[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]النص الكامل لخطاب أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة
السيد الرئيس ، السيد الأمين العام ، والزملاء المندوبين ، أيها السيدات والسادة: إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا اليوم. وأود أن أتحدث إليكم عن موضوع هو في صميم الأمم المتحدة -- السعي لتحقيق السلام في هذا العالم غير المثالي.
لقد لازمتنا الحروب والصراعات منذ بداية الحضارات. ولكن في الجزء الأول من القرن 20 ، أدى تقدم الأسلحة الحديثة الي وقوع قتلي على نطاق هائل. هذا القتل هو الذي أجبر المؤسسين لهذه الهيئة لبناء مؤسسة لا تركز فقط على انهاء حرب واحدة ، ولكن على تجنب وقوع حروب أخري ; اتحاد من الدول ذات السيادة التي تسعى لمنع نشوب الصراعات ، في حين تتناول أيضا أسبابها.
لا يوجد أمريكي سعي لتحقيق هذا الهدف كما فعل الرئيس فرانكلين روزفلت. كان يعرف أن النصر في الحرب لم يكن كافيا. كما قال في أحد الاجتماعات الأولى لتأسيس الأمم المتحدة ، " علينا أن نصنع سلاما، ليس مجرد سلام ، ولكن سلام يدوم. "
فهم الرجال والنساء الذين بنوا هذه المؤسسة بأن السلام هو أكثر من مجرد غياب الحرب. إن السلام الدائم -- للدول و الأفراد -- يعتمد على حس العدالة والفرص ، و الكرامة والحرية. الامر يتوقف على النضال و التضحية ، على التراضي ، وعلى قدر من الحس الانساني المشترك.
أحدي المندوبات إلى مؤتمر سان فرانسيسكو الذي أدى إلى إنشاء الأمم المتحدة لخصت الموقف جيدا بقولها: "كثير من الناس تكلموا كما لو أن كل ما ينبغي القيام به للحصول على السلام هو أن نقول بصوت عال و بشكل متكرر أننا نحب السلام ونكره الحرب. الآن وقد تعلمنا أنه مهما احببنا السلام وكرهنا الحرب ، لا يمكننا تجنب الحرب التي تفرض علينا إذا كانت هناك تشنجات في أجزاء أخرى من العالم. "
في الحقيقة السلام صعب. ولكن شعبنا يطلب السلام. على مدى ما يقرب من سبعة عقود ، رغم أن الأمم المتحدة ساعدت في تجنب حرب عالمية ثالثة ،الا أننا لا نزال نعيش في عالم مزقته الصراعات و نعاني من الفقر. حتى ونحن نعلن حبنا للسلام و كراهيتنا للحرب ، لا يزال هناك في عالمنا التشنجات التي تشكل خطرا علينا جميعا.
توليت المنصب في وقت كانت الولايات المتحدة تخوض حربين . وعلاوة على ذلك ، كان المتطرفين الذين يلجأون الي العنف والذين جرونا الي الحرب في المقام الأول -- أسامة بن لادن و منظمة القاعدة --لا يزالون طليقين. اليوم حددنا اتجاها جديدا.
في نهاية هذا العام ،ستنتهي العملية العسكرية الأميركية في العراق. سيكون لدينا علاقة طبيعية مع دولة ذات سيادة عضو في مجتمع الدول. وسيتم تعزيز هذه الشراكة على قدم المساواة بدعمنا للعراق -- لاجل حكومتها و قواتها الأمنية ، ولاجل شعبها و تطلعاته.
و نحن ننهي الحرب في العراق ، بدأت الولايات المتحدة و شركائنا في التحالف التحول في أفغانستان. من الآن وحتي عام 2014 ، ستشكل حكومة وقوات أمن أفغانية قادرة على نحو متزايد علي الاطلاع بتحمل مسؤولية مستقبل بلدهم.وبينما هم يفعلون ذلك، سنسحب قواتنا الخاصة ، ونبني شراكة دائمة مع الشعب الأفغاني.
