وقد مدح الله تعالى
أهل طاعته بقوله: (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون،
والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم
راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)
[المؤمنون:57-61).
وعن عائشة رضي الله
عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون
الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون،
ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) [الترمذي وابن ماجه
واحمد].
أخي
المسلم: هكذا كان
سلقنا الكرام، يتقربون إلى الله بالطاعات، ويسارعون غليه بأنواع القربات، ويحاسبون
أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.
فهذا الصديق رضي
الله عنه: كان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله
لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.
وهذا عمر بن الخطاب
رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) [الطور:7].
فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى
في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطأن أسودان من
البكاء!!.
وقال له ابن عباس
رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل، فقال عمر: وددت أني
أنجو لا أجر ولا وزر!!.
وهذا عثمان بن عفان
ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو
أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن
أعلم إلى أيتهما أصير!!.