منتدى منارة دشنا
الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه GWGt0-n1M5_651305796
منتدى منارة دشنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رشدى العطار
عضو جديد
عضو جديد
رشدى العطار


ذكر

العمر : 63
عدد الرسائل : 32
تاريخ التسجيل : 25/12/2010

الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه Empty
مُساهمةموضوع: الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه   الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه I_icon_minitime26/12/2010, 7:53 pm

--------------------------------------------------------------------------------

الخلاصة الجامعة لقواعد التفسير النافعة
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعـد
فهذه خلاصة ، فيها فصول جامعة لقواعد نافعة ، ولطائف ماتعة ، تعين المستنبط من القرآن على إستنباط معانيه ، وتفتح للمفسّـر أبوابا في بيان مراميه ، ثم إنه لايخفى على اللبيب ، أن معاني القرآن وأسراره بحر ليس له ساحـل ، يؤتي الله تعالى فهمها لمن شاء على قـدر إخلاصـه ، ويرد عنها أهل الأهواء فيرجعون بلا طائـل ، وإنما تتنزّل بركـة القـرآن على من تعلّق به على قدر تعلقه ، فمن قام به آناء ليله ونهاره ، فتح الله تعالى لـه به أسراره ، وكشف له أستاره .
ونسأل الله تعالى أن يتقبل منـا أعمالنا ، ويجعلها ذخيرة لنا ، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلـب سليم.


فصــل
مدخــل وتعريفــات
القاعدة لغة : ما انبني عليه غيره .
وإصطلاحا : كلي يندرج تحته أحكام جزئية
التفسيـر : يدور معناه على الكشف والبيان ، فهـو إخراج الشيء من مقام الخفاء إلى مقام التجلي
والتفسير إصطلاحا : علم يعرف به معاني القرآن وأحكامه.
علم التفسير أشرف العلوم ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم ، وكلام الله تعالى هو صفة من صفاته ، وشرف معرفة معاني كلامه ، لايساويه شرف.