لذا لا تدعوا الشك يثاوركم: موجة الحرب ستنحسر. عندما توليت منصبي ، كان هناك ما يقرب من 180000 أميركي يخدمون في العراق وأفغانستان. بحلول نهاية هذا العام ، سيتم خفض هذا العدد الى النصف ، وستستمر في الانخفاض. هذا أمر حاسم بالنسبة لسيادة العراق وأفغانستان. كما انها حاسمة بالنسبة لقوة الولايات المتحدة بينما نبني وطننا في الداخل.
علاوة على ذلك ، نحن مهيئون لوضع حد لهذه الحروب من موقف قوة. قبل عشر سنوات ، كان هناك جرح مفتوح وحديد صلب ملتوي وقلب محطم في وسط هذه المدينة. اليوم ، وبينما يرتفع برج جديد في منطقة تحطم البرجين، فإنه يرمز لتجديد نيويورك ، وحتى تنظيم القاعدة تعرض لمزيد من الضغوط أكثر من أي وقت مضى. وقيادتها تدهورت. و أسامة بن لادن ، الرجل الذي قتل الآلاف من الناس من عشرات البلدان ، لم يعد يشكل خطرا على السلام في العالم مرة أخرى.
لذا ، نعم ، لقد كان هذا العقد صعبا. لكن اليوم ، ونحن نقف على مفترق الطرق من التاريخ ولدينا فرصة لتحرك حاسم في اتجاه السلام. و للقيام بذلك ، يجب أن نعود إلى حكمة أولئك الذين أوجدوا هذه المؤسسة. ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي يدعونا الي، " توحيد قوانا كي نحافظ علي السلم والأمن الدوليين " ، و المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يذكرنا بأن: " جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة و الحقوق " وهذه المعتقدات التي تمثل حجر الأساس -- في مسؤولية الدول ، وحقوق الرجل والمرأة -- يجب أن تكون دليلنا.
وفي هذا الجهد ، لدينا سبب للأمل. هذا العام كان فترة تحول غير عادي. برزت المزيد من الدول للحفاظ على السلام والأمن الدوليين. و المزيد من الأفراد يطالبون بحقهم الانساني في العيش في حرية وكرامة.
فكروا في ذلك: قبل عام واحد ،عندما التقينا هنا في نيويورك , كان احتمال نجاح الاستفتاء في جنوب السودان محل شك. ولكن المجتمع الدولي تغلب على الانقسامات القديمة لدعم الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه لاعطاء جنوب السودان حق تقرير المصير. والصيف الماضي ، وقد ارتفع العلم الجديد في جوبا ، ترك الجنود السابقين الأسلحة ، وبكي الرجال والنساء فرحا ، وعرف الأطفال أخيرا وعد التطلع الى المستقبل الذي سيشكلونه .
قبل عام واحد ، اجري شعب كوت ديفوار انتخابات تاريخية.وعندما خسر شاغل المنصب ، ورفض احترام النتائج ، رفض العالم أن ينظر في الاتجاه الآخر. تعرضت قوات حفظ السلام الدولية للمضايقات ، لكنهم لم يغادروا مواقعهم. اجتمع مجلس الأمن ، بقيادة الولايات المتحدة و نيجيريا و فرنسا ، لدعم إرادة الشعب.كوت ديفوار الآن يحكمها رجل انتخب ليقود البلاد.
قبل عام واحد ، قمعت آمال شعب تونس. ولكنهم اختاروا كرامة الاحتجاج السلمي على الحكم بقبضة من حديد. أضاء البائع المتجول الشرارة التي أخذت حياته ، لكنه أشعل الحركة. في مواجهة حملة القمع كان الطلاب يرددون كلمة " الحرية". تحول ميزان الخوف من الحاكم الي هؤلاء الذين كان يحكمهم . والآن شعب تونس يستعد للانتخابات التي ستقربهم خطوة من الديمقراطية التي يستحقونها.
قبل عام واحد ، عرفت مصر رئيسا واحد منذ ما يقرب من 30 عاما. ولكن أعين العالم كانت ملتصقة بميدان التحريرلمدة 18 يوما ، حيث كان المصريين من جميع مناحى الحياة -- رجالا ونساء ، صغارا وكبارا ، مسلم ومسيحي -- يطالبون بحقوقهم العالمية. رأينا في اولئك المحتجين القوة المعنوية لعدم العنف الذي اشعل العالم من دلهي إلى وارسو ، ومن سلمى الي جنوب افريقيا -- وكنا نعرف أن التغيير قد حان لمصر و العالم العربي.
