منتدى منارة دشنا
لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جمال عبدالراضى راوى
مشرف سابق
جمال عبدالراضى راوى


ذكر

العمر : 35
عدد الرسائل : 1676
تاريخ التسجيل : 25/12/2008

لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر Empty
مُساهمةموضوع: لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر   لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر I_icon_minitime20/1/2009, 1:27 pm

السؤال الأول:

قال الله تعالى في سورة ص:﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾(ص: 24).

لماذا استخدم الله تعالى لفظ { خر } ؟ فإني- كما أعلم- أن الإنسان يخر ساجدًا. أي: بمعنى السقوط على الأرض بسرعة. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

السؤال الثاني:

هل هناك فرق في الآيات التي تتكلم عن القتال بلفظ { الكفار }. أي: الذين هم يحاربونكم ويعادوكم، وإذا تكلمت عن الإحسان والعدل إليهم ؛ لكي يعرفوا أخلاق المسلمين تستخدم لفظ { الكافرون } ؟ خلاصة السؤال هو: هل في استخدام كلمة { الكفّار } تشديد، و{ الكافرون }، أو { الكافرين } تخفيف، أم لا فرق بينهما ؟ جزاكم الله خيرًا

جواب السؤال الأول:

أولاً- الخرور هو سقوط وهويُّ إلى الأرض. يقال: خرَّ خُرورًا. أي: سقط وهوى ؛ وذلك يكون من أعلى إلى أسفل. قال تعالى:﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ ﴾(النحل: 26). ويقال: خر، لمن ركع، أو سجد، والشاهد قول كُثَيِّر عَزَّةَ:

رهبان مدين، والذين عهـدتهم... يبكون من أثر السجود قعودا

لو يسمعون ؛ كما سمعت كلامها... خرُّوا لعزة ركعًا وسجــودا

ومن الأول قوله تعالى:﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾(ص: 24). ومن الثاني قوله تعالى:﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً ﴾(مريم: 58).

أما الركوع فهو الانحناء دون الوصول إلى الأرض. يقال: ركع الرجل، إذا انحنى. وكلُّ منحنٍ راكع. قال لبيد:

أليس ورائي، إن تراخت منيتي... لزوم العصا تحنى عليها الأصابع

أخبر أخبار القرون التي مضت... أدب؛ كأني كلما قمـــت راكع

وأما السجود فهو تطامُنٌ وذلٌّ وصولاً إلى الأرض. يقال: سجد الرجل، إذا تطامن وذل.

ثانيًا- قالوا: وقد يعبر عن السجود بالركوع، وحمل جمهور المفسرين على ذلك قوله تعالى:﴿ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾(ص: 24)، أي: خر ساجدًا. وإلى هذا أشار أحد الشعراء بقوله:

فخر على وجهه راكعًا... وتاب إلى الله من كل ذنب

وقال ابن العربي:« لا خلاف في أن الركوع هاهنا: السجود ؛ لأنه أخوه ؛ إذ كل ركوع سجود، وكل سجود ركوع ؛ فإن السجود هو المَيْلُ، والركوع هو الانحناءُ، وأحدهما يدل على الآخر ؛ ولكنه قد يختص كل واحد منهما بهيْئَة، ثم جاء على تسمية أحدهما بالآخر، فسُمِّيَ السجودُ ركوعًا ».

والحقيقة ليس كما قال ابن العربي ؛ فالخلاف موجود، بدليل أنهم اختلفوا في المراد من ركوع داود- عليه السلام- فذهب الجمهور إلى أن المراد به السجود. قال مجاهد: مكث أربعين يومًا ساجدًا لا يرفع رأسه، حتى نبت المرعى من دموع عينه، فغطى رأسه إلى أن قال الله تعالى:﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ ﴾(ص: 25).

وذهب بعضهم إلى أن الركوع هنا على ظاهره، بمعنى الانحناء. وحاول بعضهم أن يجمع بين القولين بأن يكون ركع أولاً، ثم سجد بعد ذلك. أو أن الله سبحانه ذكر أول فعله وهو خروره راكعًا، وإن كان الغرض منه الانتهاء به إلى السجود. وقيل: بل معنى { رَاكِعًا }: مصليًّا، على اعتبار أن الركوع يراد به الصلاة.

ثالثًا- والصواب في ذلك- والله أعلم- أن الركوع هنا على ظاهره، وهو الانحناء خضوعًا، ومثله قوله تعالى:﴿ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾(55). أي: وهم منحنون خضوعًا لله تعالى ؛ إذ لا يعقل أن يؤتوا الزكاة، وهم ساجدون.

وإذا كان ثبت بالسنة المطهرة، وإجماع المسلمين أن داود- عليه السلام- قد سجد لله عز وجل، فإن سجوده هذا كان بعد انحنائه خضوعًا، وإلى هذا ذهب الحسن بن الفضل، فقال:« خر من ركوعه. أي: سجد بعد أن كان راكعًا ».

وأما ما استدل به بعضهم على أن المراد به السجود بأن الخرور هو السقوط والهوي إلى الأرض، فقد ذكرنا فيما تقدم أن الخرور يقال للركوع وللسجود، والله تعالى أعلم.



