أرجو شرح هذه الأبيات من فضلكم

لقد صارَ قلبى قابلاً كلَّ صورَةٍ
فمَرْعًى لغِزْلانٍ وديرٌ لرُهبانِ

وبَيتٌ لأوْثانٍ وكعبةُ طائفٍ،
وألوَاحُ تَوْراةٍ ومُصْحَفُ قُرآنِ

أدينُ بدينِ الحُبّ أنّى توَجّهتْ
رَكائِبُهُ فالحُبُّ دينى وإيمانى

أرجو شرح هذه الأبيات من فضلكم

الأستاذ سعيد

هذه الأبيات للشيخ محيي الدين ابن عربي

ومن يستمع هذه الأقوال يسارع إلى اتهام صاحبها بالمروق من الدين !!! ولكن محبيِّ إبن عربي يجدون له التخريجات والتأويلات :
فلقد صار قلبه قابلاً لكل صورة ومعلوم أن القلب إنما سميَّ بهذا الأسم لتقلبه ، فهو يتنوع بتنوع الواردات تبعاً لتنوع التجليات الإلهية لسره.
ومرعى غزلان أي :
إذا وصفناه بالمرعى كان السارحون فيه الغزلان دون (سائر الحيوانات)لأن الكلام هنا بلسان الحب والهوى!!! .
والحبيب يُشبّه حبيبه ( بالغزال) ، وإذا جعلنا الأحبة رهباناً فالقلب دير لأنه منزلهم وموضع إقامتهم . وهذا القلب صورة بيت الأوثان ، لأن الحقائق المطلوبة للبشر قائمة به ، وهي الحقائق التي يعبدون الله من أجلها . ولما كانت الأرواح العلوية حافة بقبله سمى قلبه كعبة . ونظراً لما حصَّله إبن عربي من العلوم ( الموسوية) جعل قلبه ألواحاً لها ، ولما ورث من المعارف المحمدية الكمالية جعلها مصحفاً ، وأقامها مقام القرآن لما حصل له من مقام ( أُتيتُ جوامع الكلم ) .
ويخلص إلى إعلانه دين الحب الذي دان به ، ليتلقّي تكليفات محبوبه بالقبول والرضا والمحبة ورفع المشقة والكلفة فيها بإيِّ وجهة كانت ، ولذا قال:
أني توجّهت ... .
وقوله :
الحب ديني وإيماني ... أي :
ما ثم دين أعلى من دين مقام على المحبة والشوق لمن أدين له به. وهذا مخصوص باتباع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلوات الله عليه له من بين سائر الأنبياء ( مقام المحبة بكمالها) ، وزاد عليهم صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى اتخذه حبيباً أي : ( محباً ومحبوباً ) . وورثته على منهاجه.
فالحب رائده ومبتغاه ، وهو حب سام رفيع ، يدفعه إلى النظر إلى الإنسانية نظرة إخاء ومساواة وتسامح ، ويحرره من التعصب الذميم والوهام المضللة ، والخواطر الفاسدة ، والهواجس المنحرفة ، والغرائز العمياء ؛ فقد كان الإنسان في نظره أقدس مخلوق في هذا الوجود :
أتحسب أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الكبير *
ففي رأي إبن عربي إن مكانة البيت العتيق إدنى من مكانة الإنسان الكامل أي :
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للحديث النبوي :
من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله# .
وعن غير واحد من الصحابة أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال
# لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك# .

أستاذ على أشكرك على الشرح والتوضيح .فعلا عندما قرأت هذه الأبيات اندفعت فى ردة فعلى تجاه كاتب الأبيات لأنك وعندما تقرأ الأبيات أول مايتبادر الى ذهنك أن صاحب هذه الابيات يساوى بين عباد الرحمن وعباد الاوثان وليعوذبالله.ومع ذلك فأنى على أقتناع أيضا أنك مع من أحببت يوم القيامة والحب يجب أن يكون لله وفى الله وقد أمرنا المولى عز وجل بمحبة المؤمنين والأبتعاد عن محبة المشركين .أما الشيخ محيى الدين ابن عربى فيدعو الى أن تسود المحبة بغض النظر عن دين المحبوب فهل يجوز ذلك؟