قبل عام واحد ، كان شعب ليبيا يحكمه ديكتاتور حكم بلاده أطول فترة في العالم. ولكن هذا الشعب اظهر شجاعة لا هوادة فيها رغم أنه ووجه بالرصاص والقنابل وبديكتاتور يهدد بتعقب شعبه مثل الفئران . لن ننسى أبدا كلمات الليبي الذي وقفوا في تلك الأيام المبكرة من الثورة ، وقال " نستطيع أن نتكلم الآن بحرية ." انه شعور لا يوصف. يوما بعد يوم ، في مواجهة الرصاص والقنابل ، كان الشعب الليبي يرفض التخلي عن تلك الحرية. عندما تعرضوا للتهديد من قبل هذا النوع من الفظائع الجماعية التي لا مثيل لها في القرن الماضي ،طبقت الأمم المتحدة ميثاقها. سمح مجلس الأمن باتخاز جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع مذبحة. دعت الجامعة العربية لهذا الجهد ؛ انضمت الدول العربية الي التحالف الذي يقوده حلف شمال الاطلسي التي ردت قوات القذافي علي اعقابها.
في الأشهر التي تلت ذلك ، أثبتت إرادة التحالف أنها غير قابلة للكسر ، وأن إرادة الشعب الليبي لا يمكن إنكارها . وانتهت اثنين وأربعين عاما من الطغيان في ستة أشهر. من طرابلس إلى مصراتة وبنغازي -- اليوم ، ليبيا حرة. أمس ، احتل قادة ليبيا الجديدة مكانهم الصحيح بجانبنا ، وهذا الأسبوع ، ستفتتح الولايات المتحدة سفارتنا في طرابلس.
هذه هي الطريقة التي يفترض أن يعمل بها المجتمع الدولي -- الدول تقف معا من أجل السلام والأمن ، و الأفراد يطالبون بحقوقهم. الآن ، علينا جميعا مسؤولية دعم ليبيا الجديدة -- الحكومة الليبية الجديدة التي تواجه التحدي المتمثل في تحويل هذه اللحظة الواعدة إلى سلام عادل ودائم لجميع الليبيين.
كان هذا العام رائعا اذن . نظام القذافي انتهي. غباغبو ، زين العابدين بن علي ومبارك لم يعدوا في السلطة. أسامة بن لادن قد ولى ، ودفنت فكرة أن التغيير يمكن أن يأتي من خلال العنف . شيء ما يحدث في عالمنا. الامور لن تسير بالطريقة التي كانت تسير عليها.قبضة المذلة والفساد والطغيان فتحت. الطغاة محط الانظار. التكنولوجيا تسلم السلطة في أيدي الشعب. الشباب يوبخ الديكتاتورية بقوة ، ورفض كذبة أن بعض الأجناس و بعض الشعوب ، وبعض الديانات و الأعراق لا تستحق الديمقراطية. الوعد المكتوب على الورق -- " جميع الناس يولدون أحرارا و متساوين في الكرامة والحقوق" -- أصبح في متناول اليد.
ولكن دعونا نتذكر: السلام ليس بالأمر السهل. السلام صعب.التقدم يمكن أن ينقلب .والازدهار يأتي ببطء.المجتمعات يمكن أن تنقسم . يجب أن يكون مقياس نجاحنا هو ما إذا كان الناس يستطيعون العيش في حرية مستدامة ، وكرامة ، وأمن. و يجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها القيام بدورهم لدعم تلك التطلعات الأساسية. و لدينا المزيد من العمل للقيام به.