جواب السؤال الثاني:

أما جواب السؤال الثاني فلفظ { الْكَافِرُونَ } جمع:{ كافر }، على وزن:{ فاعل }. ولفظ { الكُفَّارِ } جمع:{ كَفَّار } بفتح الكاف، وكلاهما من قولهم: كفر يكفر، فهو كافر، وكَفَّار. والكفر في اللغة هو السَّتْرُ والتغطية. ووُصِفَ الليل بالكافر ؛ لأنه يغطي كل شيء. ووُصِفَ الزارع بالكافر ؛ لأنه يغطي البذر في الأرض. وكُفْرُ النعمة وكُفْرانُها: تغطيتها بترك أداء شكرها. قال أحدهم:« لو جاز أن تعبد الشمس في دين الله، لكنت أعبدها ؛ فإنها شمس ما ألقت يدًا في كافر، ولا وضعت يدًا إلا في شاكر ». فالكفر يضادُّه الشكر، وفي اصطلاح الشرع يضادُّه الإيمان، وهو مصدر سماعي لكَفَر يكفُر. وأصله: جَحْدُ نعمةَ المُنْعِم، واشتقاقه من مادة الكَفْر، بفتح الكاف، وهو السَّتْرُ والتَّغطِيةُ ؛ لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها ؛ كما أن شاكرها أعلنها ؛ ولذلك صيغ له مصدر على وزن الشُّكر، وقالوا أيضًا: كُفْرانٌ، على وزن شُكْران. ثم أطلق الكفر في القرآن الكريم على جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة، بناء على أنه أشد صور كفر النعمة ؛ وذلك أعظم الكفر.

واستعمال الكفران في جحود النعمة أكثر من استعمال الكفر. ومنه قول الله تعالى:﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ﴾(الأنبياء: 94). واستعمال الكفر في الدين أكثر من استعمال الكفران. ومنه قول الله تعالى:﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ﴾(النساء: 136)، وقوله سبحانه وتعالى:﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾(المائدة: 44). وأما الكُفُور فيستعمل فيهما جميعًا ؛ كما في قول الله تعالى:﴿ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً ﴾(الإسراء: 99).

ثانيًا- جاء الأمر في سورة { الكافرون } من الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه بندائهم بوصف الكافرين:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ ؛ لأنه لا يوجد لفظ أبشع ولا أشنع من هذا اللفظ ؛ لأنه صفة ذمٍّ عند جميع الخلق ؛ كما لا يوجد لفظ أبلغ في الكشف عن حقيقة هؤلاء، وأشدُّ وقعًا عليهم، وإيلامًا لهم من لفظ {الكافرين }، فهو ثمرة للجهل، وصفة ذَمٍّ ثابتة ؛ ولكونه كذلك لم يقع الخطاب به في القرآن الكريم في غير موضعين، هذا أحدهما. والثاني قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ﴾(التحريم: 7). والفرق بينهما: أن ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ يحتمل أن يكونوا قد آمنوا ثم كفروا. وأما ﴿ الْكَافِرُونَ ﴾ فيدل على أن الكفر صفة ملازمة لهم ثابتة فيهم ؛ سواء كانوا أصحاب عقيدة يؤمنون بأنها الحق، أو كانوا من المشركين، عبدة الأوثان والأصنام.

وأما لفظ { الكُفَّار } فالتشديد فيه للمبالغة في الوصف، ويطلق في اصطلاح القرآن أكثر ما يطلق على المشركين، عبدة الأوثان والأصنام، وقد يطلق ويراد به عموم الكافرين ؛ كما في قوله تعالى:﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ﴾(الفتح: 29). وقال تعالى:﴿ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾(البقرة: 276)، فأتى بصيغة المبالغة في الكافر والآثم، وإن كان تعالى لا يحب الكافر، تنبيهًا على عظم أمر الربا ومخالفة الله عز وجل.

وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾(المائدة: 57 )، ففرق بين الكفار، وأهل الكتاب وهم كفار. وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾(التوبة: 73 )، ففرق بين الكفار والمنافقين، والمنافقون كفار بلا ريب.

وبهذا الذي ذكرناه يظهر الفرق في استعمال القرآن الكريم للفظ { الكافرين }، ولفظ { الذين كفروا }، ولفظ { الكفار }، والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد جاد عبدالوارث
مشرف عام القسم الإسلامي
مشرف عام القسم الإسلامي
احمد جاد عبدالوارث


ذكر

العمر : 35
عدد الرسائل : 2688
تاريخ التسجيل : 03/09/2008

لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر   لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر I_icon_minitime21/1/2009, 12:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جمال عبدالراضى راوى
مشرف سابق
جمال عبدالراضى راوى


ذكر

العمر : 35
عدد الرسائل : 1676
تاريخ التسجيل : 25/12/2008

لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر   لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر I_icon_minitime22/1/2009, 1:43 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا استخدم الله تعالى لفظ خر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتقل إلى رحمة الله تعالى أ\عبد الناصر عبد الله علي
» لماذا حرم الله ورسوله الخنازير وهل تصل للناس اوامر الله
» لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
» لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
»  الخوف من الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم الإسلامي :: القرآن الكريم-
انتقل الى: