ابن السمطا عضو جديد
العمر : 41 عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 28/11/2015
| موضوع: السيد أحمد البدوي رضي الله عنه 6/8/2020, 4:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بجميل جمال نعوت جلاله وجماله، وأنار بنور أنواره قلوب أصفيائه بمشاهدة نور صفاء صفات كماله، وتحبَّب إلى عباده بما أغدق وأفاض بفيضه من جزيل إنعامه وإفضاله، متَّع أرواحهم بروائح ترويحه، وسقاهم من كؤوس الذاكرين من أقداح قرب المقربين بالتنعم في نعيم حضرته، وفقَّههم بتفتيق أفهام العابدين بسر أسرار ربوبيته، وأخلج أنفاسهم فغمرها غمسا في نور المجتهدين بنور هيبته، ونوَّر بصائرهم بنور إحسانه وألطافه، ودكَّ شواهق علو شواهد نفوسهم بتجليات ربوبيته، فزكت أنفاسُهم بمحبته، ورقَت أرواحهم في معالي درجات قربه.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لنا للنجاة سَبَبا، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله النبي المجتبى، أشرف البرية حَسَبا، وأطهرهم نَسَبا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين سادوا الخليقة عجمًا وعَرَباوبعدُ، فيقول العبد المفتقر، إلى رحمة الله المقتدر، ابن عبد المعين السمطي من ال بحر، وفَّقه الله لامتثال الأمر والانتهاء عن المنكر، نعيش مع هذه اللمحة من سيرة سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه هو أحمد، بن علي، بن يحيى، بن عيسى، بن أبي بكر، بن إسماعيل، بن عمر، بن علي، بن عثمان، بن حسين، بن محمد، بن موسى، بن يحيى، بن عيسى، بن علي، بن محمد، بن حسن، بن جعفر الزكي، بن علي الهادي، بن محمد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين ، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب. لُقِّب بالبدوي واشتهر به، لأنه كان ملازمًا اللِّثام يشبه أهل البادية، وسُمِّي "الملثَّم" أيضًا لأنه كان يغطى وجهه بلثامين صيفًا وشتاءً، ومن ألقابه أبو الفتيان، وأبو العباس، وأبو فراج، والسطوحي، وعيسوي المقام، والقطب النبوي، وباب النبي، وبحر العلوم والمعارف، والصامت، والقدسي، والزاهد، وجياب الأسير، والعطاب، وندهة المُضام، ومحرِّش الحرب، أبو العباس، والأسد الكاظم. وُلد أحمد فى زقاق الحجر بمدينة فاس بالمغرب سنة 596 هجرية 1199 ميلادية ، حيث قامت دولة المرابطين، وكان السادس في إخوته، وكان قد انتقل أجداده من شبه الجزيرة العربية إلى مدينة فاس سنة 73 هـجرية 692 ميلادية عندما زاد اضطهاد الحجاج بن يوسف الثقفي للعلويين وتعقَّبهم بمكه بعد استشهاد عبد الله بن الزبير، فهاجرت الأسرة مع من هاجر من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب فرارًا من ظلم الحجاج الثقفى، وظلت الأسرة تستوطن بلاد المغرب طوال أكثر من خمسة قرون إلى عام 603 من الهجرة عندما قررت العودة مرة أخرى الى مكة المكرمة لرؤيه والد البدوي، جاءه هاتف في المنام أن: يا علي، ارحل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة، فإن لنا في ذلك شأنًا. وأم أحمد هى السيدة فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله، التى يتصل نسبها أيضا بالحسين بن على بن أبى طالب. كان عمر أحمد البدوي عندما هاجرت أسرته من فاس إلى مكة سبع سنوات، وفي رحلة أستغرقت حوالي أربع سنوات وقد مرُّوا بمصر في طريقهم، وعاشوا فيها فترة تقدر بحوالي ثلاث سنوات، وقد توفي والده سنة 627 هجرية /1229 ميلادية، وبعدها بأربع سنوات توفي محمد شقيق البدوي في سنه 631هجرية فلم يبقَ من إخوته الذكور أحد سوى شقيقه الأكبر حسن، وهو الذي تولى رعايته. لزم البدوي منذ صباه العكوفَ على العبادة، وتعود الذهاب إلى مغارة في جبل أبي قبيس قرب مكة ليتعبد فيها وحده، وبقي هكذا حتى بلغ ثمانية وثلاثين سنة من عمره، ويؤكد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر أن البدوي لم يتصرف من تلقاء نفسه كعادة غيره من الأولياء، وأنه رأى رؤيا تأمره بالرحيل إلى العراق.