في ايران ، شهدنا الحكومة ترفض الاعتراف بحقوق شعبها . ونحن نجتمع هنا اليوم يتعرض، الرجال والنساء والأطفال ، للتعذيب و الاعتقال و القتل على يد النظام السوري. قتل الآلاف ، الكثير منهم خلال رمضان المبارك. وتدفق آلاف آخرين عبر الحدود السورية. وقد أظهر الشعب السوري الكرامة و الشجاعة في سعيه لتحقيق العدالة -- يحتجون سلميا ، ويقفون في صمت في الشوارع و يموتون من أجل نفس القيم التي يفترض أن تتمسك بها هذه المؤسسة . والمسألة بالنسبة لنا واضحة: هل نقف إلى جانب الشعب السوري ، أو مع مضطهديهم ؟
فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات قوية على قادة سوريا. أيدنا عملية نقل السلطة التي تستجيب للشعب السوري. و انضم العديد من حلفائنا الي هذا الجهد. ولكن من اجل سورية -- والسلام والأمن في العالم -- يجب أن نتكلم بصوت واحد. ليس هناك عذر لعدم التحرك. الآن هو الوقت المناسب لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض عقوبات على النظام السوري ، والوقوف مع الشعب السوري.
سنلتزم بالرد على دعوات التغيير في جميع أنحاء المنطقة . في اليمن ، يجتمع الرجال والنساء والأطفال بالآلاف في المدن والساحات كل يوم على أمل أن تنتصر عزيمتهم ودمائهم التي سفكت على النظام الفاسد. أميركا تدعم تلك التطلعات. يجب علينا العمل مع جيران اليمن وشركائنا في جميع أنحاء العالم للتوصل الى مسار يسمح بالانتقال السلمي للسلطة من الرئيس صالح ، والانتقال لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن.
في البحرين ،هناك خطوات اتخذت في اتجاه الاصلاح و المساءلة. ونحن مسرورون لذلك ، ولكن مطلوب أكثر من ذلك. أمريكا صديق مقرب من البحرين ، وسوف نستمر في دعوة الحكومة و تكتل المعارضة الرئيسية -- الوفاق -- السعي الى اقامة حوار هادف يؤدي الي التغيير السلمي الذي يستجيب للشعب. نحن نعتقد أن الوطنية التي تربط البحرينيين معا يجب أن تكون أقوي من القوى الطائفية التي من شأنها أن تمزقهم تمزيقا. سيكون الأمر صعبا ، لكنه ممكن.
نحن نؤمن بأن كل أمة عليها أن ترسم المسار الخاص بها لتحقيق تطلعات شعبها ، وأميركا لا تتوقع أن نتفق مع كل طرف أو شخص يعبر عن نفسه سياسيا. ولكننا سنقف دائما مع الحقوق العالمية التي احتضنتها هذه الجمعية. تلك الحقوق التي تعتمد على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ، بل وعلى الحكم الذي يتسم بالشفافية والمساءلة ، واحترام حقوق المرأة والأقليات ، العدالة المنصفة والنزيهة. هذا هو ما تستحقه شعوبنا. تلك هي عناصر السلام التي يمكن أن تستمر.
علاوة على ذلك ، الولايات المتحدة سوف تواصل دعم تلك الدول التي تمر بمرحلة انتقالية نحو الديمقراطية -- بمزيد من التجارة والاستثمار -- بحيث يلي الحرية خلق الفرصة. وسوف نتبع سياسة أعمق في المشاركة مع الحكومات ، ومع المجتمع المدني -- الطلاب ورجال الأعمال والأحزاب السياسية و الصحافة. ووقمنا بحظرالذين يعتدون على حقوق الإنسان من السفر إلى بلدنا. و فرضنا عقوبات علي أولئك الذين يدوسون على حقوق الإنسان في الخارج. وسنمثل دائما صوتا لأولئك الذين تم إسكاتهم.
الآن ، وأنا أعلم ، خاصة هذا الاسبوع ، ان الكثيرين في هذه القاعة ، هناك قضية واحدة بمثابة اختبار لهذه المبادئ واختبارا للسياسة الخارجية الأميركية ، وهي الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
قبل عام واحد ، وقفت على هذه المنصة و دعوت لفلسطين مستقلة. اعتقدت آنذاك ، و اعتقد الآن ، ان الشعب الفلسطيني يستحق دولة خاصة به. ولكن ما قلته أيضا هو أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق الا بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم. بعد عام واحد ، على الرغم من الجهود المكثفة من قبل أمريكا وغيرها ، لم يسوي الطرفان خلافاتهم. وفي مواجهة هذا المأزق ،وضعت أساسا جديدا للمفاوضات في شهر مايو من هذا العام. هذا الأساس واضح. ومعروف لنا جميعا هنا. يجب أن يعلم الإسرائيليون أن أي اتفاق يجب أن ينص على ضمانات لأمنهم. الفلسطينيون يستحقون أن يعرفوا الأساس الإقليمي لدولتهم.
