عمر ابوسالم عضو فعال
العمر : 40 عدد الرسائل : 344 تاريخ التسجيل : 02/04/2010
| موضوع: هذه القصة قد اوقفت شعر بدني عندما قرأتها ............... 22/5/2011, 8:59 am | |
| هذه القصة قد اوقفت شعر بدني عندما قرأتها ...............
كان هنالك مريضاً قد نُقِلَ حديثاً إلى المشفى ، فاصطحبته الممرضة إلى غرفته التي سيمضي فيها ما يقارب الستة أشهر حتى يشفى من مرضه ، وعندما ادخلته الممرضة إلى الغرفة ، كانت غرفةً معتمة تفتقد الإنشراح والبهجة ، بل أتها مفعمةٌ بالكآبة والسوداوية ، فيها نافذة وحيدة يركن بجانبها رجل عجوز في سريره ويدير وجهه تجاهها ،أما الرجل الجديد فقد أخذ السرير الآخر ألا وهو السرير الذي يبعد عن النافذة .
اركنت الممرضة الرجل في سريره لأنه لم يكن قادراً على الحراك إثر ما أصابه من مرض ، ثم تركته مع ذلك العجوز وذهبت ، فدار بينهما حديث : ................( لن اطيل عليكم القصة ، سأروي فقط ما هو مهم ) قال الرجل : أيها العم ، كم من المدة قد مكثت في هذه الغرفة ؟ قال العجوز : مكثت فيها أربع سنوات ، وسأمكث فيها إلى ان تحين ساعتي ، ماذا عنك ؟ فقال الرجل : قيل لي انني سأبقى لمدة تقارب الستة أشهر .
في اليوم التالي ، استيقظ الرجل من نومه فوجد العجوز صاحياً ورآه ينظر من النافذة فسأله : ماذا ترى عندك من النافذة يا عماه ؟ فقال العجوز : آهٍ لو ترى ما أرى ، إنها الحياة ..... أرى حديقةً رائعة قد عم خضارها ارجاء النافذة ، وقد كُلّلت بالزهور المتناغمة الالوان ، وأرى في منتصفها بركةً تفور منها الماء بشكل جذاب ، وأرى بضع اطفال يلعبون ويحومون حولها . فسُرَّ الرجل كثيراً وقال : إنني أتخيل ذلك المشهد ، ما أجمله ! آهٍ لو أنني استطيع ان انهض من سريري فأرى ما ترى . ثم قال له : بالمناسبة يا عم ، لم انت دوماً تدير وجهك نحو النافذة ولا تنظر إلي عندما تكلمني ؟! فقال له العجوز : يا بني ، إن مرضي لا يسمح لي بان اتكىء على الجانب الآخر فهو يؤلمني جداً ........
وفي اليوم التالي ، استيقظ الرجل ووجد العجوز صاحياً ، فسأله : ماذا ترى اليوم من النافذة يا عماه ؟ قال العجوز : إنني أرى عرضاً كرنفالياً رائعاً ، فهناك الراقصون الذين يرقصون بأسلوب باهر ، وهناك ذوي الأقدام الطويلة الذين يلبسون في اقدامهم ألواح خشبية طويلة فيبدون كالعمالقة ، وهناك المهرجون الذين يصبغون وجوههم بالألوان ، وهنالك من يمارس ألعاب الخفة ، إنهم حقاً ممتعون .......... فسر الرجل بمجرد تخيل تلك الاشياء .
وفي اليوم التالي ، استيقظ الرجل فوجد العجوز صاحياً كعادته ، فقال له : اروي لي ماذا ترى اليوم يا عماه ..... فقال له العجوز : اتسمع صوت المطر ؟ إنها تمطر والشمس مشرقة ، ما أجمل هذ المنظر ! هناك قوس قزح قد وسعت ألوانه في السماء . فقال الرجل : ما أجمل هذا ! اتعلم يا عماه ؟ إنني دوماً امسي سعيداً عندما تروي لي ما تراه من تلك النافذة ، فانت تخرجني من جو الغرفة الكئيب هذا ، وعندما اتخيله أشعر بسعادة لا توصف ، وقد أصابني الإدمان فأول ما استيقظ أحب أن تروي لي ماذا يحدث في الخارج . فقال له العجوز ضاحكاً : نعم يا بني ، أرى أن هذه النافذة نعمةٌ لنا .........
ومضت الأيام على هذا المنوال .........
وفي يوم من الايام استيقظ الرجل على ضجيج يعم أرجاء الغرفة ، فوجد أن الغرفة مليئة بالناس من ممرضات وأطباء ، فسألهم عما يجري ، فقالت له إحدى الممرضات : لقد توفي شريكك في الغرفة ....... فحزن الرجل كثيراً على فراق ذلك العجوز الطيب .
وعندما فرغت الغرفة ، بقيت هنالك ممرضة كانت ترتب السرير الآخر الذي اعتاد العجوز أن يستلقي فيه ، فقال لها الرجل : هل بإمكانك أيتها الممرضة ان تنقلينني إلى السرير الآخر ، فقالت له الممرضة بإستغراب : حسنٌ . وعندما نقلته الممرضة ، كان الرجل مفعماً بالحماس فهو الآن سيلقي أول نظرة من تلك النافذة ، وعندما نظر وجد ان النافذة مسدودة بجدار ، وأنه لا يستطيع أن يرى منها شيئاً ، فصاح بالممرضة بهلع : ما هذا ؟!!! فقالت له الممرضة : ما بك ؟! فقال الرجل : لم النافذة مسدودة هكذا ؟! فقالت الممرضة : إن النافذة على هذه الحال منذ أن اتيت انت إلى هذه الغرفة ، ولم يتغير فيها شيء ، فما الغريب ؟! فقال الرجل : ولكن العجوز الذي كان يجلس في هذا السرير كان يروي لي كل يومٍ ما يراه من المشاهد الجميلة التي تطل على مرآه من هذه النافذة !!! فقالت الممرضة : غريب ٌ ذلك ، فقال الرجل : لماذا ؟ فقالت الممرضة : لان ذلك العجوز كان اعمى ..........
العبرة =======> بالنسبة لي قد استخرجت عبرةً هي أن الإنسان هو من يصنع عالمه بيده ، وأنه لو عاش في سجن فهو بيده أن يجعل منه جنة بخياله وعقله ........ من هنا السؤال!! ما هي العبرة التي تستخرجونها من القصة | |
|