أثارت كنيسة أمريكية ردود فعل غاضبة من مسلمين ومسيحيين على حد سواء، بعدما علقت لافتة تحمل عبارة تسئ إلى الإسلام، اعتبرها كثيرون تنم عن تعصب ضد الدين الإسلامى، وهو التصرف الثانى من نوعه الذى تقوم به كنيسة أمريكية هذا العام.
وعلقت الكنيسة الإنجيلية المعمدانية فى مدينة تيرا هوت غربى ولاية إنديانا لافتة تقول "يسوع مات وارتقى، ويعيش من أجلكم.. فما الذى فعله إلهكم".
كانت فتاة تدعى ساجاريكا كولمان هى أول من تنبه لأمر اللافتة، عندما كانت فى طريقها إلى المدرسة، فبعثت بخطاب إلى صحيفة "ذى تريبيون ستار" المحلية التى تصدر فى تيرا هوت قالت فيه إن "موجة صدمة ضربتنى، وشعرت بالرعب" عندما رأت اللافتة وهى فى طريقها إلى المدرسة يوم الاثنين.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها الأربعاء 18 نوفمبر: "بالنسبة إلى (ساجاريكا) كولمان وآخرين، فالرسالة فيما يبدو تتحدى أو تحط من شأن الدين الإسلامى. وفى أفضل الأحوال، تصدم هذه المشاعر بعض الناس باعتبارها نهجا غير مسيحى إزاء التسامح مع المعتقدات الأخرى".
ومن ناحيتها قالت الأخت دينيس ويلكينسون، المشرفة العامة لمنظمة أخوات العناية الإلهية وهى منظمة كاثوليكية مسيحية فى ولاية إنديانا، قالت: "أعتقد فقط بأن حب الرب أوسع وأعمق من هذا".
وفيما قالت الصحيفة فى تقريرها إن "استخدام كلمة ’الله‘ فى اللافتة ربما يبدو أنه يتحدى الإسلام"، دافع القس بوب باركر من الكنيسة الإنجيلية المعمدانية عن اللافتة، وقال إن الغرض من ورائها ليس ازدراء الإسلام، موضحاً أن "الناس يصنعون من الأمر بيانا سياسيا.. إنها فقط تعنى أن مؤسس المسيحية لا يزال حيا".
وأشار باركر إلى أن الجملة التى تضم كلمة "الله" لا تنتهى بعلامة استفهام، لذلك لا يعتقد بأن العبارة كانت هجوما. وقال باركر إنه تلقى رسائل تتحدث عن المدلول السيئ الذى تحمله اللافتة، لكنه قال: "أنا لا أهتم".
ومن جهته قال عبد العال منصور من المركز الإسلامى فى تيرا هوت إن بعض الناس يخلطون بين النبى محمد وبين الله الخالق، مشيرا إلى أن المسلمين يؤمنون بالمسيح أيضا.
كانت كنيسة "مركز اليمامة للتواصل العالمى" بمدينة جينسفيل بولاية فلوريدا قد علقت فى يوليو 2009 لافتة كتب عليها "الإسلام من الشيطان".. وأثارت اللافتة احتجاجات من سكان المنطقة حيث نظم مسلمون ومسيحيون ويهود أمريكيون احتجاجات أمام مقر الكنيسة أوائل يوليو، رافعين شعارات تطالب بالاحترام المتبادل بين الأديان، لكن الكنيسة رفضت آنذاك إزالة اللافتة المسيئة.
وأرسلت الكنيسة عدد من الطلاب إلى مدرسة تالبوت الابتدائية بمدينة جينسفيل أواخر أغسطس وهم يرتدون قمصانا رياضية تحمل ذات العبارة المسيئة للإسلام، ما دفع المدرسة إلى عدم السماح لهم بالدخول.
كما نظمت الكنيسة فى ذكرى أحداث 11 سبتمبر الأخيرة مظاهرة شارك حوالى 30 شخصا، يرتدون قمصانا رياضية تحمل عبارات مسيئة مثل "الإسلام من الشيطان"، و"الإسلام يقتل" وغيرها