قرر الرحيل إلى العراق مع أخيه حسن سنة 634 هجرية 1227 ميلادية ، وطاف البدوي شمال العراق وجنوبه، وزار أم عبيدة بلدة أحمد بن علي الرفاعي ومركز الطريقة الرفاعية، كما زار مقام عبد القادر الجيلاني بباب الشيخ ببغداد، حتى اشتاق أخوه حسن لرؤية زوجته وأولاده، فأستأذن أخاه أحمد فأذن له، ثم زار أحمد مقام الشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى الشامي الهكاري شمال الموصل وهو من تُنسب إليه الطريقة العدوية، وعندما كان بقرب الموصل حدث صراع بينه وبين امرأة اسمها فاطمة بنت برى، وبحسب روايات فإن المرأة كانت غنية وجميلة، ولكنها مغرمة بإيقاع الرجال في شباك حبها، فحاولت أن تفعل ذلك بالبدوي لكنها لم تستطع، ثم حاولت أن تجرّه إلى الزواج بها ولكنها لم تفلح، ولكن في نهاية الأمر يروى أنها تابت على يديه، وعاهدته أن لا تتعرض لأحد بعد ذلك. وبعد مرور سنة قضاها البدوي في ربوع العراق، عاد إلى مكة سنة 635 هجرية /1238 ميلادية ، ويُذكر أن البدوي كان كثير الصوم والعباده والاعتكا ف وتجنب الناس بعد عودته من العراق، وأصبح طويل الصمت، طويل النظر إلى السماء، ولا يكلم الناس إلا بالإشارات ويفضل لزوم الصمت، حتى قلقت عليه أخته فاطمة، فكانت تنبه أخاها الحسن من نومه ليلًا تشكو إليه من حالته، ففي إحدى الروايات تقول له: ابن والدي، إن أخي أحمد قائم طول الليل، وهو شاخص ببصره إلى السماء ونهاره صائم، وانقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر، وله مدة أربعين يومًا ما أكل طعامًا ولا شرابًا. وفي نفس عام عودته إلى مكة، قرر البدوي الرحيل إلى مصر، وبالتحديد إلى طندتا -وهي طنطا الحالية-، وأما الإمام عبد الوهاب الشعراني فقال بأنه لم يرجع إلى مكة، ولكنه سافر إلى مصر مباشرةً لهاتف منامي قال له: قم يا هُمام وسر إلى طندتا. و كذلك يتفق معه الشيخ المناوي، ولكنه قال إن الهاتف المنامي قد قال للبدوي: قُم (ثلاثاُ) وأطلب مطلع الشمس، فإذا وصلته فاطلب مغربها، وسر إلى طندتا فيها مقامك أيها الفتى. وكان يحكم مصر وقتها الملك الكامل محمد بن العادل الذى أنتهى حكمه عام 637هجرية العام الذى حل فيه البدوى ضيفا عليها، ثم تولى أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب، والمعظم توران شاه بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب، والملكة أم خليل شجرة الدر، والملك الأشرف موسى بن الناصر يوسف، والملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحى النجمي، والملك المنصور نور الدين علي بن أيبك، والملك المظفر سيف الدين قُطُز محمود بن ممدود بن خوارزم شاه قاهر التتار، وقطز هو اسم أطلقه التتار عليه حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير، والملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي، وعندما استقر البدوي بطنطا كانت تُعقد بدار الشيخ ركين (صديقه الذي كان يسكن الشيخ معه في بيته)، ثم فى دار ابن شحيط (شيخ البلد) بعد وفاة ركين، وكان الإمام البدوى يدرس الفقه على المذهب الشافعي، وسكن فوق سطح داره، وكانت داره قريبة من مسجد البوصة الذي يُعرف الآن بمسجد البهي وهنا من يقول إن إقامة البدوي فوق سطح الدار أنه كان يفضل العيش وسط الطبيعة ليرى بسهولة آيات صنع الله في السماء والأرض. وقيل أيضًا: إن البدوي كان ذا حياء ، فاستحيا أن يعيش داخل الدار فيحد من حرية صاحب الدار وأهله، ويقال أيضًا: إن هذا لتأثره بأهل العراق لأنه عاش بينهم عامًا، فأهل العراق قديمًا كانوا يفضلون النوم فوق أسطح بيوتهم لشدة الحرارة في شهور الصيف. وذكرت المصادر أن الإمام البدوي أقام فوق السطح نحو اثنتي عشرة سنة، وكان يمكث أكثر من أربعين يومًا لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، ولذلك لُقِّب بـ "السطوحي". وصف الإمام الشعراني السيد أحمد البدوي فقال: إنه كان غليظ الساقين، طويل الذراعين، كبير الوجه، أكحل العينين، طويل القامة، قمحي اللون، وكان في وجهه ثلاث نقط من أثر مرض الجدري؛ في خده الأيمن واحدة، وفي الأيسر اثنتان. وكان أقنى الأنف، وعلى أنفه شامتان في كل ناحية شامة سوداء أصغر من العدسة، وكان بين عينيه جرح، فقد جرحه ابن أخيه الحسين حين كان بمكة. استقبل القطب البدوي علماء الإسلام ومنهم العلامة سيدى عبد العزيز الدرينى، وقاضى القضاة شيخ الإسلام ابن دقيق العيد. قال الشعرانى فى طبقاته الكبرى: وواقعة قاضى القضاة ابن دقيق العيد وامتحانه لسيدى أحمد البدوى مشهورة: وهى أن الشيخ ابن دقيق العيد أرسل إلى الشيخ عبد العزيز الدرينى وقال له: امتحن لى هذا الرجل (يعني البدوي) الذى اشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل، فإن أجابك عنها فهو وليٌّ لله تعالى .فمضى إليه الشيخ عبد العزيز واستأذن على البدوى فسلم عليه، فرد عليه السلام وقال له يا عبد العزيز من وصل إلى مقام التسليم فاز برياض النعيم، جئت تسأل عن العلم وفى كمك كتاب الشجرة، واستعاذ السيد البدوى بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الكتاب من أوله إلى آخره وقال سلنى عما شئت فإنى أجيبك، وقل لقاضي القضاة يصحِّح مصحفه؛ ففيه غلطتان، واحدة فى (يس) والأخرى فى سورة (الرحمن) !! فقال الشيخ عبد العزيز أستغفر الله يا سيدي، واعتذر بين يديه. وأعلمَ قاضيَ القضاة بذلك. وكشفوا عن المصحف فوجدوا الغلطتين كما قال الشيخ رضى الله تعالى عنه، وأذعنوا لولايته وإمامته بعد أن قصدوا اختباره وظهر لهم بعرفانه وتحققه ووصفوه بأنه (بحر لا يدرَك له قرار)، فتتلمذوا على يديه وصاروا من أتباعه.قال الإمام عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر: إن أكبر كرامة للبدوي هي أنه قد ربّى رجالًا، وكوّن أبطالًا مجاهدين. وقال البعض: إن أكبر الكرامات هي أن يأخذ العهد على مريده بالتوبة والرجوع إلى الله وسنّة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أشهر كرامات البدوي المنسوبة إليه أن امرأة أسر الفرنج ولدها، فلاذت به، فأحضره الله تعالى إكرامًا له فى قيوده على رؤوس الأشهاد. وتكرَّرت هذه الكرامة في الحروب الصليبية.وليس المراد هنا استقصاء كرامات الإمام ، فلا يلتفت إلى ذلك كُمّلُ الرجال، وإنما المراد التعرف على شخصية وحياة الإمام ومنهجه، ولعل أعظم كرامة له كما قال الإمام عبد الحليم أنه ربَّى رجالًا أوفياء، وحملةً أذكياء، وأولياء أصفياء، وكما قلنا السيد البدوى شافعى المذهب مع تعمقه في مذهب مالك لأنه مذهب آبائه وإخوته، وقد صرح بذلك أئمة عديدون منهم الإمام برهان الدين الحلبى إذ قال فى سيرة السيد أحمد البدوي ما نصه: واشتغل بالفقه على مذهب إمامنا الشافعى رضى الله عنه. ومن أقوال الإمام البدوى ما أورده الإمام نور الدين الحلبى من قول الإمام البدوى لخليفته السيد عبد العال: يا عبدالعال: طريقتنا هذه مبنيه على الكتاب والسنة، والصدق والصفاء، وحسن الوفاء، وحمل الاذى وحفظ العهود.وقوله: ياعبد العال، إياك وحب الدنيا، فإنه يفسد العملَ كما يفسد الخل العسل، واعلم يا عبد العال أن الله يقول ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .يا عبد العال، أشفِق على اليتيم، واكس العريان، واطعم الجوعان، وأكرم الغريب والضيفان، عسى أن تكون عند الله من المقبولين .يا عبد العال، عليك بكثرة الذكر، وإياك أن تكون من الغافلين عن الله تعالى، واعلم أن كل ركعة بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار .يا عبد العال، أحسنكم خُلقًا أكثركم إيمانا بالله تعالى، والخلق السيِّئ يفسد العمل الصالح. وقال عبد العال سألته يومًا ما عن حقيقة الفقر الشرعى فأجاب رضى الله عنه وقال: للفقير -أي الصادق- اثنتا عشرة علامة رواها الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه: أن يكون عارفا بالله، مراعيا لأوامر الله، متمسكًا بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، دائم الطهارة، راضيا عن الله على كل حال، موقنًا بما عند الله، آيسًا مما فى أيدي الناس، متحملًا للأذى، مبادرًا لأمر الله تعالى، شفيقًا على عباد الله تعالى رحيمًا، متواضعا للناس، عالمًا بأن الشيطان عدو له كما أخبر الله تعالى ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوًّا). وسأله عن التفكير والتوبة والذكر والوجد والصبر فأجابه: التفكير أن تفكروا فى مصنوعات الله وفى خلق الله ولا تفكروا فى ذات الله؛ فإن الله لا تحيط به فكرة . والتوبة حقيقتها الندامة على ما مضى من الذنب، والإقلاع عن المعصية، والاستغفار باللسان، والعزم على أن لا تعود إلى المعصية، والصفاء بالقلب، فهذه هى التوبة النصوح التى أمر الله بها فى كتابه العزيز قائلًا : (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا).والذكر حقيقته أن يكون بالقلب لا باللسان فقط، فإن الذكر باللسان دون القلب شقشقة، واذكر بقلبٍ حاضر، وإياك والغفلة عن الله تعالى فإنها تورث القسوة فى القلب .والوجد أن يكثر ذكر الحق لا إله إلا هو، فيُقذف نور فى القلب من قِبَل الله تعالى، فيقشعر منه جلد العبد، فيشتاق إلى المحبوب لا إله إلا هو، فيلحق المريدَ الوجد ويتعلق بالله كله، وعندما يزيد الوجد يصير وَلِهًا، وهو إفراط الوجد، وعندئذ يبلغ المريد الدرجة العليا فى التسامى الروحي.والصبر هو الرضا بحكم الله والتسليم لأمره، وأن يفرح الإنسان بالمصيبة كما يفرح بالنعمة؛ قال تعالى ( وبَشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون).والزهد هو مخالفة النفس بترك الشهوات الدنيوية، وأن يترك سبعين بابًا من الحلال مخافة أن يقع فى الحرام .والإيمان أثمن شيء، وأكثر الناس إيمانا أتقاهم، وكلَّما حسنت أخلاق المريد زاد إيمانه، وأحسنكم أخلاقا هم أكثركم إيمانًا.يا عبد العال، لا تشمت بمصيبة أحد من خلق الله ، ولا تنطق بغيبة ولا نميمة، ولا تؤذ مَن يؤذيك، واعفُ عمَّن ظلمك، وأحسِن لمن أساء إليك، وأعطِ مَن حرمك .يا عبد العال، أتدرى من هو الفقيرالصابر الصادق؟ قلت: منك تحصل الإفادة. قال رضي الله عنه: الفقير الصادق هو الذى لا يسأل أحدًا ، والذى إن أُعطى شكر، وإن مُنِع صبر، وهو صابر لحكم الله تعالى، عامل بالكتاب والسنة. ومن صلواته رضي الله عنه:اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد شجرة الأصل النورانية، ولمعة القبضة الرحمانية، وأفضل الخليقة الإنسانية، وأشرف الصورة الجسمانية، ومعدن الأسرار الربانية وخزائن العلوم الاصطفائية، صاحب القبضة الأصلية، والبهجة السنية، والرتبة العلية، من اندرجت النبيون تحت لوائه، فهم منه وإليه، وعلي آله وصحبه، عدد ماخلقتَ ورزقتَ وأمتَّ وأحييتَ إلى يوم تبعث من أفنيتَ، وسلِّم تسليمًا كثيرا. توفي السيد أحمد البدوي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 675 هجرية /24 أغسطس 1276 ميلادية بمدينة طنطا، عن عمر يناهز 79 عامًا. وخلَفه من بعده تلميذه عبد العال، وبنى مسجده، وكان في البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحوَّلت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى لها علي بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، حتى أصبح أكبر مساجد طنطا. وقال عنه علي مبارك في الخطط التوفيقية: إنه لا يفوقه في التنظيم وحُسن الوضع والعمارة إلا قليل.(رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد).((رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ))ابن السمطا من آل بحر من نسل عيسى بن خلف بن بحر الشهير برحمة من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه، وأم الحسين هي السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
| |
|