قواعد التفسير : قواعـد كلية يتوصل بها إلى معرفة معاني القرآن وأحكامه
فقواعد التفسير بالنسبة للتفسير مثل أصول الفقه بالنسبة للأحكام الفقهية العملية ، فكما أن أصول الفقه تضبط الإستدلال وتعرف الفقيه كيفية إستنباط الأحكام من النصوص ، كذلك قواعد التفسير تضبط الإستدلال ممن القرآن وتعرف المفسر كيف يستدل بالقرآن على معانيه و أحكامه.
والعلاقـة بين قواعد التفسير القرآن ، وعلوم القرآن ، هو أن القواعد جزء من علوم القرآن .
معنى القرآن
القرآن مصدر بمعنى اسم المفعول قرأ يقرأ قراءة وقرآنا ،
وقرأ في اللغة : بمعنى تلا ، أو بمعنى جمـع ، ومنه القرية لأنها تجمع السكان .
والقرآن أي المتلو ، أو المجموع
ومما ذكره العلماء في معنى المجموع أي الذي جمع كل ما في كتب الأولين .
وهو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته .
وهو محفوظ بالصدور ، منقول بالتواتر ، ومن أنكر منه حرفا مجمعا عليه بين القراء فهو كافر ، وكذا من ادعى أن شيئا منه مكتوم.
والقرآن محفوظ من التغيير ، والتبديل ، والنقص ، والزيادة .
ولهذا صار أهل البدع والزندقة إلى تأويله التأويلات الباطلة لما عجزوا عن تغيير ألفاظه
والقرآن كتاب مبارك ، بركته في تأثيره على القلب ، وعلى البدن ، وعلى الفرد ، وعلى الأمّـة ، وعلى الناس جميعا.
سماه الله تعالى القرآن المجيد ، والمبارك ، و الكريم ، والعظيم ، والكتاب ، والذكر ، والتنزيل ، و النور ، والهدى ، والشفاء ، والرحمة ، والموعظة ، ومبين ، وبشرى ، وعزيـز ، وبشير ،و نذيـر
مصادر هذا العلم :
القرآن ، والسنة ، و المأثور عن الصحابة ، أصول الفقه ، علوم اللغة .
مؤلفاته :
كان الكلام في هذا العلم منثور في كتب التفسير ، والأصول ، وعلوم القرآن ، ثم صدرت عدة مؤلفات منها قواعد التفسيـر لفخر الدين بن الخطيب الحنبلــي (621هـ ) وكتاب المنهج القويم لابن الصائغ الحنفي ( 777هـ ) وقواعد التفسير لابن الوزير (840هـ ) ، التيسير في قواعد التفسير للكافيجي ( 879هـ ) ، والقواعد الحسان للسعدي (1376هـ ) .
فصـل
يحتاج المفسّـر إلى خمسة عشر علما
أحدها اللغة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع
قال مجاهد لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب
وتقدم قول الإمام مالك في ذلك ولا يكفي في حقه معرفة اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد الآخر
الثانــي : النحو لأن المعنى يتغير ويختلف بإختلاف الإعراب فلا بد من إعتباره أخرج أبو عبيد عن الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته فقال حسن فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها
الثالث : التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ قال ابن فارس ومن فاته علمه فاته المعظم لأن وجد مثلا كلمة مبهمة فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها.
وقال الزمخشري من بدع التفاسير قول من قال إن الإمام في قوله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم جمع أم وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم قال وهذا غلط أوجبه جهل بالتصريف فإن أما لا تجمع على إمام.
الرابع : الاشتقاق لأن الاسم إذا كان إشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف المعنى باختلافهما كالمسيح هل هو من السياحة أو المسح.
لخامس والسادس والسابع المعاني والبيان والبديع لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى وبالثاني خواصها من حيث إختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها وبالثالث وجوه تحسين الكلام وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة وهي من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز وإنما يدرك بهذه العلوم .
الثامن : علم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
التاسع : أصول الدين.
العاشر: أصول الفقه.
الحادي عشر : أسباب النزول.
الثاني عشر: الناسخ والمنسوخ ليعلم المحكم من غيره.
الثالث عشر الفقه.
الرابع عشر : الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم.
الخامس عشر علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم
فصــل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
1 ـ يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّنلهم ألفاظه، فقوله تعالى ( لتبين للناس ما نزل إليهم ) يتناول هذا و هذا
2ـ تدبر القرآن بدون فهم معانيه، لا يمكن ، عن ابن عمر أنه قام على حفظ البقرة عدة سنين ، وكان الصحابة رضي الله عنهم لايتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموها و يعملوا بها
3 ـ كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جداً ، و إن كان في التابعين أكثرمنه في الصحابة
4 ـ الخلاف بين السلف فى التفسير قليل ، وخلافهم فى الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف ، يرجع إلى اختلاف تنوع ، لا اختلاف تضاد.
5 ـ المنقول فى التفسير: أكثرهكالمنقولفى المغازي والملاحم ، ولهذا قال الإمام أحمد : ثلاثة أمور ليس لها إسناد : التفسير، والملاحم، والمغازي.
6 ـ وأماالتفسير: فإن أعلم الناس به: أهل مكةلأنهم أصحاب ابن عباس ، كمجاهد، وعطاء بن أبى رباح، وعكرمة مولى ابن عباس ، وغيرهم.
فصـل جامع للتفسير بالمأثـور
قال السيوطي ( اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة ، وابن مسعود ، وابن عباس رضي الله عنهما ، وابن بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبدالله بن الزبير
أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جدا ، وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم ، كما أن ذلك هو السبب في قلة رواية أبي بكر رضي الله عنه للحديث ، ولا أحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثارا قليلة جدا ، لا تكاد تجاوز العشرة.
وأما علي فروى عنه الكثير ، وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا يخطب ، وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت ، أم بنهار أم في سهل ، أم في جبل.
أما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي ، وقد أخرج ابن جرير وغيره عنه أنه قال: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلاّ وأنا أعلم فيمن نزلت ، وأين نزلت ، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
ثم قال السيوطي : وأما ابن عباس ، فهو ترجمان القرآن الذي دعا له النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،: اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ، وقال له أيضا اللهم آته الحكمة ، وفي رواية اللهم علمه الحكمة.
طـرق التفسيـر عن ابن عباس رضي الله عنهما :
ثم قال : قد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة ، وفيه روايات وطرق مختلفة.
فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه ، قال أحمد بن حنبل : ( بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا ) أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه ،
قال ابن حجر : ( وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وهي عند البخاري عن أبي صالح ، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس ، وأخرج منها ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر كثير بوسائط بينهم وبين أبي صالح ، وقال قوم لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير ، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير)
قال ابن حجر بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك.
ثم قال : وقال الخليلي في الإرشاد : وتفسير شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن ابن عباس ، قريب إلى الصحة ،
ثم قال السيوطي : (ومن جيد الطرق عن ابن عباس طريق قيس عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير عنه ، وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين ، وكثيرا ما يخرج منها الفريابي والحاكم في مستدركه ،
ومن ذلك طريق ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير عنه ، هكذا بالترديد ، وهي طرق جيدة ، وإسنادها حسن ، وقد أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا ، وفي معجم الطبراني الكبير منها أشياء
وأوهى طرقه طريق الكلبي ، عن أبي صالح عن ابن عباس ، فإن إنضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب ،
وطريق الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس منقطعة ، فإن الضحاك لم يلقه ، فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة عن أبي روق عنه فضعيفة لضعف بشر ، وقد أخرج من هذه النسخة كثيرا ابن جرير وابن أبي حاتم ،
وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك ، فأشد ضعفا لأن جويبرا شديد الضعف متروك ، ولم يخرج ابن جرير ، ولا ابن أبي حاتم ، من هذا الطريق شيئا، إنما أخرجها ابن مردويه ، وأبو الشيخ بن حبان ،
وطريق العوفي عن ابن عباس أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا ، والعوفي ضعيف ليس بواه ، وربما حسن له الترمذي.
ثم قال : أما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة ، يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية عنه ، وهذا إسناد صحيح ، وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم منها كثيرا ، وكذا الحاكم في مستدركه ، وأحمد في مسنده.
وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء اليسير من التفسير ، كأنس ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وجابر ، وأبي موسى الأشعري.
وورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أشياء تتعلق بالقصص ، وأخبار الفتن ، والآخرة ، وما أشبهها بأن يكون مما تحمله عن أهل الكتاب ، كالذي ورد عنه في قوله تعالى ( في ظلل من الغمام) ، وكتابنا الذي أشرنا إليه جامع لجميع ما ورد عن الصحابة من ذلك.
ثم ذكر السيوطي كبار المفسرين من التابعين ، فذكر مجاهد ، وقتادة ، وعكرمة ، والحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطاء بن أبي سلمة الخراساني ، ومحمد بن كعب القرظي ، وأبو العالية ، والضحاك بن مزاحم ، وعطية العوفي، وقتادة ، وزيد بن أسلم ، ومرة الهمداني ، وأبو مالك.
وقال : ويليهم الربيع بن أنس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في آخرين ، فهؤلاء قدماء المفسرين ، وغالب أقوالهم تلقوها عن الصحابة.
ثم بعد هذه الطبقة ، ألفت تفاسير تجمع أقوال الصحابة والتابعين ، كتفسير سفيان بن عيينة ، ووكيع بن الجراح ، وشعبة بن الحجاج ، ويزيد بن هارون ، وعبد الرزاق ، وآدم بن أبي إياس، وإسحاق بن راهويه ، وروح بن عبادة ، وعبد بن حميد ، وسعيد ، وأبي بكر بن أبي شيبة وآخرين,
وبعدهم ابن جرير الطبري ، وكتابه أجل التفاسير وأعظمها ، ثم ابن أبي حاتم ، وابن ماجه، والحاكم ،وابن مردويه ، وأبو الشيخ بن حبان ، وابن المنذر في آخرين ، وكلها مسندة إلى الصحابة ، والتابعين ، وأتباعهم وليس فيها غير ذلك إلا ابن جرير ، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب والاستنباط فهو يفوقها بذلك ,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ليس بأيدي أهل التفسير ، كتاب في التفسير ، أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة ) مجموع الفتاوى 17/409


قال العلامة أحمد شاكر عن تفسير السدي الكبير الذي يرويه أسباط بن نصر عنه ، ويرويه الطبري وابن أبي حاتم ، مفرقا في السـور : إنـّه كتاب ألفه السدي جمع فيه التفسير بهذه الطرق الثلاث : من روايته عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس ، ومن روايته عن مرة الهمداني عن ابن مسعود ، ومن روايته بنفسه عن بعض الصحابة ، والحاكم يروي بعض هذا التفسير في مستدركه ، وهو رواية أسباط بن نصر عن السدي عن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة ، ويصححه على شرط مسلم ، ويوافقه الذهبي .



