عجيب هو الانسان ، كان وحيدا في بطن امه ، ثم وحيدا أثناء ولادته ، ومهما ارتبط بإخوته...
فهو يذهب وحيدا الي مدرسته ويتعرض الي احداث مختلفه تماما عنهم ويعامل معامله مختلفه عنهم ،
ولديه مواهبه المختلفه عنهم ، ونظرته للحياه مختلفه عنهم ...فإن كان هؤلاء هم اخوته ،
فلننظر الي اصدقائه الذين هم من اختياره والذين يشاركونه في العديد من الاهتمامات والمواهب والا ما كان ليختارهم اصدقاء ،
تجده يتعرض وحيدا الي الكثير من الاحداث غير التي يتعرضون لها ،
ومهما طال وجودهم سويا فكل واحد منهم يعود وحيدا الي منزله فيجد حياه مختلفه تماما عن التي يعيشونها وظروف مختلفه....فبالتالي:
الانسان وحيدا مهما فعل ، اذا مرض فهو وحده المريض ، واذا تألم فهو وحده المتألم...
مهما حزن الناس من اجله ، واذا حدث ما يسعده فيسعد من يحبه ولكنها سعاده مختلفه تماما عن التي يشعر بها ، واذا مات فهو وحده
الميت ، واذا حوسب فهو وحده المحاسب!!حتي من الناحيه الطبيه
:لكل انسان قوه مناعته التي تجعل اصابته بالمرض مختلفه عن إصابه غيره بنفس المرض
فكيف بعد كل ذلك تجده يشكو من الوحده...انما الوحده امر طبيعي ولكن المشكله الحقيقيه تكمن في ادراكك للوحده ،
فلا تجعل ادراكك للوحده علي انها عدم وجود شريك لحياتك يشاركك نفس المواقف ونفس وجهات النظر ،
وانما احكم علي نفسك بأنك وحيد اذا لم تجد الونيس او الرفيق
أما ان اردت ان تجد شريكا لحياتك فما عليك الا الاستشعار بوجود أحد اثنين:-
1- اما ان تصاحب نفسك وتستشعر وجودها ولكني لا انصحك بذلك فهي بأس الصديق ، صديقه سوء غالبا
((النفس أمّاره بالسوء))
2-او تستشعر بوجود أحد يشعر بكل لحظه في حياتك ويعلم اين الخير والشر لك ويحبك
فما عليك الا استشعار وجوده وطاعته حتي لا تشعر بالوحده...هل عرفت من هو؟
ليس امك ...فنظرتها للحياه مختلفه عنك
ولا أبوك ولا اخوتك ولا اصدقائك ولا ابنائك ولا زوجتك(زوجك)،فجميعهم لا يعلمون حقا اين الخير والشر لك
ولا يعلمون اسلوب تفكيرك ولهم نظرتهم الخاصه للحياه
انما هو الله تعالي ...علام الغيوب:يعلم ماضيك ومستقبلك ويعلم اين الخير والشر لك
الرحمن الرحيم الرؤوف:يقدر لك الخير دائما
القادر:لا يعجز عن مساعدتك ، انما هو مسيّر الكون
القوي:لا يتعب من مطالبك
الرزاق ، مالك الملك:لاتنفذ خزائنه ابدا
فلا اريد ان اقول لك توكل عليه او احبه او أدعوه واطلب منه اولا تجزع من قضاؤه او لا تعصاه
وانما اريد ان اقول لك استشعر بوجوده سبحانه وتعالي كل لحظه ووقتها لن تشعر بالوحده ما حييت
منقوول