سألني أحدهم ما الفرق بين الرحمة والنعمة ؟
فقلت : سأشرح لك من ناحية لغوية الفرق في المعنى , وسأوضح رأيي بمثل من الحياة !
نقول : رحم يرحم رحمة ورُحما ومَرْحمة .
رَحَمِه أي رقّ له أو غفر له .
والرّحمة هي مصدر الفعل رَحِم وتعني رقة القلب أو المغفرة !
ونقول : نَعَم يَنْعَمُ نِعمَة ومَنعما بمعنى عيشه طاب .
ونَعَم وجمعها : نِعَم وأنعم ونِعمات : أي ما أنعم به من رزق أو مال أو أولاد الخ .
وتعني كذلك المسرّة وتعني ايضاً الإحسان .
حقا انّ زارع البر يحصد السرور ونقول : هو واسع النعمة , بمعنى واسع المال .
قيل : الرحمة فوق العدل ..وقال أحد الشعراء :
" ولا تخشَ غير الله وارحم عباده فرحمتهُ ذخرٌ لمن هو راحم ..
من الصعب أن نميز تمييزا مطلقاً بين الرحمة والنعمة ولكني أقول :
شاهد أحدهم مجروحاً يصرخ في الطريق فرقَّ قلبه له .
أشفق عليه ونقله إلى أقرب عيادة أو مستشفى .. ساعده على تضميد جروحه الخ .هذا معنى رحمة .
أما إذا أخذه إلى بيته ِبعد ذلك وأطعمه وكساه الخ , فقد أنعم علية .. نعمة !
وكثيراً ما نقرأ في الصحف أنَ أحدهم شاهد رضيعاً ملقى في مكان ما , حمله بين ذراعيه وأخذهُ إلى بيتهِ , ثم أحسن أليه ورباه وعلمه , بمعنى أنّه أنعم عليه .
والعاقل لا ينسى أن يشكر الله – عزَّ وجل – على نعمة ومراحمه .
وقد شاهدت بعض الدور قد كتب على مدخلها :
" هذا من فضل ربي " أي من نِعَم الخالق عليّ !
ليس هناك مخلوق عاقل لا يشعر بما للوالدين من الولاء الجميل والفضل الجزيل عليه .
ودعوتنا في هذه الكلمة المتواضعة إلى الرحمة والبر والإحسان كقول الشاعر : عليك ببِر الوالدين كليهما ولر ذوي القربى والأباعد .
نعم , أنعمّ الله عليك ,
فقد قيل : " أفضل الناس من عاش الناس في فضله "
وقد قال الشاعر :
" واذا أتّسعت برزق ربك فاجعلنَ منه الأجل لاوجه الصدقات . "
وقيل : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " .
لتدم رحمتك ونعمتك علينا أيها الرحمن الرحيم المعطي بسخاء دون تغيير .
منقووووووووووووووووووووول