أصدر الشاعر اللبناني جورج حنا شكور ديوانه الجديد باسم " ملحمة الرسول " صلي الله عليه وسلم في احتفال أقامه المجمع الثقافي العربي في قصر الأونيسكو في بيروت. ويتضمن الديوان 67 قصيدة تتناول سيرة الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم منذ ولادته وحتى وفاته والتحاقه بالرفيق الأعلى وفق تسلسل زمني دقيق جعل فيه الشاعر قصائده محطات للحديث عن أبرز المواقف والأحداث التي عاشها الرسول.
وقد استعان الشاعر وهو مسيحي بعدد كبير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والروايات الإسلامية كمصدر لقصائده أو لتوضيح بعض الكلمات الواردة في أبياته أو لشرح بعض مقاصده فيها. واختصر الشاعر إهداء ديوانه بثلاث كلمات هي : " إلى الإنسانية جمعاء " وجعل المقدمة بيتين من الشعر يقول فيهما :
حرت في شعري من ينظمه أأنا أم ينظم الله معي ؟
قد يجود العمر إن جودته بكلام عُلُوي مبدع
ثم يفتتح الشاعر ديوانه بقصيدة بعنوان " فاتحة " يتناول فيها صفات الرسول الأكرم صلي الله عليه وسلم وطهارة مولده وأصله ونسله يختتمها ببيت يقول فيه :
غداً سيقال بعدي طاب شعرٌ به مَدَحَ النبوةَ عيسويٌ
ثم تتوالي قصائده : " مولد النبي " , " قبل النبوة "، " به يستسقي الغمام "، " مع الراهب بحيرا "، ' التحكيم في بناء الكعبة "، " النبي في الصحراء "، " الملاك جبريل والوحي " ، " عودة الرسول إلي خديجة "، " الصلاة في الكعبة "، " وحي يتجدد "، " أنواع الوحي "، " الدعوة السرية "، " وأنذر عشيرتك الأقربين"، " وفد قريش إلي أبي طالب "، " كف الحجاج عن الحج "، " ألوان المجابهة "، " رفض الرسول المهادنة "، " صنوف التعذيب "، " دار الأرقم "، " الهجرة إلي الحبشة "، " مكيدة قريش بالمهاجرين إلي الحبشة ". وتتوالى القصائد الواحدة تلو الأخرى تحكي السيرة الشريفة لرسول الله صلي الله عليه وسلم بتفاصيلها وأبرز الأحداث التي جرت في مكة ومنها مكيدة الإغتيال وتشديد الحصار علي النبي ونقض صحيفة الميثاقمروراً بوفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وعام الحزن وانتقاله إلى الطائف والإسراء والمعراج وصولاً إلى الهجرة إلى يثرب وانطلاق الإسلام من هناك. ثم ينتقل الشاعر جورج شكور في ديوانه إلي المناوشات الأولى والغزوات بين الرسول وقريش ليتوقف عند " غزوة بدر " فيروي وقائعها بالتفصيل بأربعين بيتاً ويستتبعها بقصيدة أخرى من 32 بيتاً خصصها للمبارزة ويقول في بعضها :
من يا علي كمثل سيفك صارماً تعنو لهيبته السيوف وتجزع ؟
لتقد عنق الكفر تحرسك الملائك والإله المحتويك الأروع
طوحت بالأبطال في ساح الوغي فهووا كأشجار تميل وتقع
ثم يتحدث الشاعر عن وقائع معركة أحد ومعركة الخندق فيقول :
سأل النبي من المنازلُهُ ومن يقوي عليه وبالبطولة يظفر ؟
سكتوا جميعاً واعترتهم رعدة من سيد البيد الذي لا يقهر
فأبي علي والإباءة شيمة : أنذا أبارزه ولست أحقّر
رد النبي عليه يشفق منذراً هذا ابن ود كالقضاء مقدّر
وأنا علي ردّ لست مبالياً وأنا الذي أزن الرجال وأقدر
وفي معركة خيبر يقول الشاعر :
سيد العرب علي والوغي سيد السيف الذي لا يخسر
جرّب الغزوة كثر قبله إنما في الغزوات انكسروا
جندل الخصم وأودي مرحب ودهي الخطب وشاع الخبر
فتحت أبواب ذاك الحصن والمسلمون المؤمنون انتصروا
وخصص الشاعر لحجة الوداع قصيدة من 25 بيتاً ويختتم الشاعر جورج شكور ديوانه بقصيدة بعنوان : " موت الرسول.. إلى الرفيق الأعلى " وفيها :
طلب الرسول مع الدواة صحيفة ليخط ما عنه الغداة ينوب
يبقي كتاباً لا يضلل بعده قوم ولا تنزاح عنه دروب
فأجابه عمر وكان معارضاً ولحسبنا القرآن فهو حسيب
رفض الخلاف ولم يخط صحيفة ومضي ولم تؤخذ عليه ذنوب
أوصي العوالم بالصلاة وبالتقي ومكارم ما شابهن عيوب
وبما حوي القرآن من قيم ومن مُثل بها أوصي وكان غروب
ومن الواضح الجلي أن الشاعر معجب أيما إعجاب بشخصية فتي الفتيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي تربي في مدرسة الرسول صلي الله عليه وسلم ونهل من علمه الزاخر
منقوول لكنى أسعى لجمع الديوان كاملا