الخزرجي ... رحمة الله عليه

موضوع: الخزرجي ... رحمة الله عليه 1/11/2010, 12:29 am

أعزائي أعضاء المنارة الكرام

قد لا يكون هذا القسم هو المناسب لما أسطره الآن

ولكن لشدة الخصوصية بالموضوع وضعته بقسم

أقلام الأعضاء .... وهذه القصة البسيطة لزيارة سريعة

لأحد الإخوان في الله من أبوسمبل أسوان لنا بالزاوية الشاذلية

بدشنا ـ الصعايدة ... ,انقل ما كتبه بأمانة شديدة وبالحرف الواحد

نقلاً من منتدى الطريقة الشاذلية ـ أبناء أبوسليم

وذلك لانطباعه عنا وعن أهلنا وما دار معه وما رآه من وجهة نظره

وقد يتساءل بعض الأخوة وما الاستفادة من ذلك ... وأقول له فقط للعلم والإحاطة !؟؟؟؟؟

وهذا هو نص ما كتب :

اللهم صلّ وسلم وبارك علي سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي

الأمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً بقدر عظمة

ذاتك في كل وقت وحين

تشرفت بالمبيت ليلتين بمدينة دشنا ؛ حيث وجود الأستاذ الفاضل الحاج /

صلاح النجار وإخوانه الأفاضل أحباب الطريقه الشاذليه أبناء أبوسليم

(مؤسس المنتدى وغالبية الأعضاء )

وصلت يوم السبت الموافق 23 من شهر أكتوبر عام 2010 في تمام

الساعه العاشره مساءاً وكان في إنتظاري الحاج /صلاح بسيارته

والإخوه /جعفري خضر والشيخ/فهد بجوار مصنع سكر دشنا ؛ حيث

أنزلتني السياره القادمه من أسيوط ،وذلك بعد قضاء يوماً كاملاً بها

لظروف تخص العمل جمع آخر ينتظر بالزاويه ، إخوان أفاضل تعلو

سعادة لقائهم والإجتماع بهم علي ماسواها سهره رائعه في حب الله

ورسوله ، لقاء حب وموده مع أخوه أعتز بمحبتهم أيما إعتزاز ، جمع

أسأل الله العلي القدير أن أكون عند حُسن ظنه بي على الدوام الحدث

الغالب في اليوم السابق ليوم وصولي هو وفاة المغفور له نقيب مقام

الشيخ السنجق المسمى (الخزرجي )

لم يكن الخزرجي إلا رجلاً فقير حال ليس له أدني إحتكاك بالحياه النيابيه

أو الحياه الثقافيه أو الحياه العامه بشكل عام

يسكن في بيت متواضع يخلو من المرافق ( كهرباء –مياه ) ، يقضي

غالبية يومه بمقام مخدومه الشيخ السنجق .

يراه زوار المقام ويبادلونه السلام فيرد أحياناً ويمُسك عن الرد أحياناً

أخري

يقضي اليوم واليومان والثلاثة أيام بدون طعام ، أو بالحد الأدني من

اللُقيمات التي تقيم الصُلب ، ليس الأمر من باب الزهد ، وذلك لأنه قد لا

يعرف أساساً معني الزهد ،وذلك ليس إقلالاً من شأن الرجل ، ولكن لأن

هذا حاله كلما رأته عيون الزائرين للمقام أو رآه أحد المتعاملين معه

يتشاجر مع الضريح بين الحين والحين وقد يعلوه ضربا أمام الزائرين

فتعلوا وجوههم الإبتسامه والعجب من أمر الرجل .

هذا هو ملخص الرجل كما فهمت من الإخوان ومن صديقه المقرب الأخ

الحبيب /محمد السمان والذي كان برفقته حتي الرمق الأخير وكذلك الأخ

/جعفري خضر فاضت روح الرجل يوم الجمعه – اليوم السابق

لوصولي إلي دشنا – لا أعرف الساعه بالتحديد ، وتم تجهيزه والصلاه

عليه بمعرفة الحاج /صلاح النجاربكاء ونحيب من النساء يعلو ويعلو لا

لشيئ إلا من باب الشفقه علي الرجل الذى ليس له زوجه أو أبناء ثم

تسكت تلك الأصوات أو تتبدل أثناء الصلاه إنتهت الصلاه على الجثمان

وخرج من المسجد ، ثم بدأت المغامره الرهيبه !!!!!!!