الآن ، وأنا أعرف أن العديد منكم يشعرون بالاحباط لعدم إحراز تقدم. أود أن أؤكد لكم ، أنني أنا ايضا اشعر بالاحباط . ولكن القضية ليست الهدف الذي نسعى إليه -- القضية هي كيف نصل إلى هذا الهدف. و إنني مقتنع بأنه لا يوجد طريق مختصر لانهاء الصراع الذي طال لعقود من الزمان.
السلام هو عمل شاق. السلام لن يأتي من خلال البيانات والقرارات في الأمم المتحدة -- لو كان ذلك سهلا لتم إنجاز ذلك الآن. في نهاية المطاف ، الإسرائيليين والفلسطينيين هم من سيتعين عليهم ان يعيشوا جنبا الى جنب. في نهاية المطاف ، الإسرائيليين و الفلسطينيين -- وليس نحن--هم من يتعين عليهم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا التي تفرق بينهما: الحدود و الأمن ، و اللاجئين والقدس.
في نهاية المطاف ، السلام يتوقف على حل وسط بين الناس الذين يجب أن يعيشوا معا لفترة طويلة بعد ما ننتهي من خطاباتنا ،و بعد فترة طويلة من احصاءأصواتنا. هذا هو الدرس المستفاد من ايرلندا الشمالية ، حيث سوي الخصوم خلافاتهم القديمة. هذا هو الدرس المستفاد من السودان ، حيث أدى إلى تسوية عن طريق التفاوض على دولة مستقلة. وهذا هو الطريق وسيظل هو الطريق الى قيام دولة فلسطينية -- المفاوضات بين الطرفين.
نحن نسعى الي مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون في دولة خاصة بهم ذات سيادة ، بلا حدود لما يمكن أن يحققوه. ليس هناك شك في أن الفلسطينيين شهدوا تأخر تلك الرؤية لفترة طويلة جدا. ولأننا نؤمن إيمانا قويا جدا بتطلعات الشعب الفلسطيني استثمرت أميركا الكثير من الوقت والجهد في بناء الدولة الفلسطينية ، والمفاوضات التي يمكن أن تحقق اقامة دولة فلسطينية.
ولكن افهموا هذا ايضا: التزام أميركا بأمن إسرائيل لا يتزعزع. صداقتنا مع إسرائيل عميقة و دائمة. و لذا فإننا نعتقد أن أي سلام دائم يجب أن يعترف بالمخاوف الامنية الحقيقية التي تواجه اسرائيل كل يوم .
دعونا نكون صادقين مع أنفسنا: إسرائيل محاطة بجيران تشن عليها الحروب المتكررة . وقد قتل مواطنين اسرائيليين بواسطة الصواريخ التي اطلقت على منازلهم والقنابل الانتحارية في الحافلات الخاصة بهم. نشأ أطفال إسرائيل وتربوا علي أن الأطفال في جميع أنحاء المنطقة يتعلمون كراهيتهم . إسرائيل ، بلد صغير أقل من ثمانية ملايين شخص ، وعندما تنظر في العالم حولك تري قادة الدول الأكبر منها بكثير تهدد بمحوها من الخريطة. الشعب اليهودي تحمل عبء قرون من الاضطهاد و النفي ، وذكريات قتل ستة ملايين شخص لمجرد أنهم يهود. تلك هي الحقائق التي لا يمكن إنكارها.
أقام الشعب اليهودي دولة ناجحة في وطنهم التاريخي. إسرائيل تستحق الاعتراف. تستحق علاقات طبيعية مع جيرانها. وأصدقاء الفلسطينيين لا يتفضلون عليهم من خلال تجاهل هذه الحقيقة ، تماما كما أن علي أصدقاء إسرائيل الاعتراف بالحاجة إلى انتهاج حل الدولتين مع إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة.
