[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]" ميركل مغتاظة من نتنياهو ولا تصدق كلمة من كلامه "
أدي تصديق الحكومة الاسرائيلية علي بناء 1100 وحدة سكنية في
مستوطنة غيله الواقعة وراء الخط الأخضر الي حدوث أزمة غير
مسبوقة بين المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو . وعقب حوار قاسي بين نتنياهو وميركل وبخت فيه
ميركل نتنياهو وقال مسئولين ألمان لنظرائهم الاسرائيليين أن
المستشارة مغتاظة من نتنياهو وأضافوا أنها لا تصدق كلمة من
كلامه .
لم تكن ألمانيا أول دولة توبخ اسرائيل علي بناء الوحدات السكنية
في مستوطنة غيله . فالادارة الامريكية غضبت بشدة . وتم توجيه
اللوم للسفير الاسرائيلي في واشنطون مايكل أورين في ليلة عيد
الميلاد اليهودي من نائبين كبار لوزيرة الخارجية الامريكية
هيلاري كلينتون اللذان قالا له أن التصديق علي البناء سيضر
بالجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات . وقال مصدر أمريكي
بارز بسخرية أن " نتنياهو قدم لنا هدية رائعة في رأس السنة "
وأكد مسئولين ألمان أن السبب الرئيسي لغضب ميركل نابع من
توقيت اعلان البناء فهي تخشي أن يدمر نتنياهو جهودها لاعادة
الفلسطينيين الي المفاوضات .
وحسب كلام مسئول اسرائيلي بارز التصديق علي بناء الوحدات
السكنية أخرج ميركل عن وعيها بسبب التعبئة المكثفة التي قامت
بها في الاسابيع الماضية لمساعدة اسرائيل علي احباط عملية
التصويت في مجلس الامن علي قبول فلسطين كعضوة كاملة في
الامم المتحدة . وبطلب من نتنياهو مارست ميركل ضغطا كبيرا
علي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لقبول بيان الرباعية
واستئناف المفاوضات .
قال مسئول اسرائيلي بارز " هناك أزمة ثقة مزمنة . وهذا سيعرض
للخطر سلسلة من المسائل كانت الدولتين تحاولان حلهم ومنها
قضايا أمنية شديدة الاهمية .ولسنا متأكدين تماما أن الالمان
سيواصلون مساعدتنا الان علي وقف المساعي الفلسطينية في
الامم المتحدة . ربما يساندون الان مبادرة ترقية صفة فلسطين في
الامم المتحدة كدولة مراقبة .
قبل أكثر من أسبوعين زار برلين سرا مستشار الامن القومي
يعقوب عمدرور والتقي نظيره الالماني كريستوف هويسغين
ومديرة مكتب الخارجية الالمانية اميله هابر . تعتبر ألمانيا عضوا
في مجلس الأمن لذا تناول الاجتماع إجراءات التنسيق في إطار
توجه السلطة لمجلس الأمن ومساعدة ألمانيا في صياغة بيان
اللجنة الرباعية بصيغة تكون مقبولة لإسرائيل. في ذلك اليوم نفسه
التقى وزير الخارجية الألماني مع نتنياهو في القدس بخصوص
تلك المسائل.
استمرت محادثات التنسيق حتي خروج نتنياهو الي الجمعية العامة
للامم المتحدة . وبعد أن قدم الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي
مبادرته بترقية وضع فلسطين في الامم المتحدة الي دولة مراقبة
وهو ما يعني أنها ليست دولة كاملة طلب مستشاري نتنياهو من
ألمانيا الانسحاب من هذه المبادرة .
وبعد اعلان بيان الرباعية الذي طالب باستئناف المفاوضات طلبت
اسرائيل من المانيا الضغط علي ابو ماذن لاستئناف المفاوضات .
وذكر مسئول اسرائيلي بارز أن ميركل ردت بالايجاب علي
الطلب وفي اليوم التالي اتصلت بابو ماذن وطلبت منه أن يعود
علي الفور الي اجراء محادثات مع اسرائيل وفق بيان الرباعية .
ورد باشارات ايجابية . وطلبت المستشارة أن تسمع منه ما يحتاجه
لاستئناف المفاوضات ورد عليها ابو ماذن أنه سيكتفي بتجميد
صامت للبناء في المستوطنات .
وطلب منها ابو ماذن أن يلتزم نتنياهو امامها وامام الرئيس
الامريكي ألا يبني المستوطنات لمدة ثلاثة شهور تتم خلالها
المفاوضات علي الحدود والامن " لست في حاجة الي أن يصرح
بذلك علانية " قال لميركل . " كل ما احتاجه هو ألا يحرجني " .
ونقلت الرسالة الي نتنياهو لكنه لم يرد .
اتصلت ميركل بنتنياهو ولكنه رفض الحوار . وبعدها بساعات
وهي لا تزال تضغط علي أبو ماذن ابلغها مستشاريها بتصديق
اسرائيل علي بناء 1100 وحدة سكنية في مستوطنة غيله .
اشتاطت المستشارة غضبا . كانت مشاعرها تشبه مشاعر نائب
الرئيس الامريكي جون بايدن الذي صدقت اسرائيل اثناء زيارته
لها في مارس 2010 علي بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامة
شالمه خارج الخط الاخضر في القدس . وجاء رد ميركل مشابها
تقريبا لرد الرئيس الامريكي .
اتصلت ميركل يوم الجمعة بنتنياهو وأجرت معه حوارا قاسيا وفي
نهاية الحوار أبلغ مكتبها الصحفيين بمحتوي الحوار ونشر بيانا
تكشف صياغته عن التوبيخ الذي وجهته ميركل لنتنياهو .
" في بيان الرباعية كان يوجد شرط واضح أن يمتنع الجانبين عن
اتخاذ اجراءات استفزازية " قالت ميركل لنتنياهو . " لا افهم كيف
توافقون علي بناء 1100 وحدة سكنية بعد أيام قليلة من بيان الرباعية
. " اوضحت ميركل لنتنياهو أنها فقدت ما تبقي لديها من ثقة به . "
عملية الموافقة علي البناء تلقي بظلال الشك علي مصداقية
اسرائيل في البدأ في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين . وعلي
حكومة اسرائيل أن تزيل هذه الشكوك حول جديتها . هذا واجبكم . "
أرسل ليرن دان المتحدث الرسمي لنتنياهو الرد التالي : " قال
رئيس الوزراء للمستشارة أنه لا يري غيله مستوطنة بل هي حي
في عاصمة اسرائيل التي بنت فيها كل الحكومات . ولم تكن
المكالمة قاسية ولم تحتوي علي توبيخ . "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]