فبدلاً من أن يتوجه الجثمان إلي المقابر فإذا به يتجه إلي هنا وهناك يميناً

ويساراً شرقاً وغرباً-لا أعرف خط السير بالتحديد - وبإراده مغايره

تماماً لإراده حملته ومشيعييه .

الجثه الهامده المحموله علي الأكتاف لها إراده تحرك الجمع ،بل وتتعامل

معه .

مهلاً يا شيخ خزرجي (يقولها أحد المشيعيين من أخر الموكب ) فيقف

الموكب كله تلبيةً للنداء .

وأشياء أخرى كثيره حدثت من صاحب الموكب المحمول علي أكتاف

الرجال وكأنه يحمل جثمانه بنفسه ويسير به بنفسه نيابه ً عن حَملته

خِفه غريبه تحمل في طياتها إراده عاقله من مُتوفى مسلوب الإراده

!!!!علي مرأي ومسمع المدينه بكاملها وعلي المعترض التدخل وتوجيه

الجثمان خِلافاً لإراده صاحبه .

يوم حافل بالإثاره والأحداث الساخنه والعِظه والعبره والدروس المستفاده

والرسائل من ولي الله الخزرجي وهذا بعض منها كما أتصوره .

لاتستصغر من شأن أحد مهما كان حاله ، فقد يكون محدثك الذي تستهين

به أحد أولياء الله الذين خبأهم الله بين خلقه !!!!

نِعم الله ليست في البيوت الفارهه المجهزه بالمرافق ولكنها في تقوى الله

والتوكل عليه .

إذا سلبك الله نِعمه أنعم بها علي غيرك (الزوجه والولد) إستبدلك بكرمه

خيراً منها .

وأشياء أخري كثيره تدور في رأسي عن الموكب وصاحبه ، وكأنى

أراها جِنازه عسكريه ..........ولم لا!!!!!!!؟

عربه تجرها الخيول تحمل الجثمان الملفوف بالأنوار الخضراء المحمديه

،وفي المقدمه حَمله الورود والنياشين وصوره كبيره للمُتَوفى متشحاً

بالوشاح الأخضر والعَمامه الخضراء والنور يسطع من وجهه

الطاهر،الموكب المَهيب يسير والناى والدف يطربان المشيعيين .

هنيئاً لك أيها الولي الطاهر ولك كل الشكر علي تذكيرك لنا ورسائلك

وأشكر إخواني بدشنا علي حُسن الضَيافه وحفاوه الإستقبال وأرجوا منهم

إفراد صفحه كامله عن ولي الله السنجق لجهلي بحقيقه الرجل تقصيراً

مني .

أسأل الله سبحانه أن يتغمد الخزرجي بالرحمة والرضوان

خالص الشكر للحاج صلاح

علي هذه الاخبار

ورحم الله الخزرجي برحمته الواسعه

واسكنه فسيح جنته

وهؤلاء البسطاء من الناس الذين يعيشون في عزله عن المدنيه

وتطوراتها ومبتهجاتها.. ليس زهدا كما ذكر ضيفك فقد لا يعرف الرجل معني الزهد

ولكن قد يكون سرا من اسرار خالق السموات والارض

وضعه بين خلقه للعظه والتامل والتدبر

علنا نفيق من الغفله

شكرا جزيلا استاذنا العزيز

ونحن في الحقيقه نفتقد مثل هذه الاخبار

التي تجعلنا قريبين منكم ومن اوطاننا

وتقربنا الي المولي اكثر واكثر

لك الشكر وتقبل تحياتي
...................