فـصـل
قال السيوطي في الإتقان
وقد جمعت كتابا مسندا فيه تفاسير النبي والصحابة فيه بضعة عشر ألف حديث ، ما بين مرفوع ، وموقوف وقد تم ، ولله الحمد في أربع مجلدات ، وسميته ترجمان القرآن ، ورأيت وأنا في أثناء تصنيفه النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنة 2/
235
وقال السيوطي في كتابه قطف الأزهار في كشف الأزهار (وبعد فإن الله سبحانه ، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه ، وتتبع أسراره ودقائقه ، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى ، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل ، وسمعوا منه التفسير والتأويل ، وقد تم - ولله الحمد - في خمس مجلدات ، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين ، ولا من بعدهم ،وهذا لعمري هو التفسير ، فإنّ الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل عليه ، إنما هو رأي محض ، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل ، وإن خرج عنها وأخطأ المراد فتحريف وتبديل ... ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً ، ليس فيه إعراب ، ولا سـرّ بياني ، ولا نكتة بديعية ، ولا استنباط حكم إلاّ نادراً أردفته بكتب في ذلك لتكون كالتتمة له ، ويحصل بهــا تمام ما يراد من كتب التفسير ، فأجل ما وضعت من ذلك : كتاب الإتقان في علوم القرآن ، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير ، وأكثره قواعد كلية ، وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في غيره... ) ص 89
وهذا الكتاب الذي هو ترجمان القرآن مفقود ، لم يطبـع وإنما الذي طبع هو الدر المنثور وهو اختصار ترجمان القرآن ، حيث حذف منه الأسانيد ،
فصـــل :
قال ابن الصلاح : وحيث رأيت في كتب التفسير ، قال أهل المعاني ، فالمراد به مصنفو الكتب في معنى القرآن، كالزجاج ، والقراء ، والأخفش ، وابن الأنباري أهـ. الاتقان 1/149
فصل
قال السيوطي من أحسن الكتب في غريب القرآن ، مفردات الراغب الأصبهاني.المصدر السابق
فصل المحكم والمتشابة في القرآن
القرآن كله محكم بإعتبار ، وكله متشابه بإعتبار ، كما هو ينقسم إلى محكم ومتشابه بإعتبار .
فقد وصفه الله تعالى بأنه محكم في عدة آيات، وأنه: ( أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) ومعنى ذلك أنه في غاية الإحكام ونهاية الانتظام، فأخباره كلها حق وصدق، لا تناقض فيها ولااختلاف، وأوامره كلها خير وبركة وصلاح، ونواهيه متعلقة بالشرور والأضرار والأخلاق الرذيلة والأعمال السيئة فهذا إحكامه .
ووصفه بأنه متشابه في قوله من سورة الزمر: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهـاً ) أي: متشابها في الحسن والصدق والحق، ووروده بالمعاني النافعة المزكية للعقول، المطهرة للقلوب، المُصلحة للأحوال، فألفاظه أحسن الألفاظ ومعانيه أحسن المعاني .
ووصفه بأن ( مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) فهنا وصفه بأن بعضه هكذا وبعضه هكذا، وأن أهل العلم بالكتاب يردون المتشابه منه إلى المحكم، فيصير كله محكماً ويقولون: ( كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) أي: وما كان من عنده فلا تناقض فيه، فما اشتبه منه في موضع، فسره الموضع الآخر المحكم، فحصل العلم وزال الإشكال .
والمحكم هو أم القرآن ، ولهذا لا يعرف معنى المتشابه إلا بالرد إلى المحـكم .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية آل عمران المتقدمة : ( يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات ، هنّ أمّ الكتاب ، أي بيّنات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد ، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس ، أو بعضهم ، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده ، فقد اهتدى ، ومن عكس انعكس ، ولهذا قال تعالى { هن أم الكتاب } أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وأخر متشابهات } ، أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد)
فصل في الفـرق بين التأويل و التفسير في القرآن
التأويل في لغة القرآن هو ما يؤول إليه الشيء وعاقبته .
كقوله تعالى ( وأحسن تأويلا ) أي خيرٌ عاقبة ،
وقوله ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) قال الطبري ( بم تؤول إليه عاقبة أفعالي )
وقوله ( هذا تأويل رؤياي ) ، قال ابن كثير ( أي هذا ما آل إليه الأمر )
وقوله ( يوم يأتي تأويله ) ( ولما يأتهم تأويله ) أي عاقبة ما جاءت به الرسل الكرام.
في لفظ السلف له معنيان :
أحدها : تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه ، فهنا يكون والتفسير مترادفين ، وقد جاء هذا في كلام النبوّة في حديث ( وعلّمه التأويل ) عن ابن عباس رضي الله عنهما ،
الثاني : نفس مراد المتكلم ، فإن كان طلبا كان تأويل الكلام نفس الفعل المطلوب ، وإن كان خبرا كان نفس الشيء المخبر به .
وكلا المعنيين يعم المحكم والمتشابه ، والأمر ،والخبر .
أما التأويل بمعنى صرف اللفظ من معناه الظاهر إلى معنى آخر ، فهو اصطلاح حادث لايجوز إنزال معاني القرآن عليه .
ثم إنّ صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر إنّ كان بدليل صحيح فهو من تفسير القـرآن ، وإن كان لغير ذلك فهـو من القول بالقرآن بغير علم.
وبهذا يعلم أن الوقف فـي : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) إن كان على لفظ الجلالة ، فالمقصود عاقبة ما ذكر في القرآن مما يعلم عاقبته ومآله وكيفـيّة وقوعـه إلا الله تعالى ، وإن كان على ( والراسخون في العلم ) ، فالمقصـود به التفسير والبيان والإيضاح ، فهم يعلمونه ، مما علمهم الله تعالى أن يردوه إلى المحكـم فيتبين معناه .
فصــل :
الآية التي جمعت أسرار القرآن
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لهذا قيل أن هذه الآية جمعت جميع أسرار القرآن إياك نعبد وإياك نستعين لأن أولها اقتضى عبادته بالأمر والنهى والمحبة والخوف والرجاء كما ذكرنا وآخرها اقتضى عبوديته بالتفويض والتسليم وترك الاختيار وجميع العبوديات داخلة فى ذلك.
وقال في موضع آخر : (ولهذا روى أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب ، جمع معانيها فى القرآن ، ومعانى القرآن فى المفصل ، ومعانى المفصل فى أم الكتاب ، ومعانى أم الكتاب فى هاتين الكلمتين إياك نعبد وإياك نستعين ، وهذا المعنى قد ثناه الله فى مثل قوله : فاعبده وتوكل عليه ، وفى مثل قوله عليه توكلت واليه أنيب ، وقوله عليه توكلت وإليه متاب)
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : (وأسرار القرآن الكريم أكثر وأعظم من أن يحيط بها عقول البشر)


فصـل :
دعوى أن للقرآن معاني باطنية لاتعلم من ميراث الرسول زندقـة
أجمع العلماء أن النصوص على ظاهرها والعدول عنها إلى معان باطنية لا تعلم إلاّ بطريق الكشف الصوفي ، زنـدقة وإلحاد ، إذ ذلك يبطـل الشريعة بأكملها .
قال ابن الصلاح في فتاويه : وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر أنه قال : صنف أبو عبدالرحمن السلمي حقائق التفسيـر ، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كـفر .
قال السيوطي في الإتقان : (سئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالــى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) : إن معناه (من ذل) أي من الذل ، (ذي) إشارة إلى النفس ، ( يشف) من الشفا جواب من ، (ع ) أمر من الوعي ، فأفتى بأنه ملحد ، وقد قال تعالى إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا قال ابن عباس هو أن يوضع الكلام على غير موضعه أخرجه ابن أبي حاتم
فصل
القرآن كلّه مأمور بتدبر معانيه ، فلايقال فيه مالايعلم معناه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( كيف وقد أمر الله بتدبر كتابه فقال تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ، ولم يقل بعض آياته ، وقال : أفلا يتدبرون القرآن ، وقال : أفلم يدبروا القول ، وأمثال ذلك في النصوص التي تبين أن الله يحب أن يتدبر الناس القرآن كله / وأنه جعله نورا وهدى لعباده ، ومحال أن يكون ذلك مما لا يفهم معناه ، وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرآن عثمان بن عفان ، وعبدالله بن مسعود ، أنهم قالوا كنا إذا تعلمنا من النبي عشر آيات ، لم نجاوزها حتى نتعلم ما فيها من العلم ، والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا).
قلت : أما ما رواه الطبري وغيره، ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : التفسير على أربعة أوجه : ( وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله) ، أعني قوله : وتفسير لايعلمه إلاّ الله ، فمحمول على أن مقصده ، كيفيات صفات الله تعالى ، أمور الغيـب ، فتفسيرها لايعلمه إلا الله تعالى .


فصل
جامع لمسائل أسباب النزول
لايعرف سبب النزول إلاّ بتوقيف ، وله حكم الرفع ، والأصل عدم تكرار النزول ، فإن تعدد الروايات في سبب النزول ،فالأصح ، ثم الأصرح ، فإن تساوى وتقارب الزمان حمل على الجميـع ، أو يصار إلى الترجيح ، والعبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب .
فصل
جامع لمسائل القراءات
كـلّ قراءة صحّ سندها ، ووافقت العربية ، ورسم المصحف ولو احتمالا ، فهي قراءة صحيحة ، وتنوع القراءات بمنزلة تعدد الآيات ، وبعضها يفسر بعض ، بيانا لمجمل ، وتخصيصا لعام ، وتقييدا لمطلق .
مثال ما خالف العربية ( بداكم ) بألف خالصـة ، ومثال ما خالف المصحف ( يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) ، ومثال ما نقله غير الثقة ( ننحيك ببدنك ) .
وتنوع القراءات مثل ( بل عجبـتَ ويسخرون ) ، والقراءة الثانية ( بل عجبـتُ ويسخـرون ) ، فالأولى فيها نسبة العجب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، والقراءة الأخرى بمنزلة آية أخرى ، ينسـب فيها الرب سبحانه هذا الفعل إليه ، ويكون القول فيه كالقول في سائر صفاته سبحانه وتعالى ، تمر كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ، ولاتمثيل ، ولاتكييف ، ومعلوم أن العجب نوعان ، نوع يكون سببه تفاجئ المعجـب بما كان يجهـله ، ونوع سببـه تميز المتعجب بـه عن سواه ، مع أن المعجـب سبق علمه بـه ، فالمعنى الثاني هو الذي ينسب إلى الله ، والأول ينزه الله عنه .
من أمثلة تفسير القراءة للقراءة ، أن تكون القراءة المفسرة آحادية ، تفسر آية متواترة ، مثل آية ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصـر ) فهذه
فصـل
تفسير القرآن بالقرآن إمـّـا :
بيان مجمل : متصلا كقوله ( حتى يتبين لكم الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر) أو منفصـلا كقوله ( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاّ ما يتلى عليكم ) ، بينت في قوله ( حرمت عليكم الميتة والدم ..الآية ) .
أو تقييدا لمطلق ، كقوله تعالى ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا لن تقبل توبتـهـم) ، فعدم قبول التوبة هنا ، مقيد بحضور الموت ، لقوله تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) .
أو تخصيصا لعام ، كقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ، خصصتها آيــة ( حرمت عليكم أمهاتكـم ..الآية ) .
فصــل
أحوال السنة مع القرآن أنها تأتــي:
مؤكده ، مثاله : تحريم السنة للخمر ، تأكيدا لتحرم القرآن
زائدة على ما في القرآن ، مثل تحريم أكل كل ذي ناب من السباع ، وكل ذي مخلـب من الطير
أو مبينــة ،
وفي كونها تأتي ناسخة لما في القرآن خلاف مشهور ، موضعه أصول الفقه .
فإن جاءت مبينة ، فعلى أحوال :
ذلك أن تفسير القرآن بالسنـة إما :
أن يفسـّر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بالقـرآن .
مثاله : أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ..الآية ) ، قلنا يارسول الله : أينا لايظلم نفسه . قال : ليس كما تقولون : لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، بشـرك ، أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لإبنه : يابني لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم .
أو ينص بكلامه على تفسير اللفظ في الآية ، مثاله : حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا : يدعى نوح يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يارب ، فيقول : هل بلغت ، فيقول نعم ، فيقال لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ، فيقول : محمـد وأمته ، فيشهدون أنه قد بلغ ، ويكون الرسول عليكم شهيدا ، فذلك قوله عز وجل : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ،والوسط : العـدل ) رواه البخاري .
أن يعمل بآية فيكون عمله تفسيرا، مثاله : حديث الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ( لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي : يابني فهـر ، يابني عدي ، ..)
ثم قد يكون بيانه صلى الله عليه وسلم :
أما تخصيص عام ، مثل تخصيص عموم ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثييين ) ، خصصت السنة القاتل ، والكافر ، والرقيق ، فلايرثون .
أو تقييد مطلق ، مثل قوله تعالى ( و السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) قيد القطع بدلالة السنة بأنه من الرســغ .
أو تعريف مبهم : مثال حديث أبي هريرة رض الله عنه في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ، قال الشفاعة ) رواه الترمذي.
أو بيان مجمل ، مثل بيانه بأفعاله ، لقوله تعالى : ( أقيموا الصلاة ) .
فصـل
جامع لمنهج تفسير الصحابة للقرآن
تفسير الصحابة للقرآن إن كان في أسباب النزول ، أو من قبيل مالا يقال بالرأي ، فله حكم الرفع ـ ويسثتنى من يروي عن بني اسرائيل ـ وإن كان في الأحكام الشرعية فهو قول صحابي
وتفسير الصحابة للقرآن ،
إما أن يكون بالقرآن
مثاله : أخرج البخاري عن العوام سألت مجاهدا عن السجدة في سورة ص ، فقال : سئل ابن عباس رضي الله عنهما فقال ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) ، وكان ابن عباس يسجد فيها .


أو بالسنة .
مثاله : أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( لتركبن طبقا عن طبق ) ، قال حال بعد حال ، قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم .
أم بكلامه مما له حكم الرفع .
مثاله : أخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه ، في قوله ( لقد رأى من آيات ربــه الكبرى ) ، قال : رأى رفرفا أخضـر قد سـد الأفــق .
ومثله أثر ابن عباس رضي الله عنه في قصة قدوم إبراهيم عليه السلام مكة ، وقد ذكر فيه تفسير بعض الآيات .
أو باللغة .
مثاله ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ( كأسا دهاقا ) ، مملوءة متتابعة ، سمعت أبي يقول في الجاهلية ( أسقني كأسا دهاقا ) .
أو بما رواه أهل الكتاب :
وما رواه أهل الكتاب ، ثلاثة أقسام : الأول ما علم صدقه ، فهذا إشكال فيه ، الثاني ما علم كذبه لمناقضته ما جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم فهذا كذب ، والثالث ما لايعلم صدقه من كذبه ، فهذا يحدث بـه ولا حرج كما ورد في الحديث ، لكن لايقرن بتفسير كتاب الله تعالى على الأرجح ، لأن في ذلك إيهاما أنه يبين ما في القرآن.
والروايات الواردة عن الصحابة في ذكرهم ما جاء عن أهل الكتاب ، أقسـام :
أحدها : أن يصرح بنسبة الرواية إليهم ، كما روى البخاري بسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) ، قال في التوراة : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولاسخاب بالأسواق ، ولايدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله ، حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، فيفتح بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا ) .
الثاني : أن يروى عنهم دون التصريح بنسبته إليهم ، وهذا كثيـر ، منه قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالـى ( فإنـّها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ) ، قال : فدخلوا التيه ، فكل من دخل التيه ممن جاوز العشرين سنة ، مات في التيه ، ومات موسى في التيه ،ومات هارون قبله ، قال : فلبثوا في تيههم أربعين سنة ، فناهض يوشع بمن بقي معه مدينة الجبارين ، فافتتح يوشع المدينة ) رواه ابن جرير .
أو يستنبط الدقيق من معاني القرآن بفهمه .
مثاله : أخرج البخاري عن عبيد بن عمير رضي الله عنه ، قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيم ترون نزلت هذه الآية ( أيود أحدكم أن تكون له جنة ) ، قالوا : الله أعلم ، فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لانعلم ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما ، في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين ، قال عمر : يابن أخي : قل ولا تحقـر نفسك ، قال ابن عباس : ضربت مثلا لعمل ، قال أي عمل ، قال لعمل ، قال عمر : لرجل غني يعمل في طاعة الله ، ثم بعث الله له الشيطان ، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله .
أو يفسر القرآن بما شهده وقت التنزيل من الأحوال
مثاله : اخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) ، قال هم كفار أهل مكة ) .
فصل
منهج التابعين في تفسير القرآن
وسبب العناية بتفسير التابعين ، وما له من مزية ، أنهم صحبوا الصحابة وشهدوا علمهم في تفسير القرآن وأنهم من القرون المفضلة ،وأنهـم أقوم لسانا ممن بعدهم .
وتفسير التابعي ليس له حكم الرفع ، وحكمه حكم قول التابعي.
لكن إن إتفقوا على تفسير آية ، لم يجـز إحداث قول غير ما أجمعوا عليه في تفسير الآية .
فصل
منهج تفسير القرآن باللغـة
تفسير القرآن باللغـة يراعى فيه المعنى الأغلب والأفصح دون الشاذ ،
مثاله تفسير قوله تعالى ( لايذوقون فيها بردا ولا شرابا ) بالنوم ، وهو نادر في كلام العرب ، فلايفسر به الكتاب.
فصـل
فوائد لغوية مهمة تعين على التفسير
المضارع بعد ( كان ) يدل على الكثرة والمداومة .
مثاله قوله تعالى ( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ).
الأصل عود الضمير إلى أقرب مذكور ، ولهذا أخر الله تعالى المفعول الاول في قوله ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ، ليعود الضمير إليه لقربه .
والأصل توافق الضمائر في المرجع حذرا من التشتيت.
كقوله تعالى ( أن اقذفيه في التابوت ، فاقذفيه في اليم ) أي موسى عليه السلام ، ومن قال الضمير الثاني للتابوت ، ضعفوه .
الجملة الفعلية تدل على التجدد ، والإسمية على الدوام و الثبوت.
مثال الفعلية : ( وجاؤوا أباهم عشاء يبكون ) ، والإسمية ( وكلبهم باسط ) .
صيغة التفضيل قد تطلق ويراد بها مطلق الإتصاف لا إلإشتراك بالفضل وزيادة في المفضل ، كقوله تعالى ( وأحسن مقيلا ) أي مقيلهم حسن ، وليس أنه أحسن من مقيل أهل النار .
كما قال حسان : فشركما لخيركم الفـداء.
وتقول العرب : الشقاء أحب إليك أم السعادة .
الألف واللام الداخلية على الأوصاف ، وأسماء الأجناس تفيد الإستغراق، بحسب ما دلت عليه.
يدل القرآن على معانيه بدلالة المطابقة والتضمن والإلتزام.
حذف المتعلق المعمول فيه ، يفيد التعميم بحسب المقام.
مثاله قوله تعالى ( فإن أحصرتم ) حذف المتعلق ليعم كل حصر .
: حذف جواب الشرط في مقام الوعيد يقتضي تعظيم الأمر وشدته
مثاله : قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ).
في القرآن أسماء إذا أطلقت دلت على معنى ، وإذا قرنت بغيرها دلت على بعض المعنى ، ودلت مع ما اقترنت به على بقية المعنى .
مثاله : الإيمان والعمل الصالح .
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ، يدل على أن معاني الآية لها علاقة بالإسم.
فصل
في أسرار الترتيب في القرآن
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( قال سيبويه الواو لا تدل على الترتيب ، ولا التعقيب ، تقول صمت رمضان وشعبان ، وإن شئت شعبان ورمضان ، بخلاف الفاء ، وثم ، إلا أنهم يقدمون في كلامهم ما هم بـه أهم ، وهم ببيانه أعنى ، وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم ) هذا لفظه.
قال السهيلي : وهو كلام مجمل يحتاج إلى بسط ، وتبيين ، فيقال : متى يكون أحد الشيئين أحق بالتقدم ، ويكون المتكلم ببيانه أعنى؟
قال : والجواب أن هذا الأصل يجب الإعتناء بــه لعظم منفعته في كتاب الله ، وحديث رسوله ، إذ لا بد من الوقوف على الحكمة في تقديم ما قدم ، وتأخير ما أخر.
نحو : السميع والبصير ، والظلمات والنور ، والليل والنهار، والجن والإنس في الأكثر ، وفي بعضها الإنس والجن ، وتقديم السماء على الأرض في الذكر ، وتقديم الأرض عليها في بعض الآي، ونحو سميع عليم ، ولم يجيء عليم سميع ، وكذلك عزيز حكيم ، وغفور رحيم ، وفي موضع واحد الرحيم الغفور، إلى غير ذلك مما لا يكاد ينحصر .
وليس شيء من ذلك يخلو عن فائدة وحكمة ، لأنه كلام الحكيم الخبير ، وسنقدم بين يدي الخوض في هذا الغرض أصلا يقف بك على الطريق الأوضح ،
فنقول : إن تقديم الألفاظ في اللسان على حسب تقدم المعاني في الجنان .
تتقدم المعاني بأحد خمسة أشياء : إما بالزمان ، وإما بالطبع ، وإما بالرتبة ، وإما بالسبب ، وإما بالفضل والكمال.
فإذا سبق معنى من المعاني إلى الخفة والثقل بأحد هذه الأسباب الخمسة ، أو بأكثرها ، سبق اللفظ الدال على ذلك المعنى السابق ، وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك، نعم ، وربما كان ترتب الألفاظ بحسب الخفة والثقل ، لا بحسب المعنى ، كقولهم ربيعة ومضر ، وكان تقديم مضر أولى من جهة الفضل ، ولكن آثروا الخفة لأنك لو قدمت مضر في اللفظ كثرت الحركات ، وتوالت ، .
فلما أخرت وقف عليها بالسكون
قلت : ومن هذا النحو الجن والإنس ، فإن لفظ الإنس أخف لمكان النون الخفيفة ، والسين المهموسة ، فكان الأثقل أولى بأول الكلام من الأخف لنشاط المتكلم وجمامه ، وأما في القرآن فلحكمة أخرى سوى هذه قدم الجن على الإنس في الأكثر ،والأغلب ، وسنشير إليها في آخر الفصل إن شاء الله.
أما ما تقدم بتقدم الزمان فكعاد وثمود ، والظلمات والنور ، فإن الظلمة سابقة للنور في المحسوس والمعقول ، وتقدمها في المحسوس معلوم بالخبر المنقول ، وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل.
قال سبحانه : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) ، فالجهل ظلمة معقولة ، وهي متقدمة بالزمان على نور العلـم ، ولذلك قال تعالــى : ( في ظلمات ثلاث ) ، فهذه ثلاث محسوسات ظلمة الرحم ، وظلمة البطن ، وظلمة المشيمة ، وثلاث معقولات : وهي عدم الإدراكات الثلاثة المذكورة في الآية المتقدمة ، وفي الحديث إن الله خلق عباده في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره ،


