حقيقة ذلك بالاضافة الى قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4 فقد يعجب المرء بمنظر رجل ما ولكنه حقيقة يكون بخلاف ما ترى منه فلا تغرنكم اللحى ولا العمائم ولا الهندام ولا غيرها مما يتزين به الرجال.أما الحكم على الرجال بأنهم رجال حقاً بسماع اقوالهم دون النظر الى اعمالهم فهو خطأ ايضاً فإن هذا الأمر مدرك محسوس فكم سمعنا من حكام المسلمين اليوم من خطابات رنانة ووعود ووعيد ولكن ننظر الى اعمالهم فإذا بها تتناقض تماماً مع ما سمعنا منهم، وكم سمعنا من علماء وخطباء ووعاظ من امر ونهي ونجد كثيراً منهم يخالف فعله قوله الا ما رحم ربي يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3-2 فالله سبحانه وتعالى يبغض ان يقول المرء ما لا يفعل.يقول تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }البقرة204 -206نزلت هذه الاية في الاخنس بن شريق الثقفي وهو احد المنافقين فكان يظهر الاسلام ويبطن الكفر ويعيث في الارض فساداً فيهلك بذلك الحرث والنسل و اذا قيل له اتق الله وارجع الى الحق امتنع وابى واخذته الحمية والغضب بالاثم. فإن عقوبته جهنم وبئس المهاد وهذه صفات ألد الخصام يقول محمد بن كعب تنزل الاية بالرجل ثم تكون عامة بعد.فكثيراً ما نعجب بقول احد الناس ونثني عليه ولكن ان نظرنا الى اعماله وجدناه شيطاناً في جثمان انس.اسمعوا قول رسول الله r في حق من يقول ويفعل خلافه كأن يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه. يقول r : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع اليه اهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه.فالويل لمن كان هذا حاله.يقول r : " يخرج في آخر الزمان رجال يَختِلون الدنيا بالدين يَلبَسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتُهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيراناً.هذا الحديث ذكر الأمرين المناظر والاقوال فيظهر أناس يطلبون الدنيا بالدين يلبسون من الدين عباءة ويظهرون اللين للناس ويسمع منهم احلى الكلام واعذبه ولكن قلوبهم ملأة بالحقد والكراهية والمكر فيتوعدهم الله فتنة تدع الحليم حيراناً.أما كيف يعرف الرجال: يقول سبحانه وتعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 فصدقوا بالله وصدقوه وحملوا دعوته فمنهم من استشهد ومنهم من ينتظر وما غيروا وما بدلوا فطابق عملهم ايمانهم وقولهم لا إله الا الله فهم الرجال حقاً . فهم يعرفون بالحق قولاً وعملاً لا تثنيهم منح او محن عنه. يقول عمر بن الخطاب: يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق من الرجال: فالمواقف هي التي تبين الرجال .والله سبحانه وتعالى قد طلب من عباده المؤمنين ان يطابق فعلهم قولهم فقد بغض اؤلئك الذين يقولون ما لا يفعلون بقوله تعالى : " كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون"إليكم بعضاً من المواقف التي عرف بها الرجال من تاريخ الامة : لما وصل المأمون بجيشه ارض الروم كتب له ملك الروم أمامك ثلاثة خيارات اختر منها ما شئت على ان ترجع ولا تغزو بلاد الروم أما الاول ان يعود بجيش المسلمين محملين بالاموال والطعام (ان يعيد له ما انفقه على الجند منذ خروجه حتى عودته)، الثاني : ان يعمروا بلاد المسلمين التي هدموها والثالث : ان يفرج عن جميع اسرى المسلمين . فماذا كان موقف ورد المأمون امام هذه العروض والاغراءات ؟ هل قبل أي منها ورجع بجيش المسلمين ؟ كان الرد كما يلي بالنسبة للاموال يقول تعالى :{فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ }النمل36 اما الثانية لو اني قلعت اقصى حجر في بلاد الروم ما اعتضت بصيحة امرأة مسلمة في بلاد الاسر وآسلاماه اما الثالثة فالأسير احد رجلين ، رجل خرج في سبيل الله فهو في سبيل الله ورجل خرج للدنيا فلا فك الله أسره. فلم يقبل أي من العروض او الاغراءات مقابل ان يقعد عن الجهاد في سبيل الله وحمل الاسلام لبلاد الروم ليخرجوهم من الظلمات الى النور . بالمقابل يقبل أشباه الرجال من حكام اليوم بالفتات وسفاسف الامور يتوسلون الى اعدائهم ليبقوا في كراسيهم فيمكنونهم من بلاد ومقدرات ورقاب المسلمين .موقف خالد بن الوليد قائد الجيش في معركة اليرموك مع قائد الروم ماهان : قبيل بدء القتال طلب قائد الروم أن يبرز اليه خالد فبرز اليه خالد في الفراغ الفاصل بين الجيشين فقال ماهان : قد علمنا انه لم يخرجكم من بلادكم الا الجهد والجوع فإن شئتم أعطيت كل واحد منكم عشرة دنانير كسوة وطعاماً وترجعون الى بلادكم وفي العام القادم أبعث اليكم بمثلها ، وقد ادرك خالد ما في كلمات الرومي من سوء الادب ورد قائلاً : إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت ولكننا قوم نشرب الدماء وقد علمنا أنه لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك وفي رواية أخرى (ما انتم بأشهى منا الى الحرب وكأني بجيوشكم وقد انهزمت والنصر يقدمنا وتساق انت والحبل في عنقك ذليلاً حقيراً وتقدم بين يدي عمر بن الخطاب فيضرب عنقك) وعاد بجواده الى صفوف الجيش ورفع اللواء عالياً مؤذناً بالقتال "الله اكبر هبي رياح الجنة".هؤلاء هم رجال المفاوضات الذين لم يقبلوا الدنية في دينهم ولم تلين لهم قناه ولم تنحن لهم جباه ذلاً وهواناً باعوا الدنيا واشتروا الاخرة قهروا اعداءهم بقوة ايمانهم وثقتهم بالله فقصموا الجبابرة ودانت لهم العجم ودفعوا الجزية . بالله عليكم هل هناك وجه للمقارنة بين هؤلاء الرجال وبين مفاوضي اليوم من ساسة وقادة الذين تنازلوا عن بلادهم واستكانوا لاعدائهم، فبالبحث عن وجه للمقارنة مع اشباه رجال اليوم نظلم هؤلاء الرجال . والان مع موقف لأحد علماء المسلمين مع أميره :جاء رسول محمد بن سليمان الى حماد بن سلمه فأذن له فدخل فقال بعد أن سلم : اما بعد فصبحك الله بما صبح به اولياءه واهل طاعته وقعت لنا مسألة فأتنا نسألك عنها والسلام، فقال حماد يا حبيبه هلم الدواة ثم قلب كتابه وكتب : فأنت صبحك الله بما صبح به اولياءه واهل طاعته إنا ادركنا العلماء وهم لا يأتون أحداً فإن وقعت لك مسألة فأتنا وسل ما بدا لك وإن أتيتني فلا تأتيني بخيلك ورجلك فلا انصحك ولا انصح الا نفسي والسلام. فرجع الرسول بالرسالة فاذا بمحمد بن سليمان يطرق باب العالم حماد فأذن له بالدخول فجلس بين يديه ثم قال : ما لي اذا نظرت اليك امتلأت رعباً فقال : سمعت رسول الله r يقول : " ان العالم اذا اراد بعلمه وجه الله هابه كل شئ واذا اراد به ان يكنز به الكنوز هاب من كل شئ" فسأله مسألته وأجابه فعرض محمد بن سليمان مالاً فلم يقبل وخرج.هؤلاء علماء الأمس فكيف علماء اليوم علماء السلاطين فقدوا المروءة والكرامة يصبحون ويمسون على ابواب الحكام يزينون لهم اعمالهم واقوالهم يطوعون آيات الله واحكامه ارضاء لهم يجبنون عن قول الحق متهمون لقوله r : " اذا رأيتم العلماء على ابواب السلاطين فاتهموهم " وصدق رسول الله r حين قال : " نِعمَ الامراء على ابواب العلماء وبئس العلماء على ابواب الامراء"اليكم قصة العالم العز بن عبد السلام مع الملك الصالح اسماعيل حاكم الشام الذي تعاون مع الفرنج ضد نجم الدين ايوب حاكم مصر واعطاهم مقابل ذلك صيدا وقلعة صفد والشقيف وسمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح فقام هذا العالم منكراً عليه فعلته في خطبة الجمعة التي كان يحضرها الملك الصالح فلم يدع له وبذلك يكون قد رفع الولاء ونزع البيعة فتم اعتقاله ثم افرج عنه وفرضت عليه الاقامة الجبرية ومنع من الخطابة والافتاء وان يجتمع عليه احد ،طلب الهجرة الى مصر ورفض الملك ذلك ثم افرج عنه وانتزع من دمشق الى بيت المقدس ثم جاء الملك الصالح اسماعيل وملوك الفرنج الى بيت المقدس يقصدون مصر فبعث اليه من يتلطفه ويعده بالعودة الى منصبه على احسن حال وان رفض يعتقله ، فلما جاءه الرسول بدأ بملاينته ومسايسته قائلا له : بينك وبين ان تعود الى مناصبك وما كنت عليه وزيادة ان تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير . فقال الشيخ والله يا مسكين ما ارضاه ان يقبل يدي فضلاً عن ان اقبل يده يا قوم انتم في واد وانا في واد والحمد لله الذي عافني مما ابتلاكم به . فتم اعتقاله ووضعه في خيمة بجانب خيمة السلطان الصالح اسماعيل ، وكان الشيخ يقرأ القرآن والسلطان يسمعه فقال لملوك الفرنج تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن قالوا نعم قال هذا اكبر قسوس المسلمين قد حبسته لانكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه ثم اخرجته فجاء الى القدس وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم فقالت له ملوك الفرنج : لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها.كانت هذه الاجابة سهماً في قلب السلطان الخائن الذي يفتخر بخيانته ثم دارت الحرب وكان النصر حليف السلطان نجم الدين ايوب فنجى الشيخ العز بن عبد السلام من الاسر ووصل مصر وتولى منصب قاضي القضاة .هل يقف علماء المسلمين اليوم مثل موقف هذا العالم الجليل ؟ لم يقبل التنازل عن رأيه في السلطان الخائن ولم يقبل ان يؤدي له الولاء والطاعة فأنجاه الله وأهلك الخائن الذي سلم بلاد المسلمين لإعدائهم . اللهم عليك بخونة هذا العصر اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر. وأخيراً سأذكر موقفاً لغلام لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره يقف موقفاً يعجز عنه الكثير من رجال هذا الزمان : حين تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز وفدت اليه الوفود من كل بلد لبيان حاجتها وللتهنئة ، فوفد عليه الحجازيون فتقدمهم غلام هاشمي للكلام فقال عمر: ليتقدم من هو أسن منك فقال الغلام : اصلح الله امير المؤمنين انما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فاذا منح الله عبداً لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه ولو ان الامر يا امير المؤمنين بالسن لكان في الامة من هو أحق بمجلسك هذا منك. فطلب منه الموعظة فقال له الغلام : ان أناساً من الناس غرهم حلم الله عنهم وطول املهم وكثرة ثناء الناس عليهم فزلت بهم الاقدام فهووا في النار فلا يغرنك حلم الله عنك وطول املك وكثرة ثناء الناس عليك فتزل قدمك فلا جعلك الله منهم وألحقك بصالحي هذه الامة.هذه بعض مواقف رجال من الامة تنير لنا الدرب وتعلمنا متى وكيف يعرف الرجال نسأل الله أن نكون رجال حق لهذا الدين الحق نقول الحق لا نخاف في الله لومة لائم حتى نلق الحق راضياً عنا.

أيعرف الرجال بهندامهم ومناظرهم؟أيعرف الرجال بأقوالهم دون النظر الى اعمالهم؟أم يعرف الرجال بأعمالهم المطابقة لأقوالهم؟

الإسم : خلف الله عطالله عبد العليم

» كنوز من الحسنات لا تفوتكم
» ملكة جمال العالم لا تفوتكم
» هؤلاء حكموا مصر
» الرقيـــــة الشرعيـــَّــة للشيخ محمد جبريل
» من هؤلاء حتى يرشحوا انفسهم