كثير الشكر لحضرتك يا حاج صلاح

على هذه السيرة الكريمة

واعلم ان لديك الكثير
عن الخزرجى وغيره

من هؤلاء الذين لم نتعرف عليهم
او نلمح ومضة من نورهم

جزاك الله عنا خير الجزاء

الأخ الكريم الأستاذ عبد الفتاح عبد الشافي

الأخت الكريمة زهرة الجنوب

لم أنتظر ـ والله يعلم أي رد فعل

لهذه اللمحة البسيطة لإنسان بسيط عاش حياته في عزلة تامة عن الجميع

ولكن أسعدني وشرح قلبي كلماتكم الطيبة ونهمكم لمعرفة هؤلاء البسطاء الطيبين

الذين لا يريدون من هذه الدنيا إلا اليسير والقليل... أشكر لكما طيب قلوبكما

وأريج ريحكما المفعم بالود والمحبة لكل البشر .

كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساسي بصدقها

وايمانا مني بقلم يختار اجود المفردات

ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني

وبستان الكلام ..المعطره

لك كل مني خالص التحيه

الأخ الكريم شباط البتشتي

لي في دياركم قلوب مرهفة كما هو قلبك ... وكلماتك طيبة

كما هو قلمك ... إحساس عالٍ يشعر بك فؤادي وكأنك تتغنى ...

ونطرب معك ونغوص في أنغامٍ تشدو بها بلدكم العامر بأحسن

الرجال وملوك الحروف والمعاني ... أشكر لك عطر مرورك .

جزيل الشكر لاستاذنا الحاج صلاح عباس
على الموضوع المميز
والسيرة العطرة
لرجل عاش في ارض الخمول والخفاء
والبساطة
احب الجميع واحبه الجميع
ولقد شهدت تشييع جثمانه الى مأواه الاخير
ورأيته بنفسي وهو يزور ديوان الحاج مصطفى
ولكن لم يسعفنى الوقت لتكملة المشوار معه
لأنى كنت في طريقي الى عملى
رحمه الله رحمة واسعه وحشره مع من أحب

حضرة الاستاذ الفاضل الحاج صلاح
تحية معطرة بالمسك والريحان لك ولكل اهل المنارة الكرام.
تعليقا على ما قرات لحضرتكم من اسطر كنت اظنها قراريط من الالماس وكنت اهم بجمعها بيدى فلم استطع !
ولكن جمعتها فى قلبى وذلك ابقى واضمن!
حضرتك تعلم يا حاج صلاح ان الله سبحانه وتعالى لا ينظر الى صورنا اوظواهرنا ولكنه سبحانه ينظر الى مكنون
قلوبنا التى فى صدورنا!
وكم من ولى لا يعلم من امر ولايته شيئا!ذلك الذى يولد على الفطره ويعيش بها ويموت عليها!
وكم من مستول(اى مدعى الولايةلله)يملا الدنيا صخبابانه ولى من اولى الخطوة والحظوة وهولمن يعرفه الجاهل بعينه.
وقد تذكرت قصة حدثت معى شخصيا منذ بضع سنوات ولو سمعتها من احد لربما لم اكن لاصدقها ولكن لله الحكمة والمثل الاعلى!
كنت قادما من قنا مستقلا سيارة الاجرة الى دشنا وكان يجلس عن يمينى رجل فى اوائل الخمسينيات من عمره,وعندما تحركت بنا السيارة هدانى الله ان اقوم بحمده وتسبيحه حتى تصل السيارة الى دشنا وبعد مرور الوقت استفقت على ضجيج الناس فى السيارة وكل واحد منهم مندمج فى الحديث والصياح والضحك,فقلت فى نفسى انا اسبح الله وهؤلاء كل فى واد؟!!
فاذا الرجل الذى على يمينى يلكمنى فى كتفى ويقول لى نالحرف الواحد(خليك فى اللى كنت فيه).
والله انتابتنى ساعتها قشعريرة وانخرس لسانى الى ان نزل ذلك الرجل تاركا اياى فى حالة اندهاش.
مشكورين والسلام عليكم !!!!