أستاذ سعيد
واضح انك شغوف بالمعرفة الدينية
ولديك قدرة على تكوين فكرة أو راى
فيما تقرأ
وهذا فى حد ذاته نعمة كبيرة
لان مجرد الاتباع للاتباع
تجعل صاحبها فى مهب الريح
اما الاتباع باقتناع فيكون صاحبها واثق الخطى
على عقيدة يقينية
أنا لا احبذ القراءة فى كتب الامام محيى الدين بن عربى
فهو حاله خاص وكلامه غير مفهوم لمثلنا
هو عبر حدود الدنيا والمادة والاجسام
فلم يرى فيما يرى او يقول سوى الخلاق العليم
اما نحن فمن الظلم لانفسنا ان نستغرق فى التفكير فى كلام عزيز علينا فهمه
ومن وجهة نظرى دائما ان شىء سوف يشككنى فى العقيدة
لا التفت اليه
والامثلة كثيرة لو حضرتك اردت التوضيح أكثر
وليس كل ما يعرف يقال

شاكرة لك بحثك الدائم

أسف للتأخر فى الرد .كل ما كنت أفهمه قبل أن أتوجه لعملية البحث اننا جميعا مسلمين متبعين لسنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم لم أكن أفكر أن هذا صوفى وهذا سلفى وهذا وهابى وانما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هى الحكم على أفعالنا هل هى حلال أم حرام أم مستحبة أو مكروهة .ديننا الأسلامى بسيط وسلس ولايحتاج الى كل هذا التعقيد .لكى أكون واضح أن أريد أن يجتمع المسلمين على كلمة سواء لا أن يتفرقوا على أشياء لا تستحق 0نحن أمة قوتها فى وحدتها وطالما أن الأساس واحد والدين واحد فلما نختلف على أشياء لاتغنى ولاتثمن من جوع .فى النهاية كلنا مسلمون بغض النظر عن الطريقة التى نتبعها للوصول الى المثالية فى تطبيق القوانين الألهية .صدقونى الدين يسر وديننا دعانا الى الوحدة لا الفرقة أما ما نراه الأن فهو بعيد كل البعد عن الدين .فالسلفى يشكك فى الصوفى والصوفى يشكك فى السلفى حتى أستغل أعداء الدين هذا الموضوع وطوعوه لأغراض شخصية من شانها أضعاف الأمة الأسلامية أكثر وأكثر .فقد حاولت الدول الأجنبية محاربة السلفية فى مصر بعد أنتشار النقاب وسطوة الأخوان المسلمين وذيادة نفوذهم فى مصر وذلك عن طريق الصوفية ووعدوهم بفتح المجال فى بلادهم للفكر الصوفى والدعوة الصوفية.أخوانى يجب أن نفيق ونعلم أننا مسلمون والأ نفترق على تقسيمات صنعناها بأيدينا .الحقيقة أننا مسلمون بغض النظر عن الطريقة التى نتبعها للوصول الى الحقيقة .افيقوا يرحمنا ويرحمكم الله قبل فوات الأوان والبكاء على ما قد كان.

هذا بالفعل ما يتجه اليه الازهر حاليا
وهو لم شمل المسلمين ودرء الفتن
وتوحيد الصفوف
فهل من مجيب
والصوفى صوفى فى نفسه
فى خلقه فى معاملاته
وقد يكون الانسان صوفيا دون ان يدرى
فى جميل اخلاقه
وقد يكون الشخص متصوفا او متبعا لطريق صوفى
وهو وصمة عار على التصوف واهله
لا داعى لفرقة او اختلاف
بشرط ان يكون المصدر هو كتاب الله وسنة رسوله الكريم
لا ان نحلل ونحرم على هوانا هناك ضوابط وشروط
لمناقشة الامور العقائدية واخذها من منابعها الصافية
وكما تفضلت بالقول يا استاذ سعيد
ديننا سلس جدا
ولن يشاد الدين احدا الا غلبه
صدق رسولنا الكريم

» موضوع للنقاش / أرجو أن تفيدوني
» رجاء الانتباه لحظات من فضلكم للاهمية
» الساده اعضاء ومشرفي المنارة لحظه من فضلكم
» مهم جدا ً ... أرجو الاطلاع للأهمية
» أرجو إبداء الرأي