القضاء والقدر للشيخ الشعراوى

القضاء والقدروقضية التسيير والتخيير من فتاوي الشيخ الشعراوي

"بسم الله الرحمن الرحيم"
س:إذا كان عمل الإنسان مقضيا به مقدارا له فكيف يحاسب عليه؟؟!!
جـ : يجيب فضيلة الشيخ الشعراوي فيقول :لا بد أن تفهم الفرق بين قضي , وبين قدر
( قضي ) يعني حكم حكما لازما لا يمكن أن ينتهي, وذلك في الأمور التي لادخل للإنسان فيها , ولذلك فالله لا يحاسبك علي القضاء
ولكن ( قدر ) تعني أن الأمور تأتي في المستقبل من وجهة نظرك فتقول إنني قدرت أن أفعل كذا. وعندما يأتي وزير الزراعة مثلا بناء
علي الإحصاءات والأرقام ويقول : تقدر الدولة محصول القطن هذا العام بكذا مليون قنطار. مع أن علم البشر ناقص, وتقديره بحسب المعلومات
التي وصلت إليه ولكن تقدير الله عزوجل لايحدث فيه خلاف لأن معلوماته مؤكدة فإذا قدر علي الإنسان في الأزل أن يكون عاصياً فمعنا ذلك أنه
علم أزلاً أن هذا الإنسان سيختار المعصية ولكن ساعة اختيار المعصية هل ارخمه الله عليها ؟
الوزير حينما قدر المحصول هل ارخم الأرض علي أنها ستنفذ تقديره ؟ لا بل هو قدر حسب المعلومات التي وصلت إليه والمسألة تسير في طريقها
الطبيعي بدون تدخل منهم
كذلك خلق الله الخلق وقال هناك أمور قضيتها وهذه لا أحاسب عليها أحداً وهناك أمور تركت للعبد الاختيار فيها .. ولكن قدرت أن العبد سوف
يعمل كذا ساعة كذا لا أقهره علي أن يعمل لأنه عمل بصفة الاختيار ولكني أعلم ماسوف يعمل
فالله قدر لأنه علم أنك ستختار ولم يقدر ليوجب عليك أن تصنع ما قدر وهذا هو الفرق بين القضاء والتقدير
ولنضرب بذلك مثلا فلو أن كلية الحقوق مثلا حددت جائزة فقال عميل الكلية لا ستاذ المادة إنه يريد امتيازاً في مادة كذا ليعطي جائزة قدرها كذا
فرشح الاستاذ أحد تلاميذه لأنه يعرفه فلم يثق العميد في كلامه وعقد اختباراً فجاءت النتيجة بحسب ما قدر الاستاذ فهل كان الاستاذ علي يد
الطالب ساعة أن كتب الإجابة ؟
كلا ولكنه حكم لعلمه بامتياز هذا الطالب بالذات ولكنه علم قد يختل لانه علم بشر ولكن علم الله لا يختل ابداً
( هذا من كتاب الفتاوي لشيخ الشعراوي والقدر صــ 138 , 139 )

شكرا لك أستاذ أحمد

نفعنا الله وإياك بعلوم فضيلة الشيخ الشعراوي

رضي الله عنه وجزاه عن الإسلام خيرا

أستاذ على أين أنت يا عم الرجال وحشتنا والله كل سنة وحضرتك طيب بارك الله فيك أخى العزيز