ومن المتقدم بالطبع نحو ( مثنى ، وثلاث ، ورباع) ، ونحو : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ..الآية ) وما يتقدم من الأعداد بعضها على بعض ، إنما يتقدم بالطبع كتقدم الحيوان على الإنسان والجسم على الحيوان.
ومن هذا الباب تقدم العزيز على الحكيم، لأنه عز فلما عز حكم ، وربما كان هذا من تقدم السبب على المسبب ، ومثله كثير في القرآن نحو ( يحب التوابين ويحب المتطهرين ) لأن التوبة سبب الطهارة ، وكذلك : ( كل أفاك أثيم الشعراء )، لأن الإفك سبب الإثم ، وكذلــــك : ( كل معتد أثيم ) .
وأما تقدم هماز على مشاء بنميم ، فبالرتبة لأن المشي مرتب على القعود في المكان ، والهماز هو العياب ، وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة.
وأما تقدم منّاع للخير على معتد ، فبالرتبة أيضا لأنّ المناع يمنع من نفسه ،والمعتدي يعتدي على غيره ونفسه قبل غيره.
ومن المقدم بالرتبة : ( يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ) ، لأن الذي يأتي راجلا يأتي من المكان القريب ، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد ، على أنه قد روي عن ابن عباس أنه قال : وددت أني حججت راجلا ، لأن الله قدم الرجالة على الركبان في القرآن الكريم ، فجعله ابن عباس من باب تقدم الفاضل على المفضول، والمعنيان موجودان.
وربما قدم الشيء لثلاثة معان ، وأربعة ، وخمسة ، وربما قدم لمعنى واحد من الخمسة ، ومما قدم للفضل ، والشرف ، ( فاغسلوا وجوهكم ، وأيديكم إلى المرافق ، وامسحوا برؤوسكم ، وأرجلكم) .
وقوله : ( النبيين والصديقين) ومنه تقديم السميع على البصير ، وسميع على بصير ،
ثم قال في بدائع الفوائد : ( وأما تقديم السماء على الأرض فبالرتبة أيضا ، وبالفضل والشرف ،
وأما تقديم الأرض في قوله : ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) فبالرتبة أيضا لأنها منتظمة بذكر ما هي أقرب إليه ، وهم المخاطبون بقوله : ( ولا تعملون من عمل ) ، فاقتضى حسن النظم تقديمها مرتبة في الذكر مع المخاطبين الذين هم أهلها ، بخلاف الآية التي في سبأ ، فإنها منتظمة بقوله : ( عالم الغيب ) ،
وأما تقديمه المال على الولد في كثير من الآي فلأن الولد بعد وجود المال نعمة ومسرة ، وعند الفقر وسوء الحال هم ومضرة ، فهذا من باب تقديم السبب على المسبب ، لأن المال سبب تمام النعمة بالولد.
وأما قوله : ( حب الشهوات من النساء والبنين ) ، فتقديم النساء على البنين بالسبب، وتقدم الأموال على البنين بالرتبة ، ومما تقدم بالرتبة ذكر السمع والعلم ، حيث وقع فإنه خبر يتضمن التخويف والتهديد فبدأ بالسمع لتعلقه، بما قرب كالأصوات وهمس الحركات ، فإن من سمع حسك ، وخفى صوتك ، أقرب إليك في العادة ، ممن يقال لك أنه يعلم ، وإن كان علمه تعالى متعلقا بما ظهر ، وبطن ، وواقعا على ما قرب ، وشطن ، ولكن ذكر السميع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم فهو أولى بالتقديم.
وأما تقديم الغفور على الرحيم ، فهو أولى بالطبع لأن المغفرة سلامة ، والرحمة غنيمة ، والسلامة تطلب قبل الغنيمة ، وفي الحديث أن النبي قال لعمرو بن العاص : ( أبعثك وجها يسلمك الله فيه ويغنمك وأرغب لك رغبة من المال ) ، فهذا من الترتيب البديع بدأ بالسلامة قبل الغنيمة وبالغنيمة قبل الكسب.
وأما قوله : ( وهو الرحيم الغفور ) في سبأ ، فالرحمة هناك متقدمة على المغفرة ، فإما بالفضل والكمال ، وإما بالطبع لأنها منتظمة بذكر أصناف الخلق من المكلفين ، وغيرهم من الحيوان ، فالرحمة تشملهم ، والمغفرة تخصهم، والعموم بالطبع قبل الخصوص ، كقوله : ( فاكهة ونخل ورمان ) ، وكقوله : ( وملائكته ورسله وجبريل وميكال) ،
ومما قدم بالفضل قوله Sadواسجدي واركعي مع الراكعين ) لأن السجود أفضل وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
فإن قيل : فالركوع قبله بالطبع والزمان ، والعادة لأنه انتقال من علو إلى انخفاض ، والعلو بالطبع قبل الإنخفاض فهلا قدم الركوع.
الجواب أن يقال : انتبه لمعنى الآية من قوله اركعي مع الراكعين ، ولم يقل اسجدي مع الساجدين، فإنما عبر بالسجود عن الصلاة ، وأراد صلاتها في بيتها ، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها ، ثم قال لها اركعي مع الراكعين ، أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ، ولم يرد أيضا الركوع وحده دون أجزاء الصلاة ، ولكنه عبر بالركوع عن الصلاة ،كما تقول ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة ، لا الركوع بمجرده ، فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عبر عنها بالسجود ، لأن السجود أفضل حالات العبد ، وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها ، ثم صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع ، لأنه في الفضل دون السجود ، وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها وحدها في بيتها ، ومحرابها ، وهذا نظم بديع وفقه دقيق وهذه نبذ تسير بك إلى ما وراءها ترشدك وأنت صحيح .
فصل
فائدة في الجمع والإفراد في القرآن
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( ولما كانت الظلمة بمنزلة طرق الباطل ، والنور بمنزلة طريق الحق فقد أفرد النور ، وجمعت الظلمات ، وعلى هذا جاء قوله : ( والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ، يخرجونهم من النور إلى الظلمات )