هذه هي الحقيقة -- كل طرف لديه تطلعات مشروعة -- و هذا ما يجعل السلام صعبا جدا. وسوف فقط ينكسر الجمود عندما يتعلم كل طرف الوقوف الي جانب الآخر ؛ كل جانب يمكن أن يرى العالم من خلال عيون الآخر. هذا ما ينبغي أن نشجع عليه. وهذا ما ينبغي لنا أن نروج له.
هذه الهيئة -- التي تأسست للخروج من رماد الحرب والإبادة الجماعية ، مكرسة لكرامة كل شخص -- ويجب أن نعترف بالواقع الذي يعيشه كل من الفلسطينيين و الإسرائيليين. يجب أن يكون مقياس أعمالنا هو هل هناك تقدم في حق الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين ليعيشوا حياة السلام والأمن و الكرامة والفرص. وسوف ننجح في هذا الجهد اذا استطعنا تشجيع الطرفين على الجلوس والاستماع إلى بعضهم البعض ، و يفهموا أمال ومخاوف بعضهم البعض . هذا هو المشروع الذي تلتزم به الولايات المتحدة. لا توجد طرق مختصرة. وهذا هو ما ينبغي أن تركز عليه الأمم المتحدة في الأسابيع و الأشهر المقبلة.
الآن ونحن نواجه تحديات هذا الصراع وتلك الثورة ، علينا أن نعترف أيضا -- يجب علينا أن نذكر أنفسنا أيضا -- أن السلام ليس مجرد غياب الحرب. السلام الحقيقي يعتمد على خلق الفرص التي تجعل الحياة جديرة بالعيش. وعلي ذلك، علينا مواجهة العدو المشترك للبشرية: الأسلحة النووية والفقر والجهل و المرض. هذه القوات تآكل إمكانية إحلال السلام الدائم و نحن مدعوون معا لمواجهتها.
لكي نرفع شبح الدمار الشامل علينا أن نجتمع معا لتحقيق السلام و الأمن في عالم خال من الأسلحة النووية.ولقد بدأنا السير في هذا الطريق على مدى العامين الماضيين . منذ قمة الأمن النووي في واشنطن ، اتخذت نحو 50 دولة خطوات لتأمين المواد النووية من الإرهابيين والمهربين. وفي مارس المقبل ، ستعقد قمة في سيول لدعم جهودنا لتأمينهم جميعا. معاهدة ستارت الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا ستخفض الترسانات المنتشرة لدينا إلى أدنى مستوى في نصف قرن ، ودولنا تتابع المحادثات بشأن كيفية تحقيق تخفيضات أعمق. أميركا سوف تواصل العمل من أجل فرض حظر على تجارب الأسلحة النووية و انتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنعها.
وهكذا بدأنا التحرك في الاتجاه الصحيح. والولايات المتحدة تلتزم بالوفاء بالتزاماتنا. ولكن حتى ونحن نوفي بالتزاماتنا ،قمنا بتعزيز المعاهدات والمؤسسات التي تساعد على وقف انتشار هذه الأسلحة. وللقيام بذلك ، يجب أن نستمر في محاسبة تلك الدول التي تستخف بهذه المعاهدات.
الحكومة الإيرانية لم تثبت أن برنامجها هو لاغراض سلمية. انها لم تف بالتزاماتها ، و ترفض العروض التي ستقدم لها الطاقة النووية السلمية. كوريا الشمالية لم تتخذ خطوات ملموسة نحو التخلي عن أسلحتها وتواصل العمل الحربي ضد الجنوب. هناك فرصة أكبر في المستقبل لشعوب هذه الدول إذا وفت حكوماتها بالتزاماتها الدولية. ولكن إذا استمروا في السير على الطريق المخالف للقانون الدولي ، لا بد أن تقابل بمزيد من الضغط والعزلة. هذا هو مايتطلبه التزامنا بالسلام و الأمن .
