هذا مقال سابق نشر لى بجريدة الراية القطرية

تكثر وتتشابك قضايانا الاجتماعية المصطنعة واقول المصطنعة لاننا نحن الذين نصنعها بايديناوبعد ذلك نبحث لها عن حلول

ومن هذه القضايا او المشاكل مشكلة العنوسة فى الوطن العربى والتى يمر من خلالها قطار العمر سريعا وقطار الزواج اسرع

فتكتشف الفتاة فجاة ودون مقدمات ان السنوات قد مرت وان حياتها دخلت مرحلة الخطورة دون زواج واستقرار وتكوين اسرة

من خلال التناسل الذى اوصى به حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال @تزاوجوا تناسلوا فتكثروا فانى مباه بكم الامم يوم القيامة@

ولكننا اهملنا كلام رسولنا الكريم عليه افضل صلاة واتم تسليم كما اهملنا اشياء كثيرة مهمة وجادة فى حياتنا وتدحرجنا وراء افكار غريبة ومظاهر كاذبة

ومغالاة مفرطة لا تملك معها الفتاة عندما يتقدم بها العمر وتجد نفسها فى عداد العوانس وتحمل لقب عانس مع مرتبة الشرف

وهنا لا تجد غير الحسرة والندم على كل ما فاتها وتنظر الى فتاة سبقتها فى الزواج بشئ من الحسد والغل مما يسبب خللا اجتماعيا

وظاهرة العنوسة ليست قاصرة على بلد واحد او مجتمع بعينه بل امتدت الى خارطة الوطن العربى كله وتشير احدى الدراسات الاجتماعية

الى ان اكثر من تسعين فى المائة من حالات العنوسة لا دخل لها بالقسمة والنصيب

حيث تتلخص اسباب هذه المشكلة من وجهة نظرى المتواضعة فى الاتى

اولا ما تتسبب فيه الفتاة نفسها عندما يصيبها الغرور بعدما تكون قد تحصلت على قسط عال من التعليم او عندما تكون على قدر من الجمال

فتبدا فى التعالى وقائمة الطلبات الطويلة وان من يتقدمون لخطبتها مؤهلاتهم لا تناسبها

ثم تاتى الاسرة والتى تضع شروطا قاسية ومستغلة لزواج ابنتها مثل المهر والشبكة وقائمة المنقولات الخ الخ

مما يعجز معه الشاب وهو فى بداية حياته وهذا يتسبب فى ضياع فرص الزواج المتعددة والتى تكثر فى الفترة من 18 الى 28 عاما

ثم تبدا مرحلة قلة الفرص لان الشاب الشرقى لا يتزوج فتاة الا فى العشرينيات من عمرها

ثم ياتى دور الشباب الذين يذهبون الى دول العالم المختلفة سواء للدراسة او للعمل وسريعا ما ينبهرون بما يشاهدونه

هناك والتسهيلات التى تقدم اليهم فيسارعون بالارتباط بفتاة من جنسية غير جنسيتهم واحيانا ديانة غير ديانتهم

ولذلك اثره المجتمعى الذى لا مجال لشرحه الان ولكن كل شاب يرتبط بفتاة اجنبية تضيع فرصة زواج لفتاة فى وطننا العربى

اما الحلول لهذه المشكلة التى خلفت ورائها داخل ربوع الوطن العربى ما يفوق ال 20 مليون عانس

وهنا لايدخل فى هذه العدد الا الفتيات اللاتى تخطين سن الثلاثون عاما

اولا ان تتخلى الفتاة عن طموحها المغالى فيه ولا تبهرها الحياة العلمية والعملية بدعوى تحقيق الذات

وشعورها بالاستقلال المادى والفكرى وتبدا فى فرض الشروط الخاصة بها لاختيار شريك حياتها

ثم ناتى الى الشباب والذين ارجوا الا ينجرفوا وراء تيار المجتمعات الاخرى والابتعاد عن النظرة المادية

والشهوانية عند اختيار الزوجة وشريكة الحياة فهناك بعض الشباب يضع شرطا ان تكون من يود الارتباط بها

من عائلة مالكة للاطيان والعقارات او ان تكون موظفة ولها دخل شهرى بل وفى بعض الاحيان يبحث عنمن تشغل

وظيفة بعينها نظرا لارتفاع الراتب اشهرى

ثالثا دعوة عامة

لجميع الاسر ان تتحلى بسماحة الاسلام ورسوله الكريم الذى قال @ اذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه @

ولا تجعل الاسر شرط الزواج هو الاصل والفصل والعزوة والشبكة والمهر وقائمة الطلبات الطويلة العريضة

والتى تصيب اى شاب فى مقتبل حياته بالعجز

بقلم محمد ابو العبادى

جريدة الراية القطرية