فوحد ولي الذين آمنوا ، وهو الله الواحد الأحد ، وجمع أولياء الذين كفروا لتعددهم ، وكثرتهم ، وجمع الظلمات وهي طرق الضلال والغي ، لكثرتها واختلافها ، ووحد النور وهو دينه الحق وطريقه المستقيم الذي لا طريق إليه سواه.
ولما كانت اليمين جهة الخير والفلاح ، وأهلها هم الناجون أفردت ، ولما كانت الشمال جهة أهل الباطل وهم أصحاب الشمال جمعت في قوله عن اليمين والشمائل.
فإن قيل : فهلا كذلك في قوله : ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ) وما بالها جاءت مفردة ، قيل : جاءت مفردة لأن المراد أهل هذه الجهة ، ومصيرهم ومآلهم إلى جهة واحدة ، وهي جهة الشمال ، مستقر أهل النار ، والنار من جهة الشمال ، فلا يحسن مجيئها مجموعة لأن الطرق الباطلة وإن تعددت فغايتها المرد إلى طريق الجحيم ، وهي جهة الشمال ،وكذلك مجيئها مفردة في قوله : ( عن اليمين وعن الشمال ) ، لما كان المراد أن لكل عبد قعيدين ، قعيدا عن يمينه ، وقعيدا عن شماله يحصيان عليه الخير ، والشر ، فلكل عبد من يختص بيمينه ، وشماله من الحفظة فلا معنى للجمع ههنا .
وهذا بخلاف قوله تعالى حكاية عن إبليس : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ) ،فإن الجمع هنا في مقابلة كثرة من يريد إغواءهم ، فكأنه أقسم أن يأتي كل واحد ، من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ولا يحسن هنا عن يمينهم ، وعن شمالهم ، بل الجمع ههنا من مقابلة الجملة بالجملة المقتضى توزيع الأفراد ، ونظيره : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) ،
فصل
في أن أكثر الفاظ القرآن الدالة على معنيين فصاعدا هي من قبيل
استعمال اللفظ في حقيقته الواحدة المتضمنة لهما ، لا من قبيل المشترك ولا استعمال اللفظ في الحقيقة والمجاز
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( قوله تعالى : ( إذا سألك عبادى عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) يتناول نوعي الدعاء ـ يعني دعاء العبادة ، ودعاء المسألة ، وبكل منهما فسرت الآية ، قيل : أعطيه إذا سألني ، وقيل أثيبه إذا عبدني ، والقولان متلازمان ، وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما أو استعمال اللفظ في حقيقة ومجازه ، بل هذا استعمال له في حقيقته الواحدة المتضمنة للأمرين جميعا ، فتأمله فإنه موضع عظيم النفع ، قل من يفطن له .
وأكثر ألفاظ القرآن الدالة على معنيين فصاعدا ، هي من هذا القبيل ، ومثال ذلك قوله : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) ، فسر بالزوال ، وفسر الدلوك بالغروب ، وحكيا قولين في كتب التفسير ، وليسا بقولين بل اللفظ يتناولهما معا ، فإن الدلوك هو الميل ، ودلوك الشمس ميلها ، ولهذا الميل مبدأ ، ومنتهى ، فمبدأه الزوال ، ومنتهاه الغروب ، فاللفظ متناول لهما بهذا الاعتبار ، لا يتناول المشترك لمعنييه ، ولا اللفظ لحقيقته ومجازه.
ومثاله أيضا ما تقدم من تفسير الغاسق بالليل والقمر ، وإن ذلك ليس باختلاف بل يتناولهما لتلازمهما فإن القمر آية الليل ، ونظائره كثيرة.
ومن ذلك قوله عز وجل : ( قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) ، قيل لولا دعاؤكم إياه ، وقيل دعاؤه إياكم إلى عبادته ، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول ، وعلى الأول مضافا إلى الفاعل ، وهو الأرجح من القولين ، وعلى هذا فالمراد به نوعا الدعاء ، وهو في دعاء العبادة أظهر أي ما يعبأ بكم ربي لولا أنكم تعبدونه ، وعبادته تستلزم مسألته فالنوعان داخلان فيه )
فصل في نفي التساوى في القرآن الكريم
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( نفي التساوي في كتاب الله تعالى قد يأتي بين الفعلين ، كقوله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، كمن آمن بالله ) وقد يأتي بين الفاعلين ، نحو : ( لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) وقد يأتي بين الجزئين ، كقوله : ( لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة ) وقد جمع الله بين الثلاثة في آية واحدة ، وهي قوله تعالى : ( وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات ) ، فالأعمى والبصير الجاهل والعالم ، والظلمات والنور الكفر والإيمان ، والظل والحرور الجنة والنار ، الأحياء والأموات والمؤمنين والكفار )
فصل في فوائد ضـرب الأمثال في القرآن
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور، التذكير ،والوعظ والحث ، والزجر ، والاعتبار ، والتقرير ، وتقريب المراد للعقل ، وتصويره في صورة المحسوس، بحيث يكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس.
وقد تأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر على المدح والذم ، وعلى الثواب والعقاب ، وعلي تفخيم الأمر أو تحقيره ، وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر، والله أعلم )
فصل في فوائد إرشادات السياق في القرآن
قال ابن القيم في بدائع الفوائد : ( السياق يرشد إلى تبيين المجمل ، وتعيين المحتمل ، والقطع بعدم احتمال غير المراد ، وتخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد ابو عاصم
عضو فعال
عضو فعال
احمد ابو عاصم


