قال رجل لجعفر المنصور ( ولقد كنت يا أمير المؤمنين أسافر إلى الصين فقدمتها مرة وقد أصيب ملكها بسمعه فبكى يوما بكاء شديدا فحثه جلساؤه على الصبر فقال أما أني لست أبكي للبلية النازلة ولكني أبكي للمظلوم بالباب يصرخ فلا أسمع صوته ثم قال أما إذا ذهب سمعي فإن بصري لم يذهب فأذنوا في الناس أن لا يلبس ثوبا أحمر إلا مظلوم ثم كان يركب الفيل طرفي النهار ينظر هل يرى مظلوما )
فهذا يا أمير المؤمنين مشرك بالله عز وجل غلبت رأفته على المشركين وأنت تؤمن بالله واليوم الآخر ثم من أهل بيت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} غلب شح نفسك عليك فإن كنت إنما تجمع المال لولدك فقد أراك الله عز وجل الطفل يسقط من بطن أمه وماله على الأرض مال وما من مال إلا ودونه يد شحيحة تحويه فما يزال الله عز وجل ثناؤه يلطف بذلك الطفل حتى تعظم رغبة الناس إليه ولست بالذي يعطي بل الله يعطي من يشاء بغير حساب )
من كتاب ( تهذيب الرياسة وترتيب السياسة ) للامام أبو عبد الله القلعي