لتحقيق الرفاهية لشعبنا ،علينا أن نشجع علي النمو الذي يخلق الفرص. وبهذا الخصوص دعونا لا ننسى أننا أحرزنا تقدما هائلا على مدى العقود العديدة الماضية. المجتمعات المغلقة أفسحت المجال الأسواق المفتوحة. الابتكار و الريادة حول الطريقة التي نعيش بها والأشياء التي نقوم بها. انتشلت الاقتصادات الناشئة من آسيا إلى الأمريكتين مئات الملايين من الناس من الفقر. هذا انجاز غير عادي. ومع ذلك، واجهتنا منذ ثلاث سنوات أسوأ أزمة مالية في ثمانية عقود. وأثبتت هذه الأزمة حقيقة أصبحت أكثر وضوحا مع مرور كل عام -- أن مصائرنا مترابطة. في الاقتصاد العالمي ، الدول ترتفع أو تنخفض ، معا.
واليوم ، نحن نواجه التحديات التي نتجت عن تلك الأزمة. الانتعاش العالمي لا يزال هشا. الأسواق لا تزال متقلبة. الكثير من الناس عاطلين عن العمل. هناك الكثير غيرهم ممن يناضلون لمجرد الحصول عليه. عملنا معا لتجنب حدوث كساد في عام 2009. علينا اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة من جديد. لقد أعلنت هنا في الولايات المتحدة عن خطة لاعادة الأميركيين إلى العمل ، و تحريك اقتصادنا ، في نفس الوقت الذي أنا ملتزم به بخفض العجز بشكل كبير لدينا مع مرور الزمن.
نحن نقف مع حلفائنا الأوروبيين وهم يعيدون تشكيل مؤسساتهم ويواجهون التحديات المالية الخاصة بهم. بالنسبة للبلدان الأخرى يواجه القادة تحديا مختلفا لأنهم يحولون اقتصادهم نحو مزيد من الاعتماد على الذات ، وتعزيز الطلب المحلي في حين يبطئون التضخم. لذلك سوف نعمل مع الاقتصادات الناشئة التي انتعشت بقوة ، بحيث يؤدي ارتفاع مستويات المعيشة الي خلق أسواق جديدة تعمل على تعزيز النمو العالمي. هذا ما يتطلبه التزامنا بالازدهار.
لكي نكافح الفقر الذي يعاقب أطفالنا ، علينا أن نعمل على أساس الاعتقاد بأن التحرر من العوز هو حق أساسي من حقوق الإنسان. الولايات المتحدة جعلت محور مشاركتها في الخارج لمساعدة الناس على إطعام أنفسهم. واليوم ، حيث يؤدي الجفاف والصراع الي المجاعة في القرن الأفريقي ، ضميرنا يدعونا للتحرك. علينا أن نستمرمعا في تقديم المساعدة ، و دعم المنظمات التي يمكن أن تصل إلى المحتاجين. و علينا أن نصر معا على وصول المساعدات الإنسانية دون قيود حتى نتمكن من انقاذ حياة الآلاف من الرجال والنساء والأطفال. إنسانيتنا المشتركة على المحك. دعونا نظهر بأن حياة الأطفال في الصومال هي ثمينة مثل أي دولة أخرى. هذا ما يتطلبه التزامنا نحو اخوتنا البشر.
لوقف المرض الذي ينتشر عبر الحدود ، علينا أن نعزز نظامنا للصحة العامة. سنواصل الكفاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والسل و الملاريا. سوف نركز على صحة الأمهات و الأطفال. ويجب أن نأتي معا لمنع و كشف و مكافحة كل أنوع الخطر البيولوجي -- سواء كان ذلك وباء H1N1 ، أو تهديد إرهابي ، أو مرض قابل للعلاج.
هذا الاسبوع ، وقعت الولايات المتحدة اتفاقا مع منظمة الصحة العالمية لتأكيد التزامنا بمواجهة هذا التحدي. واليوم ، أحث جميع الدول على الانضمام الي هدفنا للتأكد من أن جميع الدول لديها القدرات الأساسية لمعالجة حالات الطوارئ الصحية العامة بحلول عام 2012. هذا ما يتطلبه التزامنا بصحة شعبنا .
للحفاظ على كوكبنا ، علينا ألا ندخر جهدا يتطلبه تغير المناخ. علينا الاستفادة من قوة العلم لحفظ تلك الموارد التي هي شحيحة. وعلينا العمل معا للبناء على التقدم الذي احرزناه في كوبنهاغن ، و كانكون ، حتى يتسنى لجميع الاقتصادات الكبرى هنا اليوم من متابعة الالتزامات التي تعهدت بها. علينا أن نعمل معا على تحويل الطاقة التي تشغل اقتصادياتنا ، وندعم غيرها ونحن نتحرك في هذا الطريق. هذا ما يتطلبه التزامنا للجيل القادم.
وللتأكد من وصول مجتمعاتنا لكامل طاقاتها ، يتعين علينا السماح للمواطنين للوصول لكامل طاقاتهم. لا يمكن لأي بلد أن تتحمل الفساد الذي ابتلى به العالم مثل السرطان. علينا أن نسخرمعا طاقة المجتمعات المفتوحة والاقتصادات المفتوحة. لهذا السبب لدينا شراكة مع دول من مختلف أنحاء العالم لاطلاق شراكة جديدة على الحكومة التي تساعد على ضمان المساءلة وتساعد على تشيع المواطنين.لا يمكن لأي بلد أن تنكر حقوق الناس في حرية التعبير و حرية الدين ، ولا يمكن لأي بلد أن تنكر علي الناس حقوقهم بسبب من يحبونهم ، ولهذا السبب يجب علينا أن ندافع عن حقوق المثليون جنسيا و المثليات في كل مكان.
لا يمكن لأي بلد تحقيق إمكاناتها إذا كان نصف سكانها لا يمكنهم تحقيق امكانياتهم. هذا الاسبوع ، وقعت الولايات المتحدة إعلانا جديدا حول مشاركة المرأة. السنة المقبلة ، ينبغي لنا أن نعلن عن كل الخطوات التي نتخذها لتحطيم الحواجز الاقتصادية والسياسية التي تقف في طريق النساء و الفتيات. هذا ما يتطلبه التزامنا بالتقدم الإنساني.
أنا أعرف أنه لا يوجد خط مستقيم لهذا التقدم ، لا يوجد مسار واحد لتحقيق النجاح. نحن ننحدر من ثقافات مختلفة ، و نحمل معنا تاريخ مختلف. ولكن دعونا لا ننسى أننا ونحن نجتمع هنا كرؤساء لحكومات مختلفة ، نحن نمثل المواطنين الذين يشتركون في نفس التطلعات الأساسية -- في العيش بكرامة و حرية ، الحصول على التعليم و السعي نحو الفرص ؛ أن نحب عائلاتنا ، نحب ونعبد الله ، وأن نعيش سلاما يجعل للحياة قيمة.
من طبيعة عالمنا المنقوص أننا نضطر لتعلم هذه الدروس مرارا و تكرارا. وسوف يستمر الصراع والقمع ما دام بعض الناس يرفضون الاعتراف بحقوق الاخرين كما يعترف الاخرون بحقوقهم.هذا هو بالتحديد سبب قيامنا ببناء مؤسسات مثل هذه -- لربط مصائرنا معا ، لمساعدتنا على التعرف علي بعضنا البعض -- لأن الذين سبقونا كانوا يعتقدون بأن السلام هو أفضل من الحرب ، و الحرية أفضل من القمع ، والرخاء أفضل من الفقر. هذه الرسالة لا تأتي من العواصم ، ولكن من المواطنين من أبناء شعوبنا.
عندما تم وضع حجر الأساس لهذا المبنى بالذات جاء الرئيس ترومان الي هنا في نيويورك ، وقال " إن الأمم المتحدة هي في جوهرها تعبير عن الطبيعة الأخلاقية لتطلعات الانسان. " الطبيعة الأخلاقية لتطلعات الانسان. ونحن نعيش في عالم يتغير بسرعة التقاط الأنفاس ،علينا ألا ننسي هذا الدرس أبدا.
السلام صعب ، ولكننا نعرف أنه ممكن. لذا دعونا نصمم علي أن نضع له تعريفا بواسطة آمالنا وليس مخاوفنا. دعونا معا نصنع سلاما ، سلاما يدوم ، وهو الأهم .
شكرا جزيلا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]