1- داءٌ ألمَّ فخِلْتُ فيهِ شفائي *** من صَبوتي فتضاعفَتْ بُرَحائي
2- ياللضَّعيفين استبدّا بي وما *** في الظّلم مثلُ تحكُّمِ الضّعفاءِ
3- قلبٌ أصابَتْهُ الصَّبابةُ والجوى ** وغِلالةٌ رثَّتْ من الأدواءِ
اني أقـــــمت على التعلة بالمنى في غربة قـــــــــــــــالو تكـــــــــــــون دوائي
إن يشف هذا الجسم طيب هوائها أيــــــــلطف النـــــــــــــــيران طيب هــــــواء
عبث طوافـــــــي في البلاد وعلة فـي عـــــــــــلة مــــــــــــــنفاي لاســــــتشفاء
متـــــفرد بصــــــــــبابتي, متفرد بكــــــــــــــــــآبتي , متفــــــــــــــرد بعنـــائي
شاك الى البحر اضطراب خواطري فيجـــــــــــــيبني برياحـــــــــــه الهوجاء
ثاو على صخر أصـــــــــم وليت لي قلــــــــــــبا كهــــــــذي الصخرة الصماء
ينتابها موج كموج مكـــــــــــــارهي ويفــــــــــــتها كالسقم في أعضـــــــــائي
والبحر خفاق الجوانـــــــــــب ضائق كمدا كصدري ساعة الإمســــــــــــــــــاء
تغـــشى البرية كـــــــــــــدرة وكأنها صــــــــــــــــــعدت الى عيني من أحشائي
والأفق معتكر قريح جفــــــــــــــــنه يغضي على الغمرات والأقـــــــــــــــــــذ اء
يا للغروب وما به من عـــــــــــــبرة لــــلمستهام وعبرة للرائــــــــــــــــــــ ــــــي
أوليس نزعا للنهار وصرعــــــــــة للشــــــــــــــــــــــ ـــمس بين مآتم الأضواء
أوليس طـــــــــــــمسا لليقين ومبعثا للشك بين غلائل الظــــــــــــــــــــــ ـــــلماء ؟
أوليس محو للوجــــــــود الى مدى وإبـــادة لمعــــــــــــــــــــــ ـــــــالم الأشياء ؟
حتى يكون النور تجديدا لــــــــــها ويكون شبــــــــــــــــه البعث عود ذكـــــــــاء
ولقد ذكرتــــــــــــك والنهار مودع والقلــــــــــــــــــــ ــــــــب بين مهابة ورجاء
وخواطري تبدو تجاة نواظــــــــري كلمى كداميــــــــــــــــــــ ـــة السحاب إزائي
والدمع من جفني يسيل مشعشعـــــا بسنى الشعــــــــــــــــــــا ع الغارب المترائي
والشمس في شـــــــفق يسيل نظاره فوق العقـــــــــــــــــــــ ـيق على درى سوداء
مرت خلال غمامتين تحــــــــــــدرا وتقطرت كالدمعـــــــــــــــــــ ــــة الحـــمراء
فكأن آخر دمعــــــــــــــــة للكون قد مزجت بآخر أدمعـــــي لرثــــــــــــــــــــائ ي
وكأنني آنست يومــــــــــــــي زائلا فـــــــــــــــــــــرأيت في المرآة كيف مسائي
شرح قصيدة ((المساء- خليل مطران))
1- داءٌ ألمَّ فخِلْتُ فيهِ شفائي *** من صَبوتي فتضاعفَتْ بُرَحائي
ألمَّ بي مرضٌ جسديٌّ فحسبْتُ أنَّ فيهِ البرء والشفاء والسلوان مما أحسُّ من لوعة الحب، ولكن تضاعفت أشواقي.
2- ياللضَّعيفين استبدّا بي وما *** في الظّلم مثلُ تحكُّمِ الضّعفاءِ
أستغيث من هاتين ِ العلتينِ اللتينِ تحكَّمتا بِي؛ مرض الجسد ومرض الروح، فازدادت معاناتي، وليس هناك أشقى من استبداد الضعيف بالقوي لو تحكَّم بهِ.
3- قلبٌ أصابَتْهُ الصَّبابةُ والجوى ** وغِلالةٌ رثَّتْ من الأدواءِ
غدا قلبِي ضعيفاً من اللوعة والهوى والغرام والبعد، وجسدي الذي حلَّت به الأسقامُ، فبتُّ واهناً ضعيفاً حتَّى تعبْتُ من كثرة الأدوية.
4- إنّي أقمْتُ على التَّعلَّةِ بالـمُنَى ** في غربةٍ قالوا : تكونُ دوائي
وارتحلْتُ في بلاد الغربة أُقيمُ بِها، مُعلِّلاً نفسي بالأمل ، فلعلَّنِي أجدُ في هذه الغربة دواءً شافياً من مرضي.
5- شاكٍ إلى البحرِ اضطرابَ خواطري** فيجيبُني بريــاحِهِ الهــوجاءِ
أقف على شاطئ البحر أشكو إليهِ همومي وآلامي وخواطري القلقة الحائرة، وجوابه هدير امواجه وعواصف رياحه الهائجة.
6- ثاوٍ على صخرٍ أصمَّ وليتَ لي ** قلباً كهذي الصّخرةِ الصّمّـــاءِ
أقيم على صخرةٍ صمَّاء، وكم أتمنَّى لو أنَّ فؤادي يصبح كهذه الصخرة بلا إحساسٍ ولا ألمٍ.
7- يا لَلغروبِ وما بهِ من عَبْرةٍ ** للمُســـتهامِ وعِبْرةٍ للرّائــي
آهٍ من منظر الغروب وما فيهِ من مواعظ لروح العاشق الهائم، ودموعٍ تسيل على الخدينِ لمن يرى منظره.
8- والشّمس في شفقٍ يسيلُ نضارُه** فوقَ العقيقِ على ذُراً سوداءِ
والشمس التي آذنت في الغروب مصطبغةً بحمرة الشفق، التي تبدو كلون العقيق على القمم الداكنة.
9- مرَّتْ خلالَ غمامتيْن تحدُّراً ** وتقطّرتْ كالدّمعةِ الحمراءِ
وقد رأيُتُ الشمس تغيبُ من بين غيمتيْنِ منحدرةً، فكانَّها قطرة دمعٍ حمراء، تبكي على ألمي.
10- فكأنّ آخرَ دمعةٍ للكونِ قد** مُزجَتْ بآخرِ أدمعي لرثائي
وأتخيَّلُ الشمس في غروبها الأخير كدمعةٍ أخيرةٍ للكونِ ، ممتزجةً بدموعي الأخيرة، فاتحدت دمعة الكون ودمعتِي لتبكي عليَّ وتندبني.
11-وكأنّني آنسْتُ يومي زائلاً *** فرأيْتُ في المـرآةِ كيفَ مسائي؟
حين أرى منظر الغرول وانتهاء اليوم، فأتخيل أنَّ عمري قد لفظ آخر أيامه، وكأنّني أرى غروب الشمسِ مرآةً لزوال حياتي في مسائي الأخير.
منقووول[/size]