ذكر

العمر : 46
عدد الرسائل : 317
تاريخ التسجيل : 08/11/2010

الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه   الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه I_icon_minitime27/12/2010, 12:49 am

مجهود رائع ومميز افادنا الله واياكم

ولكن الموضوع طويل فلو كان على حلقات

لكان افضل من ذلك نفعنا الله واياكم

بالقران الكريم

وجعل الله هذا العمل فى ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد جلال
مدير
مدير
محمد جلال


ذكر

العمر : 48
عدد الرسائل : 3199
تاريخ التسجيل : 20/08/2008

الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه   الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه I_icon_minitime27/12/2010, 2:43 am

شكرا جزيلا على الموضوع القيم
والمجهود الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دشنا
عضو فعال
عضو فعال
بنت دشنا


انثى

العمر : 49
عدد الرسائل : 337
تاريخ التسجيل : 09/12/2010

الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه   الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه I_icon_minitime27/12/2010, 10:24 am



جزاكِ الله خير الجزاء اخى ~ وكتب لكِ بكل حرف فى كتاب الله حسنات أمثال الجبال ..
بارك الله فيك واكثر من امثالك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخلاصه الجامعه لقواعد التفسير النافعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الأيه (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله )
» كتاب رائع لقواعد اللغة الأنجليزية الأساسية
» التفسير العلمى لهروب الشياطين عند ذكر الله ....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منارة دشنا :: القسم الإسلامي :: القرآن الكريم-
انتقل الى: